موقع 24:
2025-06-26@07:18:02 GMT

الاتفاقيات الابراهيمية بصيص أمل في منطقة مضطربة

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

الاتفاقيات الابراهيمية بصيص أمل في منطقة مضطربة

حلت الأسبوع الماضي الذكرى الأليمة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.. ويصادف الأسبوع الجاري أيضاً الذكرى السنوية لأقوى نقد فكري ودبلوماسي للنظرة العالمية لتنظيم "القاعدة".

الممر الاقتصادي شهادة على الإنجازات الممكنة

فقد هاجم أسامة بن لادن أمريكا بسبب دورها في منطقة الشرق الأوسط، وحاول باستماتة أن يغرس بذور الكراهية بين الغرب واليهود والمسلمين والعرب، ولم يضع مقتله عام 2011 حداً لرسالته.

غير أن الاتفاقيات الإبراهيمية التي أُبرمت في 15 سبتمبر 2020 بدّلت حياة الملايين.. ولدى هذه الاتفاقيات القدرة على إحداث تغيير إيجابي في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، إذا استثمرت أمريكا الإنجازات القائمة، وذلك حسب ما أفاد إد حسين الكاتب البريطاني المختص في مجال حوار الإسلام والغرب، وأستاذ في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في واشنطن. 

The Abraham Accords Three Years On https://t.co/OCbYFCCAUc

— Mollie (@MZHemingway) September 16, 2023

وقال حسين في مستهل مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست": "أسطر لكم هذه السطور وأنا أتنقل بين القدس والعواصم العربية، فقد ساعدت الاتفاقيات على تسيير رحلات جوية مباشِرةَ بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وبعضها فوق المجال الجوي السعودي".

وأضاف: "في صالات مطار دبي، أشاهد إيرانيين وإسرائيليين يُفترض أنهم ألد الأعداء يتبادلون أطراف الحديث عن عائلاتهم وأعمالهم، وزاد حجم التجارة سنوياً بين الدول العربية وإسرائيل من 590 مليون دولار عام 2019 إلى 3.4 مليار دولار في العام الماضي، وسيزداد أكثر بكثير مستقبلاً.. وفي ظل تسيير 200 رحلة أسبوعية بين تل أبيب وأبوظبي ودبي، زار ما يربو على مليون إسرائيلي الإمارات وزادت حركة الطيران بين إسرائيل والمغرب والأردن وتركيا".

شركاء في السلام

وتابع حسين: "منذ عام 1947، عاش الإسرائيليون خلف ستار حديدي من دون اتصال بجيرانهم العرب والمسلمين إلا قليلاً.. وغالبية الإسرائيليين الذي صادفوا الفلسطينيين فقط عند نقاط التفتيش ينظرون إلى العرب نظرة ريبة.. والآن أمسى الإسرائيليون، بحسب تصريح جنرال إسرائيلي، "ينظرون إلى العرب والمسلمين باعتبارهم شركاء في السلام"، وفي ظل الأمن الذي تكفله دبي وأبوظبي، يزور الإسرائيليون المساجد ومراكز التسوق والشواطئ وملاعب الغولف والمطاعم التي تقدم طعاماً يهودياً حلالاً، والمعابد اليهودية حتى المُقامَة إلى جوار كنائس ومساجد". 

The Abraham Accords Three Years On https://t.co/OCbYFCCAUc

— Mollie (@MZHemingway) September 16, 2023

وأشار الكاتب إلى أن التغيير يستغرق وقتاً ويتطلب قيادةً، ولا بد أن تستمر المسيرة التي استهلتها الاتفاقيات.. وعلى المدى البعيد، ستزيد الاتفاقيات شعبية السلام في البلدان العربية، وقال حسين: "إن إقناع 350 مليون عربياً سيكون تحدياً أكثر تعقيداً من إقناع 10 ملايين إسرائيلي.. لكن العمل بدأ، ويقتضي دعماً أمريكياً وإقليمياً".

الاتفاقيات وأحلام الفلسطينيين

ولفت الكاتب إلى أن الاتفاقيات علّقت ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية المتنازع عليها حتى عام 2024، وضخت حياة في أحلام الفلسطينيين بإقامة دولة مستقبلية.. إن نموذج "التطبيع لا الاستيلاء" صار مطروحاً الآن لضمان فترة أطول من إيقاف التوسع.

