فرانس24:
2025-12-15@05:49:27 GMT

عودة إيران إلى الساحة الدولية… نجاح زائف؟

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

عودة إيران إلى الساحة الدولية… نجاح زائف؟

إعداد: بهار ماكويي إعلان اقرأ المزيد

 

بعد مرور عام على وفاة مهسا أميني التي أثارت احتجاجات واسعة مناهضة للسلطة في إيران، بدأت الجمهورية الإسلامية تعود إلى الساحة الدولية، حيث استأنفت علاقاتها مع العديد من منافسيها السابقين.

وعلى الرغم من التقارير العديدة الواردة من المنظمات غير الحكومية واعتراضات المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والتي تتهمها بارتكاب انتهاكات خطيرة بهذا المجال، يبدو أن السلطة الإيرانية أصبحت مقبولة من جديد.

فهي على الأقل تسعى لإقناع الجميع بذلك.

"إن أدوات لغة طهران تقدم إيران على أنها دولة لم تعد معزولة، وتتحاور مع جيرانها الإقليميين، دولة تضع نفسها في منطق بناء"، كما يحلل ديفيد ريغوليت روز، الباحث المشارك في معهد إيريس (معهد الدراسات الدولية والعلاقات الاستراتيجية في باريس) ورئيس تحرير مجلة "أوريون ستراتيجيك"، "لكن هذا منطق استعراضي إلى حد كبير".

اقرأ أيضاالبرلمان الإيراني يصادق على قانون يشدد العقوبة على النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس بالأماكن العامة

ففي 22 سبتمبر/أيلول، أعلنت إيران على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنها ستعيد علاقاتها الدبلوماسية مع جيبوتي صباحا، ومع المالديف مساء. كل ذلك بعد أكثر من سبع سنوات من القطيعة. ويأتي هذا التقارب بعد أشهر قليلة من إبرام الدولة ذات الأغلبية الشيعية والمملكة العربية السعودية ذات الأغلبية السنية المصالحة بينهما بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.

وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران بعد الهجوم على سفارتها في طهران في يناير/كانون الثاني 2016، عقب إعدام شخصية شيعية في السعودية. وحذت حذوها جزر المالديف، وهي أرخبيل في المحيط الهندي، ودول أخرى في الجامعة العربية، كدليل على التضامن.

واجهة الاسترضاء مع الولايات المتحدة

ضربة دبلوماسية أخرى تحققت هذا الخريف، حيث نجحت إيران في التوصل مع الولايات المتحدة إلى اتفاق يسمح للجمهورية الإسلامية باستعادة أموالها المجمدة البالغة ستة مليارات دولار. وتم تحويل المبلغ في 18 سبتمبر/أيلول عبر قطر، مقابل إطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران.

وفي نظر بعض الخبراء ووسائل الإعلام الأمريكية، فإن هذا الاتفاق من شأنه أن يُظهر استرضاء نسبيا بين البلدين. حتى أن قناة "سي إن إن" قالت إن "الإفراج عن الأمريكيين يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة والمعقدة بين واشنطن وطهران".

لكن الحكومة الأمريكية أرادت التقليل من أهمية الحدث. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الاتفاق "لم يغير علاقتنا مع إيران بأي شكل من الأشكال". إن هذا التوافق، الذي تم وضعه في سياق قضية تبادل الرهائن، لا يشكل بأي حال من الأحوال حكما مسبقا على حوار جديد بين الأمريكيين والإيرانيين، وخاصة فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية. وذكّر الرئيس الأمريكي جو بايدن في 19 أيلول/سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن واشنطن لا تزال "ثابتة في التزامها بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي أبدا".

كما أصرت الولايات المتحدة على أن هذه المليارات الستة التي تم رفع الحظر عنها لا تشكل "شيكا على بياض" مقدما لإيران، وأن استخدامها سيتم تحت "رقابة صارمة"، هي موجهة "لأغراض إنسانية" فقط. في حين أكدت طهران من جانبها أن لديها إمكانية استخدام هذه الأموال بطرق أخرى وليس لشراء الدواء والغذاء فقط.

إيران في حالة هشاشة داخلية

مع ذلك، وبعيدا عن النجاح الذي أظهرته طهران، فإن هذا الاتفاق، وكذلك التقارب مع المملكة العربية السعودية، يكشف قبل كل شيء عن "مخاوف القوة الإيرانية التي تجد نفسها في وضع داخلي يحتمل الانهيار"، كما يشير ديفيد ريغوليت روز.

