لنسأل أي عالم فيزياء فلكية عن ألغاز الكون وسوف يشرح لنا بوضوح أن المادة المظلمة هي أعظم لغز في الكون.

أما المادة "العادية" التي تتكون منها النجوم والكواكب والمذنبات والكويكبات والغبار والغاز فهي مجرد شيء ضئيل، أي 4.9 % من كتلته. أما الباقي فهو عبارة عن مادة غامضة، تشكل نسبة 26.8% منها ما يسمى بالمادة المظلمة، لأنها لا ترى ولا تسمع.

والأجهزة البشرية التقليدية لا تستجيب لها. ومع ذلك، فإن أفضل العقول البشرية - ليس كلها، بل الكثير منها- مقتنعون بوجود المادة المظلمة.

إقرأ المزيد اكتشاف آلاف المجرات الشبيهة بدرب التبانة في الكون المبكر سيعيد كتابة نظريات التطور الكوني

والجاذبية التي من المفترض أن تُظهر المادة المظلمة نفسها من خلالها، تحفز البحث عن طبيعتها. ويبحث العلماء باستمرار عما يمكن أن تتكون منه.

واقترح الفيزيائيون الأستراليون من مركز فيزياء جسيمات المادة المظلمة وجامعة "أديلايد" مرشحهم لدور حامل المادة المظلمة والطاقة المظلمة، وهو الفوتون المظلم. وهذا الجسيْم الضخم نسبيا، مقارنة بجسيمات أخرى، في رأيهم، يملأ الكون ليس بالنور بل بالظلام. ويتحدث الباحثون عنه بطريقة غامضة: " إنه بمثابة بوابة بين القطاع المظلم من الجسيمات والمادة العادية".

بينما لم يسبق لأحد أن رأى الفوتونات المظلمة على قيد الحياة، والأستراليون ضمنهم. لكن العلماء لاحظوا في أثناء تحليلهم لتجارب تصادم الجسيمات في المسرّعات، بما في ذلك مصادم الهادرون الكبير، لاحظوا علامات على وجود الفوتونات المظلمة. وقد أشارت إلى ذلك النتائج المرصودة لعمليات "التشتت العميق للجسيمات". وإن احتمال عدم مشاركة الفوتونات المظلمة في هذه العمليات، حسب علماء الفيزياء، يبلغ حوالي واحد في المليار، أو بالأحرى مستوى عال للغاية من الموثوقية .

وقدم العلماء بقيادة البروفيسورة كاثرين فريز نموذجا نظريا نشأت بموجبه المادة المظلمة وتطورت بشكل مستقل عن المادة العادية وبدون أي تأثير من جانبها. ويرى هؤلاء أن انفجارا منفصلا وهو الانفجار المظلم الكبير أدى  إلى ولادة المادة الغامضة. قد وقع بعد حوالي شهر أو أقل بقليل من ذلك من الانفجار الأول ليملأ الكون الموسع بالمادة المظلمة.

المصدر: كومسومولسكايا برافدا

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار النجوم الفضاء المادة المظلمة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف مادة كيميائية في الشوكولاتة تبطئ تطور الشيخوخة

أعلن علماء من كلية كينجز كوليدج لندن عن نتائج دراسة علمية لافتة أشارت إلى أن مادة كيميائية رئيسية موجودة في الشوكولاتة الداكنة قد تسهم في إبطاء عملية الشيخوخة. وأوضح الباحثون أن هذا الاكتشاف منح محبي الشوكولاتة سببا علميا جديدا للاهتمام بمكوناتها بعيدا عن المتعة فقط. 

وبيّنت الدراسة أن الكاكاو وهو المكون الأساسي للشوكولاتة الداكنة يحتوي على مركب طبيعي يعرف باسم الثيوبرومين.

ربط العلماء الثيوبرومين بالعمر البيولوجي

توصل الفريق البحثي إلى أن الثيوبرومين ارتبط بانخفاض ما يعرف بالعمر البيولوجي وهو مقياس يعكس مدى تضرر خلايا الجسم مع مرور الوقت. 

وركز العلماء في تحليلهم على التغيرات الكيميائية في الحمض النووي وطول التيلوميرات التي تحمي الكروموسومات من التلف. 

وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين امتلكوا مستويات أعلى من الثيوبرومين في دمائهم بدوا أصغر بيولوجيا من أعمارهم الفعلية.

شملت الدراسة مجموعات أوروبية واسعة

اعتمدت الدراسة على بيانات صحية شملت 1669 شخصا من مجموعتين أوروبيتين هما TwinsUK البريطانية ودراسة KORA الألمانية. وبلغ متوسط أعمار المشاركين نحو ستين عاما وكانوا يتمتعون بصحة عامة جيدة. 

ولم يتم اختيارهم بناء على إصابتهم بأمراض معينة ما عزز موثوقية النتائج، وأكد الباحثون أن العلاقة بين الثيوبرومين وتباطؤ الشيخوخة ظهرت بوضوح مقارنة بمركبات أخرى موجودة في الكاكاو أو القهوة.

أوضح العلماء فوائد معروفة للمركب

أشار الباحثون إلى أن الثيوبرومين عُرف سابقا بفوائده الصحية لدى البشر رغم كونه ساما للحيوانات مثل الكلاب. 

وربطت دراسات سابقة بينه وبين خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم وتعزيز وظائف الدماغ وتقليل مخاطر أمراض القلب.

 كما أظهرت أبحاث أخرى أن الكاكاو ساعد على الحد من التدهور المعرفي لدى الفئات المعرضة للخرف.

حذر الخبراء من الإفراط في الاستهلاك

نبهت الأستاذة جوردانا بيل المشاركة في الدراسة إلى أن النتائج لا تعني الدعوة لتناول كميات كبيرة من الشوكولاتة الداكنة.

 وأكدت أن الشوكولاتة لا تزال تحتوي على الدهون والسكريات ويجب استهلاكها باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن. 

وشددت على أن أهمية البحث تكمن في فهم كيفية مساهمة الأطعمة اليومية في دعم صحة أفضل على المدى الطويل.

رجح الباحثون دور التفاعل بين المركبات

أوضح الفريق أن التأثير قد لا يعود إلى الثيوبرومين وحده بل ربما نتج عن تفاعله مع مركبات نباتية أخرى مثل البوليفينولات المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة. وأشاروا إلى أن هذه المركبات قد تؤثر في طريقة تشغيل الجينات أو إيقافها ما ينعكس على الشيخوخة والصحة العامة.

بهذا الاكتشاف أضافت الشوكولاتة الداكنة بعدا علميا جديدا إلى صورتها الغذائية وأكد العلماء أن الاعتدال والاختيار الذكي يظلان الأساس للاستفادة من فوائدها المحتملة.

 

مقالات مشابهة

  • مرصد جيمس ويب يكشف عن ثقب أسود يتحدى نظريات العلماء
  • علماء روس يبتكرون نوعاً جديداً من البلاستيك المقاوم للحريق
  • علماء روس يبتكرون نوعا جديدا من البلاستيك المقاوم للحريق
  • مفاجأة لعشاق السلسلة..اكتشاف كوكب حرب النجوم الحقيقي
  • اكتشاف مادة كيميائية في الشوكولاتة تبطئ تطور الشيخوخة
  • مسألة وقت | العلماء يحذرون من زلزال قوي يضرب إسطنبول .. ماذا يحدث؟
  • هل أبصرنا المادة المظلمة أخيرا؟ هالة طاقة غامضة قد تحمل الإجابة
  • طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
  • هل عرفت الله؟.. خطيب المسجد النبوي: تتجلى عظمته في هذا الكون الفسيح
  • وكيل الشباب والرياضة يشهد انطلاق انعقاد الجمعية العمومية العادية لنادي المحافظة الرياضي