أخبارنا المغربية ـــ محمد اسليم من مراكش

 خلال كلمته الافتتاحية كرئيس لجلسة المناقشة الأولى في موضوع "الكوارث الطبيعية: الحد من المخاطر وإدارة الطوارئ"، أكد البروفيسور سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي الأسبق، على دلالات تنظيم هذا الحدث العالمي بالمدينة التي كانت شاهدة على “زلزال قوي خلف ما يناهز 3 آلاف شهيد وأكثر من 5 آلاف جريح”، مجددا التعازي في كل الضحايا الذين لقوا حتفهم خلال هذه الكارثة الطبيعية، وقال: “بعد أيام معدودات من الزلزال نناقش موضوع مهم ونتمنى استيقاء الدروس والخروج بتوصيات لتدبير هذا النوع من الفواجع”، لا سيما وأن المناظرة استقطبت خبراء في مجال الزلازل والحماية الاجتماعية والصحة والهندسة المدنية والجيولوجيا من عدد مهم من الدول.

أمزازي أضاف أن “الفاجعة أبرزت قدرات المملكة المغربية والصلابة التي تتميز بها ثقافتنا المغربية”، مؤكدا أنه مرة أخرى أعطى المغاربة صورة جيدة للعالم ومثال حي عن التضامن الشعبي بينهم خلال المحن.

أمزازي أوضح كذلك أن 300 ألف شخص بدون منازل وقرى بأكملها تم محوها من الخريطة، إضافة إلى تأثر الأطفال وانهيار المدارس والعديد من الأماكن التاريخية والمساجد التاريخية مثل تينمل المصنفة من يونيسكو كتراث عالمي... 

المتحدث أشار إلى أن الملك محمد السادس أعطى أوامره لتعبئة جميع الجهود والمصالح من جيش ووقاية مدنية وغيرها لإنقاذ الساكنة عبر التدخل السريع والمنسق، مشيرا إلى العمل الذي تم على مستوى توفير المساعدات بهذه المناطق، إذ تم اللجوء الى استعمال المروحيات. كما أن التعليمات الملكية شددت على الاعتناء بالمتضررين عبر توفير المبيت والغداء، والاهتمام بالجانب النفسي، إضافة إلى إعلان الحداد الوطني والتكفل بالأطفال اليتامى وتوفير الدعم للتلاميذ وإنشاء مخيمات بالمناطق المتضررة ومواكبة نفسية التلاميذ.

وبخصوص إعادة الإعمار وتوفير المنازل للضحايا، أمزازي كشف أن جلالة الملك أعطى أوامره لإنشاء لجنة تسهر على العملية مع التركيز على إعادة بناء المنازل بناء على دفتر تحملات ومعايير تقنية وهندسية إلى جانب استحضار الخصوصية الثقافية، وأن البناء يجب أن يكون بجودة عالية مع استشارة الساكنة واحترام خصوصياتها وقيمها الامازيغية، مع استخدام المواد واليد العاملة المحليتين.

أمزازي تعرض كذلك في مداخلته لصندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال، بستة أقاليم وعمالة، مشيدا بالمساهمة الملكية ضمن الصندوق بمليار درهم، موضحا أن الصندوق سيعمل على فك العزلة وإعادة الإيواء بهذه المناطق، مشددا على أن الزلزال يعد مناسبة لـ”قلب الموازين وجعل هذه الفاجعة مناسبة لإعادة البناء التصميم والانكباب على جوانب اقتصادية تأخد بعين الاعتبار مختلف الجوانب بما فيها السياحة المستدامة وجميع الجوانب الترابية”.

وشدد أمزازي على أن الخبرة متوفرة لدى جميع الخبراء لإخراج هذه المناطق والساكنة من هذا الوضع وتقوية الموارد البشرية وحضور المرأة القروية بهذه المناطق، قبل أن يعود للإشادة بـ”المغاربة الذين أبهروا العالم برمته بتضامنهم خلال هذه الفاجعة”، موضحا “لا يمكننا مساعدة الجميع لكن تظافر جهود الجميع سيمكن من ذلك”، مشيرا إلى أن مختلف المساعدات وصلت من جميع المدن حتى أنها سببت ازدحاما بمناطق الزلزال، إضافة إلى مبادرة المغاربة للتبرع بالدم وعلى رأسهم الملك محمد السادس خلال زيارته للجرحى بمراكش وتشديده على العناية بهم. أمزازي نوه بالمساعدات التي عرضها العديد من أصدقاء المغرب من الدول والمنظمات العالمية، مشيدا في هذا الصدد بمساهمة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والتشبث بتنظيم اجتماعاته السنوية بمراكش، مفيدا في السياق نفسه أنه تم الإبقاء على جميع البرامج والأحداث المبرمجة، مختتما بأن “البناء وإعادة الإعمار سيستغرق وقتا طويلا لكن لا شيء يوقف رغبة الأمة في تحقيق أهدافها، بقوة وحكمة. 

