الكويت أمام مجلس الأمن: احترام سيادة الدول واستقلالها والتسوية السلمية للنزاعات
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
أكد نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح أهمية احترام مبدأ سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتسوية السلمية للنزاعات والامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد دولة عضو أخرى وحق الشعوب في تقرير المصير وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان.
وفي كلمة دولة الكويت التي ألقاها خلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش والمعنونة (صون السلم والأمن الدوليين: التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة من خلال فعالية تعددية الأطراف: صون السلم والأمن في أوكرانيا) على هامش أعمال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، شدد السفير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح على أهمية مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ودور هذه المبادئ في الدفاع عن الدول صغيرة الحجم إضافة إلى كونها الأساس الذي تنطلق منه الدول تجاه تنظيم علاقاتها.
وقال: «يشهد عالمنا اليوم تشابك وترابط التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية والبيئية وبشكل غير مسبوق مما وضع نظامنا الدولي متعدد الأطراف تحت اختبار حقيقي وهو الاختبار الأكثر إلحاحا والأصعب منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة في عام 1945. وفي ظل المخاطر والتهديدات المختلفة والعابرة للحدود التي تعصف بعالمنا اليوم فإن المجتمع الدولي بأسره ليس أمامه خيار إلا التعاون والتعاضد حتى يتمكن من مواجهة تلك التحديات الإقليمية والدولية».
ورأى أن «الحل لتجاوز كثير من هذه التحديات والتهديدات يكمن في التمسك والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمقاصد والمبادئ الواردة فيه فالميثاق هو البوصلة لتحقيق السلم والأمن الدوليين ونصوصه تشكل نبراسا ينير لنا الطريق نحو الحق والعدالة والكرامة ومضامينه ترسم إطارا واضحا لحفظ العلاقات بين الدول وبمجمله يعد دستورا للعمل الدولي متعدد الأطراف».
وتابع: «ولعل أبرز المقاصد والمبادئ التي يستوجب الوقوف عندها هي التالي: احترام مبدأ سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتسوية السلمية للنزاعات والامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد دولة عضو أخرى، والعمل على بناء علاقات ودية بين الدول، والتأكيد على المساواة في الحقوق وحق الشعوب في تقرير المصير وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان».
وأضاف: «تجدد دولة الكويت موقفها الرافض لاستخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات بين الدول وتتابع بقلق بالغ ارتفاع حدة التوتر في أوكرانيا لتؤكد على أهمية الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وسلامة أقاليمها ومبادئ حسن الجوار. وتدعو دولة الكويت إلى احترام استقلال وسيادة أوكرانيا وتجدد موقفها الداعم لكافة جهود الوساطة الرامية إلى التهدئة وخفض التصعيد وضبط النفس وتغليب لغة الحوار وتسوية النزاع من خلال المفاوضات. كما ندعو الأطراف إلى الالتزام بأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين وتسهيل الوصول السريع والآمن للمساعدات الإنسانية لكافة المحتاجين».
وأشاد «بجهود كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حيال مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، وكذلك جهود منسق المبادرة عبدالله دشتي، ونعرب في هذا السياق عن الأسف لعدم تجديد المبادرة ونؤكد على ضرورة السعي لتجديدها لما لها من أهمية بالغة في ضمان استقرار الأسعار وتوفير الأمن الغذائي العالمي».
وقال: «لعل الأزمة الأوكرانية خير مثال على الحاجة لإصلاح مجلس الأمن لتمكينه من الاضطلاع بمسؤولياته المنصوص عليها في الميثاق على أكمل وجه. وفي هذا السياق نجدد التأكيد على أهمية المضي قدما في مسألة الإصلاح ليكون المجلس قادرا على مواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه عالمنا اليوم في إطار أكثر تمثيلا وشفافية وحيادية ومصداقية».
وأضاف "تؤكد دولة الكويت على أن الأمم المتحدة تشكل حجر الزاوية للعمل الدولي متعدد الأطراف وأن ميثاق الأمم المتحدة وما يحمله من مقاصد ومبادئ نبيلة يبقى أساسا صلبا لتنظيم العلاقات بين الدول. ولا بد لي التأكيد على أن مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة تمثل خط الدفاع الأول للدول صغيرة الحجم ونحن في دولة الكويت ندرك ذلك جيدا فتحرير دولة الكويت في عام 1991 يعد مثالا يبين ما يمكن أن يتم تحقيقه عندما تتضافر جهود المجتمع الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة ومن خلال قرارات صادرة عن مجلس الأمن تهدف إلى نصرة الحق والعدالة وسيادة القانون.
إن عملية تحرير دولة الكويت نموذج تاريخي ناجح لإمكانات مجلس الأمن وترجمة حية لما كانت تنشده الدول عند صياغة الميثاق فصوبت عدوانا واعتداء واحتلالا نسف وخرق المقاصد والمبادئ النبيلة في الميثاق وسيبقى موقف مجلس الأمن مع الحق الكويتي خالدا وراسخا في وجدان الكويتيين عبر الأزمان".
المصدر: الراي
كلمات دلالية: میثاق الأمم المتحدة سیادة الدول دولة الکویت مجلس الأمن بین الدول
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت شيخة النويس عن ترشحها لمنصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة؟
متابعات: «الخليج»
فازت مرشحة الدولة، شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال الفترة من عام 2026 حتى عام 2029، لتسجل بذلك سابقة تاريخية كأول امرأة على مستوى العالم تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة في العام 1975، وعلى مدى أكثر من 50 عاماً وذلك في إنجاز جديد يُرسّخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة الريادية على خريطة السياحة العالمية.
وجاء الإعلان عن فوزها خلال الانتخابات التي جرت اليوم 30 مايو 2025 في مقر المنظمة بالعاصمة الإسبانية مدريد، بمشاركة 35 دولة من الدول الأعضاء وقد حظيت دولة الإمارات بإشادات دولية واسعة عقب انتهاء عملية التصويت تقديراً لجهودها المتواصلة ومساهمتها الفعّالة في تطوير المبادرات والمشاريع والاتفاقيات التي تعزز نمو القطاع السياحي إقليمياً وعالمياً وتُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ممتنة للقيادة الرشيدةوكانت شيخة النويس أكدت في وقت سابق عن ترشحها للمنصب من قبل الدولة: «أن اختيار اسمها من قِبَلِ الإمارات للترشح لهذا المنصب من منطلق الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بتمكين المرأة الإماراتية في المناصب القيادية وتأكيداً على جهود الدولة في تعزيز العمل المشترك للارتقاء بنمو واستدامة القطاع السياحي إقليمياً ودولياً ودفعه لمستويات أكثر تقدماً وازدهاراً ومواصلة تطويره اعتماداً على أفضل الممارسات العالمية المتبعة في هذا الصدد»، مشيرة إلى شعورها بالامتنان العميق لهذه اللحظة المفصلية والتي تُمثل شرفاً عظيماً ومسؤولية كبيرة.
وأضافت شيخة النويس: «تُعد السياحة محركاً رئيسياً لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، كونها تسهم في خلق فرص العمل ودعم الشركات المحلية على نمو أعمالها وزيادة إيراداتها وتعزيز الربط بين الثقافات، فعلى سبيل المثال تدير «روتانا» 114 فندقاً في 49 مدينة بـ23 دولة حول العالم، حيث نسعى إلى العمل باستمرار على اتباع رؤى وسياسات مبتكر لضمان استمرار السياحة كمحرك للازدهار الاقتصادي مع إعطاء الأولوية للاستدامة والتنافسية».
وتابعت: «تمر صناعة السياحة بمرحلة محورية، حيث يواجه العالم تحديات عالمية غير مسبوقة من أبرزها تغير المناخ والأثر المتسارع للتكنولوجيا والديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة وتتطلب هذه التحديات قيادة ذات رؤية مستقبلية مرنة وحلولا متنوعة وتعاونية يمكنها إعادة تعريف مستقبل السياحة المستدامة والمسؤولة».
وقالت شيخة النويس: «هدفي هو البناء على نماذج السياحة الناجحة وتوسيع نطاقها عبر مناطق مثل أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لتعزيز النمو المستدام والشامل وتعزيز النظام البيئي السياحي العالمي».
دعم لا محدود للمرأة الإماراتيةوبعد الإعلان عن فوزها قالت شيخة النويس: «أشعر بالفخر والاعتزاز لاختياري لتولي مهام منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة وأهدي هذا الفوز الثمين إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على دعمهم اللامحدود للمرأة الإماراتية ورؤيتهم السديدة لتعزيز مكانة الإمارات عالمياً في مختلف المجالات، بما فيها قطاع السياحة الذي يعد اليوم أحد المحركات الرئيسية لمسيرة التنمية المستدامة».
وأضافت شيخة النويس: «يمثل هذا الفوز مسؤولية كبيرة وعظيمة وسأكرّس لها كل جهدي وإمكانياتي لمواصلة البناء على ما حققه زملائي من إنجازات منذ تأسيس المنظمة وحتى اليوم وأعتز أيضاً بالثقة التي أولتها لي دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة ودعمها اللامحدود للمرأة الإماراتية وسأحرص على أن أكون على قدر هذه الثقة الغالية، بما يعزز مكانة بلادي وريادتها على خريطة السياحة العالمية».
وتعكس الخطوة حرص دولة الإمارات على تعزيز الجهود لدعم نمو واستدامة السياحة العالمية وتؤكد دورها البارز في مختلف المجالات السياحية والإنجازات المهمة التي حققتها في مسيرتها التنموية خلال المرحلة الماضية، إلى جانب الخبرات والتجارب الاستثنائية السياحية التي تمتلكها في التعامل مع مختلف الملفات ودعمها المتواصل للمبادرات والمشاريع التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة للسياحة.