أحمد عوض يكتب .. إنهاء دعم المياه يتطلب مراجعة سياسات التقشف
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
#سواليف إنهاء #دعم #المياه يتطلب مراجعة #سياسات_التقشف كتب … #أحمد_عوض
قرار #الحكومة الأخير بالوقف التدريجي لدعم #أسعار_المياه، يأتي في سياق السياسات الاقتصادية التقشفية المستمرة منذ ما يقارب ثلاثة عقود ونصف العقد، التي تهدف في جانب منها إلى إنهاء دعم #أسعار #السلع_الأساسية، وتوجيه الدعم إلى المستحقين.
هذا القرار، يلقي الضوء على جدوى وفاعلية سياسة وقف الدعم عن أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية مرة أخرى. حيث يمثل هذا النهج، الذي بدأ تطبيقه بشكل جدي في العام 1989، في إطار أول اتفاق بين الحكومة وصندوق النقد الدولي لإعادة الهيكلة الاقتصادية. وباعتباره أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها تدابير #التقشف المالي بوصفها المدخل الأساسي لما يطلق عليه الصندوق “الإصلاح الاقتصادي”.
وهنا لا بد من الإشارة، إلى أنه لا يوجد إجماع بين فلاسفة ومفكري الاقتصاد على المستوى العالمي حول جدوى وصحة وفاعلية سياسات التقشف المالي. إذ تستمر غالبية المدارس والأيديولوجيات الاقتصادية المختلفة في تأكيد التزام الدولة بدعم أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية، باعتباره إجراء مهما لضمان #الاستقرار_الاقتصادي، وضمان مستويات #المعيشة_الكريمة للمواطنين، وتأمين حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.
ومن المفيد الإشارة، إلى أن هذه السياسات فرضت نفسها في عقد الثمانينيات تحت تأثير “الريغانية والتاتشرية” التي كانت تطالب بانسحاب الدولة من مسؤولياتها نحو المجتمع، وقد قام صندوق النقد الدولي، وهو من أبرز المؤيدين لهذا النهج، باتباع هذه السياسات على دول مختلفة، منها الأردن، ما أدى إلى تفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها، وأصبح يطلق عليها سياسات “اجماع واشنطن”.
إلا أنه سرعان ما تم التراجع عن هذه التوجهات في غالبية دول العالم، فالعديد من البلدان، بما في ذلك القوة الاقتصادية الأولى في العالم، الولايات المتحدة، وهي أحد مراكز الدفاع عن النموذج الاقتصادي الرأسمالي القائم على اقتصاد السوق الحر، وإلى جانبها دول أوروبا الغربية، حيث تواصل الحكومات دعم السلع الأساسية، مع التركيز على أهمية تدخل الدولة في تأمين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ملاحظ في الدعم الذي تقدمه هذه الحكومات للقطاع الزراعي النباتي والحيواني، وكذلك دعم أسعار النقل العام، وسلع الأطفال وغيرها.
وفي حالة الأردن، كان لإصرار صندوق النقد الدولي على وقف الدعم تأثيرا طويل الأمد على مدى أكثر من ثلاثة عقود، حيث أثر على السلع الأساسية للمواطنين العاديين والمقيمين معا. وكان الهدف المقصود هو الحفاظ على موارد الدولة، بهدف خفض عجز الموازنة العامة وضمان قدرة الدولة على سداد ديونها. وعلى النقيض من هذه الأهداف، كانت النتائج أقل من مُرضية، مع الارتفاع المستمر في عجز الموازنة والدين العام، أكان من حيث القيمة المطلقة أو كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.
وعلى أرض الواقع، أثبتت التجربة أن نتائج تطبيق هذه السياسة كانت ضارة وغير فعالة، على الرغم من رواية الحكومة عن النجاح الاقتصادي والاستقرار المفترضين، إذ إن المؤشرات الملموسة تحكي قصة مختلفة، حيث زيادة الفقر والبطالة والدين العام، ونمط مستمر من عجز الموازنة العامة، وتراجع المستويات المعيشية لغالبية المواطنين أدلة دامغة على عدم فاعلية هذه السياسات.
تبرير الحكومات المتعاقبة وخبراء صندوق النقد الدولي كان يقوم على أن الدعم يجب أن يوجه لمستحقيه وليس للسلعة ذاتها، لأن الأغنياء يستفيدون منه أكثر من دعم أسعار السلع. والواقع أثبت أن هذه المبررات كانت حججا مؤقتة لتمرير قرارات رفع الدعم فقط، إذ لم تستمر عمليات تقديم التعويضات للمتضررين كما تم الادعاء لأكثر من سنة، وهذا ما حدث لتعويضات دعم المشتقات النفطية والخبز والكهرباء.
وفي الختام، من المتوقع أن يؤدي القرار الأخير بإنهاء دعم المياه إلى زيادة الضغط على مستويات المعيشة للأغلبية الكبيرة من المواطنين، ومن شأنها أن تعمق التفاوت الاجتماعي أكثر فأكثر، خصوصا وأنه ليس لدى الحكومة أي خطط لزيادة دخل العاملين، حيث ما تزال سياسات الأجور المنخفضة قائمة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف دعم المياه أحمد عوض الحكومة أسعار المياه أسعار السلع الأساسية التقشف الاستقرار الاقتصادي السلع الأساسیة النقد الدولی
إقرأ أيضاً:
إحالة 3 متهمين بقــ.ـتل شخص والشروع فى إنهاء حياة شقيقه بالقليوبية للمفتي
قررت محكمة جنايات بنها ، الدائرة الثانية، برئاسة المستشار عادل على ماهر، وعضوية المستشارين أحمد خلف محمد عبد اللطيف، مصطفي سعيد عبد الحميد الخدل، وسامح أحمد عبد الوهاب حليمة، وأمانة سر محمد الخضرى، ولطيف عبد الجواد، إحالة المتهمين الـ3 الأوائل، من بين 7 متهمين بقتل شخص والشروع في قتل شقيقه باستخدام أسلحة نارية وذخائر بسبب خلافات سابقة بينهم بدائرة مركز شرطة بنها بمحافظة القليوبية، لفضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي فيما اقترفوه، وحددت جلسة اليوم الأول من دور شهر أغسطس المقبل للنطق بالحكم، مع استمرار حبس باقي المتهمين لتلك الجلسة.
وتضمن أمر الإحالة الخاص بالقضية رقم 23963 لسنة 2024 جنح مركز بنها، والمقيدة برقم 5587 لسنة 2024 حصر كلي شمال بنها، أن المتهمين "صفوت أ ع"، هارب، 23 سنة، بدون عمل، و"عزت أ ع"، هارب، 21 سنة، بدون عمل، و"أحمد إ ز"، هارب، 37 سنة، بدون عمل، و"محمد ط ف"، محبوس، 20 سنة، صنايعي محارة، و"منتصر ج إ"، محبوس، 49 سنة، مقاول عقارات سكنية، و"أحمد م ج"، محبوس، 21 سنة، طالب، و"محمد أ ل"، محبوس، 24 سنة، سائق، وجميعهم مقيمين ميت الحوفيين دائرة مركز شرطة بنها بمحافظة القليوبية، لأنهم في يوم 19 / 12 / 2024، بدائرة مركز شرطة بنها بمحافظة القليوبية، قتلوا المجنى عليه محمد أحمد جودة يوسف، عمداً مع سبق الإصرار والترصد.
وتابع أمر الإحالة، أنه على إثر خلاف سابق بينهم بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله، وأعدوا لهذا الغرض أسلحة نارية مششخنة وغير مششخنة محل الإتهامات التالية الوصف، وحاشوهم بالطلقات وكمنوا بالمكان الذي أيقنوا سلفاً مروره فيه، وما أن أبصروه تقابل مكرهم بشرهم فأفرغوه وأطلقوا صوبه عدة أعيرة نارية من الأسلحة النارية حوزتهم - بنية إزهاق روحه - فأحدثوا إصابته التي أبان عنها تفصيلاً تقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتهما على النحو المبين بالتحقيقات.
وأوضح أمر الإحالة، أن المتهمين شرعوا في قتل المجنى عليه جودة أحمد جودة يوسف، مع سبق الإصرار والترصد، بأنه على إثر خلاف سابق بينهم بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله وأعدوا لهذا الغرض أسلحة نارية مششخنة وغير مششخنة، محل الإتهامات التالية الوصف، وحاشوهم بالطلقات وكمنوا بالمكان الذي أيقنوا سلفاً مروره فيه، وما أن أبصروه أطلقوا صوبه عدة أعيرة نارية من الأسلحة النارية حوزتهم - بنية إزهاق روحه - إلا أن خاب أثر جريمتهم لسبب لا دخل لإرادتهم فيه وهو حيدة الأعيرة النارية عن إصابته على النحو المبين بالتحقيقات.
وأشار أمر الإحالة، أن المتهمين حازوا وأحرزوا بالذات وبالواسطة سلاحاً نارياً مششخناً "عدد 4 بندقية آلية"، مما لا يجوز الترخيص -في حيازتها أو إحرازها، كما حازوا وأحرزوا بالذات وبالواسطة ذخائر مما تستعمل على الأسلحة النارية محل الإتهام السابق حال كونها مما لا يجوز الترخيص في حيازتها أو إحرازها.
واستطرد أمر الإحالة، أن المتهمين حازوا وأحرزوا بالذات وبالواسطة بغير ترخيص سلاحاً نارياً غير مششخناً "بندقية خرطوش، عدد 2 فرد خرطوش"، ودون مسوغ قانوني، كما حازوا وأحرزوا بالذات وبالواسطة ذخائر مما تستعمل على السلاح النارى محل الاتهام الأول دون أن يكون مرخصاً لهم بحيازته أو إحرازه.