وعلى الرغم من ذلك، يقول الكاتب إن التحدي الماثل أمام الذين يدعمون التعايش اليهودي الإسلامي يتمثل في تعميق الهدف النبيل الذي أُعرب عنه في الاتفاقيات: "إننا نؤمن بأن الطريقة المثلى للتصدي للتحديات هي التعاون والحوار، وأن إقامة العلاقات الودية بين الدول تعزز مصالح السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط وفي شتى أرجاء العالم"، في دولة فلسطينية مستقبلية، يُفترض أن نتخيل وجود مواطنين يهود.. فالسكان العرب في إسرائيل على أي حال تبلغ نسبتهم 20% من إجمالي الشعب الإسرائيلي. 

Three years ago today, President Trump signed the Abraham Accords, a remarkable step in the quest for peace in the Middle East.

Today, we are on the verge of WW3 because Joe Biden is choosing escalation of foreign wars over peace.

We need a president who seeks peace again! pic.twitter.com/1jrMFnrDUH

— Rep. Marjorie Taylor Greene???????? (@RepMTG) September 15, 2023

وتابع الكاتب: "على مدار سنوات منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان الإسرائيليون والغربيون يشيرون بأصابع الاتهام إلى الغرب والمسلمين قائلين: (أين السلام الحقيقي مع إسرائيل إذا كنتم شعباً معتدلاً ومسالماً كما تزعمون؟) وكان صمتنا كاشفاً.. وضعت الاتفاقات الإبراهيمية حداً لهذه المسألة، وسمحت للمسلمين والعرب بأن يرفعوا رؤوسهم عالياً".

وزاد: "غير أن هذه الثقة بالتعايش السلمي ما برحت هشّة.. فلا بد أن تطرح سوريا ولبنان وتونس وباكستان واليمن وغيرها من الدول عداءها غير المبرر تجاه الدولة اليهودية الوحيدة في العالم جانباً.. وإذا مضينا قدماً في طريقنا السلمي، ستنضم تلك الدول في الوقت المناسب إلى دائرة السلام أيضاً، لكن المسيرة لن تخلو من التحديات".

إيران تراقب بحسرة

وأوضح الكاتب أن الحكومة الإيرانية تراقب بحسرة خططها التي رسمتها لإقامة منطقة معادية للولايات المتحدة وهي تتداعى، ومن المتوقع أن تزيد تمويلها وأنشطتها الإرهابية بغية زعزعة استقرار الحكومات العربية والمصالح الأمريكية والإسرائيلية.. فحماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن، وغيرهم في شتى أنحاء منطقة الشرق الأوسط مشغولون بالتخطيط لعرقلة الشرق الأوسط المتحالف مع أمريكا.. وما برحت روسيا والصين تؤيدان رجال الدين الإيرانيين، غير أن تهديدات الاستقرار تنبع من داخلنا أيضاً.

وقال الكاتب إن ترسيخ الاتفاقيات الإبراهيمية ورؤيتها للتعددية والتقدم والسلام، يقتضيان أن تغري الجهود الدبلوماسية الأمريكية المزيد من الدول بالاحتماء بسقف التجمع الحضاري، الذي يحمي كل حليف وشريك.

وعدّ الكاتب الممر الاقتصادي من دبي إلى المملكة العربية السعودية ومنها إلى إسرائيل والبحر الأبيض المتوسط، بحسب ما أُعلن عنه في قمة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي، بمنزلة شهادة على الإنجازات الممكنة.

وخلص الكاتب إلى القول إن "الاتفاقيات الإبراهيمية تُرسي أسس هذا الإطار العسكري والاقتصادي والفكري والسياسي، لشراكة كبرى بين أمريكا وإسرائيل و52 دولة عربية وإسلامية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني منطقة الشرق الأوسط فی منطقة

إقرأ أيضاً:

الفيتو الأبدي للغرب على الطاقة النووية العربية والإسلامية

تستمر الحرب الإسرائيلية – الأمريكية ضد إيران، وتستمر الخلاصات والنتائج في التبلور بشكل جلي وواضح، لتؤكد أن العالم العربي – الإسلامي يقف يتيما في مواجهة القوى الكبرى وسط التطورات الجارية ويعيش حالة أشبه بالتي أدت الى استعماره في القرن التاسع عشر والعشرين.

