جوتيريش: الوقت لا زال ممكنًا لضمان مستقبل البشرية والحد من الارتفاع المتصاعد في درجات الحرارة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
الامم المتحدة " أ.ف.ب ": استهل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الأربعاء اجتماعا بشأن المناخ تغيّب عنه ممثلو أكبر دولتين مسؤولتين عن الانبعاثات في العالم - الصين والولايات المتحدة - بالتأكيد على أن إدمان البشرية على الوقود الأحفوري "فتح أبواب جهنم".
وعلى الرغم من تزايد ظواهر الطقس القصوى وبلوغ درجات الحرارة العالمية مستويات قاسية، إلا أن ارتفاع مستوى انبعاثات الغازات الدفيئة لا يزال مستمرا في ظل قيام شركات الوقود الأحفوري بجني أرباح كبيرة.
وبالتالي، وصف غوتيريش "قمة الطموح المناخي" بأنها حدث "جدي" سيعلن فيه القادة أو الوزراء عن إجراءات محددة تفي بالتزاماتهم بموجب اتفاقية باريس.
وفي خطابه الافتتاحي، تطرّق جوتيريش إلى درجات "الحرارة الرهيبة" و"الحرائق التاريخية" التي شهدها العام 2023 فيما أكد أن "المستقبل ليس ثابتا. يعود الأمر في كتابة فصوله لقادة مثلكم".
وأضاف "ما زال بإمكاننا الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية لتبقى عند 1,5 درجة مئوية. ما زال بإمكاننا بناء عالم جوّه نظيف مع وظائف صديقة للبيئة وطاقة نظيفة ميسورة الكلفة بالنسبة للجميع"، في إشارة إلى الهدف الذي يعد ضروريا لتجنّب كارثة مناخية بعيدة الأمد.
وخصص جوتيريش منصة الحديث للقادة الذين وضعوا خططًا ملموسة لتحقيق صفر انبعاثات كربونية.
وبعد تلقي أكثر من 100 طلب للمشاركة، أعلنت الأمم المتحدة ليل امس قائمة تضم 41 متحدثًا لم تشمل الصين والولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والهند.
والتأمت الجمعية العامة في ظل غياب ملحوظ للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الذي برر غيابه بكثرة انشغالاته، فضلا عن الرئيسين الروسي والصيني.
وأوفد الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي ألقى كلمة أمام الجمعية العامة امس، مبعوثه للمناخ جون كيري إلى الاجتماع رغم أنه لن يُسمح لكيري بالتحدث في الجلسة المخصصة للجهات الفاعلة.
وفي هذا السياق قال ألدن ماير من مركز أبحاث المناخ "إي ثري جي" إن "غياب هذا العدد الكبير من زعماء الاقتصادات الكبرى والمسؤولة عن الانبعاثات في العالم سيكون له تأثير واضح على مخرجات القمة".
وألقى ماير باللوم على ما يشغل الساحة الدولية من قضايا متنافسة مثل الحرب الأوكرانية والتوترات بين الولايات المتحدة والصين وما يشهده العالم من غموض في مستقبل الاقتصاد.
ورغم ذلك يعتقد ماير أن البلدان الغائبة عن القمة تشهد "معارضة من قبل قطاع الوقود الأحفوري وسواه للتحولات (البيئية) المطلوبة"، في إشارة إلى خفض الانبعاثات.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة غير الربحية "ديستينيشن زيرو" كاثرين أبرو إنه "ربما يكون خبرًا جيدًا أن نرى بايدن لا يُمنح فرصة التحدث خلال القمة"، مشيرة إلى مواصلة الإدارة الأميركية توسيع مشاريع الوقود الأحفوري في وقت تحقق فيه إنجازًا بمجال الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة.
وتابعت "أعتقد أن هذا بمثابة تصحيح لقمم سابقة منح خلالها زعماء فرصة لإدارة ملف المناخ على الساحة الدولية، بينما يواصلون متابعة خطط تطوير الوقود الأحفوري ويستمرون في دفع أزمة المناخ إلى الوراء في بلادهم".
على الرغم من عدم منح الولايات المتحدة فرصة الجلوس على المنصة، سيكون حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم حاضرا، كما سيمثل رئيس بلدية لندن صادق خان المملكة المتحدة.
ويعد هذا الحدث أكبر قمة مناخية تعقد في نيويورك منذ العام 2019، عندما ألقت الناشطة البيئية السويدية الشابة غريتا تونبرغ كلمتها الشهيرة تحت عنوان "كيف تجرؤ" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتظاهر الآلاف في نيويورك الأحد للمطالبة بتعزيز إجراءات مكافحة التغير المناخي قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال هذه القمة تتجه الأنظار إلى ما سيحمله كل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من رؤية بشأن أهدافهما الخاصة والتزامات التمويل للدول النامية.
وتعهّدت الاقتصادات المتقدّمة في 2009 بتخصيص مبلغ قدره 100 مليار دولار للبلدان الأقل نموا بحلول العام 2020، وهو ما لم يتم الإيفاء به رغم أن الجزء الأكبر من التمويل على شكل قروض.
في الأثناء، لم يتم بعد تشغيل صندوق "للخسائر والأضرار" يهدف إلى تقديم مساعدات مالية للبلدان الأكثر عرضة لمخاطر وتداعيات التغير المناخي.
إلا أن هناك بعض النقاط الإيجابية في هذه القمة مثل اعلان كولومبيا وبنما انضمامهما إلى تحالف دولي لمناهضة استخدام الفحم، وهو ما يعد خطوة إلى الأمام في هذا الملف خصوصا وأن كولومبيا تحتل المركز السادس عالميا في تصدير الفحم.