وأوضح الباحث قائلا إن "كانت طهران هي الطرف الذي أصر على الحصول على الاتفاق مع الرياض - منافستها الاستراتيجية، لأن القوة الإيرانية شعرت بالضعف الداخلي بعد المظاهرات [بعد وفاة مهسا أميني]، ولأن الخنق بسبب العقوبات الاقتصادية أصبح قويا للغاية". "... لذلك كان عليها تخفيف التوترات مع الخارج. لم تكن قادرة على تحمل البقاء في عزلة مع الخارج بالوقت الذي تواجه فيه زعزعة للاستقرار من الداخل".

اقرأ أيضاالاتحاد الأوروبي يدعو إيران إلى التراجع عن سحب اعتماد مفتشين لبرنامجها النووي

بالنسبة لهذا المتخصص في منطقة الشرق الأوسط، فإن وضع الصيغة النهائية لاتفاقية تبادل الأسرى تم قبل كل شيء وفق "منطق تبادلي" و"ليس بالضرورة دليل انفراج في العلاقات". وأضاف: "إنه يثبت شيئا واحدا فقط: أن قنوات الاتصال بين طهران وواشنطن ليست معطلة تماما".

أما على الأرض فالواقع مختلف. يذكر ديفيد ريغوليت روز أنه "في الخليج [الفارسي]، زادت الولايات المتحدة من مستوى وجودها العسكري هذا الصيف، لا سيما لتلبية توقعات حلفائها في المنطقة"، من خلال الإعلان عن إرسال سفن حربية وطائرات مقاتلة لردع طهران عن مهاجمة ناقلات النفط التي تعبر مضيق هرمز، وهي منطقة بحرية ذات أهمية استراتيجية كبيرة.

علاوة على ذلك، فإن العقوبات الأمريكية ضد طهران أصبحت سارية أكثر من أي وقت مضى وتستمر في إلحاق الضرر بالحكومة الإيرانية. وبالتالي، فإن إيران التي قدمت انضمامها إلى معسكر البريكس إلى جانب السعودية، المقرر في الأول من كانون الثاني/يناير 2024، باعتباره "نجاحا استراتيجيا"، لن تتمكن حقا من جني الفوائد التجارية طالما بقيت تحت العقوبات الأمريكية، بحسب ديفيد ريغوليت روز.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الولايات المتحدة إيران الأمم المتحدة للمزيد دبلوماسية عقوبات مجموعة بريكس رهائن الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تصادر شحنة عسكرية من سفينة صينية متجهة إلى إيران

الولايات المتحدة – أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، امس الجمعة، إن الولايات المتحدة داهمت سفينة متجهة من الصين إلى إيران في المحيط الهندي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وصادرت شحنة من البضائع العسكرية كانت على متنها.

ووفقًا لخبر الصحيفة، الذي استند إلى مسؤولين أمريكيين لم تُسمِّهم، داهمت القوات الأمريكية السفينة على بعد عدة مئات من الأميال قبالة سواحل سريلانكا، قبل أن تتمكن من مواصلة رحلتها.

وذكرت أن البضائع العسكرية التي صادرتها الولايات المتحدة كانت قابلة للاستخدام من قبل إيران في صناعة الأسلحة التقليدية، وأتلفتها بعد المصادرة.

وأفاد المسؤولون أن الولايات المتحدة كانت تراقب السفينة قبل المداهمة، مشيرين إلى أن هذه هي المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة التي تعترض فيها الولايات المتحدة سفينة قادمة من الصين، دون الكشف عن مالك السفينة أو اسمها.

واعتذرت القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ عن التعليق على الحادث.

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، مصادرة ناقلة نفط “كبيرة جدًا” قبالة سواحل فنزويلا، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الناقلة صودرت بسبب حملها نفطًا مخصصًا للحرس الثوري الإيراني الخاضع للعقوبات.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • مجموعة أممية تطالب بالإفراج عن ناقلة النفط التي احتجزتها الولايات المتحدة في الكاريبي
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • جوتيريش: الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام في جنوب كردفان ترقى إلى جرائم حرب
  • كانديس أوينز.. اليمينية السوداء التي ناصرت فلسطين وعادت الصهيونية
  • واشنطن تعترض شحنة عسكرية صينية لتسليح صواريخ إيران
  • واشنطن تصادر شحنة عسكرية من سفينة صينية متجهة إلى إيران
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب