الدوحة- في ظل تزايد موجة التضخم العالمي وتراجع تدفق إمدادت الطاقة، توقع خبراء اقتصاد أن تقوم دولة قطر بدور مؤثر في سد فجوة الطاقة العالمية من خلال توسعها في إنتاج الغاز الطبيعي.

واليوم الثلاثاء، بدأت قطر رسميا المرحلة الأولى من توسعة حقل الشمال للغاز الطبيعي، حيث وضع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حجر الأساس لمشروع التوسعة الذي من شأنه أن يرفع إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن إلى 126 مليون طن سنويا، بحلول عام 2027.

وينتظر تسليم أولى شحنات الغاز من مشروع توسعة حقل الشمال في عام 2026.

ويتألف مشروع توسعة حقل الشمال من جزأين شرقي وجنوبي، كما يعتبر المشروع هو الأكبر في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال في العالم.

ويعد حقل غاز الشمال أكبر حقل غاز بالعالم، حيث يضم 50.97 تريليون متر مكعب من الغاز، وتبلغ مساحة الحقل نحو 9700 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف في مياه قطر الإقليمية، واكتشف الحقل عام 1971، وبدأ الإنتاج فيه عام 1989.

ويصل إجمالي العقود الدولية لتطوير حقل الشمال الشرقي إلى 28.75 مليار دولار.

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يضع حجر الأساس لمشروع توسعة حقل الشمال للغاز الطبيعي (الجزيرة) إضافة في فترة حاسمة

في هذا السياق، قال وزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر سعد بن شريدة الكعبي، إن هذه التوسعة الرائدة تهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية السنوية لدولة قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 126 مليون طن سنويا بحلول عام 2026.

وأضاف الوزير -وهو أيضا العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة "قطر للطاقة"- أن هذا المشروع يمثل قفزة نحو ريادة بلادنا في مجال الطاقة، كما أنه انعكاس لأهدافنا المتمثلة بالاستثمار الأمثل لثرواتنا الطبيعية، والتزامنا بتزويد العالم بمصدر أنظف للطاقة، وعلى مدى عدة عقود.

وأوضح الكعبي أن المشروع يشتمل على 6 خطوط إنتاج عملاقة، تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منها 8 ملايين طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال، 4 منها في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، و2 في مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي.

#QNA_Video
HH the Amir Lays Foundation Stone of North Field Expansion Project.#QNA pic.twitter.com/uUhnEXEssK

— Qatar News Agency (@QNAEnglish) October 3, 2023

ولفت وزير الطاقة القطري إلى أن هذه التوسعة الكبيرة ستضيف 48 مليون طن سنويا إلى إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية، مشيرا إلى أن هذه الإضافة تأتي في فترة حاسمة، حيث يحتل الغاز الطبيعي موقعا محوريا في مزيج الطاقة في عالم يعاني من التقلبات الجيوسياسية، ويحتاج بشدة إلى مصادر للطاقة النظيفة تتماشى مع الأهداف البيئية العالمية.

وأوضح أن المشروع سينتج ما يقارب 200 ألف برميل يوميا من غاز البترول المسال (البروبان والبيوتان)، وحوالي 450 ألف برميل يوميا من المكثفات، إلى جانب كميات كبيرة من غاز الهيليوم والكبريت.


تأمين الطاقة فى السوق العالمية

من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال القطري عبدالله الخاطر إلى أن الطاقة هي الأساس فى الاقتصاد العالمي، وقال "أدرك العالم أجمع ذلك وظهر تأثيرها جليا بعد حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة نتيجة تراجع الواردات من الإنتاج، خاصة من الجانب الروسي".

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح الخاطر أن التوسع فى الإنتاج من جانب قطر "لاشك سيصب في صالح الاقتصاد القطري أولا، من خلال زيادة العائدات وتأمين التدفقات النقدية، وفي الاقتصاد العالمي الذي يعاني شحا في مصادر الطاقة فى السنوات الأخيرة".

ويعتقد الخاطر أن قطر قادرة على تأمين الطاقة فى السوق العالمية خاصة فى السوق الأوروبية، محذرا من موجات تضخم قد تحدث فى حال نقص إمدادات الطاقة، وبالتالي استمرار ظاهرة التضخم التى يعاني منها العالم أجمع فى الوقت الحالى، بل وتفاقمها.

وأشاد الخاطر بقرار قطر بشأن التوسع في الإنتاج وقال إنه جاء في خضم أزمات متعددة لا يفضل المستثمرون الكبار الدخول في مشروعات كبيرة خلالها.

