موقع 24:
2025-06-23@19:55:08 GMT

الاتفاقيات الابراهيمية بصيص أمل في منطقة مضطربة

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

الاتفاقيات الابراهيمية بصيص أمل في منطقة مضطربة

حلت الأسبوع الماضي الذكرى الأليمة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.. ويصادف الأسبوع الجاري أيضاً الذكرى السنوية لأقوى نقد فكري ودبلوماسي للنظرة العالمية لتنظيم "القاعدة".

الممر الاقتصادي شهادة على الإنجازات الممكنة

فقد هاجم أسامة بن لادن أمريكا بسبب دورها في منطقة الشرق الأوسط، وحاول باستماتة أن يغرس بذور الكراهية بين الغرب واليهود والمسلمين والعرب، ولم يضع مقتله عام 2011 حداً لرسالته.

غير أن الاتفاقيات الإبراهيمية التي أُبرمت في 15 سبتمبر 2020 بدّلت حياة الملايين.. ولدى هذه الاتفاقيات القدرة على إحداث تغيير إيجابي في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، إذا استثمرت أمريكا الإنجازات القائمة، وذلك حسب ما أفاد إد حسين الكاتب البريطاني المختص في مجال حوار الإسلام والغرب، وأستاذ في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في واشنطن. 

The Abraham Accords Three Years On https://t.co/OCbYFCCAUc

— Mollie (@MZHemingway) September 16, 2023

وقال حسين في مستهل مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست": "أسطر لكم هذه السطور وأنا أتنقل بين القدس والعواصم العربية، فقد ساعدت الاتفاقيات على تسيير رحلات جوية مباشِرةَ بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وبعضها فوق المجال الجوي السعودي".

وأضاف: "في صالات مطار دبي، أشاهد إيرانيين وإسرائيليين يُفترض أنهم ألد الأعداء يتبادلون أطراف الحديث عن عائلاتهم وأعمالهم، وزاد حجم التجارة سنوياً بين الدول العربية وإسرائيل من 590 مليون دولار عام 2019 إلى 3.4 مليار دولار في العام الماضي، وسيزداد أكثر بكثير مستقبلاً.. وفي ظل تسيير 200 رحلة أسبوعية بين تل أبيب وأبوظبي ودبي، زار ما يربو على مليون إسرائيلي الإمارات وزادت حركة الطيران بين إسرائيل والمغرب والأردن وتركيا".

شركاء في السلام

وتابع حسين: "منذ عام 1947، عاش الإسرائيليون خلف ستار حديدي من دون اتصال بجيرانهم العرب والمسلمين إلا قليلاً.. وغالبية الإسرائيليين الذي صادفوا الفلسطينيين فقط عند نقاط التفتيش ينظرون إلى العرب نظرة ريبة.. والآن أمسى الإسرائيليون، بحسب تصريح جنرال إسرائيلي، "ينظرون إلى العرب والمسلمين باعتبارهم شركاء في السلام"، وفي ظل الأمن الذي تكفله دبي وأبوظبي، يزور الإسرائيليون المساجد ومراكز التسوق والشواطئ وملاعب الغولف والمطاعم التي تقدم طعاماً يهودياً حلالاً، والمعابد اليهودية حتى المُقامَة إلى جوار كنائس ومساجد". 

The Abraham Accords Three Years On https://t.co/OCbYFCCAUc

— Mollie (@MZHemingway) September 16, 2023

وأشار الكاتب إلى أن التغيير يستغرق وقتاً ويتطلب قيادةً، ولا بد أن تستمر المسيرة التي استهلتها الاتفاقيات.. وعلى المدى البعيد، ستزيد الاتفاقيات شعبية السلام في البلدان العربية، وقال حسين: "إن إقناع 350 مليون عربياً سيكون تحدياً أكثر تعقيداً من إقناع 10 ملايين إسرائيلي.. لكن العمل بدأ، ويقتضي دعماً أمريكياً وإقليمياً".

الاتفاقيات وأحلام الفلسطينيين

ولفت الكاتب إلى أن الاتفاقيات علّقت ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية المتنازع عليها حتى عام 2024، وضخت حياة في أحلام الفلسطينيين بإقامة دولة مستقبلية.. إن نموذج "التطبيع لا الاستيلاء" صار مطروحاً الآن لضمان فترة أطول من إيقاف التوسع.

وعلى الرغم من ذلك، يقول الكاتب إن التحدي الماثل أمام الذين يدعمون التعايش اليهودي الإسلامي يتمثل في تعميق الهدف النبيل الذي أُعرب عنه في الاتفاقيات: "إننا نؤمن بأن الطريقة المثلى للتصدي للتحديات هي التعاون والحوار، وأن إقامة العلاقات الودية بين الدول تعزز مصالح السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط وفي شتى أرجاء العالم"، في دولة فلسطينية مستقبلية، يُفترض أن نتخيل وجود مواطنين يهود.. فالسكان العرب في إسرائيل على أي حال تبلغ نسبتهم 20% من إجمالي الشعب الإسرائيلي. 

Three years ago today, President Trump signed the Abraham Accords, a remarkable step in the quest for peace in the Middle East.

