"قهرن الأمية"| نماذج ملهمة يفخر بها الوطن.. "زبيدة 87 عاما" و"نسمة" من مقعد تعليم الكبار لدكتوراه في جامعة الأزهر.. و"أسماء" كفيفة أبدعت على "برايل"
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
مواجهة الأمية والقضاء عليها أمانة ومسئولية مجتمعية على الجميع، وهي رسالة سماوية، وأول كلمة نزلت في القرآن الكريم "اقرأ"، تأكيدًا أنه حق للجميع.
وتسعى الجهات المختلفة في الدولة بالتكاتف للقضاء على هذه القضية، بالتعاون مع جهاز الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، وفقا لخطة مصر 2030 تكون احتفلت مصر بآخر أمي والذي يصل عددهم الآن 15 مليونا.
الشريحة الأكثر إصرارا هن السيدات والفتيات كافحن من أجل التعليم، للحفاظ على كرامتهن، وبحثًا عن مستقبل أفضل لهن أو لأبنائهن على الأقل، نماذج قهرت الأمية وتحدت كل الصعاب، لم تعجز عن التعلم بسبب الظروف الأسرية، أو العمر، أو الخجل من المجتمع لأي سبب كان.
"البوابة نيوز"، التقت بعضهن، ضمن نماذج مشرفة، للتعرف على حكاية كل منهن، أحلامهن وذلك عقب تكريمهن في احتفالية الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار احتفالا باليوم العالمي لمحو الأمية، وفي مقدمتهمن سيدة ثمانينية، وأخرى وصلت لمقعد التدريس بالجامعة، ونموذج من ذوي الهمم.
زبيدة عبدالعالفي مارس الماضي تداول اسمها بشكل كبير عقب نشر الممثلة والمخرجة الأمريكية "إنجيلينا جولى" صورة السيدة المصرية عبر "ستوري"، على حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى إنستجرام، وشاهدها الملايين، والصورة لسيدة مصرية يزيد عمرها على 80 عاما، وهي زبيدة عبدالعال، وكانت تجلس على مقعد في المدرسة.
بملامح متواضعة تظهر عليها المثابرة والكفاح، وهى فى العقد الثامن من عمرها، جلست بمقاعد فصول محو الأمية، زبيدة عبدالعال علي، 87 عاما، تحدثت لـ"البوابة نيوز"، «لما اتجوزت مقدرتش اتحرك من غير مشورة الراجل، ولما توفى، نزلت أتابع زرع أرضنا في مدينة السادات بشبين، وسمعت في البلد إن في تعليم ومحو أمية، وروحت الفصول واتعلمت في 3 شهور».وأضافت «عمري ما بصمت على حاجة في حياتي، ولما طلعت بطاقة الزراعة، قالي الموظف ابصمي، قولتله همضي، وأنا كنت اعرف في الحروف علشان كنت بوصل عيالي المدرسة»، مشيرة إلى أنه لأول مرة يتم تكريمها باحتفالية اليوم العالمي لمحو الأمية وأنهت حديثها "بشكركم كلكم".
مقعد الجامعةظلت تكافح دون ملل، وتحملت الصعاب وادخرت وقتها كله لإنهاء مشكلتها وتغلبت على الظروف الأسرية الصعبة بالمثابرة والتحدي، نسمة صلاح عبدالعظيم محمد، مدرس مساعد بكلية البنات بالمنيا جامعة الأزهر الشريف، قالت لـ«البوابة»، إنها نشأت داخل أسرة، وكنت أكبر اخواتي، ونظرا لظروف أسرية لم أدخل مدرسة، مضيفة في سن 10 سنوات فقامت جارتي واسمها "إيمان يونس"، واخذتني لفصول محو الأمية.
وأكملت "نسمة"، ثم حفظت القرآن الكريم، بالكُتاب، والتحقت بقطاع المعاهد الأزهرية، ثم حصلت الاعدادية ثم الثانوية، ثم الكلية في أسيوط وعينت مدرس بقطاع المعاهد الأزهرية، ثم معيدة بكلية البنات- شريعة إسلامية في أسيوط، ثم مدرس مساعد بكلية البنات الأزهرية بالمنيا الجديدة، وحاليا باحثة دكتوراة تخصص فقه مقارن.
وتابعت، أنا أكبر اخواتي وكنت قدوة لهم، وبعد ذلك اخواتي الفتيات التحقن بالتعليم وحصلن على مؤهلات عليا، "بكالوريوس صيدلة، وبكالوريوس تجارة"، ولدي اخت بالثانوية العامة، واخواتي الذكور تعليم متوسط.
وأشارت إلى أن هناك مساعدات من أساتذتي والمعلمين على مدار فترات تعلمي، موضحة أنه أول مرة يتم تكريمها باحتفالية محو الأمية هذا العام 2023، مؤكدة التكريم شعور رائع وزادني حماسا وعزيمة.
واخدت خطوة وفتحت فصل محو أمية، أول ما اتخرجت من الكلية، لكن لم أكمل التجربة، ولكن حاليا أقوم بتعليم قرآن كريم في إحدى الجمعيات الخيرية بالقرية.
برايلفي السياق نفسه، تحدثت أسماء شعبان 27 سنة، محافظة المنيا – ملوي، عن تجربتها، قائلة "أخويا في دمج وهو اللي عرفني على فكرة برايل، من خلال معلمة أخي، وهي الدافع الأساسي لأنها وضحت إن لي فرصة في التعليم، لافتة إلى أن المعلمة ضمتني لمجموعة بإحدى الجمعيات الخيرية، من 7 أشهر ومن ثم التحقت بفصول محو الأمية.
وأكدت أن استجابتها كانت سريعة، وامتحنت عن طريق برايل، مؤكدة أنها تنوي استكمال المراحل التعليمية، والحصول على شهادة جامعية، متمنية أن تكون معيدة في الجامعة.
وأكملت، الموضوع ليس صعبا والمعلمين تعاملهم جيد جدا، و"لهم كل الشكر، وهم أسباب تبسيط الأمور، والسنة الجاية داخلة إعدادي وأنا متفائلة".
مصر تستطيعمن جهته؛ أعلن الدكتور محمد ناصف رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، إحصاءات وتفاصيل التحرر من الأمية بالمحافظات المختلفة في العام الحالي 2022/2023.
وأوضح، ناصف أن الجامعات المصرية حققت نجاحا في هذا الملف، حيث حققت 568216 ناجحا، وأعلى 5 جامعات من حيث عدد الناجحين "الأزهر، والمنصورة، وسوهاج، وبني سويف، وطنطا".
وكشف عن خطة المحافظات وأعداد المستهدفين ونسبة الناجحين منهم، معلنا محافظة جنوب سيناء خالية من الأمية، حيث وصلت نسبة الأمية بالمحافظة إلى 7% فأقل.
وقال "ناصف"، إنه أثناء جائحة كورونا استطعنا الاستمرار، معلقا: الحقيقة الهيئة تعمل بخطة تتباين من محافظة لأخرى، حسب عدد الأميين، وتوزيعهم وطبيعتهم الجغرافية، على مستوى 27 فرعا، طبقا للخطة الاستراتيجية لكل فرع، ومعتمدة من المحافظين، وهناك خطة مركزية للهيئة.
وحول القضاء نهائيا على الأمية، أوضح "ناصف"، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" طبقا لرؤية مصر 2030، وطبقا لمنظمة اليونسكو، التي تسعى لأن تعلن أن العالم خال من هذا الكابوس الاجتماعي، حيث يوجد أكثر من 775 مليون أمي على مستوى العالم.. ومنهم في مصر 15 مليونا، ونحن نركز أكثر على الشريحة العمرية من 20 إلى 40 سنة، وعددهم 3 ملايين وهم في قوة العمل، ومطلوب منا في الفترة المقبلة عمل وإنجاز ونضع معدل إنجاز سنويا، ويتابع يوما بيوم ما تم تحقيقه هذا العام، حيث تحرر 903 آلاف أمي.
وتابع: منذ انطلاق الجمهورية الجديدة أكثر من 6 ملايين أمي تحرروا، وأن الجمهورية الجديدة تبنى بالعلم، وبالإرادة الجيدة التي تضع خارطة طريق لكل جنيه ينفق داخل كل مؤسسة، وتبني ثقافة التطوع.
ووفقا لتوجيهات وتأكيدات رئيس الجمهورية، في أكثر من مشهد أن يكون للشباب المصري دور خدمي في قضاياه المجتمعية، وكذا مؤسسات المجتمع المدني دورها الاجتماعي أهم وأجدى من دورها السياسي، فهنا مصر تستطيع كلما تكاملت الجهود وتوحدت الرؤية، نستطيع دائما التغلب على كل التحديات.
وأوضح ناصف، هذا العام حظى ملف محو الأمية وتعليم الكبار، بزخم كبير جدا من مؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني والذي جاء تتويجا لإلقاء الرئيس السيسي الضوء على هذه القضية الاجتماعية، التي باتت مستعصية، على مدار سنوات ماضية.
وأردف، إذا كانت مصر تخلصت من فيروس "سي"، لأكثر من 13 مليون مصري، في عام ونصف، أو عامين على أقصى تقدير، فمصر تستطيع التغلب على الأمية فى نفس الفترة الزمنية، بمزيد من التعاون، والتضافر، بين الجهود الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.
ولفت إلى أن قضية الأمية لم تعد قاصرة على تعليم القراءة والكتابة، بل امتدت لتشمل الكثير من أنماط الأمية، قضية الزيادة السكانية، قضية الوعي بالتنمية، الوعي الصحي، ومحو الأمية الرقمية، ومحو الأمية الثقافية، وتقدم الهيئة الوجبة العلمية الدسمة فى آن واحد لأن العالم لن ينتظرنا طويلا في ذلك.
وتابع، بأن حديث الرئيس السيسي في أكثر من مشهد وإلقاء الضوء على هذه القضية، أعطى زخما سياسيا إيمانا منه بأن تأمين الوطن بالعلم لن يقل أهمية عن تأمينه بالسلاح، وكذا حديث الرئيس السيسي مع أحد المجندين خلال شهر رمضان الماضي، وحثه على العلم وحصوله على شهادة محو الأمية إن دل فأنما يدل على أن الرئيس يدرك الأبعاد الكلية.
وتبني مصر الكلي في الإصلاح جسدته حياة كريمة، التي تجوب القرى والنجوع من أجل أحداث تنمية حقيقية، مبادرة تهتم بالتعليم والصحة والتنمية الحقيقية، فهناك قيادة سياسية واعية، تواصل الليل بالنهار من أجل الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري، والتخفيف عنه، في ظل أزمة اقتصادية عالمية، صحيح امتدت آثارها لمجتمعنا الحبيب لكن مصر تبنى من جديد، بالتشابك والتعاون والتضافر، على رأسها القوات المسلحة التي تعمل معنا دون أن تكلفنا أي أعباء مالية، وأن التنمية لا تتحقق إلا بوجود جيش قوي يحميها ويسعى جاهدا لتنميتها المستدامة بأبعادها المختلفة لبناء الجمهورية الجديدة، فتأمين الوطن بالعلم لا يقل أهمية عن تأمينه بالسلاح.. مصر تبنى من جديد.
وأكمل "ناصف"، أن الجامعات المصرية بما تمتلكه من موارد مادية وبشرية قادرة على تحريك المياه الراكدة، ومنظمات المجتمع المدني، وعددها أكثر من 40 ألف جمعية على مستوى الجمهورية، تستطيع أن تحدث الفارق، لو كل جمعية قبل أن توفق أوضاعها 1000 أمي في السنة، يعني 4 ملايين.
جواز السفر
وعزز جهود الدولة في هذا الشأن وتوسيع دائرة الاهتمام، حيث دخلت الهيئة خلال الفترات الماضية مصحات الإدمان، ولنزلاء السجون، للقضاء على الأمية، قائلا: "التحرر من الأمية هو جواز السفر الوحيد في الجمهورية الجديدة لإحداث نهضة حقيقية، ونقلة حضارية، والدولة بأكملها تهتم ببناء الإنسان".
ونظمت الهيئة العامة لتعليم الكبار برئاسة الدكتور محمد ناصف رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، احتفالية كبرى باليوم العالمي لمحو الأمية تحت شعار "تعليم القراءة والكتابة كمدخل لبناء المجتمعات السلمية".
