بوابة الوفد:
2025-06-25@11:31:20 GMT

أكتوبر وذكريات لا تنسى

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

أنا من جيل عاش زمن الهزيمة وفرح بالنصر، جيل تفتحت عيناه على ثورة عظيمة غيرت وجه الحياة على أرض مصر وتأثر بها العالم أجمع ومن ثم كان زعيمها جمال عبدالناصر رمزا لعزة وكرامة كل المصريين، وكم كان صعبا على هذا الجيل أن يرى رمز عزته وفخره مهزوما! إن تلك السنوات الست التى عاناها المصريون فى ظل الهزيمة لم تكن إلا درسا قاسيا تجمعت ارادة المصريين كما لم تتجمع وتتحد من قبل لمحوه تماما من الذاكرة، حيث تحول كل شيء وتركزت كل الجهود والامكانيات لغرض واحد اتفقوا عليه فى صمت وألم هو تحويل الهزيمة إلى نصر، ولم يكن يقطع صوت هذا الصمت المؤلم إلا حناجرنا الهادرة فى المظاهرات الطلابية فى الجامعات والعمالية فى المصانع التى كانت تطالب بالثأر وعدم تأخير قرار الحرب لأننا شعبا وحكومة كنا على يقين من أن «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها» وأن محاولات السلام والمفاوضات مع اسرائيل ذلك الكيان الذى زرع فى غير أرضه لا فائدة منها لأنه لن يتنازل عن شبر استولى عليه دون أن يجبر على ذلك!، لقد مرت هذه السنوات الست الحزينة ببطء قاتل على صدور المصريين وتحملوا فيها كل صنوف القهر والألم أملا فى أن يأتى يوم النصر.

 

ولما حانت اللحظة التى كنا فى جامعاتنا ومدارسنا ننتظرها بشغف لا حدود له وبقلق لا يدانيه قلق آخر ، لم نكن نصدق ما يحدث وأن معركة استرداد الحق والكرامة قد بدأت! لقد كنت فى ذلك الوقت بقريتى شوبر مركز طنطا والتصقت أذناى بالراديو مع اذاعة البيان الأول الذى أعلن فيه بدء المعركة وتوالت البيانات العسكرية التى تنقل أخبار المعارك بعد ذلك، وكانت تتسم بالواقعية والصدق ولا مانع يمنع من أن نستمع إلى الاذاعات الأجنبية للتأكد من صحة الأخبار والتهليل مع كل خطوة يخطوها جنودنا على أرض سيناء والفخر بكل نصر يحققونه على العدو. لكن اليقين لم يترسخ بنصرنا المؤزر فى تلك المعركة إلا حينما شاهدت بعينى رأسى تلك المعارك الطاحنة التى دارت فى سماء قريتنا والقرى المجاورة بين الطيران المصرى وطيران العدو يوم الرابع عشر من اكتوبر، حيث كانوا يستهدفون فيما يبدو تدمير القواعد والمنشآت العسكرية فى منطقتنا والهجوم على المصانع والمنشآت المدنية فى ذات الوقت! 

وقد تناثرت فى تلك الأثناء وبعد الحرب القصص والحكايات حول ما حدث فى تلك الأيام، حيث الحفر التى خلفتها تلك الطائرات وقذائفها فى الأراضى الزراعية، وذلك الفلاح الذى أطاحت برأسه احدى الشظايا المتطايرة وهو يركب حماره وكان فى طريقه إلى الحقل، وذلك الطيار  الاسرائيلى الذى نجا وتجمع حوله الناس حتى أسرته القوات المسلحة!

ومازلت أذكر أنه بعد وقف اطلاق النار وعودتى إلى القاهرة لمواصلة العام الدراسى ذلك المعرض الرائع الذى أقمناه فى الكلية احتفالا بالنصر وزينا مدخله الأيمن  بتمثال للجندى المجهول مصنوع من شظايا ومخلفات المعارك الحربية! وكم كنت سعيدا بقصيدتى الشعرية  التى كانت بعنوان «قصة ثعبان تمادى فهوى» وتحكى قصة اسرائيل منذ نشأتها واحتلالها الأرض حتى هزيمتها عام 1973م التى كتبت بخط عريض وعلى عدة فروخ من الورق المقوى وهى تزين الجانب الأيسر من مدخل ذلك المعرض! 

لقد كانت أياما سعدنا فيها بتذوق طعم الانتصار وفتحت لنا أبواب الأمل لمستقبل مشرق ينتظر الوطن المكلوم بفقدان خيرة شبابه دفاعا عن الأرض والعرض.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل وجه الحياة ارض مصر

إقرأ أيضاً:

ميراث.. "البنات"

استغاثة عبر أحد المواقع ومقطع فيديو منتشر على السوشيال ميديا، لفتاة تدعى "الدكتورة هبة" تشكو فيها من التهديدات التى باتت تلاحقها من عائلة والدها الذين يطالبون بحقهم فى الميراث، على الرغم من أن كل الممتلكات نقلت بعقود رسمية لها فى حياة والدها.

