صناعة كرات الكريكيت الجلدية في مواجهة قدسية الأبقار في الهند
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
يرفض كثير من الهندوس، الذين يشكّلون غالبية سكان الهند، صناعة كرات الكريكيت بجلود الأبقار، وهي مهنة بونتي ساغار، نظراً إلى كونهم يعتبرون هذه الحيوانات مقدّسة.
نظراً إلى القدسية التي تُعطى للأبقار من جانب فئة كبيرة من الهندوس، يتولى تنفيذ مهنة ساغار أشخاص لا يمانعون في العمل بالجلود، مقابل أجر زهيد ومن دون أي تقدير، بل على العكس تماماً.ويتلقى العاملون في هذا النشاط الرتيب والمتكرر، تهديدات منتظمة من جانب القائمين على حملات لحماية الأبقار، يطلقها نشطاء هندوس، يسعون إلى حظر ذبح هذه الحيوانات المجترة.
طاردت حلمها ولم تيأس.. هندية تبلغ 92 عامًا تتعلم القراءة والكتابةفي بادئ الأمر، تابع ساغار البالغ 32 عاماً، تحصيلاً علمياً لكي لا ينتهي به الأمر في امتهان صنع الجلديات، وظيفة والده، لكن بعد وفاة الأخير في سن مبكرة، اضطر نجله إلى مواصلة المهنة لإعالة عائلته.
ويوضح هذا الهندوسي لوكالة فرانس برس، وهو يتصبب عرقاً في ورشة صغيرة خانقة، إلى جانب ستة عمال آخرين يشكّلون الجلد حول قلب من الفلين لكرات الكريكيت: "لا أشعر بأي شيء سلبي تجاه عملي".
ويظهر ساغار ولعاً كبيراً برياضة الكريكيت، على غرار الملايين من مواطنيه، لكنّ سجل الطلبات الضخم لشركة "راجندرا سبورتس" التي يعمل فيها لن يترك له وقت فراغ، لمشاهدة بث مباريات كأس العالم للكريكيت، التي ستستضيفها الهند من 5 تشرين الأول/أكتوبر حتى 19 تشرين الثاني/نوفمبر.
الأزمة الدبلوماسية بين الهند وكندا تتصاعد.. نيودلهي تعلق منح تأشيرات الدخول للكنديينويشرح ساغار فكرته قائلاً: "أحب مشاهدة لعبة الكريكيت، لكننا مشغولون للغاية، فأنا أعمل ثماني ساعات يومياً، سبعة أيام في الأسبوع...عملي يوفر انتظام الوضع في أسرتي".
وتُصنع جميع كرات الكريكيت الهندية تقريباً يدوياً بعناية في ولاية أوتار براديش، في ميروت، مسقط رأس ساغار، والتي لا تبعد كثيراً عن نيودلهي.
ويعتمد اقتصاد المدينة بشكل كامل تقريباً على إنتاج كرات الكريكيت، مع ما يقرب من 350 شركة، بحسب أرقام حكومية.
وتحتل شركة "سانباراي غرينلاندز" (Sanspareils Greenlands) موقعاً ريادياً في السوق، في مجال تصنيع الكرات المخصصة لبطولات الكريكيت المحلية في الهند، ويعتمد نجاحها على العمالة الوفيرة والرخيصة، ما يجنّب الاعتماد المتزايد على الآلات، كما الحال في بلدان أخرى.
ترودو يدعو الهند إلى التعاون في التحقيق حول مقتل زعيم للسيخ في كنداوقال صاحب الشركة بهوبندر سينغ لوكالة فرانس برس: "إن اليد العاملة هي التي توصل عملية تصنيع الكرة برمتها إلى نتيجة جميلة".
هذا العمل مخصص تقليدياً لأعضاء فئة جاتاف، في أدنى درجات النظام الطبقي المتوارث منذ قرون في الهند، والمكون من مجموعات وراثية وهرمية تعتمد على التزاوج اللحمي (الزواج بين أشخاص مرتبطين برابط الدم حصراً).
أقل من 6% من الهنود تزوجوا من خارج طبقتهم، بحسب آخر تعداد عام 2011.
وفئة جاتاف جزء من طائفة الداليت في الهند البالغ عددها 200 مليون نسمة، والذين كانوا يطلق عليهم ذات يوم اسم "المنبوذين".
فرص عمل محدودة
حُظر هذا المعيار التمييزي في عام 1950 من جانب مؤلف الدستور الهندي، بي آر أمبيدكار، وهو محام دافع عن حقوق مواطنيه الداليت.
وتزين صور أمبيدكار، الذي يكنّ له ساغار تقديراً كبيراً، جدران الكثير من ورش العمل في ميروت. لكنّ قلة من هؤلاء العمال يريدون أن يرث أطفالهم عنهم هذا العمل.
لكنّ معدل البطالة المرتفع في ميروت، أجبر أعضاء الطوائف الأعلى قليلاً على الانخراط في هذا النشاط، الذي اعتُبر لفترة طويلة "غير نقي".
كانت ميروت مركزاً مهماً لإنتاج السلع الرياضية الهندية، منذ تقسيم الهند البريطانية الذي أدى إلى استقلال الهند وباكستان في عام 1947، ويؤكد سينغ أن "الناس بحاجة إلى الدخل، خصوصاً وأن فرص العمل محدودة في هذه المنطقة".
