الحركة الاسلامية وردود الفعل الانتحارية المتوقعة علي العقوبات الامريكية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
حول بيان الخارجية ووزارة الخزانة الامريكية والعقوبات التي طالت هذه المرة الامين العام للحركة الاسلامية السودانية واتهامه بتقويض الامن والاستقرار في السودان وبالنظر الي عملية الاستهلال وحيثيات العقوبات الامريكية حول الانتهاكات الجسيمة التي ترتبت علي الحرب السودانية يتضح وبكل وضوح ان العقوبات المشار اليها قد وضعت النقاط علي الحروف هذه المرة حول الجهة المتورطة في اشعال الحرب السودانية وتمت الاشارة لمن وصفتهم السلطات الامريكية :
" باسلاميون ومسؤولون من النظام السابق لتواطؤهم في تقويض عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد"
" ووصف بيان صادر عن الخارجية الامريكية الحركة الإسلامية السودانية، بالجماعة الإسلامية المتشددة "
كما يتلاحظ ايضا ان الولايات المتحدة قد حصرت الاتهامات المصحوبة بالعقوبات الموجهة لقوات الدعم السريع بعملية الافراط في استخدام القوة ضد المدنيين في اقليم دارفور دون الخرطوم حيث تخوض القوة الضاربة لقوات الدعم السريع معارك ضارية علي مساحات واسعة من العاصمة السودانية واطرافها وضواحيها مع فلول النظام السابق وميليشيات الاسلاميين المتورطة في انتهاكات خطيرة وعمليات قمع وحرق وهدم مصحوب بهجمات جوية مدمرة تستهدف اهداف مدنية تستخدم فيها تكنولوجيا الطائرات المسيرة الغالية الثمن .
اما علي صعيد ردود الفعل المتوقعة علي عملية التصعيد والعقوبات الامريكية من الحركة الاسلامية والمجموعة العسكرية البرهان ومن معه فيبدو انه ليس امامهم خيار اخر غير التصعيد واللجوء الي الابتزاز المنهجي المعتاد و ردود الفعل الانتحارية واتخاذ المتبقين علي قيد الحياة من السودانيين داخل البلاد رهائن ودروع بشرية في مواجهة الواقع الجديد المترتب علي العقوبات والاتهامات الامريكية التي ستشكل قاعدة لعقوبات دولية اخري حول جرائم وانتهاكات الحرب السودانية .
قوات الدعم السريع ليس امامها غير قبول التعاون مع اي تحقيقات قانونية من المجتمع الدولي والمساهمة في حماية المدنيين في دارفور واعادة ترتيب اولوياتها والتخلي عن غرور القوة وضبط خطابها السياسي والاعلامي فيما يتعلق بمستقبل الحكم في الدولة السودانية والابتعاد عن ترديد الشعارات التي اثبتت فشلها علي ارض الواقع وتجنب الاحكام والانطباعات الشخصية حول مستقبل الحكم في السودان خاصة وان العقوبات الامريكية الاخيرة قد اثبتت بالدليل المادي القاطع عدم تورط قوات الدعم السريع في اشعال الحرب الراهنة في البلاد وهناك الكثير من الادلة وقرائن الاحوال التي تشير الي تورط المافيات الاخوانية في الفبركة واتهام قوات الدعم السريع بعمليات النهب والاغتصاب في الخرطوم وسيكون الامر بكل تاكيد مطروح في اي تحقيقات قانونية مستقبلية حول جرائم الحرب السودانية التي يبدو ان المجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة يتفقون مع وجهات النظر والاتهامات الامريكية في هذا الصدد .
ومع كل ذلك فسيكون الاعتماد علي العقوبات الامريكية الاخيرة في وقف الحرب بعد اتهام الاسلاميين بصورة مباشرة بالتورط في جرائم الحرب وتقويض الامن والاستقرار في السودان خطأ فادح لان الولايات المتحدة لاتملك القدرة علي وقف الحرب بدون دعم الشعب السوداني ووجود ادارة وطنية سودانية بديلة تعمل علي سد الفراغ الامني والسياسي والقانوني في البلاد وتقود خطوات الشرعية الدولية في هذا الصدد من اجل فرض الحماية الفورية للمدنيين في كل انحاء السودان ووقف الحرب بكل الوسائل الممكنة والتصدي لردود الفعل الانتحارية والاجراءات الاستثنائية المتوقع ان تقوم سلطة الامر الواقع وادارة الظل الاخوانية التي تدير البلاد بوضعها موضع التنفيذ خلال الايام وربما الساعات القادمة في محاولة منهم لمنع اي مضاعفات محتملة لعملية العقوبات الامريكية التي وجهت اصابع الاتهام للمتورط الفعلي في الحرب السودانية وحسمت الجدل الدائر في هذا الصدد وابطلت اتهامات البرهان والمجموعة العسكرية واعوانهم الاسلامية ومزاعمهم حول تورط قوات الدعم السريع في اشعال الحرب .
