أزمة سكر في أوروبا.. إجراءات إنقاذ النحل تلسع مزارعي البنجر
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
ابتعد مزارعو بنجر السكر في أوروبا عن زراعة هذا المحصول في خطوة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، حيث تتعارض القواعد البيئية للاتحاد الأوروبي مع محاولته وقف تضخم أسعار الغذاء وتأمين الإمدادات.
وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، يقوم المزارعون بتغيير محاصيلهم بعد أن قضت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي في يناير الماضي بأنه لم يعد من الممكن منحهم إعفاءات من الحظر المفروض على ما يسمى بـ"النيونيكس" وهي المبيدات الحشرية التي تحمي من أمراض مثل الفيروس الذي يصفر في بنجر السكر ولكنها سامة للنحل والملقحات الأخرى الحيوية للنباتات.
وقال مزارعون وخبراء في الصناعة لـ"رويترز" إن الحكم، الذي يقول الاتحاد الأوروبي وجماعات بيئية إنه مهم لحماية الملقحات، وبعضها مهدد حاليًا بالانقراض، أدى إلى خفض المساحة المخصصة لبنجر السكر مع تأثر غلات المحاصيل.
وذكر ألكسندر بيليه، الذي يملك مزرعة مساحتها 240 هكتارًا في وسط فرنسا: "في منطقتنا، فقدنا 15% من مساحة (بنجر السكر هذا العام".
وقال بيليه: "لقد كافحت للوفاء بالتزامات حجم الإنتاج مع مصنع السكر لأن إنتاجي انخفض بشكل ملحوظ بسبب الحظر على مادة النيونيكوتينويد".
ويعد الاتحاد الأوروبي ثالث أكبر منتج للسكر في العالم، لذا فإن خفض الإنتاج قد يؤثر على الأسعار العالمية المرتفعة ويحبط الجهود المبذولة لخفض تضخم أسعار الغذاء.
وقال أحد المحللين لدى أحد أكبر تجار السكر في العالم: "لقد دخلنا نموذجاً جديداً للسكر، والأسعار المنخفضة أصبحت شيئاً من الماضي".
وأضاف "المخزونات العالمية منخفضة، والطلب آخذ في النمو، والعرض ضعيف في جميع أنحاء العالم بسبب تغير المناخ، وصعوبة توسيع الإنتاج في أي مكان، وليس أقلها أوروبا".
ووصلت أسعار السكر في الاتحاد الأوروبي إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، أي ما يقرب من ضعف الأسعار التي شهدتها قبل عامين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى زيادة الاعتماد على الواردات المكلفة مع انكماش قطاع السكر المحلي.
وتتوقع المفوضية الأوروبية أن ترتفع واردات السكر بنحو 60% في الموسم الحالي. ويعتمد الاتحاد الأوروبي على السكر المستورد، الذي يخضع في الغالب للرسوم الجمركية، لتلبية حوالي 15% من احتياجاته.
وقد مُنحت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إعفاءات مؤقتة.
ومنذ صدور حكم المحكمة في يناير بحظر الإعفاءات، وصلت المساحة المخصصة لزراعة بنجر السكر في فرنسا، أكبر منتج للسكر في الاتحاد الأوروبي، إلى أدنى مستوى لها منذ 14 عامًا.
وقالت المفوضية الأوروبية إنها تتوقع أن تنخفض مساحة البنجر في الاتحاد الأوروبي بأكملها بنحو 3٪ عن متوسط خمس سنوات هذا العام بسبب الحكم.
وتظهر بيانات الاتحاد الأوروبي أن مساحة البنجر في الاتحاد الأوروبي انخفضت بالفعل بنسبة 17% منذ حكم نيونيكس لعام 2018.
وأدى انخفاض المساحة المزروعة إلى قيام شركة تيريوس، ثاني أكبر منتج للسكر في العالم، بإغلاق مصنع في شمال فرنسا هذا العام، مما أدى إلى فقدان 123 وظيفة.
وقالت تيريوس في ذلك الوقت إنها تتوقع الحصول على بنجر أقل بنسبة 10% من المزارعين.
ويعتبر واحد من كل 10 أنواع من النحل والفراشات، وهو أمر بالغ الأهمية لحماية التنوع البيولوجي، مهدد حاليًا بالانقراض، وتلقي المجموعات البيئية إلى جانب الاتحاد الأوروبي الكثير من اللوم على مبيدات النيونيكس.
وقالت نوا سيمون ديلسو، المديرة العلمية في منظمة “Beelife”، وهي منظمة غير ربحية مقرها بروكسل: “لا يمكن إنكار الضرر الذي تسببه مبيدات النيونيكس على الملقحات”.
