14 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة:  تفاقمت أزمة ملوحة المياه وتردي الواقع الخدمي في محافظة البصرة، لتتحول خلال الأيام الأخيرة إلى شرارة غضب شعبي متصاعد، عقب إصابة عدد من المتظاهرين خلال تظاهرات نظمها مواطنون من سكنة منطقة الشرش شمالي المحافظة احتجاجاً على رداءة مياه الإسالة، في مشهد أعاد إلى الواجهة واحدة من أعمق أزمات الجنوب العراقي وأكثرها استعصاءً.

وصبر الأهالي بدا وقد نفد إزاء الوعود الحكومية المحلية المتكررة التي لم تثمر حلولاً حقيقية، مع تأكيد سكان المنطقة أن المياه المالحة باتت تهدد صحتهم بشكل مباشر، وتسهم في تفشي الأمراض الجلدية والمعوية، فضلاً عن إلحاق أضرار واسعة بالزراعة والثروة الحيوانية، في وقت تشير تقديرات محلية إلى أن نسب الملوحة في بعض مناطق شمال البصرة تجاوزت المعايير الصحية بأكثر من ثلاثة أضعاف.

وشهدت منطقة الشرش التابعة لقضاء القرنة تصعيداً احتجاجياً ملحوظاً، تمثل بخروج حشود واسعة طالبت بشكل مباشر باستقالة محافظ البصرة أسعد العيداني، مرددين هتافات غاضبة وصفته بـالباطل والفاسد، ومؤكدين أن مناطقهم الواقعة فوق بحر من النفط ما زالت محرومة من أبسط مقومات الحياة، رغم مساهمتها الأساسية في رفد الموازنة العامة للبلاد.

وبينما اتسعت رقعة الاحتجاجات، كتب ناشطون في مجال حقوق الإنسان في البصرة بيانات أبدوا فيها استغرابهم من تفاقم أزمة المياه، رغم دخول البلاد ذروة فصل الشتاء وارتفاع الخزين الاستراتيجي للمياه، واستمرار موجات السيول والحالات المطرية الكبيرة في عموم المحافظات، معتبرين أن ما يجري يعكس خللاً إدارياً لا شحاً مائياً.

وقال أحد الناشطين عبر منصة إكس إن البصرة تعيش مفارقة قاسية، حيث تغرق مناطق في الفيضانات بينما يشرب أهلها ماءً مالحاً لا يصلح للاستهلاك البشري، فيما قال متظاهر آخر عبر فيسبوك إن الأزمة لم تعد خدمية فقط، بل تحولت إلى مسألة كرامة وحق في الحياة.

وأعلن المحتجون مطالب واضحة تمثلت بإحالة جميع المسؤولين والقادة الأمنيين المتورطين في ضرب وقمع المتظاهرين إلى القضاء بشكل فوري، معتبرين أن الاعتداء على الاحتجاجات السلمية جريمة لا يمكن تجاوزها، مع تحميل محافظ البصرة المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع، ودعوته إلى تقديم استقالته إذا كان حريصاً على دماء أبناء المحافظة.

وحذر المحتجون من أن تجاهل الحكومة المحلية والمركزية لمطالب قضاء القرنة المشروعة سيقود إلى تصعيد أكبر خلال الأيام المقبلة، في وقت تسود فيه مخاوف من اتساع رقعة الاحتجاجات إلى مناطق أخرى تعاني الأزمة ذاتها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مظاهرات في مدن سودانية دعما للجيش وتحذير من تفاقم أزمة المياه

خرجت مظاهرات في مدن وبلدات عدة تأييدا للجيش السوداني، في حين حذر مسؤول سوداني من تفاقم أزمة المياه في ظل محدودية الموارد، بسبب الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع.

فقد تظاهر سودانيون في مدينة أم درمان وبورتسودان وعطبرة وعدة مدن وبلدات بولايتي الجزيرة والقضارف ودنقلا بالولاية الشمالية وفي خشم القربة بولاية كسلا، تأييدا للجيش السوداني وتنديدا بالتدخلات الأجنبية وانتهاكات الدعم السريع.

وردد المتظاهرون هتافات مناصرة للجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع.

وفي التداعيات الإنسانية للحرب، قال مدير هيئة المياه بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان الأتاسي عيسى إن المدينة التي تستضيف نحو مليون نازح، تعاني نقصا في مياه الشرب النقية بنحو 50% بسبب اعتداءات الدعم السريع.

وأضاف في تصريحات للجزيرة أن هيئة المياه تحاول سد النقص عبر التوسع في حفر الآبار الجوفية داخل المدينة والتي تنتج حاليا نحو 3 آلاف متر مكعب إلا أن معظمها تحتاج لمعالجة بسبب الملوحة الزائدة.

وأشار إلى أن اكتظاظ الأبيض بالنازحين عقب تصاعد القتال في ولايات كردفان قلل من حصة الفرد من المياه وخلق أزمات إضافية تسعى حكومة ولاية شمال كردفان لمعالجتها.

من جهته، قال وزير البنى التحتية بولاية شمال كردفان معاوية آدم، للجزيرة، إن الولاية تواجه تحديا كبيرا لتوفير مياه الشرب للنازحين، مشيرا إلى أن مصادر المياه محدودة وأن الحرب أسهمت في تفاقم الأزمة.

احتياجات إنسانية

وحذر مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث، في منشور على منصة إكس، من تزايد الاحتياجات الإنسانية في ولاية شمال دارفور ومدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.

وأشار سميث إلى أن فرار المدنيين من المناطق المحاصرة لا يعني الأمان لهم، لأنهم يصلون إلى مناطق مزدحمة تقل فيها المساعدات.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، بسبب الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مباشر. تصعيد إسرائيلي في غزة والكشف عن تفاصيل استهداف رائد سعد وسط تصاعد الاحتجاجات ضد نتنياهو
  • انقطاع المياه عن مناطق بالشيخ زايد بسبب كسر في خط رئيسي.. والإصلاح جار
  • مظاهرات في مدن سودانية دعما للجيش وتحذير من تفاقم أزمة المياه
  • عاجل- محافظ القليوبية: «حياة كريمة» تستهدف تطوير الريف بشكل متكامل بمركز شبين القناطر
  • أوبك: انخفاض أسعار نفط البصرة المتوسط خلال شهر
  • أزمة أرض الزمالك تشعل المشهد مرة أخرى..مستقبل النادي في خطر
  • اتفاق أميركي–مكسيكي لإنهاء أزمة تقاسم المياه
  • قنبلة مائية تهدد الحياة البحرية: حموضة المحيطات ترتفع بشكل مخيف!
  • زلة سياسية لتاكايتشي تشعل أزمة بين اليابان والصين .. وتكشف خروجا عن النص الرسمي