موقع النيلين:
2024-05-20@03:03:16 GMT

السودان وإثيوبيا.. الصراعات تهدد القرن الأفريقي

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

السودان وإثيوبيا.. الصراعات تهدد القرن الأفريقي


سلط تقرير لمجلة “ذا ناشيونال إنترست” الضوء على حالة عدم الاستقرار السياسي في إثيوبيا والسودان والتي باتت تهدد بتقسيم منطقة القرن الأفريقي، ما يدفع المنطقة إلى مزيد من الاضطرابات.
وذكر التقرير أن الحرب الأهلية في السودان تختلف بشكل كبير عن الصراعات الأهلية الأفريقية الأخرى بسبب حجم القوات المسلحة السودانية، التي تضم 200 ألف جندي، ويواجهون قوات الدعم السريع التي يتراوح عددها بين 70 ألفا و150 ألفا.


وأوضحت أن الطرفين يتنافسان من أجل السيطرة على الدولة، خاصة لما تتمتع به من موارد طبيعية هائلة.
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع ليست مجرد منظمة شبه عسكري، بل يمتد نفوذها الاقتصادي إلى قطاعات مثل الخدمات المصرفية، وخدمات المرتزقة، والتعدين، خاصة تهريب الذهب، والإعلام، والتجارة غير المشروعة عبر الحدود، ما يثري هذه القوات.
وفي الوقت نفسه، ذكرت المجلة أن القوات المسلحة السودانية تدير أكثر من 200 مؤسسة تجارية، بما في ذلك الزراعة وتعدين الذهب وتجهيز الماشية.
وبالتالي، ترى المجلة أنهر مع استمرار تفاقم الأزمة في السودان، فإن النتيجة المحتملة هي صراع طويل الأمد بين الفصيلين، ما يدفع السودان نحو مصير الصومال و ليبيا.

إثيوبيا
وفيما يتعلق بإثيوبيا، أوضحت المجلة أن الصراع العرقي والإقليمي المستمر في إثيوبيا، والذي يشمل نظام رئيس الوزراء أبي أحمد، وجبهة تحرير شعب تيغراي، وجماعتي الأورومو والأمهرة العرقيتين، يبدو أنه قد وجد حلاً على الورق مع التوقيع على اتفاق نيروبي الهش للغاية في 12 نوفمبر2022.
لكن ترى المجلة أنه ومع ذلك، فشل القرار في تحقيق الاستقرار في إثيوبيا.
وأوضحت أن الصراع العرقي والإقليمي المستمر بين الأمهرة والأورومو والتيغراي، بالإضافة إلى حركة الشباب المتشددة والتحركات المصرية فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، جميعها أمور تنذر بزيادة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في إثيوبيا.
وعلي الجانب الآخر، يعاني الصومال من دون حكومة مركزية منذ ثلاثة عقود، حيث تشن حركة الشباب تمردا مثيرا للقلق. ويشكل هذا مصدر قلق كبير لكل من الصومال وإثيوبيا، حيث أنهما يشتركان في حدود طولها 1024 ميلاً، بحسب المجلة.
وستنسحب البعثة الانتقالية الأفريقية في الصومال (ATIMS) من البلاد، بحلول 31 ديسمبر 2024، وتم بالفعل سحب 2000 جندي في يونيو، ومن المقرر أن ينسحب 3000 جندي إضافي بحلول 30 سبتمبر، وفقا للمجلة.
ويتفاقم الوضع غير المستقر في إثيوبيا بسبب قربها الجغرافي من ثلاث دول تعاني من عدم الاستقرار، وهم السودان، والصومال، وجنوب السودان. وتشترك إثيوبيا في الحدود مع هذه الدول الثلاث، وإذا تحولت إلى دول فاشلة، فإن استقرار المنطقة سيكون في خطر كبير.
ومما يزيد من هذه التحديات، بحسب المجلة، احتمال قيام مصر بأعمال عسكرية إذا تدهور الاستقرار في إثيوبيا بشكل أكبر. وقد تستغل مصر مثل هذه الفرصة، خاصة بعد فشل المفاوضات بين إثيوبيا ومصر بشأن ملء خزان سد النهضة.
وترى المجلة أن القرن الأفريقي الذي يواجه خطر عدم الاستقرار منذ فترة طويلة سيواجه مصيرا مشؤوما خلال العقود القادمة إذا استسلم السودان وإثيوبيا لمصير الفوضى، خاصة أن هاتين الدولتين تضمان مجتمعتين أكثر من 170 مليون نسمة.
وهذا المصير المشؤوم سيحمل آثارًا عميقة على الممر الاقتصادي الدولي على طول البحر الأحمر، ما يؤثر على الشرق الأوسط وأوروبا ويزيد من حدة أزمات الهجرة في شرق وشمال أفريقيا، بحسب المجلة.

الحرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عدم الاستقرار فی إثیوبیا

إقرأ أيضاً:

خسائر جيش الاحتلال في غزة تثير غضب العسكريين ضد نتنياهو

تشعر القيادات الأمنية والعسكرية في "إسرائيل" بحالة من السخط على خلفية الخسائر الكبيرة لـ"الجيش" في غزة، وعدم اكتراث رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في سبيل بقائه في منصبه.

ونشرت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن رفض بنيامين نتنياهو الالتزام بقبول إدارة فلسطينية لغزة بعد الحرب، وذلك إرضاء اليمين المتطرف، ما دفع قيادات أمنية وعسكرية للتصدي له.‌

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أقدم على خطوة مفاجئة الثلاثاء حين وجّه سهام النقد نحو الحكومة الإسرائيلية بعد أن تورطت قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة في معارك مع حماس في أجزاء من شمال غزة كان يفترض أنه تم تطهيرها سابقا من المقاتلين.

وعندما سأله الصحفيون حول ما إذا كانت حماس قد تمكّنت من إعادة فرض وجودها بسبب عدم تمكن "إسرائيل" من إقامة إدارة فلسطينية بديلة في هذه المناطق، كان بإمكان هاغاري التهرب من السؤال إلا أنه قرر الإجابة بالقول: "لا شك أن حكومة بديلة لحماس سوف تخلق ضغطا على حماس، ولكن يجب توجيه هذا السؤال إلى المستوى السياسي".

وأشارت المجلة إلى أن ملاحظة هاغاري على صغرها كانت مقدمة الانتقاد الموجه للقيادة الإسرائيلية، وقد تلاها سيل من الانتقادات في اليوم الموالي. إذ أن يوآف غالانت، وزير الحرب والجنرال السابق في الجيش والعضو في حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو، هاجم في خطاب له متلفز الحكومة الإسرائيلية على ما اعتبره فشلها في وضع مخطط لما بعد الحرب في غزة. كما طالب نتنياهو بأن يلتزم شخصيا بإقامة إدارة فلسطينية للقطاع، عوضا عن احتلال أو مستوطنات إسرائيلية.


واعتبر غالانت أنه بدون هذه الإستراتيجية السياسية، لن تنجح أي إستراتيجية عسكرية، وسينتهي المطاف بـ"إسرائيل" إلى احتلال غزة والتورط في حرب بلا نهايه ضد حماس، تستنفذ كل الموارد العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية للدولة.

وقد ختم وزير الحرب كلامه بتوجيه تحذير قال فيه: أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرار وإعلان أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة، ولن تفرض فيها حكما عسكريا، وأن البديل عن حماس في إدارة القطاع سوف يتم وضعه بشكل فوري". ومن خلال هذه الكلمات، أطلق غالانت بشكل فعلي ثورة ضد حكومة نتنياهو وأحلام الجناح اليمين المتطرف فيها، بإغراق قطاع غزة بالمستوطنين الإسرائيليين.

وأضافت المجلة أن غالانت ليس الوحيد الذي بدأ يسلط الضغوط على نتنياهو لاتخاذ قرار بهذا الشأن، إذ أن جو بايدن وإدارته طالبا إسرائيل بالعمل مع السلطة الفلسطينية لإقامة إدارة جديدة في غزة. كما أن بيني غانتس وغادي أيزنكوت، القائدان السابقان في الجيش الإسرائيلي، كانا في المعارضة ثم التحقا بحكومة نتنياهو بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بشرط تشكيل لجنة لوضع خطة للخروج من غزة. 

