بشرى من محافظ البصرة لعمال النظافة الملتزمين بعملهم
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
الخميس, 21 سبتمبر 2023 4:03 م
بغداد/ المركز الخبري الوطني
وجه محافظ البصرة اسعد العيداني ،اليوم الخميس ، بصرف مكافأة مالية لعمال التنظيف الملتزمين بعملهم
وقال العيداني في مؤتمر صحفي عقده في مبنى ديوان محافظة البصرة عقب لقاءة بمجموعة من عمال التنظيف و حضره مراسل /المركز الخبري الوطني/: إن المساواة لا تعني العدالة ولا يجب ان تكون هناك مساواة بين جميع العمال وسيكون مبدأ الثواب والعقاب هو المبدأ الاساسي فالمجتمهد والمخلص في عمله سيكافئ والمقصر سيعاقب”.
وفي السياق ذاته وجه العيداني “بصرف مكافأة مالية لأي عامل تنظيف ملتزم بعمله تصل قيمتها الى 500 الف دينار ولا تتجاوز الثلاثة ملايين سنوياً، بالاضافة الى تكريم 10 عمال من كل قاطع من اصل سبعة قواطع مثبتة في بلدية البصرة تميزوا بعملهم بمكافئة خاصة بصورة شهرية”.
وأوضح ،ان “الاموال التي انفقتها الحكومة المحلية على ملف البلدية وتحديداً ملف التنظيف لم تنعكس بصورة واضحة خلال الفترة الماضية لذا تقرر ان يكون هناك حملة تطلق في عموم المحافظة لتشخيص نقاط الخلل ومعالجتها وكذلك توضيف الامكانيات والادوات بصورة صحيحة”.
وأشار الى، ان “الحملة التي اطلقت تناغمت وانسجمت مع الحملة التي اطلقها رئيس الوزراء والتس حملت عنوان نحو عراق اجمل وستستمر دون توقف”.
يذكر ان عمال بلدية البصرة قاموا بطرح عدد من المشاكل التي تواجه عملهم منها توفير العدة الخاصة بعملهم وكذلك تجهيزهم ببدلات عمل خاصة حيث اوعز العيداني بتجهيز العمال بكافة المستلزمات الضرورية وتوحيد الزي الخاص بعملهم بالاضافة الى تسهيل تنقلهم بواسطة الدراجات بشرط ان تكون مسجلة في مديرية المرور وتحمل اللوحات المرورية.
المصدر: المركز الخبري الوطني
إقرأ أيضاً:
سالي عاطف تكتب: لماذا يُصوِّر الإعلام أفريقيا بصورة سلبية؟
رغم أن أفريقيا تُعد واحدة من أغنى قارات العالم من حيث الموارد الطبيعية، وأسرعها نموًا ديموغرافيًا، وأكثرها امتلاكًا لفرص مستقبلية واعدة، لا يزال حضورها في الإعلام الدولي، بل وحتى الإقليمي أحيانًا، محصورًا في صور نمطية قاتمة: حروب، مجاعات، أوبئة، انقلابات، وفشل مزمن. هذا التناقض الصارخ بين الواقع المتعدد الأوجه للقارة والصورة الإعلامية السائدة يطرح سؤالًا جوهريًا: لماذا يُصر الإعلام على تقديم أفريقيا باعتبارها “قارة الأزمات” وليس “قارة الفرص”؟
السبب الأول يرتبط بطبيعة الإعلام العالمي نفسه، الذي تحكمه معايير الإثارة والصدمة. الأخبار السلبية بطبيعتها أكثر جذبًا للانتباه وأسهل في التسويق، بينما قصص التنمية البطيئة، وبناء المؤسسات، والتحولات الاقتصادية لا تملك ذات الجاذبية العاجلة. في هذا السياق، تتحول أفريقيا إلى مادة خام مثالية لصناعة العناوين السوداوية، لأنها توفر “دراما جاهزة” تُشبع شهية غرف الأخبار دون الحاجة إلى استثمار حقيقي في الفهم أو التحليل.
