#سواليف

قالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أصدرته اليوم إن صندوق النقد الدولي، مع أزمة الديون العالمية التي تلوح في الأفق، يضع شروطا لقروضه التي تهدد بتقويض الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للناس. وتؤدي هذه الظروف إلى تفاقم المشاكل المرتبطة بتزايد عدم المساواة.

ويحلل التقرير المؤلف من 131 صفحة، بعنوان “ضمادة على جرح رصاصة: حدود الإنفاق الاجتماعي لصندوق النقد الدولي وجائحة كوفيد-19″، القروض التي تمت الموافقة عليها من مارس/آذار 2020، في بداية جائحة كوفيد-19، حتى مارس/آذار 2023، إلى 38 دولة، مع ويبلغ إجمالي عدد السكان 1.

1 مليار نسمة، وترى أن الغالبية العظمى منهم مشروطة بسياسات التقشف، التي تقلل الإنفاق الحكومي أو تزيد الضرائب التنازلية بطرق من المحتمل أن تضر بالحقوق.

كما وجد التقرير أن مبادرات صندوق النقد الدولي الأخيرة، التي تم الإعلان عنها في بداية الوباء، للتخفيف من هذه الآثار مثل حدود الإنفاق الاجتماعي، معيبة وغير فعالة في معالجة الأضرار الناجمة عن السياسات.

مقالات ذات صلة وفاة 64 فلسطينيا في إعصار ليبيا 2023/09/25

ويعرض التقرير دراسة حالة للأردن، حيث أدخلت سلسلة من برامج صندوق النقد الدولي إصلاحات اقتصادية شاملة على مدى العقد الماضي، لكن تدابير التخفيف لم تكن كافية لمعالجة الضرر الذي لحق بالحقوق.

وقالت سارة سعدون، باحثة أولى ومدافعة عن حقوق الإنسان: “إن الاحتجاجات المتصاعدة في باكستان ضد ارتفاع التكاليف المرتبطة بمطالب صندوق النقد الدولي، والتي أعقبت احتجاجات مماثلة في بلدان أخرى، يجب أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ لصندوق النقد الدولي قبل اجتماعاته السنوية المقبلة في أكتوبر”.

وتشير الأبحاث الداخلية التي أجراها صندوق النقد الدولي إلى أن هذه السياسات أيضا ليست فعّالة بشكل عام في خفض الديون، وهو هدفها الرئيسي.

ويعد الأردن، الذي لديه سلسلة من برامج صندوق النقد الدولي منذ عام 2012، مثالا مبكرا على جهود صندوق النقد الدولي لتعويض الضرر الناجم عن التقشف من خلال حدود الإنفاق الاجتماعي والتحويلات النقدية التي يتم اختبارها على الموارد. وبموجب هذه البرامج، ألغت الحكومة دعم الوقود والخبز، وزادت ضرائب الاستهلاك والدخل، وأصلحت تعرفة الكهرباء.

واعترف تقرير حكومي بأن الاستثمار في المساعدات الاجتماعية انخفض بين عامي 2011 و2017 بعد أن أنهت الحكومة الدعم، مما أدى إلى توفير 788 مليون دينار أردني (1.1 مليار دولار أمريكي) خلال تلك الفترة.

وفي عام 2019، أنشأت الحكومة، بدعم من البنك الدولي، برنامجًا للتحويلات النقدية يتم اختباره على أساس الوسائل، وتم دمجه في الحد الأدنى للإنفاق الاجتماعي لصندوق النقد الدولي. ومع ذلك، في عام 2022، لم يصل البرنامج إلى أكثر من 120 ألف أسرة مستفيدة، أو حوالي 5% من سكان الأردن البالغ عددهم حوالي 11 مليون نسمة. ومع ارتفاع معدلات الفقر من 15 إلى 24 بالمئة بين عامي 2018 و2022، لم يصل البرنامج إلا إلى حوالي واحد من كل خمسة أردنيين يعيشون تحت خط الفقر. توصلت أبحاث سابقة لـ هيومن رايتس ووتش إلى أن الخوارزمية التي يعتمد عليها البرنامج لاختيار المستفيدين تعسفية وتمييزية وعرضة للخطأ.