وعلى الرغم من وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تضطلع بمهمة مراقبة الأنشطة النووية، أقدمت إسرائيل على شنّ هجوم على إيران، ثم تبعتها الولايات المتحدة بهدف تدمير المشروع النووي الفارسي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وتجاوزٍ للمساعي الدبلوماسية.

يأتي هذا التصعيد ليكرّس واقعًا بات من المسلّمات: رفضُ الغرب القاطع لامتلاك أي دولة عربية أو إسلامية لمشروع نووي، حتى وإن كان مخصصًا للأغراض السلمية، مثل إنتاج الكهرباء لتعزيز الصناعة أو تحلية مياه البحر.

فلا يمكن لأي دولة عربية أو إسلامية أن تطمح بامتلاك الطاقة النووية إلا بإذن مسبق وتحت رقابة صارمة من الدول الغربية. ولن يسمح الغرب بتكرار تجربة باكستان، التي نجحت في امتلاك السلاح النووي في لحظة فراغ جيو – سياسي، أعقبت سقوط جدار برلين ودخول العالم مرحلة من التشتت الإيديولوجي والسياسي والعسكري، ربما من حظ باكستان أنها بعيدة جغرافيا ولا يمكن لطيرانها الحربي مهاجمة هذا البلد الآسيوي.

لقد أصبحت إسرائيل أكثر من أي وقت مضى أداة رئيسية في يد الغرب بشقيه، العسكري والسياسي، الذي لا يريد أن يكون الحزام الجنوبي للبحر المتوسط من المغرب حتى باكستان مزدهرا وقويا ويمتلك مستقبلا اقتصاديا وأمنيا.

وكذلك أصبحت أداة في يد الغرب الديني بشتى فرقه ومذاهبه بين الكنيسة، التي لا تريد تكتلا إسلاميا تستعيد معه حقبة القرون الوسطى، عندما كانت الحضارة الإسلامية منارة وأوروبا ظلاما، ثم الجماعة المسيحية التي تؤمن بعودة المسيح المخلص من خلال سيطرة اليهود على الشرق الأوسط، ولعبهم دور مفجر الحرب الدينية الكبرى. هذه الجماعة التي لها تأثير كبير على صنع القرار الأمريكي، وترى في كل دولة عربية وإسلامية، وإن كان حكامها ليبراليين أو ملحدين خطرا يجب، ليس فقط احتواؤها وإنما إذلالها.

في خلاصة أخرى، لم يعد النقاش الغربي حول إيران مقتصرًا على مشروعها النووي، بل انتقل، إلى ضرورة تقييد برنامجها الصاروخي. وهي رسالة واضحة مفادها السيطرة على القدرة الصناعية الحربية لدول الجنوب وخاصة الإسلامية منها، حيث لا يجب أن تمتلك أسلحة متطورة تهدد بها مصالح الغرب أو مجرد تحقيق نوع من الردع النسبي ضد الاعتداءات، حتى لا تساهم في صنع القرار العالمي.

المعادلة صريحة من خلال التطورات الجارية في العلاقة بين الشرق والغرب وهي أنه: لا يُسمح لأي دولة جنوبية خاصة مسلمة امتلاك أسلحة متطورة قد تهدد المصالح الغربية أو تفرض نفسها شريكًا في صناعة القرار العالمي.

وعلى ضوء هذا، يتحوّل الأمن القومي لهذه الدول إلى ورقة يتحكم فيها الغرب، يُلوّح بها في كل المفاوضات، كما يقايض بها السيادة مقابل «الحماية» والحصول على الامتيازات الاقتصادية.
الرسالة الأعمق من كل ذلك هي أن الغرب يريد من الدول الإسلامية وخاصة إيران وتركيا وباكستان ألا تتجاوز عتبة تقنية عسكرية محددة حتى لا تشكل خطرا.