كندا تطرد دبلوماسياً هندياً بعد اغتيال زعيم سيخي يحمل جنسيتها.. والهند تردّ: "اتهامات عبثية"وكان سينغ يأمل في توسيع نطاق أعماله، التي بدأها جده، لكن منذ وصول الحكومة القومية الهندوسية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السلطة، سعى الهندوس المتطرفون إلى حظر ذبح المواشي، وهو نشاط تهيمن عليه الأقلية المسلمة في الهند.
وكانت لحملاتهم في بعض الأحيان عواقب دموية. فقد أُعدم مسلمون للاشتباه في تورطهم في تجارة لحوم البقر على يد حشود من الهندوس الغاضبين، بما في ذلك في ميروت.
وقفز سعر الجلود المدبوغة، التي أصبح توريدها صعباً، بنسبة 50% العام الماضي. ونتيجة لذلك، تحول البعض إلى جلود الجاموس والثيران.
يحرص أشيش ماتا، تاجر السلع الرياضية بالجملة في ميروت، على الإشارة إلى أن منتجاته ليست مصنوعة من جلد البقر، لكنّه يلفت إلى أن قطاع صناعة السلع الجلدية في البلاد لا يلتزم بهذا المحظور، ويقول: "يُستخدم الجلد في صناعة الكثير من المنتجات: الأحذية، والأحزمة، والحقائب، والمحافظ، وحتى كرات الكريكيت، لذلك لا أرى مشكلة".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوكرانيا ستقاطع مسابقات "ويفا" عقب السماح للفرق الروسية ما دون 17 عاما بالمشاركة شاهد: كتّاب السيناريو يستأنفون عملهم بعد الاتفاق مع استوديوهات هوليوود طاردت حلمها ولم تيأس.. هندية تبلغ 92 عامًا تتعلم القراءة والكتابة قطاع الخدمات ديانة الهندالمصدر: euronews
كلمات دلالية: قطاع الخدمات ديانة الهند البيئة أرمينيا الاتحاد الأوروبي العراق إيطاليا لاجئون ناغورني قره باغ حريق رياضة أذربيجان الحرب الروسية الأوكرانية البيئة أرمينيا الاتحاد الأوروبي العراق إيطاليا لاجئون یعرض الآن Next فی الهند
إقرأ أيضاً:
«فضيحة تهز الهيئات المهنية الهندية».. كيف حصل مليون شخص على شهادات مزورة؟
كشفت الشرطة الهندية عن واحدة من أكبر عمليات تزوير الشهادات الأكاديمية في العالم، بعد ضبط شبكة احترافية تمتد عبر عدة ولايات هندية وتعمل منذ سنوات على إصدار شهادات مزيفة في تخصصات شديدة الحساسية، أبرزها الطب والتمريض والهندسة والبرمجة.
أختام مزورة ومليون شهادةوبحسب بيان رسمي للشرطة، فقد عُثر على مئات الشهادات المزورة خلال مداهمات متزامنة، إضافة إلى أختام تحمل شعارات 28 جامعة هندية، جرى استخدامها لخداع المؤسسات داخل الهند وخارجها.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الشبكة تمكنت من إصدار أكثر من مليون شهادة مزيفة، جزء كبير من أصحابها تمكنوا بالفعل من السفر والعمل في الخارج باستخدام تلك الوثائق.
يصل سعر الشهادة المزورة إلى 6000 دولاروتبين من التحقيقات أن سعر الشهادة الواحدة تراوح بين 75 ألفًا و150 ألف روبية حسب التخصص، في حين استخدمت العصابة وسائل طباعة وختم متطورة تجعل عملية اكتشاف التزوير بالطُرق التقليدية أمرًا بالغ الصعوبة.
وفي إطار التحقيق، أعلنت السلطات اعتقال 11 شخصًا من ولايات هندية مختلفة، بعدما ثبت تورطهم في إنشاء مطابع سرية موزعة في ولايات تاميل نادو، بنجالورو، أندرا براديش، ماهاراشترا، غوا، دلهي، البنغال الغربية، وكيرلا. وسمح هذا الانتشار الواسع للعصابة بتشتيت الأنظار وإخفاء نشاطها لسنوات.
شهادات شبه الأصلية ويصعب تمييزهاوتعمل الشرطة الهندية حاليًا على تحقيق موسع يشمل الجامعات نفسها، للتحقق من وجود أي تواطؤ أو تسريب لبيانات رسمية من موظفين داخل المؤسسات التعليمية. وتشير مصادر أمنية إلى أن العصابة ربما حصلت على نماذج أصلية، ما ساعدها في إنتاج شهادات عالية الجودة يصعب تمييزها.
وأكدت السلطات أن التحقيقات لا تزال مستمرة، وأن الأيام المقبلة قد تكشف عن مفاجآت أكبر تتعلق بعدد المستفيدين من هذه الشهادات، ومسارات عملهم، ومدى تأثير هذه المعلومات على القطاعات المهنية داخل وخارج الهند.
وتثير هذه الفضيحة مخاوف واسعة، خاصة في القطاعات الطبية والهندسية، حيث تعتمد دول عديدة على العمالة الأجنبية القادمة من الهند، ما قد يدفع حكومات عدة إلى إعادة فحص واعتماد شهادات العاملين القادمين من الخارج.
اقرأ أيضاًمصرع 15 شخصا في انهيار أرضي بولاية هيماشال براديش شمال الهند
الهند: مصرع وإصابة 51 شخصا جراء حادث اصطدام شاحنة بجرار في ولاية أوتار براديش
الشرطة الهندية: ارتفاع عدد قتلى حادث الطائرة المنكوبة إلى 290 شخصا حتى الآن