لكن اختزال المشكلة في منطق السوق الإعلامي وحده يُعد تبسيطًا مخلًا. فالصورة السلبية لأفريقيا ليست وليدة الصدفة، بل هي امتداد تاريخي لإرث استعماري طويل، رسّخ تصورًا ذهنيًا عن القارة باعتبارها “الآخر المتخلف” الذي يحتاج دائمًا إلى الوصاية أو الإنقاذ. هذا الإرث لم يختفِ بانتهاء الاستعمار العسكري، بل أعيد إنتاجه بصيغ ناعمة عبر الإعلام، والأبحاث، وحتى بعض الخطابات الإنسانية، التي تُبرز أفريقيا كمكان للأزمات الدائمة، لا كفاعل مستقل قادر على صياغة مستقبله.
وراء هذا الخطاب الإعلامي أجندات سياسية واقتصادية واضحة. فتصوير أفريقيا كقارة فاشلة يسهّل تبرير التدخلات الخارجية، سواء كانت عسكرية، أو اقتصادية، أو حتى “إنسانية”. عندما تُقدَّم الدول الأفريقية باعتبارها غير قادرة على إدارة مواردها أو حماية شعوبها، يصبح التدخل الخارجي مقبولًا، بل و”ضروريًا” في نظر الرأي العام العالمي. كما يساهم هذا الخطاب في تبرير شروط اقتصادية غير عادلة، وعقود استثمارية مختلّة، تُمنح فيها الأفضلية للشركات متعددة الجنسيات على حساب التنمية المحلية.
إضافة إلى ذلك، يخدم الخطاب السلبي مصالح قوى دولية تسعى إلى إعادة تشكيل النفوذ في أفريقيا. فالتنافس على المعادن الاستراتيجية، والطاقة، والموانئ، والسواحل، يحتاج إلى بيئة خطابية تُقلّل من قيمة الفاعل الأفريقي وتُضخّم من هشاشته. الإعلام هنا لا يعمل كناقل محايد للواقع، بل كأداة ناعمة لإدارة الصراع على الموارد والنفوذ، عبر ترسيخ صورة ذهنية تجعل أفريقيا تبدو دائمًا بحاجة إلى “من يديرها”.
ولا يمكن تجاهل دور بعض النخب الأفريقية نفسها في تكريس هذه الصورة، سواء من خلال الاعتماد المفرط على التمويل الخارجي للمؤسسات الإعلامية، أو من خلال خطاب داخلي يُعيد إنتاج لغة الضحية بدل لغة الفاعل. في كثير من الأحيان، تُروى القصة الأفريقية بعيون غير أفريقية، وبمصطلحات لا تعكس تعقيد المجتمعات المحلية ولا طموحاتها، مما يؤدي إلى تغذية الصورة النمطية بدل تفكيكها.
المفارقة أن هذا الخطاب يتجاهل حقائق جوهرية: أفريقيا تضم أكبر احتياطي عالمي من المعادن النادرة، وتمتلك أكثر من 60% من الأراضي الزراعية غير المستغلة عالميًا، وتضم جيلًا شابًا يمثل قوة عمل مستقبلية هائلة. كما تشهد القارة تحولات لافتة في مجالات التكنولوجيا المالية، والطاقة المتجددة، وريادة الأعمال، وهي تحولات نادرًا ما تحظى بنفس الزخم الإعلامي الذي تحظى به أخبار النزاعات.
إن استمرار تقديم أفريقيا باعتبارها “قارة بلا أمل” لا يضر فقط بصورتها الخارجية، بل يؤثر أيضًا على وعي شعوبها بنفسها، وعلى ثقة المستثمرين، وعلى طبيعة الشراكات الدولية. لذلك، فإن معركة أفريقيا اليوم ليست فقط معركة تنمية أو استقرار، بل هي أيضًا معركة سردية، تتعلق بمن يملك الحق في رواية القصة، وبأي لغة تُروى، ولأي غاية.
في النهاية، ليست المشكلة في أن أفريقيا بلا أزمات، بل في أن الإعلام اختار أن يجعل من الأزمة هويتها الوحيدة. وبينما يستمر العالم في النظر إلى القارة عبر عدسة الخلل، تظل أفريقيا، بإمكاناتها الهائلة ومستقبلها البِكر، أكبر من أي سردية مختزلة، وأقوى من أي صورة نمطية مفروضة.