وأضافت “أنها أكثر المبيدات الحشرية التي تمت دراستها في تاريخ البشرية، ونحن نعرف جيدًا كيف تعمل”.
ويمكن أن يؤثر تقلص قطاع بنجر السكر على المحاصيل الأساسية الأخرى لأن المزارعين يحتاجون إلى زراعة بدائل مثل البذور الزيتية في حقول القمح والشعير والذرة كل عامين من أجل الحفاظ على صحة التربة.
وكانت البذور الزيتية واحدة من المحاصيل الأولى التي استهدفها الحظر في أواخر عام 2013، ومنذ ذلك الحين انخفض إنتاج بذور اللفت بنسبة 12٪.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بنجر السكر اوروبا أسعار الغذاء الاتحاد الأوروبي قطاع السكر أسعار السكر فی الاتحاد الأوروبی بنجر السکر السکر فی
إقرأ أيضاً:
رئيسة مجموعة الأزمات: أميركا لم تعد واثقة في النظام الذي بنته وهناك أزمة مبادئ
الدوحة- أعربت الرئيسة التنفيذية لمجموعة الأزمات الدولية كومفورت إيرو عن مخاوفها من أن النظام الدولي الذي بُني على أكتاف الديمقراطية الليبرالية بات يواجه أزمة ثقة عميقة، لافتة إلى أن "أميركا نفسها أصبحت لا تثق في النظام الذي قامت ببنائه"، في إشارة إلى التحولات الجذرية التي طرأت على البنية الدولية منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 والتدخلات في العراق وسوريا، مرورًا بالربيع العربي الذي كشف صدامًا في الحظوظ والتطلعات.
وأوضحت إيرو -في تصريحات خاصة للجزيرة نت على هامش منتدى الدوحة الـ23 الذي عُقد مطلع هذا الأسبوع في العاصمة القطرية- أن الثقة الغربية تراجعت بعد أن اتضح أن التدخل في العراق "لم يؤدِ إلى تغيير إيجابي، بل تسبب في ديناميات جديدة"، مشيرة إلى أن المبادئ الدولية تعرضت للتحدي في أماكن مثل سوريا، خاصة ما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية، مما أدى إلى شعور الناس بأنهم لم يعودوا قادرين على الوثوق في النظام الدولي.
وأكدت مسؤولة مجموعة الأزمات أن الوضع في السودان يسوء، رغم الجهود الدولية التي توّجت بتوقيع الرباعية الدولية على اتفاق مبدئي في سبتمبر/أيلول الماضي، مؤكدة أن الأزمة السودانية ستكون في مقدمة جدول أعمال المنظمة خلال عام 2026.
وأشارت إلى أن المنطقة تشهد تحولات غير مسبوقة؛ من خروج سوريا من العزلة الدولية إلى الحديث عن رفع العقوبات عنها، ومن انعقاد قمة غزة في شرم الشيخ إلى الحديث عن اتفاقات سلام في منطقة البحيرات العظمى. لكنها حذرت أيضا من أن "الصورة القاتمة" لا تزال تخيم على عدة بؤر صراع حول العالم.
وتشغل إيرو منصبها منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، وأمضت مسيرتها المهنية في العمل على الدول المتأثرة بالنزاعات، بدءًا من انضمامها لمجموعة الأزمات عام 2001 كمديرة مشروع غرب أفريقيا، مرورًا بعملها مسؤولة الشؤون السياسية ومستشارة السياسات للممثل الخاص للأمين العام في بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا (2004-2007)، ومنصبها في المركز الدولي للعدالة الانتقالية، قبل أن تتدرج لتصبح مديرة برنامج أفريقيا ثم نائبة رئيس مجموعة الأزمات بالإنابة في يناير/كانون الثاني 2021.
وفي تفاصيل تصريحاتها، وصفت إيرو الأزمة السودانية بأنها "الأصعب والأكثر تعقيدًا" بين الملفات التي تعمل عليها مجموعة الأزمات حاليًا، رغم الجهود الدولية المبذولة. وأشارت إلى أنه "تم جمع الرباعية الدولية، وهي الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، للتوقيع مبدئيًا على اتفاق فيما بينهم في سبتمبر/أيلول الماضي"، لكنها أكدت أنه "لا أحد من الطرفين مستعد حتى الآن للجلوس على الطاولة"، في إشارة إلى طرفي الصراع الرئيسيين في السودان.