الفتاة هى الابنة الوحيدة للمستشار الراحل يحيى عبد المجيد، محافظ الشرقية وأمين عام مجلس الدولة الأسبق، والتى أكدت، عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك، تعرضها لمحاولات نزع ممتلكاتها من قبل بعض الأقارب الذين يستغلون نفوذهم.

وأوضحت أنها تواجه أحكامًا غيابية صدرت دون إخطارها، وقضايا كيدية تهدف إلى إجبارها على التنازل عن حقوقها.

وأعربت عن قلقها من التهديدات المباشرة والمراقبة والتتبع الذي تتعرض له، مما يهدد سلامتها الشخصية ومستقبلها، وأرفقت مستندات قانونية تؤكد ملكيتها الشرعية للممتلكات، وأن بعضها لم يكن ملك والدها الراحل، بل تم تسجيله باسمها مباشرة.

الفتاة الشابة قالت إنها غير متزوجة وهى تنفق من عوائد إيجار ممتلكاتها، وأضافت: "هذه الثروة جمعها أبي من سنوات عمله فى إحدى الدول العربية، ونقلها باسمي حتى لا أحتاج لأحد، وتساءلت لو أخذوها مني أترمي فى الشارع؟

الفتاة التى أبدت تخوفها من نفس مصير حفيد عائلة الدجوي، الذي لقي مصرعه في ظروف مأساوية مرتبطة بنزاع على الميراث، تفاعل معها الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولكل حكي تجربته المماثلة والتى غالبا ما يعاني منها نسبة كبيرة من البنات فى مجتمعنا.

بالطبع الشرع والقانون يحدد الأنصبة فى الميراث عند وفاة الوالد، لكن غالبا ما يستحوذ الأخوة الذكور على كل الممتلكات ويماطلون فى إعطاء أخواتهم البنات نصيبهن من الميراث، بحجة أن ثروة العائلة يجب ألا تخرج لـ"الغريب" وهو زوج وأبناء الابنة، يحدث هذا فى القرى فاذا كان الميراث بيت أو قطعة أرض، فيتم فى أفضل الأحوال إعطاء البنت مبلغا زهيدا مقابل حقها، وهى ترضخ لذلك مراعاة لصلة الرحم، ولذلك تصر العائلات فى القرى والصعيد على تزويج البنات لأبناء عمومتها، حكت لى سيدة ريفية بأن والدها يصر على نقل ملكية قطعة أرض صغيرة إلى ابنه الذكر الوحيد، وحرمانها هى وأخواتها البنات الثلاثة من الميراث، بحجة أن الابن هو من يحمل اسمه وبالتالي ميراثه.

الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق، كان له رأى حاسم فى هذا الأمر، حيث أكد أن تقسيم الميراث بحسب الشريعة الإسلامية مختلف عن تصرف المالك في ماله وأملاكه وهو على قيد الحياة. مؤكدا أيضا على عدم المساس بأحكام المواريث التى تدخل حيز التطبيق بعد الموت وليس قبله، حيث يتمتع المالك أثناء حياته بحق التصرف في أمواله كيفما يشاء دون عدوان أو إهدار، وأيّد قيام الأب بكتابة أملاكه لبناته لحماية حقوقهن وسترهن في الدنيا.

في 5 ديسمبر 2017 وافق مجلس النواب على تعديل قانون المواريث، حيث تم النص على معاقبة كل من امتنع عن تسليم الوارث نصيبه الشرعي بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة قد تصل إلى 100 ألف جنيه، كما تعاقب كل من حجب أو امتنع عن تسليم مستند يثبت ميراثاً بالحبس 3 أشهر وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه.

قصص كثيرة مليئة بالشجن فى قضية الميراث، فالقوانين لن تفلح فى تغيير صفات البشر الذين تربوا على معتقدات وعادات ينقصها الانصاف، ويعززها الظلم.

مقالات مشابهة

  • النائب مصطفى بكرى يصل الغرفة التجارية بالدقهلية على هامش المشاركة فى احتفالية ذكرى ٣٠ يونيو
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (1 من 2)
  • تفاصيل | مشاركة محافظة مطروح فى معرض الجيزة للتراث والحرف اليدوية
  • أفضل دعاء ليلة الامتحان.. بـ 10 كلمات لن تنسى ما ذاكرت رددها الآن
  • تامر عشور يعرب عن تحمسه للقاء جمهور المغرب بمهرجان موازين
  • دعاء لكي لا تنسى ما حفظته في الامتحان.. 7 أدعية تجعل ذاكرتك حديدية
  • كريمة أبو العينين تكتب: قصف تل أبيب
  • من ام المعارك الى الوعد الصادق .. لم تتغير العقلية
  • ميراث.. "البنات"