إيران الرابح الأكبر.. خبيرة أمريكية لـ"خبر": الحوثيون والسعوديون هم من يتحكم ويتخذ القرارات
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
كشفت خبيرة أمريكية في شؤون الأمن القومي ودول الخليج واليمن، عن أبرز بنود المفاوضات (السعودية- الحوثية)، التي تجري حالياً في العاصمة السعودية الرياض، بدعوة من المملكة العربية السعودية، التي تعرضت لضغوط أمريكية وحتّى إيرانية لتقديم تنازلات، منها هذه الدعوة التي طالب خلالها الحوثيون بمطالب غير معقولة، أبرزها "الحصول على 100 مليار دولار، والسيطرة الكاملة على جنوب اليمن"، مشيرة إلى أن الحوثيين والسعوديين هم من أصبح يتحكم في الأمور ويتخذ القرارات.
وأكدت الخبيرة الأمريكية في شؤون الأمن القومي ودول الخليج واليمن، آيرينا تسوكرمان، أنه "لا يوجد اتفاق حقيقي مع السعودية حتى اللحظة".
وأوضحت "تسوكرمان"، في حديث خاص لوكالة خبر، أنه في الوقت نفسه "يطالب الحوثيون بمطالب غير معقولة من السعودية"، على سبيل المثال الحصول "100 مليار دولار والسيطرة الكاملة على جنوب اليمن".
وقالت: "السعودية تقدم فقط تنازلات لا نهائية جزئياً تحت ضغط من فريق بايدن الذي قام بزيارة الرياض في وقت سابق من هذا الشهر وضغطه على المملكة لدعوة الحوثيين إلى الرياض، ربما لإجراء محادثات مع المجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس الرئاسي بأمل إشراكهم في المباحثات الرسمية"، وفق قولها.
اعتراف الرياض بالهزيمة
وتتوقع الخبيرة الأمريكية في شؤون الأمن القومي ودول الخليج واليمن، أن أي اتفاق مع الحوثيين بشأن وقف إطلاق النار، طويل أو قصير المدى، مصيره الفشل. ففي حال تم "أي اتفاق أوسع لتمديد وقف إطلاق النار ليس واقعيا في الوقت الحالي، وحتى إذا وافق الحوثيون على اتفاق أضيق، فمن المرجح أنهم سينتهكونه بسرعة كبيرة".
وتسند "تسوكرمان" هذه التوقعات إلى قراءتها شعوراً في داخل "الحوثيين الذين يسيطرون بالفعل على الشمال ونجحوا بالفعل في تهريب النفط من الجنوب"، إضافة إلى "شن هجوم إرهابي على الجنوب، نظراً لمستوى الفوضى فيه"، وهو ما يجعل الحوثيين يشعرون "بأنهم قادرون على استغلال فراغ السلطة إما بمفردهم أو مع القاعدة". وبذا "يفرض الحوثيون وجودهم العسكري والسياسي في الجنوب دون الحاجة للتنازل عن أجندتهم ومصالحهم".
"إذا كان هذا هو تفكيرهم، فإنه لا يُعقل بالنسبة لهم أن يدخلوا في اتفاق رسمي مع السعوديين يربطهم على الأقل رمزياً بعدم تحقيق تقدم عسكري". هكذا تتوقع "تسوكرمان" مستقبل المفاوضات التي قد تدور مخرجاتها بفرض قيود على إيقاف أي تقدم عسكري لهم، وهي القناعات التي بنتها مليشيا الحوثي، بحسب الخبيرة الأمريكية، قاعدة تخلي "السعوديين والولايات المتحدة عن فكرة أي حل عسكري"، ولأن "الولايات المتحدة ترفض حتى مناقشة فرض عقوبات على الحوثيين كحركة". الأمر الذي من خلاله "يشعر الحوثيون بأنه مع مرور الوقت يمكنهم الحصول على كل ما يريدونه من جميع الأطراف المعنية دون الاضطرار للتنازل عن أي شيء في المقابل". خصوصاً و"المجلس الرئاسي" نفسه "في حالة من الفوضى بحيث لا يعتبرهم الحوثيون تهديداً كبيراً".