جلسة المناقشة الأولى التي ترأسها أمزازي تأتي في سياق اليوم الأول من النسخة الثانية للمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، تحت شعار " الصحة في إفريقيا: الماء، البيئة والأمن الغذائي"، والتي تسعى إلى تسليط الضوء على واقع المنظومات الصحية والأمن الغذائي في إفريقيا. كما تهدف إلى وضع إطار إفريقي يعتمد على تجارب البلدان وعلى وجهات نظر الخبراء في مجال الصحة العامة والترقب والتنبؤ في مواجهة المخطار، مع تباحث التدابير الوقائية الناجعة لتجنب آثار الأزمات على المستوى الإنساني، الاجتماعي، السياسي والاقتصادي، في أفق وضع سياسة صحية مشتركة للتعامل مع المخاطر والأزمات الصحية.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: هذه المناطق

إقرأ أيضاً:

زلزال يضرب سواحل شمال اليابان بعد أيام من هزة قوية

صراحة نيوز- ضرب زلزال بقوة 6.7 درجة قبالة سواحل شمال اليابان، الجمعة، وفق ما أفادت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، بعد أيام فقط من هزة بلغت قوتها 7.5 درجة وأدت إلى إصابة 50 شخصاً على الأقل.

وحذرت الوكالة من احتمال حدوث موجات تسونامي تصل إلى متر واحد على سواحل شمال المحيط الهادئ، قبل أن تُعلن لاحقاً إلغاء التحذير. وتم تسجيل أمواج بطول 20 سنتيمتراً حتى الآن في كل من بلدة إيريمو في جزيرة هوكايدو الشمالية ومنطقة أوموري.

وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “NHK” عدم حدوث أي تغييرات في الموانئ بالمنطقة. كما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال وقع على بعد 130 كيلومتراً من مدينة كوجي في جزيرة هونشو.

وأشارت “NHK” إلى أن مستوى الاهتزاز كان أقل حدة من الزلزال الذي وقع الاثنين الماضي، والذي تسبب بتدمير طرق وتحطم نوافذ وموجات تسونامي بلغ ارتفاعها 70 سنتيمتراً.

وأعلنت هيئة الطاقة النووية اليابانية أنه لا توجد أي مؤشرات على خلل في المنشآت النووية بالمنطقة.

وكانت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية قد أصدرت الثلاثاء تحذيراً نادراً لجزيرتي هونشو وهوكايدو من احتمال وقوع هزة جديدة خلال أسبوع، قد تكون أقوى من تلك التي ضربت المنطقة مساء الاثنين.

ولا تزال اليابان تحتفظ بذكرى الزلزال الهائل بقوة 9.0 درجة الذي وقع تحت سطح البحر عام 2011 وتسبب بتسونامي أسفر عن نحو 18,500 قتيل أو مفقود. وتعتبر اليابان من بين أكثر بلدان العالم نشاطاً زلزالياً، إذ تقع على أربع صفائح تكتونية رئيسية على طول الطرف الغربي لـ”حزام النار”، وتشهد نحو 1,500 هزة سنوياً، معظمها خفيف، بينما تختلف أضرارها حسب الموقع والعمق.

مقالات مشابهة

  • كوارث وأحداث مأساوية حول العالم
  • زلزال جديد يضرب شمال اليابان بعد أيام من هزة قوية
  • زلزال يضرب سواحل شمال اليابان بعد أيام من هزة قوية
  • زلزال بقوة 6.7 ريختر يضرب شمال شرق اليابان
  • تحذيرات من أمواج مد عاتية بارتفاع متر.. زلزال مدمر بقوة 6.7 درجة يضرب شمال شرق اليابان
  • بكين: لا ضحايا جراء زلزال منطقة شيتسانج الصينية
  • بعمق 6.97 كلم.. زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب غربي تركيا
  • زلزال بقوة 4.9 درجات يضرب غربي تركيا
  • زلزال بقوة 5.7 درجة قبالة ساحل هونشو في اليابان
  • زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب شمال كولومبيا