تحركات السلطة الانتقالية السابقة خارج البلاد حول تطورات الحرب السودانية لاغبار عليها اذا تمت بطريقة شخصية من رموز تلك الفترة وعلي العكس يجب ان يستمروا في استخدام حق المواطنة في التدخل بشخصياتهم الاعتبارية من اجل المساهمة في فرض الحماية الدولية للمدنيين في السودان باعتبار هذا الامر اولوية قصوي وباعتبار ان عملية انقاذ البلاد اصبحت تتطلب صيغة لادارة سودان مابعد الحرب بطريقة مختلفة عن كل التجارب والمشاريع السياسية السابقة في سودان ماقبل الحرب ومراعاة ان واقع السودان اليوم امر اخر ومختلف في كل التفاصيل .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العقوبات الامریکیة قوات الدعم السریع الحرب السودانیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
إنعاش القرى اقتصاديا
دانيال حنفى
القاهرة (زمان التركية)- السنوات تمر، والحرب الأوكرانية تثير الكثير من الجدل حول أسبابها، والبادىء بشنها، والمعتدى فيها.
حتى كيفية انهاء هذه الحرب هو موضوع محل جدل، اذ ظهرت أطراف تتبنى مبدأ المواجهة حتى النهاية وحتى لا تنتصر روسيا عسكريا بأى حالّ، وحتى لا تتغلب المثابرة الرويسية على قدرة التحمل الغربية والأوروبية على وجه التحديد. والجانب الروسى عاد بأسباب الحرب الى عشرات السنوات الماضية التى شهدت خطة مخابراتية أوروبية محكمة ضد روسيا الأوروبية أيضا وفقا للروايات الروسية التى يرددها مسؤولون روس. وبذلك صارت الحروب الروسية الأوكرانية نتيجة مستهدفة لذاتها وحربا مجدولة مخطط لها من قبل قوى غربية قامت بانشاء جيل من النازيين الذين قتلوا أربعة عشر الف روسيا فى منطقة دونباس خلال سنوات . ولولا هذه العنصرية العنيفة القاتلة ضد الروس فى دنباس ما تدخلت روسيا وفقا لرويات الجانب الروسى. وبالإضافة إلى ما تقدم، نجد تقاريرا اعلامية ذات مصداقية تشير الى مخططات أمريكية قديمة لخنق روسيا واضعافها والقضاء عليها ، وما أوكرانيا وإسرائيل الا زراعين للولايات المتحدة الأمريكية، ولولا الدعم المادى والعسكرى الأمريكى لاسرائيل ولأوكرانيا لسقطتا .
لا أحد يعرف كيف سنتهتى الحرب، ولكن الحرب تجلب الخسائر للجميع، وقد لا يستطيع الاتحاد الأوروبى أن يدعم أوكرانيا ماديا وعسكريا لفترة طويلة قادمة – مثلما يتعهد القادة الأوروبيون علاتية – وخاصة اذا ما رفعت الولايات المتحدة الأمريكية يدها عن المواجهة مع روسيا.
وقد أتاحت هذه الحرب وهذا العداء الصارخ لروسيا فرصا جيدة لروسيا لتحقيق الكثير من اهدافها التى لم تكن تحلم بتحقيقها كلها تباعا وفى وقت قصير: من إنعاش القرى والمدن الروسية كلها اقتصاديا وبناء المصانع فيها ، الى عقد التحالفات العسكرية الهامة والخطيرة مع فاعلين مهمين على الساحة الدولية من كوريا الشمالية الى الصين الى إيران، الى إنعاش وتزكية التجارة الدولية القائمة على تبادل العملات المحلية والبعد عن الدولار الأمريكى . كل ما تقدم وكثير من الأهداف الأخرى حتى العون العسكرى بالعتاد والجنود من دول أخرى نظرا لطول أمد الحرب ووقوع الكثيرين من الجنود صرعى ، وفرار كثير من الشباب الروسي أيضا من أهوال الحرب وخطر الموت إلى بلاد أخرى خوفا من التجنيد الاجبارى. ولذلك رأى المتابعون تواجدا عسكريا أسيويا على الجبهة الروسية، الأمر الذى يحاول اروس نفيه بوضعه فى اطار التطوع الفردى وبعيدا عن العون العسكرى الرسمى، تماما مثلما يتواجد عدة مئات من المواطنبن الألمان على الجبهة الروسية إيمانا بالحقوق الروسية، وحبا فى المغامرة وكسرا للملل.
حتى العقوبات المفروضة على روسيا والتى وصل عددها الى أكثر من سبعة عشرة الف عقوبة ساعدات روسيا اكثر مما أضعفتها، ووضعت هذه العقوبات الشعب الرواسى أمام تحديات مصيرية ووطنية لا يمكن لشعب طيب الا أن يتغلب عليها ويقهرها وينمو فوقها مثل حدث مع الشعب الروسى. تماما مثلما نجحت ايران – تحت الكم الهائل من العقوبات الغربية – فى تطوير نفسها وتحديث وتعزيز قدراتها العسكرية واقتصادها والصمود طوال هذه السنين.
واليوم نجد أن ايران بلد ناجح اثبت قدرته على الحياة وعلى النجاة تحت كل ضغوط العقوبات الدولية المفروضة عليها لسنوات طويلة، مثلما هو الحال فى روسيا التى تأقلمت على العقوبات الدولية ووجهتها لصالحها وفى اتجاه تحقيق إنجازات روسية قيمة قد لا يمكن تحقيقها فى ظروف عادية.
إن الحديث اليوم عن ” صداقة الولايات المتحدة الأمريكية ” هو حديث عن المصالح، وخاصة فى الوقت الراهن الذى يعبر عن سقوط قواعد النظام العالمى التقليدى الذى يتقيد بالقواعد والأعراف والقوانين وصعود نظام سيطرة الأقوى فقط لا غير وفقط الأقوى الذى يستطيع بسط يده والاستيلاء على ما يريد.
Tags: القرىحرب اوكرانيا