دبي في 27 سبتمبر/ وام/ استعرضت جلسة حوارية بعنوان " مستقبل الروبوتات في توصيل الطلبات" في اليوم الختامي لمؤتمر دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، الذي نظمته هيئة الطرق والمواصلات في دبي تحت شعار"تمكين مستقبل التنقل"التأثير التحويلي لهذه الروبوتات في تقديم خدمات التوصيل السريعة بطريقة أكثر نظافة وأمانًا وتكلفة منخفضة.

وتحدث في الجلسة الدكتور ، ماركو بيلونيك، مؤسس شركة سويس مايل حيث قال إن الروبوت المتحول عبارة عن آلة، رباعية الأرجل، وشبه بشرية، يؤدي مهارات تحرك استثنائية والقيادة بسرعات فائقة والتغلب على العوائق الصعبة مثل الخطوات والسلالم وتمكين التنقل السلس في البيئات المختلفة مثال المناطق الزراعية والصخرية والانفاق ويمكن التعامل معه بأكثر من لغة وبخاصية اللمس.

وأضاف أنه تم تصميم الروبوت كوسيلة توصيل مستقلة، لكن تطبيقاته من المقرر أن تذهب إلى ما هو أبعد من تسليم الطرود، في الوقت المحدد يستطيع الروبوت القيادة على أربع عجلات، أو التحول للوقوف على قدمين بارتفاع ستة أقدام في شكل المستقيم، ويستخدم نظام لتحديد المواقع وأجهزة استشعار وكاميرات للتنقل بشكل مستقل، وقادر على التبديل بين تكوين العجلتين أو الأربع عجلات، ليصبح ذو قدمين، يغير الروبوت شكله تلقائيًا اعتمادًا على العوائق التي يواجهها فيما يتم التحكم في حركته من خلال نظام الذكاء الاصطناعي ليكون أفضل مرونة مقارنة مع الروبوتاتالتقليدية. إلى جانب قدرته على تسليم حمولات تتراوح بين عمليات الشراء عبر الإنترنت إلىالإمدادات الطبية وتوصيل الطرود، يمتلك الروبوت أيضًا نظامًا لرسم خرائط البيانات.

وفي ختام حديثه، أكد أن هذه التقنيات ستسهم في تطوير توصيل الطلبات ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع تحولًا كبيرًا، مع إمكانية تقديم خدمات أكثر كفاءة وفعالية للمستفيدين.

وفي جلسة بعنوان التاكسي ذاتي القيادة في دبي، أعربت براشانثي رامان (Prashanthi Raman)، نائب الرئيس للعلاقات الحكومية العالمية في شركة كروز عن بالغ سرورها وسعادتها للعمل في دبي، مدينة الإبداع والابتكار في مختلف المجالات ومنها التنقّل ذاتي القيادة.

وقالت رامان: "نحن نعمل معاً مع هيئة الطرق والمواصلات ونتعاون لتحقيق رؤية وتطلعات وخطط حكومة دبي الطموحة لتحويل 25% من النقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول العام2030. ونحن جميعاً نتطلّع كذلك إلى مستقبل واعد ومشرق في مجال النقل عموماً وفي مجالالتنقّل الذكي ذاتي القيادة على وجه الخصوص في إمارة دبي".

واستعرضت براشانثي خصائص السلامة في مركبات كروز ذاتية القيادة، وتحديات التجارب الميدانية في كل من مدينة سان فرانسيسكو ومدينة دبي، والتعامل مع الظروف المناخية وطبيعة البنى التحتية ومنها الطرق العامة والطرق المغلقة وسلوك سائقي المركبات في طرق وشوارع المدينتين المذكورتين، ومدى جودة أداء مركبة كروز بولت ذاتية القيادة في سان فرانسيسكو،ومتطلبات البنية التحتية الرقمية والمادية للمركبات ذاتية القيادة، ومدى قدرة مركبات كروز بولت على التكيف والتوافق مع المناطق المخصصة للتشغيل في إمارة دبي.

اسلامه الحسين/ سالمة الشامسي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: ذاتیة القیادة ذاتی القیادة فی دبی

إقرأ أيضاً:

هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟

ترجمة: بدر بن خميـس الظفري

طالما حلم الإنسان بأن تتولّى الآلات عنه الأعمال الشاقّة، وأن تساعده في المهام الذهنية كذلك. وعلى مدى القرون، ازداد اعتماد البشر على الآلات بوتيرة متسارعة، حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة باتت فيها الروبوتات تؤدي شتى أنواع المهام اليدوية، وتُظهر مهارات لافتة.