غياب وزير التعليمفي سياق متصل؛ أثار عدم حضور الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مؤتمر هيئة تعليم الكبار، للاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية 2023، انتقاد عدد من الحضور، وهي سابقة لم تحدث لوزير تعليم من قبل، خاصة أنه مشرف فني على الهيئة.
فضلا عن أن هناك لافتة عن مدرج على رأسها تحت رعاية وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي. كما لم يبعث وزير التعليم مندوبا عنه للاعتذار وإلقاء كلمة نيابة عنه في هذا الحفل الكبير الذي حضره قيادات من ممثلي الأزهر والكنيسة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، ونقيب المهن الرياضية، وقائد قوات الدفاع الشعبي ومساعديه، وعددا من أساتذة الجامعات والخبراء والشركاء الداعمين لمبادرات محو الأمية، وكذا حضور قادة القوات المسلحة اللواء أ.ح. عبدالرحمن وهدان مساعد هيئة عمليات القوات المسلحة، واللواء أ.ح وليد الحماقي قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري.
وكان من المنتظر أن يوجه وزير التعليم، كلمة تشجيع وإشادة لجهود الهيئة، وكذا تواجده أثناء تكريم النماذج المشرفة المتحررين من الأمية.
بينما حضر الدكتور رمضان محمد مساعد الوزير لشؤون الامتحانات بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بدعوة شخصية وليس ممثلا بصفته او للوزارة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احتفالا باليوم العالمي اليوم العالمي محو الأمية وتعليم الكبار العالمی لمحو الأمیة الجمهوریة الجدیدة المجتمع المدنی الهیئة العامة تعلیم الکبار محو الأمیة من الأمیة أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
كفر سبت.. هوية فلسطينية مغروسة في أنقاض الحجارة وذاكرة المكان
كفر سبت قرية مهجرة جنوب غرب مدينة طبرية على بعد21 كم عنها، أنشأت في منطقة سهلية على سفح جبال الجليل الأدنى بارتفاع يقارب 225 مترا عن مستوى سطح البحر، كانت تتوسط القرى والبلدات التالية: لوبيا، ناصر الدين، المنارة، كفر كما، مضارب عرب الصبيح، والشجرة.
بلغت مساحة أراضيها 9850 دونما. فيما كان عدد سكانها عام 1922 حوالي 247 نسمة، ارتفع وفقا لإحصائيات عام1931 إلى 340 نسمة، وقدر عدد سكان القرية في عام 1945 بنحو480 نسمة، وسجل في عام 1948 حوالي 557 نسمة، فيما بلغ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بنحو 3419 نسمة.
اعتمد سكان القرية على عائدات الزراعة وتربية الماشية في تأمين موارد رزقهم، وكانت الحبوب بمحاصيلها المتنوعة من شعير وقمح وغيرها من أهم المحاصيل في القرية إلى جانب الأشجار المثمرة المتنوعة والبساتين المروية وما زرع فيها من خضراوات وفواكه عديدة. واشتهرت كفر سبت قديما بكثرة معاصر الزيت وكانت مركزا لتجارة الزيت في المنطقة.
كفر سبت أيام الحرث قبل النكبة.
عن تسميتها بهذا الاسم، تقول الروايات إن القرية كانت قائمة منذ القرن الثالث للميلاد، وربما سميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل يدعى "شوبتي" أو "شبتاي". وعرفت أيام الرومان باسم "كفار شبتاي". وفي العهد الصليبي عرفت باسمها الحالي باسم كفار سبت. وفي اللغة العربية سبتاء تعني أرضا مستوية لا شجر فيها، وأيضا السبت هو الجلد المدبوغ خاصة من الأبقار، وربما جاء اسم القرية من كون أهلها يعملون في دباغة جلود الأبقار التي كانت تربى في أرض مستوية غنية بالعشب لكنها خالية من الأشجار.
تقول الشواهد أن كفر سبت كانت مسكونة منذ العهد الروماني وحتى العهد العثماني، حيث عثر في الحفريات التي أُجريت في محيط القرية على عملات ونقود من العصر العباسي والعهدين المملوكي والعثماني.
