فى مئوية «هيكل».. اجتمع الفرقاء
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
الاحتفال بمئوية ميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل الذى أقيم الأسبوع الماضى فى متحف الحضارة كان مختلفا عن كثير من المناسبات المماثلة التى يجرى فيها تكريم شخصيات سياسية أو أدبية أو علمية مرموقة. فالعرف عندنا أن التكريم يكون بالإسهاب فى وصف أعمال ومواقف وتراث المكرمين، والمبالغة فى التمجيد، والتوقف عند الماضى دون التطلع لما تركوه من أثر على الحاضر والمستقبل.
على أن أكثر ما استوقفنى كان تنوع الحاضرين سياسيا وعبر الأجيال على نحو نادر التكرار هذه الأيام. تقدم الصفوف السيد المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، معبرا بذلك عن حضور الدولة ومكانة الأستاذ هيكل المستمرة لديها، وبالطبع حضر المعارضون أيضا. وحضر التيار الناصرى ممثلا بكافة قياداته التاريخية والمعاصرة، وحضر رموز حزب الوفد «الحقيقى» (إذا جاز التعبير)، وبعض المسؤولين من الحقبة الساداتية ومسؤولون أكثر من الحقبة المباركية، والليبراليون واليساريون، والإعلاميون من كل الأجيال ومن مختلف وسائل الإعلام الحكومية والمستقلة، كما حضر الشباب، والضيوف العرب.
دار فى بالى التساؤل حول ما جعل هؤلاء «الفرقاء»، بل أحيانا الخصوم السابقين، يجتمعون حول مئوية الأستاذ «هيكل» مع اختلاف الآراء والتوجهات، حتى إن بعض المتحدثين حرصوا على أن يبدأوا كلماتهم بذكر المسافة الفكرية بينهم وبين صاحب المناسبة.
وأظن أن وراء هذا التجمع نادر الحدوث، وغير المتوقع، أكثر من سبب: بالتأكيد أنها مئوية وأن المحتفى به ليس مجرد كاتب أو صحفى، بل الرجل الأكثر حضورا محليا وعربيا على الصحافة لأكثر من نصف قرن، وصاحب التأثير المباشر الأكبر على الحقبة الناصرية، ثم المؤثر بشكل غير مباشر وإن كان بفاعلية شديدة على الحقب التالية، من موقع الداعم أحيانا والمعارض أحيانا، وصاحب الرؤية الثاقبة فى كل الأحوال.
ولكن بالإضافة لذلك فإن تجمع المئوية جاء - فى تقديرى - معبرا عن اعتبارات ومشاعر أخرى. الحاجة ربما لتجمع الفرقاء للتشاور والتعاون حيال ظروف اقتصادية وسياسية ضاغطة، محليا وإقليميا، ودوليا، وتجاوز خلافات حقيقية أو وهمية سابقة. وقد تكون الرغبة فى استحضار أفكار الأستاذ «هيكل» ومنهجه التحليلى الدقيق والصارم لفهم الأوضاع العالمية وفك ألغاز مستقبل صرنا متفرجين له ومتلقين لتداعياته.
وأخيرا فإن اللقاء كان فيه جانب من استعادة الماضى (ترجمة ربما غير دقيقة لتعبير «نوستالجيا»)، وأقصد بذلك استرجاع ذكريات أزمنة ربما كانت فيها الآراء السياسية متباينة، والمصالح الاقتصادية متعارضة، والتحديات الخارجية كبيرة. ولكن كانت مصر فيها بلا شك رائدة الصحافة والإعلام، وصوت العرب الكاسح، وكانت للمؤسسات الصحفية حتى وهى مملوكة للدولة ساحات لمعارك سياسية ولعمالقة يشتبكون فكريا ولإبداع وتجديد تجاوز كل القيود المفروضة عليه.
مئوية الأستاذ «هيكل» كانت مناسبة للاحتفال ليس فقط بالصحفى والكاتب «الظاهرة»، ولكن بمصر وتنوعها وثراء ثقافتها وقوتها الناعمة والتأمل فى كيفية استعادتها برغم كل الظروف الصعبة.
