وصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي أجروها في الرياض على مدى خمسة أيام بأنها "جدية وإيجابية"، معربين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خريطة طريق لوضع حرب اليمن في المسار الصحيح نحو الحلّ، رغم عدم الخروج باتفاق واضح.

 

وفيما كان وفد الحوثيين يغادر الرياض، بحث وزراء خارجية السعودية والإمارات والولايات المتحدة النزاع اليمني في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدين ضرورة التعاون لدعم جهود السلام في اليمن الذي يشهد حرباً منذ عام 2014، بين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الحكومية المدعومة من الرياض.

 

وعاد الوفد الحوثي، مساء أمس الثلاثاء، إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ تسع سنوات، بعد زيارة علنية للسعودية.

 

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، اليوم الأربعاء، إنها ترحب بـ"النتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خريطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن".

 

وقال وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، على حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "التقيت وفد صنعاء الذي زار الرياض لاستكمال الجهود الرامية لدعم مسار السلام في اليمن". وأضاف: "أكدت خلال لقائي الوفد وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية على الجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".

 

وأعرب خالد بن سلمان عن تطلعه إلى أن "تحقق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف".

 

من جهتهم، قال الحوثيون إنّ المحادثات مع المسؤولين السعوديين التي جرت بوساطة عُمانية "كانت إيجابية".

 

وقال عضو الوفد والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام: "أجرى وفدنا فور وصوله إلى الرياض لقاءات مكثفة مع الجانب السعودي".

 

وتمّت خلال هذه اللقاءات، بحسب عبد السلام، مناقشة "بعض الخيارات والبدائل لتجاوز قضايا الخلاف التي وقفت عندها الجولة السابقة"، في إشارة إلى زيارة وفد سعودي لصنعاء في إبريل/ نيسان الماضي، مضيفاً: "سنرفعها للقيادة للتشاور".

 

وقال عضو المكتب السياسي للحركة علي القحوم، إنّ جولة جديدة من المحادثات ستجري في وقت لم يحدّده، بعدما "اتسمت المفاوضات" في السعودية بـ"الجدية والإيجابية والتفاؤل في تجاوز التعثّر والعقد في الملفات الإنسانية وصرف المرتبات والمعالجات الإنسانية".

 

وفي دليل على تبدل الأجواء، ضمّ الوفد حسين حمود العزي، الذي ورد اسمه في عام 2017 على القائمة السعودية للحوثيين المطلوبين مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

 

تعاون سعودي إماراتي أميركي

 

ورحّبت كذلك وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، بالمحادثات، مؤكدة أن وضع خريطة الطريق لإنهاء الصراع "من خلال عملية سياسية، بقيادة يمنية برعاية الأمم المتحدة، لها أهمية قصوى بالنسبة إلى الولايات المتحدة".

 

وفي نيويورك، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع نظيريه السعودي والإماراتي "الحاجة الملحة إلى حلّ دائم للصراع في اليمن، وأولويات أخرى"، وفق ما كتب الوزير الأميركي على منصة "إكس". وأضاف: "التنسيق مع شركائنا بشأن اليمن والتحديات الإقليمية أمر بالغ الأهمية لتحقيق السلام والاستقرار".

 

وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن وزراء خارجية الإمارات والسعودية والولايات المتحدة أكدوا "أهمية التعاون الوثيق بين الدول الثلاث ومجلس القيادة الرئاسي في اليمن، لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة".

 

وكان مسؤول في الحكومة اليمنية مطّلع على فحوى المحادثات بين الحوثيين والسعودية قد أفاد وكالة "فرانس برس" بأنّ المحادثات تركّزت على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها من طريق السلطة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظلّ مغلقاً لسنوات، قبل أن يسمح التحالف، العام الماضي، بفتح أجوائه لطائرات تقوم برحلات إلى الأردن ومصر.

 

وكان من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين "الصيغة النهائية" لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر أطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حلّ سياسي برعاية الأمم المتحدة، وبدعم من السعودية وعُمان.

 

وتراجعت حدة القتال بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة، ودخل حيّز التنفيذ في إبريل/نيسان من عام 2022. ولا تزال هذه الهدنة سارية إلى حدّ كبير حتى بعد انتهاء مدتها في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته. ورغم الهدنة، لا تزال الأزمة الإنسانية في البلد الفقير تتفاقم، مع تراجع المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السعودية الحوثي مفاوضات الرياض الأمم المتحدة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الهجمات الأخيرة على موانئ الحديدة أثرت على الاستجابة الإنسانية في اليمن

حذر العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة من أن الهجمات المتعددة التي أُبلغ عنها مؤخرا على موانئ الحديدة في اليمن قلصت من قدرتها على الاستجابة للأزمة في البلاد، مضيفين أن هذه الموانئ حيوية لإدخال الواردات التجارية، بما في ذلك الغذاء والدواء، بالإضافة إلى الإمدادات الإنسانية.

 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين في نيويورك، الخميس، إن "أي انخفاضات محتملة في سعة الموانئ أو القيود على حركة الغذاء والوقود والأدوية تثير قلقا بالغا، لا سيما في وقت يحتاج فيه 19.5 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات إنسانية ويعتمدون على هذه الموارد للبقاء على قيد الحياة".

 

وذكّر دوجاريك أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قد دعا مرارا وتكرارا إلى خفض التصعيد واحترام القانون الدولي الإنساني، "بما في ذلك حماية المدنيين والبنية التحتية التي يعتمدون عليها لتلبية احتياجاتهم الأساسية".

 

وكان دوجاريك قد أكد يوم أمس أن المواجهة العسكرية المستمرة بين الحوثيين وإسرائيل "تفاقم وضعا هشا للغاية أصلا في اليمن والمنطقة ككل"، وشدد على أن الهجمات على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مطار صنعاء في اليمن ومطار بن غوريون في إسرائيل، "غير مقبولة".


مقالات مشابهة

  • العفو الدولية ورايتس ووتش تطالبان الحوثيين بالإفراج عن موظفين أمميين
  • منظمتان حقوقيتان تطالبان الحوثيين بالإفراج عن موظفين أمميين ومساعدين
  • الأمم المتحدة: المستوطنات الإسرائيلية عقبة أمام السلام
  • العفو الدولية وهيومن رايتس تدعوان الحوثيين إلى الافراج عن موظفين إنسانيّين وحقوقيّين
  • الأمم المتحدة: الهجمات الأخيرة على موانئ الحديدة أثرت على الاستجابة الإنسانية في اليمن
  • «اليونيفيل»: الطريق إلى السلام في جنوب لبنان «سياسي»
  • «يونيفيل»: هناك ضرورة للتوصل لحل دائم ومستدام في جنوب لبنان
  • الأمم المتحدة تشيد بجهود مصر في عمليات حفظ السلام في إفريقيا
  • 41 قتيلاً جراء القصف.. الجيش الإسرائيلي يدمر مواقع ومبانٍ في قلب غزة
  • الأمم المتحدة تحذر من التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل وتدعو إلى الحوار