Today, we are on the verge of WW3 because Joe Biden is choosing escalation of foreign wars over peace.

We need a president who seeks peace again! pic.twitter.com/1jrMFnrDUH

— Rep. Marjorie Taylor Greene???????? (@RepMTG) September 15, 2023

وتابع الكاتب: "على مدار سنوات منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان الإسرائيليون والغربيون يشيرون بأصابع الاتهام إلى الغرب والمسلمين قائلين: (أين السلام الحقيقي مع إسرائيل إذا كنتم شعباً معتدلاً ومسالماً كما تزعمون؟) وكان صمتنا كاشفاً.. وضعت الاتفاقات الإبراهيمية حداً لهذه المسألة، وسمحت للمسلمين والعرب بأن يرفعوا رؤوسهم عالياً".

وزاد: "غير أن هذه الثقة بالتعايش السلمي ما برحت هشّة.. فلا بد أن تطرح سوريا ولبنان وتونس وباكستان واليمن وغيرها من الدول عداءها غير المبرر تجاه الدولة اليهودية الوحيدة في العالم جانباً.. وإذا مضينا قدماً في طريقنا السلمي، ستنضم تلك الدول في الوقت المناسب إلى دائرة السلام أيضاً، لكن المسيرة لن تخلو من التحديات".

إيران تراقب بحسرة

وأوضح الكاتب أن الحكومة الإيرانية تراقب بحسرة خططها التي رسمتها لإقامة منطقة معادية للولايات المتحدة وهي تتداعى، ومن المتوقع أن تزيد تمويلها وأنشطتها الإرهابية بغية زعزعة استقرار الحكومات العربية والمصالح الأمريكية والإسرائيلية.. فحماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن، وغيرهم في شتى أنحاء منطقة الشرق الأوسط مشغولون بالتخطيط لعرقلة الشرق الأوسط المتحالف مع أمريكا.. وما برحت روسيا والصين تؤيدان رجال الدين الإيرانيين، غير أن تهديدات الاستقرار تنبع من داخلنا أيضاً.

وقال الكاتب إن ترسيخ الاتفاقيات الإبراهيمية ورؤيتها للتعددية والتقدم والسلام، يقتضيان أن تغري الجهود الدبلوماسية الأمريكية المزيد من الدول بالاحتماء بسقف التجمع الحضاري، الذي يحمي كل حليف وشريك.

وعدّ الكاتب الممر الاقتصادي من دبي إلى المملكة العربية السعودية ومنها إلى إسرائيل والبحر الأبيض المتوسط، بحسب ما أُعلن عنه في قمة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي، بمنزلة شهادة على الإنجازات الممكنة.

وخلص الكاتب إلى القول إن "الاتفاقيات الإبراهيمية تُرسي أسس هذا الإطار العسكري والاقتصادي والفكري والسياسي، لشراكة كبرى بين أمريكا وإسرائيل و52 دولة عربية وإسلامية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني منطقة الشرق الأوسط فی منطقة

إقرأ أيضاً:

شلقم: في ليبيا لا يستيقظ الفجر المبشر بضوء السلام والاستقرار والنهوض

قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن في ليبيا، واليمن، والعراق، وسوريا، والسودان ولبنان، لا يستيقظ الفجر المبشر بضوء السلام والاستقرار والنهوض، وينشر شفق الدم غلالته على آفاق أحلام السلام والنهوض والنمو، وفق تعبيره.

أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “هذه المنطقة التي أسمتها السياسة الشرق الأوسط، بعد سنين طويلة من الاحتلال والفقر والجهل، نالت بلدانها الاستقلال، وقد وهبها الله موقعاً جغرافياً ذهبياً، وثروات متنوعة هائلة، ومنها انطلقت الأديان السماوية، كيف غبشت عيونها، ووهنت عقولها وغرقت في شرخ القتال والدمار والحروب الطويلة!”.

وتابع قائلًا “منذ بداية الحرب العالمية الأولى، وانطلاق ما عُرف بالثورة العربية الكبرى، وانهيار الإمبراطورية العثمانية، وإعلان وعد بلفور البريطاني، بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، استوطن العنف الدموي في المنطقة التي حملت على أرضها اسم الشرق الأوسط، حتى رسخ في العقل السياسي والإعلامي العالمي، أن هذا الاسم يعني الصراع والقتل والدم المزمن” وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • دول الخليج على صفيح ساخن
  • دول الخليج على صفيح نووي ساخن
  • تصعيد إسباني ضد إسرائيل.. حظر تصدير الأسلحة وتجميد الاتفاقيات وسط أزمة غزة
  • الجامعة العربية تُدين الضربات الأمريكية ضد إيران
  • تأجيل محاكمة عاطل بتهمة تزوير تراخيص في منطقة السلام
  • ما تداعيات ضرب أمريكا لإيران على الدول العربية؟.. كاتب يوضح
  • العراق ثاني أكبر الدول استهلاكاً لوقود الطائرات في الشرق الاوسط
  • ترامب ونوبل للسلام.. مفارقة "السياسة والنار"
  • شلقم: في ليبيا لا يستيقظ الفجر المبشر بضوء السلام والاستقرار والنهوض
  • عاجل | عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية في إسطنبول