ولكن رغم كل هذه الضغوط الداخلية والخارجية لم تبلور أي خطة ملموسة، والسبب واضح بحسب المجلة، وهو أن نتنياهو لا يمكنه التصريح بالتزامه بخطة لما بعد الحرب في غزة تتضمن مشاركة الفلسطينيين، في حين أن خطة شركائه من اليمين المتطرف تنص على التخلص من هؤلاء الفلسطينيين.

في هذا الصدد أشارت المجلة إلى أن الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ألقى كلمة يوم أمس من على منبر كتب عليها بحروف مزخرفة: "الإستيطان في غزة سيجلب الأمن"، وقال فيها إن الطريقة الوحيدة لهزيمة حماس هي بـ"العودة إلى الديار" في غزة وتشجيع الهجرة الطوعية للشعب الفلسطيني، في عبارة اعتبرتها المجلة كناية عن التطهير العرقي.

ويذكر أن استطلاعات الرأي في "إسرائيل" تشير إلى أن الغالبية لا ترغب في إعادة الإستيطان في غزة، إلا أن نتنياهو وائتلافه الحكومي مرتهنون بشكل كامل للأقلية المتطرفة التي ترغب في ذلك. وكان تحالف الأحزاب الذي يقوده نتنياهو قد حصل على 48.4 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة في 2022، وبدون دعم اليمين المتطرف سينهار هذا الائتلاف ويعجز نتنياهو عن إيجاد حلفاء لتشكيل حكومة أخرى في حال دارت انتخابات جديدة. وبالتالي فإن التخلي عن المتطرفين لن يعني فقط نهاية حكومة نتنياهو، بل أيضا نهاية مسيرته السياسية.


وهكذا تتضح صعوبة الخيارات التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بين الالتزام بإدارة فلسطينية في غزة بعد الحرب وفقدان دعم اليمين المتطرف، أو السماح بالإستيطان في القطاع وفقدان دعم غالبية الرأي العام الإسرائيلي والمجتمع الدولي. ولذلك فإنه يستمر في نفس السلوك المتمثل في اختيار أن لا يختار أي طرف، وتأجيل اتخاذ القرار أكثر ما يمكن. ولكن غالانت هذه المرة وجه أصابعه نحو هذا التكتيك بالقول "إن عدم اتخاذ قرار هو أيضا قرار… وله تبعات".

وأشارت المجلة إلى أن الجنود الإسرائيليين تورطوا خلال هذا الشهر في معارك محتدمة مع حماس في مناطق من حي الزيتون وجباليا، كان يفترض أن الجيش انتهى من تطهيرها سابقا. وبدون أي خطة لإدارة هذه المناطق، يبدو أن الجيش حقق انتصارات تكتيكية في غزة ولكنه عانى من هزيمة إستراتيجية بعودة حماس لملء الفراغ الذي تركه. وأمام تزايد الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين في القطاع، وتحركات اليمين المتطرف للمطالبة بالاستيطان، والانتقادات الخارجية للحملة الإسرائيلية التي تبدو بلا نهاية، شعر غالانت بأنه مضطر للخروج والحديث حول الوضع، ليخرج بذلك للعلن النقاشات التي كانت سابقا تجري وراء الأبواب المغلقة.

مقالات مشابهة

  • الصومال تنفذ عمليات عسكرية ضد حركة «الشباب»
  • مؤتمر دولي لـ«تريندز»: العالم العربي يشهد تحولات عميقة بفعل ارتحال الصراعات
  • حسام المندوه: صليت ودعيت يوميًا للتتويج بالكونفدرالية من أجل الـ2 مليون دولار
  • ديربي القرن.. الزمالك ينتظر الأهلي لتكرار نسحة 1994 من السوبر الأفريقي
  • مقتل مسلح من حركة "الشباب" في عملية نفذتها قوات الجيش جنوبي الصومال
  • خبير دولي: الحرب على غزة من أشد وأطول الصراعات في التاريخ
  • زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان
  • خسائر جيش الاحتلال في غزة تثير غضب العسكريين ضد نتنياهو
  • دول تحالف البحر الأحمر
  • “تعادل طوفان نوح”.. خبير مياه مصري يكشف عن كارثة تهدد السودان حال انهيار سد النهضة (فيديو)