لم تكن نورهان تتوقع أنها ستلقى مصرعها وسط زملائها فى مكتبها الاسبوع الماضى بست رصاصات غادرة من زميلها السابق فى العمل لمجرد أنها شهدت ضده فى مشاجرة مع مدير عام كلية الآثار.
ولم يكن يدرك من كانوا حولها من زملاء أن الجانى سيطلق رصاصاته بتلك السرعة والوحشية فى التاسعة صباح الإثنين الدامي، من مسدس نارى دخل به الحرم الجامعى بهدوء وسكينة خلسة دون أن يراه الحرس، رغم وجود أجهزة للتفتيش وكاميرات للمراقبة منصوبة على الأبواب، وقبل هذا وذاك حشد من جنود الحرس يفتشون فى أوراق الطلاب، بينما كان الأحرى بهم الكشف عن رصاصات حية مرت أمام عيونهم دون أن يتمكنوا من اكتشافها! علمًا بأنه كان ممنوعاً من الدخول.
حدث ما حدث؛ تحدث الرصاص فغرقت نورهان فى بركة من الدماء، نقلت على أثرها إلى المستشفى لتتاكد وفاتها ومنها إلى مشرحة زينهم على ذمة الطب الشرعى تمهيدًا للتصريح بالدفن، بينما فر الجانى من مسرح الجريمة.
وقبل أن تجف دماء الضحية فى قبرها ألقى فى وجه الجميع علامات استفهام ما زالت حائمة داخل الحرم الجامعى تبحث عن إجابات شافية:
* أولها: كيف تمكن هذا المجرم من الدخول بمسدسه غير المرخص أمام رجال الحرس وسار به فى أمان حتى وصل إلى مسرح الجريمة بكليه الآثار ليخرجه بثقة ويفرغ رصاصاته فى جوف ضحيته؟
* الثانية: كيف تمكن الجانى من الإفلات بسيارته وسط كثافة طلابية، منطلقا بسرعة جنونية لافتة للنظر، ولم يتطوع أحد بملاحقته بسيارة لإيقافه أو اعتراضه أو عند بوابات الأمن أثناء خروجه؟
* الثالثة: لماذا لم تستجب أدارة الجامعة لطلب والدها بنقل الدكتورة نورهان من الآثار قبل مصرعها بعد أن تردد عليها أكثر من مرة مهددًا بقتلها، خاصة أن تقارير عمله تؤكد خلافاته منذ نقله من كلية الآثار إلى الطب البيطرى ثم الزراعة فانتهاء بالتربية النوعية، والجميع يشهد بسوء سلوكه، فما مبرر البقاء عليه؟
* الرابعة: وربما تكون الأهم، أين الوعى الدينى والرقابة الإسرية والتوجيه الثقافى والإعلامى لتصويب مسار هذه الأفكار الإجرامية وإرساء قواعد الاختلاف أو الاحتكام إلى الحوار فى اى شجار بدلًا من استخدام لغة الرصاص؟
إن ما حدث من إراقة دماء فى جامعة القاهرة قبل أيام يضيف أعباء كبيرة على كاهل المراكز البحثية والمؤسسات الاجتماعية والجنائية، وكذلك خبراء علم النفس الاجتماعى بضرورة البحث عن جذور هذه الجرائم والوصول إلى سبل علاجها، سواء كانت دوافعها عاطفية أو إخلاقية أو اختلافًا فى الرأى، خاصة وأنها ليست الأولى، وبالقطع لن تكون الأخيرة. نسأل الرحمة لنورهان البريئة، والقصاص الإلهى لقاتلها الذى أطلق النار على نفسه لحظة سقوطه فى يد الشرطة بمطروح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطب الشرعى
إقرأ أيضاً:
دماء على الأسفلت.. حبس المتهم بالتسبب في مصرع شخص بحادث مروع بـ 15 مايو
قررت جهات التحقيق حبس المتهم بالتسبب في مصرع شخص إثر تعرضه لحادث مروع ودهسه أسفل عجلات سيارة مسرعة في 15 مايو، 4 أيام على ذمة التحقيقات.
البداية عندما تبلغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة باصطدام قائد سيارة بأحد الأشخاص مما أدى لوفاته وفرار قائدها بالقاهرة.
بالانتقال والفحص تبين أنه بتاريخ أول ديسمبر الجاري وحال عبور أحد الأشخاص مقيم بالجيزة، الطريق بدائرة قسم شرطة 15 مايو اصطدمت به سيارة وفر قائدها، وتوفي المجني عليه متأثراً بإصابته بكسور وكدمات متفرقة بالجسم.
وأمكن تحديد وضبط السيارة وقائدها وقت ارتكاب الواقعة وتبين أنه مقيم بمحافظة الجيزة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وعلل هروبه من محل الواقعة بخوفه من المساءلة القانونية وتعدي الأهالي عليه، وتم التحفظ على السيارة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال قائدها.
اقرأ أيضاً«ومن الحب ما قتل».. تحقيقات موسعة مع المتهم بإنهاء حياة زوجته بمدينة نصر
خلال ساعات.. محاكمة 50 متهمًا في قضية «الهيكل الإداري للإخوان»