حليفتها منذ عهد السوفيات.. سر الجفاء بين روسيا وأرمينيا
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
في كلمة وجهه اليوم الأحد إلى الأمة، اعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن تحالفات بلاده الحالية "غير مجدية"، في إشارة ضمنية إلى علاقاته الطويلة الأمد مع موسكو.
كما أكد أن بلاده "لم تتخل يوماً عن التزاماتها ولم تخن حلفاءها، لكن الوضع الراهن أظهر أن الأنظمة الأمنية والحلفاء الذين نعتمد عليهم منذ فترة طويلة حدّدوا لأنفسهم مهمة إظهار ضعفنا".
كلمات قاسية واتهامات غير مباشرة بالخيانة، كشفت عن تدهور العلاقات بين يريفان وموسكو.
فمنذ أيام بل أسابيع عدة وقبل تفجر الاشتباكات بين الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ وأذربيجان، وأرمينيا تشعر بالخذلان والخيانة من روسيا.
فما الذي جرى؟لا شك أن العلاقة الضاربة الجذور بين البلدين، والموروثة منذ كانت أرمينيا جزءًا من الاتحاد السوفياتي، تزعزت مؤخراً.
فقد سيطر القلق منذ أشهر في يريفان، حيال عجز موسكو عن دعمها في مواجهة أذربيجان، وقلة التزام قوة حفظ السلام الروسية التي انتشرت قبل أعوام في اقليم ناغورني كاراباخ ، في النزاع بين الدولتين الجارتين.
أما سبب هذا التراخي الروسي فيعود إلى التقارب الذي شهدته مؤخراً العلاقات الروسية الأذربجانية. تقارب حفزته المصالح بطبيعة الحال.
إذ وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع باكو اتفاقا سياسيا عسكريا قبل أيام فقط من غزوه لأوكرانيا في فبراير 2022.
امتعاض روسيكما يعود إلى الامتعاض الروسي من التصرف الأرميني مؤخراً. فقد أجرت أرمينيا التي رفضت في يناير الماضي استضافة مناورات لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي وهو تحالف عسكري ترأسه روسيا، مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة هذا الشهر(سبتمبر 2023) ، ما أثار استياء موسكو إلى حد كبير.
وفي هذا السياق، أشار بعض المراقبين إلى أن الكرملين بات يرى في الحكومة الأرمينية ميولاً غربية متزايدة، فضلا عن أن الحرب في أوكرانيا قللت من قدرة الروس على العمل كما السابق في مسرح أرمينيا - أذربيجان".
أما السبب الآخر للتخاذل أو التراخي الروسي ، فيكمن في سعي الرئيس فلاديمير بوتين إلى "تجنب التوتر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يدعم أذربيجان ضد أرمينيا".
وكان رئيس الوزراء الأرميني، طرح في أيار/مايو 2023، احتمال انسحاب بلاده من منظمة معاهدة الأمن، على خلفية قضية ناغورني كاراباخ.
رغم ذلك، لا تزال يريفان حتى اللحظة عضواً في المنظمة المذكورة ، لكنها باتت تبدي أكثر فأكثر بوادر تشير إلى ابتعادها عن موسكو حتى قبل هجوم الجيش الأذربيجاني الثلاثاء الماضي على كاراباخ، ما قد سرّع على ما يبدو خروجها من دائرة النفوذ الروسي، بحسب ما نقلت فرانس برس.
يذكر أن أذربيجان وأرمينيا، الجمهوريتان السوفياتيان السابقتان، خاضتا حربين للسيطرة على اقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه والذي تسكنه غالبية من الأرمن، الأولى في تسعينات القرن الماضي والثانية عام 2020.
ورعت روسيا اتفاقاً لوقف إطلاق النار أنهى المعارك في 2020 ونشرت قوة لحفظ السلام هناك، لكن تلك القوات لم تمنع هجوم القوات الأذربيجاني الخاطف هذا الأسبوع، ما أغضب يريفان بشكل كبير!
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News روسيا أرمينيا
المصدر: العربية
إقرأ أيضاً:
الأسطول البحري الروسي يخطو نحو المستقبل.. خطة تطوير حتى عام 2050
أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استراتيجية شاملة لتطوير البحرية الروسية حتى عام 2050، في أول وثيقة من نوعها تُعتمد في التاريخ الحديث لروسيا.
وبحسب وكالة نوفوستي، جاء هذا القرار بعد أشهر من الإعداد والتنسيق، حيث كشف نيكولاي باتروشيف، مساعد الرئيس ورئيس المجلس البحري الروسي، أن إعداد الاستراتيجية بدأ في يوليو 2024 خلال اجتماع في الكرملين، وبتوجيه مباشر من بوتين، تم إعداد مشروع الوثيقة من قبل وزارة الدفاع، ومراجعته لاحقاً من قبل المجلس البحري والهيئات الفيدرالية المعنية، قبل أن يصادق عليها بوتين في 30 مايو 2025.
ووفق الوكالة، تتضمن الاستراتيجية تقييمًا دقيقًا لحالة وقدرات القوات البحرية الروسية، مع الاستفادة من خبرة العملية العسكرية الخاصة، وتحدد متطلبات التكوين القتالي المستقبلي للأسطول، إضافة إلى مهامه في أوقات السلم والحرب، كما تقدم الوثيقة تحليلاً لتطورات الوضع العسكري والسياسي العالمي، مع التركيز على احتمالية وقوع نزاعات مسلحة وأشكالها، وقدرات القوى البحرية الكبرى.
وأكد باتروشيف أن تطوير أسطول بحري قوي وعصري يعد من الأولويات الوطنية لروسيا، مشيراً إلى أن الوثيقة تمثل رؤية استراتيجية بعيدة المدى تأخذ بعين الاعتبار سيناريوهات تطور الوضع العالمي والتحديات والتهديدات المستقبلية.
وأضاف أن روسيا تستعيد تدريجياً مكانتها كواحدة من أعظم القوى البحرية في العالم.
ووفق الوكالة، يشمل نطاق التطوير جميع أساطيل البحرية الروسية، وهي: أسطول البلطيق، الشمال، البحر الأسود، المحيط الهادئ، وأساطول بحر قزوين.
يذكر أن قيادة هذه الأساطيل عادت منذ عام 2024 لتكون تحت إشراف مباشر للقائد العام للبحرية الروسية، وتأسيس الأسطول البحري الروسي يعود إلى 30 أكتوبر 1696، عندما أصدر القيصر بطرس الأول مرسوماً إمبراطورياً بتأسيسه، ومنذ ذلك الحين ظل هذا السلاح البحري يعكس قوة روسيا وسيادتها في البحار والمحيطات.
وتأتي هذه الاستراتيجية في ظل تصاعد التوترات الدولية، وتعكس حرص موسكو على تحديث وتطوير قدراتها البحرية لضمان دور فاعل في الأمن البحري العالمي وتحقيق توازن القوى في المستقبل القريب والبعيد.