وينطبق الأمر نفسه على الأنشطة الفكرية. فمنذ ظهور برنامج «تشات جي بي تي»، أصبح الجميع يدرك حجم الإمكانات التي يحملها الذكاء الاصطناعي. والمشهد مذهل بالفعل: كيف يمكن لبرامج أن تمتلك هذا القدر من المعرفة، وأن تنتج نصوصا واستنتاجات تبدو منطقية؟ وهل هناك حدّ لما قد تبلغه؟ ولماذا تحتاج هذه الأنظمة إلى موارد هائلة من البيانات والطاقة الحاسوبية؟

لكن لنبدأ من البداية، فمصطلح «الذكاء الاصطناعي» ظهر في خمسينيات القرن الماضي، وصاغه عالم الرياضيات الأمريكي جون مكارثي خلال ورشة عمل كانت مخصّصة للبحث في مستقبل قدرات الحواسيب. وقد قال لاحقا إن المصطلح لم يأت نتيجة تفكير علمي عميق، بل لأنهم أرادوا عنوانا مثيرا يجذب التمويل اللازم للورشة!

ومع ذلك، فإن فكرة الآلة الذكية سبقت ذلك بكثير؛ ففي عام 1939 عرضت شركة «وستنغهاوس» خلال معرض نيويورك العالمي نموذجا بشريّ الشكل يدعى «إلكترو»، قادرا على المشي والكلام والسمع.

وبمعايير اليوم، كان الروبوت بدائيا للغاية، لكنه جسّد مبكرا مفهوم الروبوت الإنساني، وكان يرافقه جهاز آخر على شكل كلب يُسمى «سباركو». وفي عام 1941، قدّم المهندس الألماني كونراد تسوزه أوّل حاسوب حديث، ثم طُوّرت أنظمة التحكم بالحركات الكهربائية عبر الحاسوب في أوائل الخمسينيات ودخلت مرحلة الإنتاج. تلك الخطوات كانت الأساس الذي قامت عليه الأنظمة الحالية، وإن كان أحد في ذلك الوقت لا يتخيّل مدى ما ستصل إليه الحواسيب اليوم.

هذه التطورات تطرح سؤالا أساسيا: هل يمكن للآلات أن تضاهي الذكاء البشري، أو حتى تتجاوزه؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ أرى أن المسألة تقوم على ثلاثة مستويات.

أولا، درج الذكاء الاصطناعي التقليدي على محاكاة قدرات معرفية بشرية معينة، ولكن ضمن نطاق ضيّق، ومع ذلك، يمكنه إنجاز المهام بسرعة وكفاءة أكبر. من ذلك التفكير الرياضي، ولعب الشطرنج، وقراءة الخرائط للملاحة. اليوم، يُعدّ من المسلّم به أن هذه مهارات بشرية يمكن نقلها إلى الآلات، لكن في عام 1956 كانت أقرب للخيال العلمي.

لقد أصبحت هذه الأحلام واقعا، لكنها لم تعد تُصنّف ضمن «الذكاء الاصطناعي» بالمعنى الشائع. وكما قال مكارثي: «عندما يعمل النظام جيدا، لا يعود أحد يسمّيه ذكاء اصطناعيا». أما الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، وهو الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد دخل الوعي العام بقوة، ويمتاز بقدرته على إنتاج نصوص وصور وأصوات جديدة استجابة لتعليمات تُكتب بلغة طبيعية.

غير أن تدريب هذا النوع من «الذكاء الاصطناعي غير المجسّد» يعتمد على كميات ضخمة من البيانات المأخوذة من الفضاء الرقمي، ويتطلب قدرة حسابية هائلة. وهذا يعني أنه يرتبط بعالمنا الواقعي بشكل غير مباشر للغاية. ثانيا، يمكن إيجاد بيئة رقمية تحاكي قوانين الفيزياء في العالم الحقيقي بهدف إنتاج بيانات أقرب إلى الواقع لتدريب الأنظمة الذكية. في هذه البيئة، تُحاكي الأشياء الافتراضية خصائص الأشياء المادية بدقة كبيرة. فمثلا، تسقط قطرة الماء وتتحرك كما تتحرك في الطبيعة.

وفي هذا «العالم الافتراضي»، أو ما يُعرف بـ«الميتافرس» (العالم الماورائي الرقمي)، يمكن تدريب أنظمة التعلم الآلي على الاستكشاف والتجربة، وتنمية حسّ الفضول والقدرة على التعامل مع تنوّع المواقف.

غير أن هذا العالم، مهما بلغ تشابهُه مع الواقع، يظل من صنع الإنسان ويُصوّر العالم من منظور الإنسان فقط. وبالتالي، لا يمكن أن نتوقع فيه المفاجآت الحقيقية التي شكّلت مسار حياتنا وأسهمت في تطوّر الذكاء البشري.