إعلانوأضافت "نحن نشهد المزيد من العنف على الأرض. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات بينهم جميعًا، لذلك لم نخرج من الأزمة في السودان أبدًا، وأكبر مخاوفي هو أن الوضع سيسوء قبل أن يتحسن".
أما بالنسبة لغزة، فأكدت الرئيسة التنفيذية لمجموعة الأزمات أن الملف سيبقى أيضًا على رأس الأولويات في 2026، موضحة أنه "علينا أن نرى تشكيل مجلس السلام، وتشكيل اللجنة الفنية الفلسطينية وعلينا أن نحرص على وقف ضم الضفة الغربية".
وفي سياق الحديث عن التطورات الإيجابية خلال الفترة الماضي، ضربت إيرو مثلا بانعقاد قمة غزة في شرم الشيخ، والحديث عن "اتفاق سلام" في عدة مناطق، بما فيها منطقة البحيرات العظمى، مما يشير إلى بوادر أمل وسط المشهد المعقد.
ولفتت إلى أن العام الحالي شهد تطورات كانت "غير متوقعة" قبل عام واحد فقط، قائلة "لو سألتني العام الماضي عما إذا كنا سنرى خلال العام الحالي سوريا تخرج من العزلة، حيث يمكن لشخص مثل الجولاني آنذاك، والآن هو الشرع، أن يذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة منذ عقود، وأن يحضر زعيم سوري إلى الجمعية العامة، وحيث يرفع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، وأن تكون تركيا ودول الخليج أدوات أساسية مع الولايات المتحدة في المساعدة على تحول سوريا، فقبل عام لم أكن لأتخيل بعض هذه التطورات".
وفي ما يتعلق بالتحولات الجذرية التي طرأت على المشهد الدولي منذ تأسيس مجموعة الأزمات، لفتت إيرو التحولات الجذرية عقب أحداث الربيع العربي. وقالت "ذلك بدأ يتغير في وقت الربيع العربي. وفجأة، أعتقد أنه حصل صدام في الحظوظ والتطلعات، وأصبح المدنيون غير راضين عن أنظمتهم".
وأوضحت أن "الثقة الغربية في التدخل" بدأت تتراجع "في ضوء ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، والدخول إلى العراق، حيث اتضح أن هذا التدخل الواثق لم يؤدِ إلى تغيير إيجابي، بل تسبب في ديناميات جديدة في العراق، على سبيل المثال، ثم سوريا، ثم ما حدث في مصر وتونس. وهكذا بدأت الأمور في الانهيار".
وتابعت الرئيسة التنفيذية لمجموعة الأزمات إن "المبادئ الدولية التي كانت تشكل التدخل الدولي تعرضت أيضًا للتحدي في أماكن مثل سوريا، حيث قال قادة العالم الغربي إنه سيكون هناك خط أحمر فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية، وهذا لم يحدث. وهكذا فُقدت الثقة، وبدأ الناس يرون أنهم لم يعودوا قادرين على الوثوق بالنظام الدولي، وأن الغرب لم يعد يتمتع بالشرعية".
وأشارت إلى أن "الحرب العالمية على الإرهاب كانت تسبب مشاكل أخرى في العديد من المناطق، فقد كانت تؤدي إلى ممارسات غير ديمقراطية، وإلى انهيار أجندة حقوق الإنسان، وإلى مزيد من العنف". واختتمت هذا المحور بملاحظة لافتة: "إذا تقدمنا سريعًا إلى الأمام، نجد أن أميركا نفسها أصبحت لا تثق في النظام الذي قامت ببنائه"، في إشارة إلى تحول عميق في البنية الدولية التي سادت لعقود.
مجموعة الأزمات في 30 عامًا
وعن دور المنظمة التي تستعد لإكمال 30 عامًا من العمل ضمن النزاعات العالمية، قالت إيرو إن مجموعة الأزمات الدولية تضطلع بمهمة محورية في المشهد الدولي المعقد، موضحة أن "دورنا هو التحذير المبكر، ودق ناقوس الخطر، وتحليل الوضع، وتزويد صناع القرار على جميع أطراف الصراع بالمعلومات الصحيحة، والتحليل الصحيح، والتفكير في خيارات السياسات الممكنة لإنهاء الصراع".
إعلانوأضافت أن المنظمة عندما تأسست قبل 3 عقود "كان في صميم ذلك المساعدة في تشكيل الإرادة السياسية لدفع الأطراف إلى التحرك في الوقت المناسب وبالتماسك والعزم، من أجل إيجاد طريقة لإنهاء الصراع"، وشددت على أن هذا الدور "أصبح أكثر إلحاحًا الآن لأننا نتحدث في وقت تتزايد فيه الحروب".