ومن كل ذلك تخرج الخبيرة الأمريكية بخلاصة بأنه رأى "فقط لتكون الأمور واضحة، الحوثيون والسعوديون هما اللذان يتحكمان في الأمور وهما من يتخذان القرارات".
حتى إن "الرياض، من خلال استسلامها للضغوط الأمريكية لدعوة الحوثيين قبل أن يكون هناك أي اتفاق، طويل أو قصير الأجل، حتى اتفاق محدود لهدنة ممتدة، اعترفت بالهزيمة". بحسب "تسوكرمان". ولذا فالسعوديون "يناضلون من أجل السلام ويتركون للحوثيين اتخاذ القرار".
وعلى الرغم من كل هذه التنازلات، لا يزال الحوثيون يرفضون حتى اقتراح محدود، وسيكون السعوديون قد فقدوا ماء وجههم أمام إيران، مما يعني أنهم سيكونون في موقف تفاوضي أسوأ فيما يتعلق بأي ضمانات أمنية. حد قولها.
ولا تستبعد الخبيرة الأمريكية في شؤون الأمن القومي ودول الخليج واليمن، موافقة "الحوثيين على تمديد هدنة طفيفة رمزية للغاية مقابل تنازلات باهظة"، واحدة من أبرزها "حصلوا عليها بالفعل - الشرعية العامة ودعوة إلى الرياض". وهذا ما "يعني أنه في غضون بضعة أشهر ستتكرر هذه العملية مرة أخرى وفي المرة القادمة ستكون تنازلات الحوثيين صغيرة مقابل حصولهم على تنازلات باهظة".
"لهذا السبب"، ترى "تسوكرمان" أنه "من الخطأ دعوتهم إلى أي مكان قبل انتهاء المفاوضات". فالحوثيون في هذه اللحظة "يشعرون أنهم حصلوا على المزيد بالفعل وكل ما يحتاجونه حقًا هو المزيد من التنازلات".
أمّا في حالة "إذا رفض الحوثيون حتى تمديد الهدنة"، فالسيناريو الذي تتوقعه "أن المنطقة تعود إلى إمكانية وقوع عنف في أي لحظة"، وفي هذه الحالة "يجد السعوديون والحكومة اليمنية أنفسهم في موقف يجب عليهم فيه مواصلة الادعاء بالمحادثات مع توقع هجوم في أي لحظة".
فالولايات المتحدة، التي تقول الخبيرة الأمريكية إنها "انسحبت بالفعل من اليمن"، تجزم بأنه "لا يمكنها مساعدتهم (السعودية والشرعية) بأي شكل من الأشكال"، ليس هذا وحسب، "كما أن الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة لن يردع هجمات الحوثيين". حد قولها.
إيران.. الرابح الأكبر
ورداً على تساؤل الوكالة حول مستقبل وموقع إيران من خارطة كل ذلك، تقول "تسوكرمان"، إنها "الرابح الأكبر مهما كانت النتيجة". ومرد ذلك، وفق حديثها، إلى أنه "حصل للتو أحد أقرب وكلائها على دعوة رسمية إلى الرياض، مما يعني أن إيران يمكن أن تأمل في أن يتم قبول حزب الله والتطبيع معه في المستقبل".
وترجح "أن تصر إيران على مطالبة السعوديين برفع التصنيف الإرهابي عن الحوثيين". مع أن طهران، وفقاً للخبيرة الأمريكية، "لم تتحدث علناً عن العملية سوى تشجيع المحادثات"، ولكن "من الواضح أن إيران منخرطة إلى حد كبير في ممارسة الضغوط لإقناع السعودية بأن تقدم قدراً ممكناً من التنازلات، بما في ذلك دعوة الحوثيين".