ورد ذكر كفر سبت أول مرة في المصادر العربية أيام صلاح الدين الأيوبي، فقد ذكر أن صلاح الدين الأيوبي اجتاز نهر الأردن واحتل لوبيا وكفر سبت قبل ثلاثة أيام من معركة حطين عام 1187. وقال عنها ياقوت الحموي إنها قرية عند عقبة طبرية، وقد ذكرها الجغرافي العربي المقدسي في جملة قرى قيسارية، فقال إنها كانت قرية آهلة ولها مسجد في شارعها العام .
وفي العهد العثماني كانت كفر سبت قرية في ناحية طبرية (لواء صفد) وعدد سكانها 160 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والقطن بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل.
في أواخر القرن التاسع كانت كفر سبت قرية مبنية بالحجارة ومحاطة بالأراضي الزراعية المستوية وكانت منازلها المتراصة بعضها إلى بعض مبنية من مواد متنوعة منها الحجارة والطين والاسمنت.
ويعود تاريخ القرية الحديث إلى عام 1870، حيث بلغ عدد السكان 300 نسمة، بينهم عدد من المهاجرين الجزائريين الذين قدموا مع عبد القادر الجزائري وسكنوا في فلسطين، لذا قامت السلطات العثمانية بإعفاء القرية من دفع الضرائب لمدة ثماني سنوات متتالية.
تعد القرية موقعا أثريا هاما يحتوي معالم بقايا أبنية قديمة تحمل طابع أزمنة مختلفة، وتوجد فيها آثار قلعة صغيرة المساحة مبنية من حجارة بازلتية كبيرة هدفها المحافظة على الطريق التجاري.
كفر سبت..أثار ردم بيوت القرية..
وفي الموقع أقسام من عدة أعمدة من المعتقد أنها كانت قسما من كنيسة مهدمة، إضافة لبعض أساسات الأبنية وبقايا قلعة قديمة وأسوار، وعدة آبار مياه محفورة، وآثار6 معاصر، كما يوجد باب محفور عليه بعض النقوش وغيرها من الآثار التي تحمل طابع أزمنة مختلفة تمتد ما بين الفترة الرومانية إلى البيزنطية ثم الفترة العربية.
ومن الخرب المجاورة لموقع كفر سبت: خربة الشيخ بسوم وخربة عطوشة وخربة التل وخربة دامية.
احتلت كفر سبت بعد سقوط مدينة طبرية بأيام حيث هاجمتها العصابات الصهيونية في حرب عام 1948 على يد عصابات الهاغاناه التي شردت سكانها ودمرت القرية.
لكن هذه العصابة اضطرت إلى الانسحاب من القرية تحت ضغط قوات فوزي القاوقجي الذي استعادها قبل دخول الهدنة الأولى حيز التنفيذ. وما لبثت أن قامت كتيبة من لواء جولاني باحتلال تلال طرعان والمناطق القريبة الواقعة إلى الشرق منها، ثم في اليوم التالي احتلت كفر سبت، وقد أطلقت المصادر العبرية على تلك المعركة اسم معركة كفر سبت.
وعلى قسم من أراضي قرية كفر سبت أُقيمت مستعمرة "يفنيئل"، والقسم الآخر من أراضيها وزع على مستعمرتي "إيلانيه" و"شارونا".
دمرت العصابات الصهيونية جميع منازل ومعالم القرية عقب احتلالها ولم يبق منها اليوم سوى أنقاض المنازل التي تحولت لأكوام حجارة تغطيها الأشواك والنباتات البرية، فيما يستغل المحتلون أراضي القرية الباقية في زراعة الحبوب والأشجار المثمرة واللوز.
تعد المصاطب الحجرية وأكوام الحجارة أهم الدلائل على أنه كان ثمة قرية في الموقع. وينمو بين الأنقاض شجرات متفرقة وقليل من نبات الصبار.
المصادر:
ـ مصطفى الدباغ، "بلادنا فلسطين"، ج6،1991.
ـ وليد الخالدي، "كي لا ننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1997 .
ـ جميل عرفات، "من قرانا المهجرة في الجليل"، ج1،1999.
ـ "كفر سبت (قرية)"، الموسوعة الفلسطينية.
ـ "كفر سبت قضاء طبريا"، فلسطين في الذاكرة.
ـ "كفر سبت المهجرة: الاسم والسكان"، موقع عرب 48،14/4/2025.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.