ورسمت إيرو صورة قاتمة للواقع الحالي، قائلة "نحن نشهد المزيد من التهجير الجماعي ونزوح المدنيين، ونشهد جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ونشهد استعدادًا أكبر لاستخدام القوة، ونشهد استخدام الغذاء والمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية سلاحا في الحروب أيضًا". مؤكدة أن هذه التطورات الخطيرة تجعل "هناك إلحاحًا أكبر لعملنا الآن" مقارنة بأي وقت مضى.
وأشارت إلى أن مجموعة الأزمات "وُلدت في لحظة زمنية معينة، في وقت كان فيه المجتمع الدولي آنذاك، خاصة اللاعبين الغربيين، يشعر بالثقة"، موضحة أن تلك الحقبة تميزت "بالقوة الأميركية أحادية القطب، التي كانت تشعر بثقة في استخدام القوة، والديمقراطية الليبرالية الدولية التي كانت تشكل طبيعة المشهد الدولي"، لكنها استدركت: "ولكن هذا تغيّر الآن"، في إشارة إلى التحولات الجذرية التي شهدها النظام الدولي على مدى العقدين الماضيين.
ولفتت إلى أن عمل المنظمة على مدى 3 عقود أثبت أهمية "التحدث مع جميع الأطراف وجميع الجهات التي تؤمن بشكل أساسي بفكرة الحوار"، مؤكدة أن منهجية مجموعة الأزمات تقوم على "جلب الناس إلى طاولة النقاش، ومحاولة إيجاد الحلول، وقضاء الوقت في محاولة فهم ما يحدث على الأرض، والتحقق من الحقائق، وضمان الاستماع والتواصل".
تحديات العام القادم
ورغم القتامة التي تطبع المشهد، فقد شددت إيرو على أن التحدي الأكبر يكمن في "جعل الدول والقادة وجميع الأطراف الرئيسية يركزون حقًا على الوقاية والدبلوماسية الوقائية"، محذرة من أن "التصرف المبكر يكلف أقل، لكن التصرف المتأخر يكلف أكثر، سواء من حيث الأرواح البشرية أو من حيث الأموال المطلوبة لصناعة الدفاع أيضًا".
وأضافت أن "الشيء الآخر الذي أراه تحديًا حقيقيًا هو كيفية إعادة التفكير في جدار الحماية متعدد الأطراف؛ فالأمم المتحدة تمر بظروف صعبة للغاية، وعليها أن تفكر في تقليل النفقات مقابل تقليل النتائج، وأوروبا أيضًا تحت ضغط كبير، وكذلك الاتحاد الأفريقي يواجه أيضًا الكثير من التحديات".
وأشارت إلى قلقها من قضايا وجودية تواجه البشرية، قائلة "أكبر ما يقلقنا هو أمن المناخ، وهو مشكلة وجودية، والتحدي الآخر يتعلق بالحد من انتشار الأسلحة النووية ووقف إطلاق النار، وأن تتحول المفاوضات بشأن ذلك إلى نتائج أكثر استدامة".
واستمرت مسؤولة مجموعة الأزمات في سرد ما يقلقها من تحديات مبينة أن ما "يقلقني بالنسبة للعام المقبل هو أن نتمكن من تحويل كل بوادر وقف إطلاق النار والهدن والاتفاقات إلى شيء أكثر استدامة في المستقبل أيضًا"، محذرة من أن "هذا سيجعل عملنا صعبًا للغاية في العام القادم".
ولفتت إلى أن التحديات لا تقتصر على الملفات المعروفة، قائلة "أثناء حديثي معك الآن، هناك توترات تتصاعد على الحدود بين تايلند وكمبوديا، ونحن نراقب تطورًا مقلقًا للغاية في فنزويلا أيضًا". وأضافت "أعتقد أنه سيكون أمامنا المزيد من التحديات في عام 2026، لكن الصورة ليست قاتمة بالكامل، وهناك فرص".
وختمت كومفورت إيرو تصريحاتها للجزيرة نت بأهمية "الحوار والتفاوض" كأدوات أساسية لحل النزاعات، موضحة أن "ما سيكون حاسمًا أيضًا في الفترة القادمة هو القدرة على جمع الدول ذات الأفكار المتشابهة والمختلفة معًا إلى طاولة مفاوضات واحدة، بطريقة لم نتخيل أبدًا أننا قد نراها في سوريا، أو في غزة، أو في البحيرات العظمى".
إعلان