وهكذا، النموذج الإيراني اليوم ليس سوى حلقة أخرى ضمن مسلسل طويل. الغرب يتحيّن الفرصة لممارسة الضغوط نفسها على تركيا، التي طورت صناعة طائرات مسيّرة مقلقة، وربما تشفع لها مؤقتا عضويتها في الحلف الأطلسي، وعلى إسلام آباد، التي ما زال امتلاكها للسلاح النووي يثير التوجّس في العواصم الغربية التي قد تنتهز أي فرصة لضربها بدعم من الهند.

دائما في إطار ما كشفته هذه الحرب هو استمرار الغرب ككتلة موحدة برفقة إسرائيل في شن الحروب الكبرى، وخاصة في الشرق الأوسط، وتواصل الغرب في ضمان أمن الكيان. وعليه، تأتي هذه الحرب الجديدة لتفرض سؤالا جوهريا كذلك وهو هل يمكن لإسرائيل خوض الحرب بمفردها في مواجهة حركة أو دولة في الشرق الأوسط؟ اعتادت أصوات تبجيل القوة الإسرائيلية، ولكنهم تناسوا أنه في مواجهة حزب الله وحركة حماس، احتاجت إسرائيل لدعم غربي لا مشروط من السلاح والدعم الاستخباراتي. وكما يحدث الآن في المواجهة مع إيران: هل كانت إسرائيل، رغم تفوقها الجوي، ستصمد في حرب طويلة بدون سند عسكري غربي؟ الجواب لا. اعتدنا الحديث عن حروب إسرائيل والقوى المجاورة، سواء دول أو حركات، والواقع يجب أن نتحدث عن مواجهة الغرب لهذه الدول والقوى عبر إسرائيل.

مقابل هذا، أبانت روسيا والصين عن موقف يمكن اعتباره محتشما ومحدود التأثير، وهما البلدان اللذان وقعا مع طهران اتفاقيات استراتيجية بما فيها التعاون العسكري.

تدرك بكين وموسكو استهداف الغرب لإيران، وتدركان عدم توفر إيران على أنظمة دفاع جوي متقدمة، ورغم هذا، لم يبادر البلدان لتزويد القوات الإيرانية بأنظمة مثل إس 400 في الحالة الروسية مثلا.

يطرح هذا الواقع تساؤلًا جوهريًا: إلى أي مدى يمكن التعويل على روسيا وبكين كحليفين في أوقات الأزمات؟ فالتجارب السابقة تُظهر أن الدول التي اعتمدت بشكل كبير على دعم البلدين، ولا سيما روسيا التي كانت تدور دول في فلكها، انتهى بها المطاف إما إلى الهزيمة أو إلى التفكك، ما يعزز الشكوك حول مدى جدّية التزام موسكو وبكين تجاه حلفائهما، خاصة عندما تشتدّ الضغوط وتتطلب المواقف تدخلًا حاسمًا.

ويزداد التساؤل بحكم أن روسيا تبنت ومنذ العقد الماضي الدفاع عن الدول الحليفة والصديقة في عقيدتها الحربية. هذا التخاذل هو الذي جعل قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي يدعو الى مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 23 الشهر الجاري لدعم أكبر.

في غضون ذلك، تأتي التطورات الإيرانية لتؤكد أن الموضوع النووي هو مظهر من مظاهر صراع الحضارات، لقد قرر الغرب أن يعرقل حصول أي دولة إسلامية على هذه الطاقة وإن تطلب الأمر الحرب، وهي الحرب التي تجري الآن.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • الحروب.. واستنزاف الدول
  • شيخ الأزهر: مستعدون لافتتاح مركز لتعليم اللغة العربية في كندا لخدمة مسلميها
  • الأزهر الشريف يعرب عن تضامنه مع قطر ويطالب باحترام سيادة الدول
  • الأزهر: نعم للسلام لكل كائن حي يتحرك على هذه الأرض ولا للحرب
  • «السلام العادل».. الأزهر يتضامن مع قطر الشَّقيقة ويطالب بضرورة احترام سيادة الدول
  • الفيتو الأبدي للغرب على الطاقة النووية العربية والإسلامية
  • جامعة الدول العربية تدين استهداف إيران قاعدة العديد في قطر
  • دول الخليج على صفيح ساخن
  • دول الخليج على صفيح نووي ساخن
  • تصعيد إسباني ضد إسرائيل.. حظر تصدير الأسلحة وتجميد الاتفاقيات وسط أزمة غزة