قالت عاملة زراعية لديها ستة أطفال لـ هيومن رايتس ووتش إنها تقدمت بطلب المساعدة مرتين ورُفض طلبها في المرتين. تحصل هي وزوجها على 10 دنانير (14 دولارًا) لكل منهما مقابل يوم عمل (ما يعادل 280 دولارًا مقابل 20 يوم عمل شهريًا)؛ يبلغ الحد الأدنى للأجور في الأردن 260 دينارًا أردنيًا (367 دولارًا) شهريًا، ويبلغ الأجر المعيشي للأسرة النموذجية، وفقًا لأحد الحسابات لعام 2020، حوالي 600 دينار أردني (846 دولارًا) شهريًا. وقالت: “نحن نتضور جوعا في الأساس”. “كانت هناك فترة من الوقت لم يكن لدينا فيها سوى كيسين من الأرز وكنا نقوم بتوزيعه”.

ولإضافة الملح على الجرح، أصبحت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في الأردن الآن أعلى مما كانت عليه عندما وافق صندوق النقد الدولي على البرنامج الأول في هذه السلسلة قبل عقد من الزمن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف صندوق النقد الدولی هیومن رایتس دولار ا

إقرأ أيضاً:

عاجل | الملك يستعرض فرص الاستثمار في الأردن أمام كبار مستثمري كاليفورنيا

صراحة نيوز- ركز جلالة الملك عبد الله الثاني خلال زيارته لمقر صندوق تقاعد موظفي القطاع العام في ولاية كاليفورنيا (كالبرز) بمدينة ساكرامنتو، على فرص الاستثمار في الأردن والإمكانات المتاحة للتعاون مع كبار المستثمرين الأمريكيين.

وخلال الجلسة الرئيسية في الملتقى الذي استضافه صندوق كالبرز اليوم الخميس، سلط جلالته الضوء على الأولويات الاقتصادية للمملكة في المرحلة المقبلة، مؤكداً المضي قدماً بخطط واضحة للتحديث السياسي والاقتصادي والإداري.

وأشار الملك إلى جهود الأردن المستمرة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مشدداً على حفاظ المملكة على مكتسباتها رغم التحديات الاقتصادية الناجمة عن ظروف المنطقة.

وتحدث جلالته عن الميزات الاستثمارية في الأردن، من موقع جغرافي استراتيجي، وقطاع مالي قوي، واتفاقيات تجارة حرة تربط المملكة بأسواق عالمية عديدة، ما يجعلها وجهة جذابة للاستثمارات، مع التركيز على فرص في قطاعات ذات قيمة عالية مثل الطاقة المتجددة، الغاز، المعادن، والزراعة.

كما استعرض جلالته جهود المملكة في تطوير مهارات الشباب عبر تعزيز التعليم والتدريب المهني في مجالات الهندسة، الصناعة، الطاقة، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصحة، بهدف تلبية متطلبات سوق العمل.

وشمل الملتقى ثلاث جلسات ناقشت الاقتصاد الأردني واستراتيجيات الاستثمار، واحتوت على تجارب عدد من المستثمرين، بحضور خبراء من قطاع الاستثمار في الولايات المتحدة وممثلين عن شركات أردنية.

ويُعتبر صندوق كالبرز أكبر صندوق تقاعد في الولايات المتحدة، إذ يدير أصولاً بقيمة تزيد عن 500 مليار دولار داخل وخارج البلاد.

وحضر الجلسة مدير مكتب جلالة الملك المهندس علاء البطاينة، والسفيرة الأردنية لدى الولايات المتحدة دينا قعوار، إلى جانب عدد من المسؤولين المعنيين.

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود تحذّر: ارتفاع حاد وغير مسبوق في معدلات سوء التغذية بغزة
  • صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن من الأعلى بالشرق الأوسط
  • الأردن سدد أكثر من 110 ملايين دولار لصندوق النقد خلال العام الحالي
  • صندوق النقد يشيد بتقدم الأردن في إصلاح قطاع الكهرباء ويكشف تحدياته
  • مصر.. تأخير بيع الأصول الحكومية يؤجل مراجعات صندوق النقد .. ما تعليق الخبراء؟
  • عاجل | الملك يستعرض فرص الاستثمار في الأردن أمام كبار مستثمري كاليفورنيا
  • صندوق النقد الدولي يشيد بإصلاحات سوق العمل السعودية
  • ارتفاع مشاركة المواطنين والمواطنات ومستوى الأجور.. صندوق النقد يشيد بتطور سوق العمل السعودية
  • تفاصيل دمج المراجعتين الخامسة والسادسة لصندوق النقد الدولي
  • تأجيل المراجعة الخامسة لصندوق النقد.. مدبولي يوضح السبب