'لتفادي مآس جديدة'.. وزير الداخلية الإيطالي يدعو إلى وقف قوارب الهجرة
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
شددت الحكومة الإيطالية على لسان وزير الداخلية، ماتيو بيانتيدوزي على أهمية محاربة الاتجار بالبشر ووقف قوارب المغادرة للمهاجرين من الجانب الآخر للبحر الأبيض المتوسط “لتفادي مآس جديدة”.
وقال بيانتيدوزي في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 “يصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة لواحدة من أخطر المآسي التي وقعت في البحر الأبيض المتوسط، وفي هذا اليوم الذي نتذكر فيه وفاة 368 رجلاً وامرأة وطفلاً في البحر، يجب علينا أن نجدد التزامنا ضد المتاجرين بالبشر الذين، بغية مصالحهم الإجرامية، يتصرفون دون وازع معرضين حياة المهاجرين لخطر جسيم”.
وأضاف “لتجنب وفيات في البحر، يجب علينا وقف عمليات المغادرة من خلال العمل، بفضل مبادرة دولية وأوروبية قوية، على الأسباب التي تغذي التدفقات. في المقام الأول من خلال دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي لبلدان المغادرة”.
وأشار وزير الداخلية إلى أنه “في الوقت نفسه، يجب علينا أن نقدم بديلا للهجرة غير النظامية من خلال إنشاء، كما تفعل حكومتنا، قنوات دخول إلى التراب الوطني تسمح بعد ذلك بالاندماج الفعال للمهاجرين في نسيجنا الاقتصادي”، مشددا على أن “إدارة ظاهرة الهجرة، التي اتخذت أبعادا لم يسبق لها مثيل، تتطلب حلولا مستقرة ودائمة، مع تحمل مسؤوليات قوية من قبل المجتمع الدولي برمته”.
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
كنز بحري مذهل في أعماق المتوسط.. اكتشاف سفينة من القرن الـ16 | ماذا يوجد بها؟
في إنجاز استثنائي يُضاف إلى سجل الاكتشافات الأثرية البحرية، أعلنت البحرية الفرنسية عن اكتشاف حطام سفينة تجارية تعود إلى القرن السادس عشر، على عمق يناهز 2500 متر تحت سطح البحر قبالة سواحل "راماتويل" جنوبي فرنسا.
السفينة الغارقة، التي وصفت بأنها "كبسولة زمنية" محفوظة بشكل شبه مثالي، تمثل أول اكتشاف من نوعه بهذا العمق في التاريخ البحري الفرنسي، ما يضفي على الحدث بعدا علميا وتاريخيا بالغ الأهمية.
سفينة ليغورية وشحنة خزفية نادرةخلال مهمة علمية للبحرية الفرنسية باستخدام تقنيات استشعار متطورة وأجهزة سونار عالية الدقة، التقطت الإشارات مؤشرات على وجود هيكل غريب في قاع البحر.
وبعد تحليل البيانات باستخدام روبوتات الأعماق، تبين أن الهيكل الذي يبلغ طوله 30 مترًا وعرضه 7 أمتار يعود إلى سفينة تجارية من عصر النهضة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "Midi Libre" الفرنسية، تحتوي السفينة على أكثر من 200 إبريق خزفي و100 صحن فايانس، بعضها مزين برموز دينية كـشعار "IHS" (رمز مسيحي يشير إلى يسوع المسيح) وزخارف نباتية دقيقة.
كما ضمت الشحنة مدافع بحرية ومرساتين وقدرين نحاسيين في حالة جيدة، ما يعكس القيمة الأثرية الاستثنائية للحطام.
نافذة جديدة على تاريخ البحر المتوسطتقول الجهات الرسمية إن السفينة الغارقة تعد بمثابة "كبسولة زمنية" تقدم لمحة فريدة عن أنماط التجارة البحرية والتقنيات المستخدمة في بناء السفن خلال القرن السادس عشر.
ويُعتقد أن السفينة تعود إلى أصول ليغورية (منطقة ليغوريا شمال غربي إيطاليا)، ما يشير إلى شبكة التجارة النشطة التي كانت تربط بين موانئ البحر الأبيض المتوسط في تلك الحقبة.
ما يجعل هذا الاكتشاف فريدا هو العمق الاستثنائي الذي وُجد فيه الحطام؛ إذ لم يسبق لفرنسا أن رصدت أثرا أثريا بحريا على هذا العمق الكبير، ما يمثل تحديا لوجستيًا وتقنيا أمام عمليات التوثيق والاستكشاف.
التوثيق والتحليل والمعارض الرقميةوفقًا لما أعلنته السلطات الفرنسية، ستبدأ خلال الأسابيع القادمة عمليات توثيق دقيقة للحطام باستخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد المعروفة بـ"الفوتوغرامترية"، تمهيدا لإجراء تحليلات علمية موسعة على مكونات الشحنة.
ومن المقرر تشكيل فريق متعدد التخصصات يضم خبراء في علم الآثار البحرية، وعلم السيراميك، والهندسة، إضافة إلى باحثين في التاريخ البحري، للعمل على دراسة السفينة وشحنتها وتفسير دلالاتها الحضارية والتجارية.
كما يتم التحضير لإطلاق معارض رقمية وبرامج تعليمية عامة تسلط الضوء على تاريخ الملاحة البحرية في البحر المتوسط، وتتناول في الوقت ذاته قضايا بيئية معاصرة كالتلوث البحري وأثره على التراث الغارق.
صوت من الماضي يعود للحياةيرى مراقبون أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على كونه انجاز أثريا فحسب، بل يُعد بمثابة "رسالة صامتة" من الماضي، تحكي عن حضارات وتجارات وعلاقات بين شعوب البحر المتوسط في عصر النهضة، وتعيد تسليط الضوء على أهمية حفظ التراث المغمور بالمياه.