علاوة على ذلك، فالأرجح أن الولايات المتحدة أصرت على الدفع بهذه الخطوة على أمل أن تشجع إيران على العودة إلى المحادثات النووية. وفقاً لـ"تسوكرمان"، التي تنظر إلى أن واقع النظرة إلى "وجود مليشيات متطرفة تهتف بشعارات الموت لأمريكا كجزء من موقفها الرسمي يمثل خسارة فادحة لواشنطن"، كما أنه في الوقت نفسه "لن يقرب إيران من الحد من طموحاتها النووية أو الحوار".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
محادثات ترامب-إيران.. "ورقة شروط" أميركية تُربك حسابات إسرائيل
تستعد الولايات المتحدة لتقديم "ورقة شروط" إلى إيران، في ظل مفاوضات نووية مستمرة منذ أسابيع. هذا الأمر يفاقم التوتر مع إسرائيل، التي تخشى من إتفاق لا يلبي مطلبه. اعلان
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة بصدد تقديم "ورقة شروط" إلى إيران تطالبها فيها بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، وذلك ضمن مسار تفاوضي مستمر منذ أكثر من سبعة أسابيع بين الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع تحذيره من أن رفض طهران لهذه الشروط "لن يكون يوماً جيداً لها"، ملمّحاً إلى خيارات بديلة قد تشمل تصعيداً عسكرياً.
هذه التطورات تأتي في ظل خلافات متفاقمة بين واشنطن وتل أبيب بشأن سبل التعامل مع الملف النووي الإيراني. فبينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التوصل إلى إطار عمل يهدئ المخاوف الإسرائيلية ويؤجل أي عمل عسكري محتمل، تبدو تل أبيب غير مطمئنة للاتجاه الذي تتخذه هذه المفاوضات.
قلق إسرائيليوبحسب الصحيفة، يتزايد في إسرائيل القلق من أن واشنطن تقترب من اتفاق يسمح لإيران بالاحتفاظ بجزء من قدراتها النووية، خصوصاً في مجال التخصيب، مقابل ضمانات لا ترقى إلى مطلبها الصريح بـ"صفر تخصيب".
وتخشى تل أبيب أن يحدّ أي اتفاق من قدرتها على تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ما يضعها في موقف حرج أمام أحد أقرب حلفائها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب صراحة عن هذه المخاوف، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق "سيئ" سيكون أخطر من غياب الاتفاق كلياً. في المقابل، عبّر مسؤول أميركي عن "خيبة أمل" البيت الأبيض من محاولات إسرائيل التأثير في موقف واشنطن التفاوضي، مشيراً إلى وجود تباينات بين الطرفين حول كيفية إدارة الملف الإيراني.
Relatedطهران ترد على مزاعم قرب توصلها إلى اتفاق نووي مع واشنطنترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًارئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: إذا اتفقنا مع واشنطن قد نسمح لمفتشيها بتفقد مواقعنا النوويةتحذيرات متبادلة وتصعيد محتملوفي سياق التوتر المتصاعد، وجّه ترامب تحذيراً إلى نتنياهومن القيام بأي عمل عسكري أحادي من شأنه أن يُفشل المسار التفاوضي، وقال: "أبلغته أن ذلك سيكون غير مناسب إطلاقاً في هذه المرحلة، فنحن قريبون جداً من حل محتمل".
وتشهد العلاقات بين الزعيمين الأميركي والإسرائيلي هي الأخرى فتوراً ملحوظاً، لا سيما في ضوء خلافات حول ملفات إقليمية أخرى، أبرزها الحرب في غزة. فقد تجاهل ترامب التنسيق مع إسرائيل خلال زيارته الأخيرة إلى الخليج، وأبرم اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي رغم استمرار استهدافها لإسرائيل. كما أجرى مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس لتأمين الإفراج عن الأسير الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، من دون إشراك الحكومة الإسرائيلية.
ووفقاً للصحيفة، تسعى واشنطن إلى إنهاء جولة المفاوضات الحالية مع طهران باتفاق يُرضي مصالحها ويخفف من قلق تل أبيب، مع إبقاء الخيار العسكري مطروحاً كأداة ضغط.
وفي هذا الإطار، شدد يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، على أن "أي اتفاق سيئ يجب أن يُواجه بالقوة العسكرية لتدمير البرنامج النووي الإيراني، حتى لو عارضت الولايات المتحدة ذلك".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة