سلطت الكاتبة المتخصصة في شؤون الطاقة والمالية، فيليسيتي برادستوك، الضوء على تأثير انضمام دول جديدة إلى مجموعة بريكس على مستقبل أسواق الطاقة العالمية، مشيرة إلى أن العديد من المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط يرون أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا تشجع على إقامة شراكة أعمق بين الدول الأعضاء في بريكس.

ونقلت فيليسيتي عن الرئيس التنفيذي لشركة "فيتول" لتجارة الطاقة، راسل هاردي، قوله: "بالنظر إلى أسواق النفط اليوم.. فإن العقوبات الغربية على روسيا ناجحة. إنهم (الروس) يحققون إيرادات أقل"، كلنه أشار إلى "جانب آخر" من العقوبات، يتمثل في أنها "تخلق روابط أقوى بين دول بريكس، والتي بدورها تمثل نوعًا من القوة المعاكسة، من الأقطاب المتناقضة، للسياسة الغربية"، وفقا لما أورده موقع "أويل برايس" وترجمه "الخليج الجديد".

ويعتقد عديد المراقبين أن العقوبات يمكن أن تقرب دول بريكس من بعضها البعض، خاصة بسبب التوسع الأخير للمجموعة لتشمل العديد من منتجي النفط الرئيسيين.

وفي أغسطس/آب، دعت بريكس رسميًا السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا لعضوية المجموعة، ما أدى إلى توسيع التكتل من 5 دول إلى 11 دولة.

وفي عام 2024، عندما تنضم الدول الجديدة، سيشكل التكتل 37.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 37.7% في 2025 و38.5% في 2028، وفقا لصندوق النقد الدولي.

وسينمو عدد سكان دول بريكس أيضاً من 3.2 مليار نسمة في الوقت الحاضر بما لا يقل عن 400 مليون نسمة، وهو عدد أعلى كثيراً من عدد سكان مجموعة السبع البالغ عددهم 800 مليون نسمة.

ويعني توسع بريكس أيضًا أن الكتلة ستمتلك نسبة كبيرة من الموارد الطبيعية في العالم.

الذهب والنفط

فدول بريكس تنتج نحو 5493 طنا من الذهب، مقارنة بـ17527 طنا لدى مجموعة السبع. وفي الوقت نفسه، تنتج الدول الأعضاء في مجموعة السبع، الولايات المتحدة وكندا، 20% و6% من النفط العالمي على التوالي، وتمثل روسيا والبرازيل والصين مجتمعة 21%.

وسترتفع حصة إنتاج النفط بشكل كبير عندما تنضم السعودية والإمارات وإيران لبريكس، إلى حوالي 41% من الإنتاج العالمي.

وفي الوقت نفسه، ستساهم روسيا وإيران والصين بشكل كبير في حصة المجموعة من إنتاج الغاز. وسيؤدي التوسع أيضًا إلى زيادة تمثيل بريكس في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

وتأمل كتلة بريكس الحالية في تشكيل تحالف أقوى من الدول النامية يمكنه رفع مصلحة الجنوب العالمي على المستوى الدولي.

اقرأ أيضاً

هل تتحول عضوية 3 دول عربية في بريكس إلى ميثاق فاوست مع الصين؟

وهنا تشير فيليسيتي إلى أن اختيار الدول الجديدة في بريكس فاجأ الكثيرين، حيث أن الدول الست المدعوة للانضمام ليس لديها سوى القليل من القواسم المشتركة، مرجحة أن يكون الاختيار متمحورا حول الشرق الأوسط، بسبب ما توفره من موارد كبيرة.

وفي السياق، تقول سانوشا نايدو، زميلة الأبحاث البارزة في معهد جنوب إفريقيا للحوار العالمي، إن "هذا له آثار جيواقتصادية وجيواستراتيجية وجيوسياسية"، مشيرة إلى أنه من المرجح أن يؤدي ذلك إلى تعميق العلاقات بين الدول الأعضاء الحالية في بريكس والشرق الأوسط.

ركيزة الطاقة

وأشارت إلى أن الطاقة تمثل ركيزة في عملية ضم هذه الدول، موضحة: "إلى جانب روسيا، فإن جميع دول بريكس الأساسية غير منتجة للطاقة. إنها بحاجة إلى أن تكون قادرة على تشغيل اقتصاداتها، لكنها لا تريد الوقوع في أضرار العقوبات".

وفي إشارة إلى الوجود المتزايد لدول بريكس، قال فريدون فيشاراكي، رئيس شركة فاكتس جلوبال إنيرجي لاستشارات الطاقة، إن "الجميع منزعجون من العقوبات التي تفرضها الحكومة الأمريكية، لذلك يقولون: هل هناك أي طريقة لإنشاء قوة مضادة موازنة لمجموعة السبع أو مجموعة العشرين؟ وبريكس هي المرشحة لذلك".

ومع تزايد استياء العديد من القوى الناشئة من النظام العالمي القائم، تشير فيليسيتي إلى إمكانية نمو قوة كتلة بريكس بشكل متزايد كوسيلة لمواجهة الهيمنة الأمريكية والغربية، لافتة إلى أن جائحة كورونا والعقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي ساعدا على التقريب بين الدول الأعضاء في مجموعة بريكس.

اقرأ أيضاً

هل ينشئ بريكس عملة تكسر هيمنة الدولار بعد توسعه؟ وما التحديات القادمة؟

المصدر | أويل برايس/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بريكس السعودية الإمارات إيران الأرجنتين روسيا الطاقة الدول الأعضاء مجموعة السبع دول بریکس فی بریکس إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية تحذر: 70 دولة تعاني من نقص العلاج وإغلاق منشآت طبية

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، من تفاقم أزمة صحية عالمية تهدد حياة الملايين، جراء تخفيضات التمويل المخصصة لقطاع الرعاية الصحية.

وأكد جيبريسوس أن سكان أكثر من 70 دولة حول العالم يواجهون نقصًا حادًا في الأدوية والخدمات العلاجية الأساسية.

وفي كلمته خلال الدورة الثامنة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، التي انطلقت أعمالها الاثنين في مدينة جنيف السويسرية، قال تيدروس: "يعاني المرضى في 70 دولة على الأقل من نقص العلاج. أُغلقت منشآت صحية، وفقد العديد من العاملين في القطاع الصحي وظائفهم، واضطر الناس إلى دفع تكاليف العلاج من جيوبهم الخاصة".

وأوضح المدير العام أن هذه التخفيضات أثّرت بشكل خاص على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، التي تعتمد بدرجة كبيرة على التمويل الدولي والمنح الخارجية لتشغيل مستشفياتها وتوفير الأدوية والعلاجات الأساسية.


وأضاف أن نقص الموارد أدى إلى إغلاق مرافق صحية بالكامل، وتوقف برامج تحصين، وخسارة كوادر طبية لوظائفها، مما تسبب في فجوات حادة في تقديم الرعاية الصحية.

"In 1951, the newly-born WHO was already being buffeted by the prevailing geopolitical winds of its time – just as it is today.

In her opening address, the Acting President of the World Health Assembly that year, Rajkumari Amrit Kaur, the first Minister of Health of India, and… pic.twitter.com/FJVBPv4lwM — World Health Organization (WHO) (@WHO) May 19, 2025

وتشير تقارير حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي إلى أن نحو نصف سكان العالم لا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية، وأن نحو 100 مليون شخص يُدفعون إلى ما دون خط الفقر كل عام بسبب نفقات العلاج من أموالهم الشخصية.

وفي ظل تصاعد الأزمات الجيوسياسية، وارتفاع أعباء الدين العام في كثير من الدول، وتراجع مساهمات المانحين الدوليين، بات تمويل الصحة في وضع حرج.

وفي ختام كلمته، دعا تيدروس الدول الأعضاء والمنظمات الدولية إلى مضاعفة الجهود لضمان تمويل عادل ومستدام لقطاع الصحة، مشددًا على أن "الحق في العلاج لا يجب أن يكون رهينة للضغوط الاقتصادية أو أولويات المانحين"،

وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، : "الاستثمار في الصحة ليس تكلفة، بل هو استثمار في مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية".

LIVE: Recognition of outstanding achievements in global health. #WHA78 https://t.co/HRVnv5NEAl — World Health Organization (WHO) (@WHO) May 19, 2025

وتعد جمعية الصحة العالمية الهيئة العليا لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية، وتجمع وزراء الصحة وممثلي الدول الأعضاء لتحديد السياسات العامة، وتعقد دورتها السنوية في شهر أيار / مايو الجاري بجنيف، وتناقش قضايا تمويل الصحة، الطوارئ الصحية، الأمن الغذائي، والتغطية الصحية الشاملة.

مقالات مشابهة

  • الصين وأفغانستان وباكستان تتفق على توسيع الممر الاقتصادي ليشمل كابول
  • مجلس شباب «تدوير» يعزز دور القادة الشباب في الاستدامة
  • تزايد التوترات في الشرق الأوسط يعزز ارتفاع أسعار النفط العالمية
  • محللون: على العرب تلقف الموقف الأوروبي وتحويله إلى رؤية سياسية
  • الإمارات تُشارك في اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة “بريكس” بالبرازيل
  • سياسيان: الموقف العالمي من غزة أصبح شبيها بما حدث في حرب فيتنام
  • الشيباني: قرار رفع العقوبات الأوروبية يعزز الأمن والاستقرار والازدهار في سوريا
  • الإمارات تُشارك في اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة «بريكس»
  • دراسة تحذر: التورين في مشروبات الطاقة قد يعزز خطر الإصابة بسرطان الدم
  • الصحة العالمية تحذر: 70 دولة تعاني من نقص العلاج وإغلاق منشآت طبية