فشكرا للسيدة «هدايت» وأسرتها وأصدقائهم على إتاحة هذه الفرصة للتأمل والتذكر والتطلع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
العراق يشتعل فوق 53 مئوية.. والقانون لا يرى الشمس
2 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: يواجه العراق في صيف 2025 موجة حر غير مسبوقة، حيث سجلت العاصمة بغداد درجات حرارة تجاوزت 53 مئوية، في ظل غياب نص قانوني صريح يتيح إعلان العطلة الرسمية بسبب الظروف المناخية القاسية، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط القانونية والاجتماعية حول صلاحيات الحكومة في مثل هذه الحالات الطارئة.
وأكد مختصون في القانون أن قانون العطل الرسمية رقم 12 لسنة 2024 لم يتضمن في مادته الأولى أي إشارة إلى إمكانية تعطيل الدوام الرسمي بسبب حرارة أو برودة الطقس .
وقال الخبير القانوني، علي التميمي، الأربعاء، أنه لا.يوجد نص في قانون العطلات الرسمية 12 لسنة 2024 في المادة الاولى منه والتي عددت العطل الرسمية على سبيل الحصر في العراق ما يتيح تعطيل الدوام بسبب برودة او حرارة الجو لكن درجت الحكومات المتعاقبة على مثل هذا الإجراء الوقائي عند وصول الحرارة إلى 50 درجه او اكثر.
وأضاف التميمي في تصريح للمسلة، ان هذا القانون لمجلس الوزراء في المادة 3 منه ان يقرر العطل الرسمية للمناسبات الخاصة التي لاتزيد عن اسبوع في السنة.
وبين انه في قانون المحافظات غير المنتظمة في إقليم رقم 21 لسنة 2008 من صلاحيات مجلس المحافظة في المادة ٧ الفقرة ٣ له الحق في اصدار التشريعات والأنظمة والتعليمات المحلية والتي تمكنه من إدارة شوؤن المحافظة.
وأوضح خبراء أن السلطة التنفيذية المركزية تجد نفسها أمام فراغ قانوني عند التعامل مع أزمات مناخية حادة.
وطالب قانونيون بتعديل فوري لقانون العطل الرسمية، ليشمل آليات التعامل مع الظروف المناخية الاستثنائية، مع تحديد درجات الحرارة القصوى أو الدنيا التي تستدعي تعطيل الدوام، كما دعا البعض إلى اعتماد مؤشرات تحذيرية كتلك المعتمدة في الخليج العربي، حيث تستخدم الإمارات نظام الرايات الحرارية لتحديد مدى خطورة الطقس على الصحة العامة، بحسب معايير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وشدد مراقبون على أن العراق بات بحاجة إلى تشريع طارئ يأخذ بالحسبان التغيرات المناخية المتسارعة، خاصة وأن درجات الحرارة تتجاوز أحياناً ما يُطلق عليه محلياً “طبخات التمور”، في إشارة إلى قدرة الشمس على نضج التمر في عذوقه بفعل الحرارة فقط، وهو تعبير شعبي يعكس شدة الطقس الذي وصفه السكان بـ”القاتل”، وسط غياب البنية التحتية المكيفة أو خطط الطوارئ.
وغرد الناشط البيئي حسام المولى قائلاً: “في بلدان يعطلون الدوام عند 37 مئوية، ونحن نطبخ على الرصيف بـ53 درجة! القانون لا يعترف بالشمس العراقية!”، بينما دونت المحامية نور الهاشمي: “العطلة ليست ترفاً، بل حماية للناس من الاحتراق.. من يحتاج لتعديل القانون؟ نحن أم المناخ؟”.
وقال التميمي ان البرلمان يحتاج إلى تعديل هذا القانون أي قانون العطل الرسمية 12 لسنة 2024 وان يحدد وينص على متى تمنح عطلة حرارة الجو او برودته المنخفضة وبأي درجة حرارة او برودة وكذلك نسبة الدوام في شهر رمضان المبارك.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts