في الذكرى الأولى للاحتجاجات التي اندلعت في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني، تبدو طهران مرتاحة أكثر وهي تتبادل الرهائن الأمريكيين المحتجزين لديها مع واشنطن مقابل إيرانيين و6 مليارات دولار، ليبدو المشهد دالا على افتقار السياسات الغربية للأهداف والرؤية في التعامل مع إيران.

هكذا ترى سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس"، حيث تقول، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" إنه على الرغم من استمرار طهران في سياسة احتجاز الرهائن مزدوجي الجنسية لابتزاز الغرب، وبرنامجها النووي المتقدم، واحتضاتها للجماعات التي تزعزع أمن الإقليم، فإن السياسة الغربية بشأن إيران غير راسخة وبلا اتجاه.

وتمضى بالقول: لقد فشلت الحكومات الغربية في صياغة أو نشر استراتيجية متسقة ومتوازنة وموحدة تغير أنشطة طهران أو تقييدها.

اقرأ أيضاً

إيران لا تستبعد عودة جميع الأطراف للاتفاق النووي.. وأمريكا تشكك

انشغال الغرب بأوكرانيا والصين

وترى الكاتبة أن انشغال الغرب في الحرب بأوكرانيا، وإعطاء الأولوية للتحديات الجيوسياسية مع روسيا والصين، والعلامات الواضحة على الإرهاق من الأزمة في الشرق الأوسط بعد الحربين في أفغانستان والعراق كان سبباً في خفض شهية الغرب للتحرك، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".

كما أدى انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018 إلى خلق انقسامات تكتيكية.

اقرأ أيضاً

صفقة أمريكا وإيران والمليارات الستة.. هل يتحول احتجاز الرهائن إلى مشروع مربح لخصوم واشنطن؟

احتواء الأزمات بدلا من حلها

وتنتقد الكاتبة اعتماد الغرب على سياسة احتواء الأزمات الإيرانية بدلا من حلها، وهو الأمر الذي بدا واضحا في صفقة تبادل الرهائن الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي تزامنت مع الذكرى الأولى لأعنف احتجاجات شعبية في إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني داخل مقر شرطة الأخلاق الإيرانية، وهي الاحتجاجات التي حركت الأمل غربيا وعالميا في انتهاء النظام.

وعلى الرغم من تزايد عمليات الإعدام والتقارير عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتعذيب والاغتصاب وحتى قتل تلميذات المدارس بالغاز، تباطأت الإدانات الغربية.

وبدلاً من ذلك، تأرجحت السياسة لصالح المشاركة العملية من أجل مواجهة الأزمات الأمنية المتعلقة بالإفراج عن الرهائن، والبرنامج النووي الإيراني المتقدم، وصادرات طهران للطائرات بدون طيار لدعم حرب روسيا ضد أوكرانيا.

اقرأ أيضاً

في ذكرى وفاة مهسا أميني.. برلمان إيران يقر قانونا يشدد العقوبة على غير المحجبات

ما الحل؟

ترى فاكيل أن النهج الأكثر فعالية من الدول الغربية تجاه إيران ينبغي أن يقوم على تطوير توازن بين الدبلوماسية والردع، وسيتطلب ذلك مشاركة مستمرة للحصول على اتفاقيات سياسية موثقة لاحتواء برنامج إيران النووي ومبيعات الصواريخ والطائرات بدون طيار، مع وضع خطوط حمراء قابلة للتنفيذ من خلال العقوبات والضغوط وحتى الخيار العسكري.

وينبغي تنسيق الدفاع عن حقوق الإنسان والتصدي لاستراتيجية أخذ الرهائن بين الشركاء الغربيين.

المصدر | سنام فاكيل / فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الإيرانية الامريكية مهسا أميني برنامج إيران النووي مهسا أمینی

إقرأ أيضاً:

رد حازم من ترامب على احتمال إعادة تفعيل إيران لبرنامجها النووي

(CNN)-- أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، بتصريحات تأتي بعد مضي أسابيع على قصف الجيش الأمريكي ثلاث منشآت نووية إيرانية في يونيو/ حزيران، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران باستئناف برنامجها النووي.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: "لو بدأوا، لكانت هناك مشكلة. لن نسمح بحدوث ذلك"، وأكد الرئيس مزاعمه بأن الضربات الأمريكية دمرت المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن برنامجها قد "أُعيدَ إلى الوراء بشكل دائم"، مؤكدا: "لو كرروا ذلك، سيكون من الأفضل أن يبدأوا من مواقع مختلفة، لأن هذه المواقع قد دُمرت تمامًا".

وأشارت تقييمات استخباراتية مبكرة إلى أن الضربات الأمريكية على إيران في يونيو/ حزيران لم تُدمّر المواقع النووية للبلاد، بل أعادت البرنامج إلى الوراء وحسب.

وقال ترامب إنه سيناقش الضربات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المقرر أن يزور واشنطن، الاثنين.

وتعكس هذه التعليقات تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في وقت سابق، الجمعة، حيث قال إن بلاده يجب أن تحافظ على "التفوق الجوي" على إيران لضمان عدم قدرتها على إعادة بناء برامجها النووية أو الصاروخية.

وكرر ترامب ادعاءه بأن إيران تريد الاجتماع مع الولايات المتحدة لإجراء محادثات، وهو تصريح نفاه المسؤولون الإيرانيون مرارًا وتكرارًا.

وقالت أربعة مصادر مطلعة على الأمر إن إدارة ترامب ناقشت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي لإنتاج الطاقة المدنية، وتخفيف العقوبات، وتحرير مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المقيدة - وكل ذلك جزء من محاولة مكثفة لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • الجمهورية الإسلامية في إيران.. بين ثبات الموقف وفائض الفعل
  • ترامب يلمح إلى إمكانية استئناف إيران برنامجها النووي في مكان مختلف
  • رد حازم من ترامب على احتمال إعادة تفعيل إيران لبرنامجها النووي
  • 80 ألف شركة مهددة بالإغلاق.. كيف أثقلت المواجهة مع إيران كاهل الشركات الصغيرة في إسرائيل؟
  • إيران تربك الحسابات.. تعليق التعاون النووي يهدد بنهاية التهدئة
  • إيران تؤكد التزامها بمعاهدة حظر الانتشار النووي
  • إيران تؤكد تمسكها بمعاهدة حظر الانتشار النووي
  • وزير الخارجية الإيراني: طهران ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي
  • عراقجي: طهران ملتزمة بمعاهدة منع الانتشار النووي
  • بتعليقها التعاون مع الوكالة الذرية.. هل تتبنى طهران سياسة الغموض النووي؟