في المستوى الثالث، يمكن تجاوز تلك القيود من خلال تمكين الحواسيب من العمل باستقلالية داخل العالم الحقيقي عبر الروبوتات التي تستشعر بيئتها باستخدام المجسّات. وبفضل أدوات الحركة المدمجة فيها ـ مثل الأيدي والأذرع والأرجل ـ تستطيع هذه الروبوتات تغيير بيئتها، ثم ملاحظة النتائج المترتبة على ذلك.

وهكذا تنشأ «حلقة مغلقة» تجمع بين الإدراك، والفهم الذكي، وتنفيذ الأفعال. وبذلك يصبح بإمكان الآلة المزوّدة بنظام ذكاء اصطناعي مدمج أو متصل بها خارجيا أن تخرج إلى العالم «بمفردها»، وأن تتعلم وتطوّر ذكاءها الخاص. ويُطلق على هذا النوع من الذكاء اسم «الذكاء المجسّد»، لأنه مرتبط بجسد، ومصمّم بما يتناسب مع خصائص الروبوت نفسه، من طريقة إدراكه للعالم إلى قدرته على التفاعل معه.

ماذا يمكن أن نتوقع في المستقبل؟ من الواضح أن دمج الذكاء الاصطناعي بالروبوتات ـ وليس بالضرورة الروبوتات الشبيهة بالبشر التي تمتلك سيقانا، بل بمختلف أشكالها ـ هو الطريق الذي سيُسهم في جعل الآلات الذكية قادرة على أداء مهام مفيدة.

فإذا استطاعت هذه الكيانات «المجسّدة» أن تفهم عالمنا الحقيقي مباشرة، وأن تمزج هذا الفهم بما اكتسبته من الفضاء الرقمي، فقد يؤدي ذلك إلى تآزر أو علاقة تكاملية تجعل الإنسان أكثر ذكاء وتفتح أمامه آفاقا أوسع بكثير.

ويتحمل واضعو السياسات والباحثون مسؤولية رئيسية في الاستثمار في هذا النوع من الروبوتات باعتباره جزءا أساسيا من مهمتهم في دعم تطور الإنسان. كما أن الفوائد العملية لاستخدام هذه الآلات في عمليات الإنتاج ستظهر بوضوح في المدى القصير والمتوسط.

إن البلدان التي تمتلك أعلى كثافة من الروبوتات ـ مثل الصين، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وألمانيا، واليابان ـ تتمتع بأفضلية إنتاجية هائلة. ومن المتوقع أن يتّسع هذا الفارق بدرجة كبيرة مع دخول الوكلاء المجسّدين إلى خط الإنتاج.

أما الدول التي تمتلك قاعدة صناعية واسعة وموارد بيانات كبيرة، وتعرف كيف توفّق بين البرمجيات وأنظمة الحوسبة المدمجة والمجسّات والميكاترونكس والذكاء الاصطناعي، فهي الأكثر قدرة على طرح هذه الآلات في الأسواق.

وليس من قبيل المصادفة أن هذه الدول هي بالفعل في طليعة صناعة الروبوتات.

ومع الإنجازات اللافتة التي تحققها الشركات الناشئة الصينية في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، ومع الهدف المعلن للصين بأن تصبح رائدة في الذكاء الاصطناعي المجسّد ـ كما ورد في توصيات الخطة الخمسية الصينية الخامسة عشرة (2026-2030) ومبادرة «الذكاء الاصطناعي بلس» ـ فإننا نتوقع إنجازات كبيرة إذا ما نُفّذت هذه الخطط بذكاء.

كما أن المنافسة الدولية تتصاعد، ما يجعل السنوات المقبلة حبلى بابتكارات لافتة في هذا المجال. وأنا شخصيا لا أطيق الانتظار لرؤية ما سيظهر.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر عمان للأمراض الجلدية يستعرض أحدث التطورات في مجالات التشخيص والعلاج
  • السيارات ذاتية القيادة ستُغيِّر اقتصادات المدن
  • القبض على أدمن صفحة فبرك صورة لتحصيل رجال الشرطة غرامات من سائقي توصيل الطلبات
  • السيارات ذاتية القيادة تهدد الأطفال وقرار عاجل بسحبها
  • روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان
  • فيديو صادم.. روبوت يضرب رئيس شركته!
  • المملكة تحقق اكتفاءً ذاتيًا تجاوز 100% في عدة منتجات غذائية
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟
  • رئيس المجلس العالمي للتسامح: الصومال تسير بإرادة قوية نحو مستقبل من التنمية والسلام
  • روبوت تسلا يحرج إيلون ماسك ويسقط بشكل مفاجئ في إحدى الحفلات