المبعوث الأمريكي يدعو السعودية والإمارات لإنهاء خلافاتهما في اليمن
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
الجديد برس:
دعت الولايات المتحدة الأمريكية حلفاءها في الخليج السعودية والإمارات إلى إنهاء خلافاتهما في اليمن التي تشنان فيها حرباً مستمرة منذ تسع سنوات بذريعة كبح نفوذ إيران في البلاد.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ نيوز” الأمريكية، إن “الأخطر الأكبر في اليمن ليس “التهديد الإيراني” بل الخلافات السعودية – الإماراتية”، داعياً الحليفتين في الحرب على اليمن إلى حل خلافاتهما لمنع توسيع الصراع.
ووفق الوكالة الأمريكية، يؤدي الخلاف العميق بين السعودية والإمارات في اليمن إلى تعقيد محاولة تحويل الهدنة المبدئية مع حكومة صنعاء إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار ودفع محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة.
وتعرض كلا البلدين لهجوم من قوات صنعاء، بما في ذلك الضربات الصاروخية في سبتمبر 2019 التي أوقفت لفترة وجيزة حوالي نصف إنتاج النفط السعودي، وهجوم صاروخي للحوثيين في يناير 2022 على أبو ظبي.
ويرى مراقبون أن هذه الدعوة الأمريكية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بمثابة رد على مطالب الدول الخليجية باتفاق دفاعي مع واشنطن مقابل استكمال التطبيع مع “إسرائيل”.
وجاء التعليق الأمريكي عقب اعتراف الإمارات على لسان مستشار رئيس الدولة “عبد الخالق عبدالله” بطلب دول الخليج العربي اتفاق دفاعي مع أمريكا تتعهد خلاله بالتصدي لما وصفه أي هجوم إيراني على أي من الدول الخليجية.
وكان عبد الخالق عبد الله يشير إلى المفاوضات التي تقودها واشنطن بين الرياض وتل أبيب لاستكمال عمليات التطبيع واعترف بها ولي العهد السعودي بمقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية.
وفسرت المساعي السعودية للحصول على اتفاق دفاعي مع واشنطن من قبل النخب في اليمن على أنها ضمن محاولات العودة للتصعيد العسكري، حيث اتهم محمد طاهر أنعم، مستشار المجلس السياسي الأعلى في صنعاء المملكة السعودية بمحاولة المماطلة في التوصل إلى اتفاق مع صنعاء على أمل التوصل إلى اتفاق مع واشنطن.
وتقود السعودية منذ تسع سنوات حرباً على اليمن بذرائع مواجهة “ايران” لكنها لجأت مؤخراً لدبلوماسية التقارب مع صنعاء عبر وعود لم تنفذ أي منها، وتعول السعودية على عودة الجمهورين إلى السلطة في الولايات المتحدة لابرام الاتفاق خصوصاً وأن الحديث عنه يتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: السعودیة والإمارات فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن يتقدّم أولويات إسرائيل .. خطة موسّعة ضد صنعاء
ووفقاً لمعلومات نقلتها القناة، فإن الجهات المختصة في الجيش والأجهزة الاستخباراتية تعمل «على مدار الساعة»، في انتظار الإشارة السياسية للانطلاق، وإن تل أبيب «تعرف كيف تكرّر ما فعلته خلال 12 دقيقة في إيران، وتنفّذه في اليمن»، في إشارة إلى العملية الجوية الخاطفة التي نفذتها إسرائيل ضد منشآت عسكرية إيرانية أخيراً واغتالت خلالها عدداً من القادة العسكريين الإيرانيين.
خطة إسرائيلية لضرب «أنصار الله» في اليمن تعكس تحوّلاً في الأولويات الأمنية، وسط فشل الحسم الأميركي ومأزق الردع في البحر الأحمر.