وتأتي قمة الأربعاء قبل أسابيع من قمة المناخ كوب28 التي ستعقد في الإمارات، حيث تشمل الأهداف مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وإنهاء بحلول عام 2050 توليد طاقة الوقود الأحفوري التي لا "تتضاءل" باستخدام تكنولوجيا احتجاز الكربون.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الوقود الأحفوری الجمعیة العامة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الحرارة ترتفع بمعدل مضاعف في آسيا
تشهد آسيا، موطن أكثر من نصف سكان العالم، ارتفاعا في درجات الحرارة أسرع بمرتين تقريبا من بقية العالم، إذ تفاقم درجات الحرارة المرتفعة الظواهر الجوية المتطرفة، وتهدد الأمن الغذائي والنظم البيئية الهشة، وتسبب خسائر اقتصادية بالمليارات، وفقا لتقرير جديد للأمم المتحدة.
وخلص تقرير "حالة المناخ في آسيا 2024″، الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن العام الماضي كان إما الأكثر حرارة وإما ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في آسيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"خارطة طريق" تمويل المناخ تواجه تعثرا وسط غموض في مصادر التمويلlist 2 of 2تغير المناخ يهدد سلامة الطيران في أسترالياend of listوذكر أن درجات الحرارة في آسيا ارتفع في المتوسط بمقدار 1.04 درجة مئوية فوق خط الأساس بين عامي 1991 و2020، مما أدى إلى موجات حر وكوارث مناخية امتدت من جبال الهيمالايا إلى ساحل المحيط الهادي.
وكشف التقرير أنه بين عامي 1991 و2024، كان اتجاه الاحترار في القارة الآسيوية ضعف ما كان عليه بين عامي 1961 و1990 تقريبا، نتيجة للكتلة الأرضية الشاسعة في آسيا التي ترتفع درجة حرارتها بسرعة أكبر من محيطات العالم.
وربط التقرير هذا الارتفاع بموجات حر ضربت شرق آسيا من اليابان وكوريا الجنوبية حتى الصين، امتدت من أبريل/نيسان 2023 إلى نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، وسجلت أرقاما قياسية جديدة.
وشملت التأثيرات أيضا جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، حيث سجلت ميانمار أعلى درجة حرارة في تاريخها وهي 48.2 درجة مئوية.
كما ضربت موجة حر شمال غرب الهند هذا العام، متسببة بدرجات حرارة تجاوزت 44 درجة في نيودلهي.
وفي المحيطات حول القارة، كانت موجات الحر البحرية لعام 2023 الأسوأ على الإطلاق منذ بدء تسجيل البيانات عام 1993.
فحوالي 15 مليون كيلومتر مربع من مياه آسيا، أي عُشر سطح محيطات العالم، تأثرت بموجات حر بحرية شديدة أو شديدة جدا.
إعلانوشملت المناطق الأكثر تضررا شمال المحيط الهندي، والبحار القريبة من اليابان، والبحر الأصفر، وبحر شرق الصين.
كما ارتفعت حرارة سطح البحر بمعدل 0.24 درجة مئوية لكل عقد، وهو ضعف المتوسط العالمي. وأدى ذلك إلى تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد المجتمعات الساحلية المنخفضة بخطر الغرق والانجراف.
جبال تذوب وخسائر بشريةوفي قلب القارة، تعاني الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا ومنطقة تيان شان من انكماش غير مسبوق.
فمن بين 24 نهرا جليديا راقبها العلماء، فقد 23 منها كتلته خلال العام الماضي فقط، ويزيد هذا من احتمالية تفجر بحيرات جليدية وتسببها بفيضانات مدمرة.
كما خلف الطقس المتطرف خسائر بشرية، ففي يوليو/تموز 2023، تسببت أمطار غزيرة وانهيارات أرضية في كيرالا بالهند في مقتل أكثر من 350 شخصا.
وفي نيبال، أسفرت الأمطار الغزيرة في سبتمبر/أيلول من العام ذاته عن مصرع 246 شخصا، وتسببت في خسائر اقتصادية قُدّرت بنحو 94 مليون دولار.
أما في الصين، فتسبب الجفاف الشديد في تضرر نحو 4.8 ملايين شخص، وإتلاف محاصيل زراعية تزيد مساحتها على 335 ألف هكتار.
وفي منطقتي هوانغهواي وجيانغهواي، تفاقمت موجة الجفاف طوال شهرين، قبل أن تتحول فجأة إلى فيضانات بعد هطول أمطار غزيرة.
كما لم تسلم آسيا من الأعاصير المدارية، ففي العام الماضي، ضرب الإعصار المداري ياغي عددا من دول جنوب شرق آسيا، بينها الفلبين وفيتنام ولاوس وتايلند وميانمار، قبل أن يصل إلى الصين، مخلفا دمارا واسع النطاق في الزراعة والبنية التحتية.
ويحذر التقرير من أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات يدفع مستويات سطح البحر إلى الارتفاع، مما يؤدي إلى تغيير التيارات وبنية النظم البيئية البحرية. كما يمكن أن يؤدي هذا الاحترار إلى تغيير أنماط العواصف وزيادة طبقات المحيطات وتعطيل الحياة البحرية.
كما أن غازات الدفيئة بلغت مستويات غير مسبوقة في عام 2023، مما يُنذر بتسارع وتيرة الكوارث المناخية مستقبلا.
ودعت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليست ساولو إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتوسيع قدرة التنبؤ بالطقس، مؤكدة أن ذلك أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأشارت إلى أن الطقس المتطرف يسبب "خسائر غير مقبولة"، ويهدد الأرواح وسبل العيش.