وجاء هذا التصريح في سياق تقييم أمني شامل أجراه وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي اعتبر أن غزة واليمن باتا الجبهتين الأكثر سخونة، مقابل فتور نسبي في جبهتي لبنان وسوريا. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن اليمن لم يعد ساحة هامشية كما كان خلال العامين الماضيين، حيث تولّت الولايات المتحدة بالوكالة عن إسرائيل استهدافه؛ وبات حالياً يتقدّم اليمن إلى مركز الأولويات الأمنية الإسرائيلية، خصوصاً بعد أن أصبحت العمليات اليمنية (صواريخ ومسيّرات) تشكّل تهديداً ماثلاً لإسرائيل.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي المتزايد، في ظل تعطّل كامل في العمل في ميناء «إيلات» - المنفذ البحري الحيوي الوحيد لإسرائيل على البحر الأحمر -، بعد سلسلة استهدافات شنتها حركة «أنصار الله» ضد سفن شحن متّجهة نحو الموانئ الإسرائيلية. ودفعت هذه الهجمات شركات الملاحة إلى تقليص رحلاتها في اتجاه إسرائيل، وهو ما رفع بدوره كلفة التأمين البحري، وحمّل الاقتصاد الإسرائيلي أعباءً إضافية.
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن يؤدي استمرار هذا الواقع إلى تكريس «تفاهم غير معلن» بين واشنطن وصنعاء في شأن وقف إطلاق النار، وهو ما تعتبره تل أبيب مقدمة لتثبيت واقع إستراتيجي جديد يكرّس دور «أنصار الله» كقوة بحرية فاعلة من مضيق باب المندب إلى قناة السويس، الأمر الذي ترى فيه إسرائيل تهديداً يتجاوز أمنها القومي ليطال الأمن البحري الإقليمي والدولي.
وليست تلك المخاوف وليدة اللحظة؛ إذ سبق أن وجهت إسرائيل، منذ أكتوبر 2023، نحو ست ضربات إلى اليمن، استهدفت - بحسب ادعائها - منشآت مرتبطة بالبنية اللوجستية والعملياتية للحركة؛ لكن تل أبيب، كما واشنطن قبلها، لم تحقّق «حسماً عملياتياً» من ذلك. وتفيد تقارير عسكرية واستخباراتية غربية بأن «أنصار الله» أعادت بناء قوتها العسكرية على قاعدة التحصينات التحتية، حيث أنشأت شبكة أنفاق تمتد لعشرات الكيلومترات، مزودة بمصاعد كهربائية، وأنظمة تهوئة ذكية، ومولدات مستقلّة، وتضم مخازن للصواريخ ومراكز قيادة محصّنة يصعب استهدافها جواً. وقد عجزت القوات الأميركية، خلال حملتها المكثّفة في البحر الأحمر مطلع 2024، عن تعطيل هذه البنية أو وقف الهجمات «الحوثية» الجوية والبحرية.
وبالتوازي مع التهديدات العسكرية، أفادت تقارير عبرية بأن إسرائيل أعادت توجيه أقمارها الصناعية نحو اليمن، وبدأت عمليات استخبارية لالتقاط بيانات الاتصالات الهاتفية من المحطات الهوائية داخل مناطق سيطرة «أنصار الله»، في محاولة لتفكيك بنية القيادة والسيطرة التابعة للحركة، بالاستفادة من تجربتَي حربيها على لبنان وإيران.
ورغم تسارع التحضيرات العسكرية، تبدو إسرائيل مدركة لتعقيدات الساحة اليمنية. فالجغرافيا الصعبة، والبعد الكبير عن حدودها، والتجربتان السعودية والأميركية، كلها أمور غير مشجعة، وتجعل من خيار «حرب الاستنزاف» أمراً مستبعداً، على عكس ما يجري في غزة أو جرى في إيران. وحتى الضربات الجوية المحدّدة، تواجه تحديات كبيرة في فعالية التدمير، نظراً إلى طبيعة الأهداف المحصّنة.
ويرى محللون أن إسرائيل تميل، في ضوء ذلك، إلى تبني نهج «الضربات الذكية»: عمليات دقيقة عالية التأثير الرمزي، تستهدف شخصيات قيادية أو منشآت ذات بعد سياسي أو معنوي، مع تضخيم إعلامي يخلق انطباعاً بالردع ويعزّز معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من دون الانجرار إلى صراع طويل ومكلف في ساحة بعيدة.
في المحصّلة، إسرائيل أمام معضلة إستراتيجية؛ فمن جهة، ثمة ضغوط متزايدة لضمان أمن الملاحة وكبح قوة «أنصار الله» المتنامية في البحر الأحمر، ومن جهة أخرى، ثمة إدراك بأن اليمن ليس مسرحاً قابلاً للحسم العسكري السريع. وهكذا، تتحرّك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بين خياري «الرسائل المحدّدة» و«الضربات الرمزية»، في محاولة لاحتواء التهديد، من دون إشعال حرب استنزاف جديدة.
"نقلاً عن الأخبار اللبنانية"