حقل الشمال هو الأكبر في العالم، ويضم 50.97 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي (الجزيرة) عائدات ضخمة

بدوره، يعتقد الخبير الاقتصادي عبد العزيز الحمادي أن وضع حجر الأساس لتوسعه حقل الشمال، إنجاز كبير يضاف  إلى إنجازات دولة قطر خلال السنوات الأخيرة، بدءا من نجاحها في تنظيم كأس العالم 2022، ومن ثم استضافة حدث عالمي آخر هو إكسبو الدوحة 2023 للبستنة.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح الحمادي أن هذا المشروع العملاق سيسهم في النهوض بالاقتصاد القطري المحلي وتعزيز العائدات المالية المُجزية خلال السنوات القادمة، كما سيؤدي إلى إحداث تأثير إيجابي على الاقتصاد في مختلف القطاعات.

وتتزايد الطلبات على الغاز المسال القطري في الفترة الأخيرة، كما أن هناك مفاوضات متقدمة مع عدة دول أوروبية، منها بريطانيا وفرنسا، لتوريد الغاز القطري.

ولفت الحمادي إلى سعي الشركات العالمية للحصول على عقود لتطوير الحقل، وهو ما يؤكد أهمية الحقل ومدى تأثير الاقتصاد القطري على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل تراجع الواردات من الطاقة فى العالم، مما يجعل الغاز القطري مطلبا عالميا لسد فجوة الطاقة العالمية.


مراحل إنتاج الغاز فى قطر

من جهته، قال أستاذ المالية المشارك بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر رامي زيتون، إن احتياطيات قطر من الغاز الطبيعي تبلغ أكثر من 15% من الاحتياط العالمي، وهو ما يجعلها تحتل المركز الثالث عالميا بعد روسيا وإيران.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار زيتون إلى أن إنتاج الغاز من حقل الشمال مر بعدة مراحل، محققا نموا بنحو 457% خلال الفترة من 2000 وحتى 2022، معتبرا ذلك بمثابة قفزة نوعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الغاز الطبیعی المسال من الغاز الطبیعی الطاقة فى ملیون طن طن سنویا إلى أن قطر من

إقرأ أيضاً:

بيل غيتس يكشف عن 3 وظائف لن يهزمها الذكاء الاصطناعي

نشرت صحيفة "ذي إكسبريس" البريطانية، تقريرا، جاء فيه أنّ: المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، الملياردير بيل غيتس، حذّر من أنّ العالم بات على أعتاب تحوّل كبير في طبيعة الوظائف، بالقول: "لن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل منافسًا حقيقيًا على فرص العمل".

وأوضح التقرير: "في زمن تزداد فيه هيمنة الذكاء الاصطناعي على سوق العمل العالمي، وتتسارع فيه وتيرة الأتمتة واستبدال البشر بالروبوتات، برزت تصريحات لافتة من غيتس، حول ثلاث وظائف يرى أنها ستبقى آمنة في المستقبل القريب، رغم التقدم التكنولوجي المتسارع".

وأضاف: "هناك ثلاث مهن رئيسية يصعب على تقنيات الذكاء الاصطناعي التفوق فيها أو إزاحة الإنسان منها، نظرًا لما تتطلبه من تفكير نقدي، ومهارات بشرية معقدة، ودقة مهنية عالية".

1. المبرمجون: دقة الكود تتفوق على قدرات الذكاء الاصطناعي
رغم انتشار أدوات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يرى غيتس أن المبرمجين سيظلون حاجة لا غنى عنها في المؤسسات التقنية، وذلك لأن الذكاء الاصطناعي لا يزال يعاني من فجوات في الفهم والسياق والدقة المطلوبة لكتابة أكواد خالية من الأخطاء.

ويبلغ متوسط دخل المبرمجين في الولايات المتحدة نحو 99,700 دولار سنويًا، وفقًا لإحصائيات موقع U.S. News & World Report.

2. خبراء الطاقة: مهنة تحتاج لتحليل بيئي وميداني معقد
المجال الثاني الذي أشار إليه غيتس هو قطاع الطاقة، لا سيما في ظل تعقيداته التقنية والبيئية والتشريعية، التي تجعل اتخاذ القرارات فيه معتمدًا على البشر أكثر من الأنظمة الذكية.

وبحسب موقع Glassdoor، فإن رواتب خبراء الطاقة تتراوح بين 90,000 و120,000 دولار سنويًا بحسب مكان العمل والخبرة.


3. علماء الأحياء: الذكاء الاصطناعي لا يصيغ فرضيات
أما المهنة الثالثة فهي علم الأحياء، والتي تحتاج إلى قدرة على فهم الظواهر الطبيعية وصياغة الفرضيات العلمية، وهي مهارة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي ممارستها حتى الآن.

وأشار غيتس إلى أنّ: "أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل البيانات الطبية، لكنها تفتقر للبصيرة البشرية".

ويصل متوسط دخل علماء الأحياء إلى 78,000 دولار سنويًا في الولايات المتحدة، بحسب Bureau of Labor Statistics.

وظائف أخرى آمنة نسبيًا
إلى جانب هذه الوظائف الثلاث، يرى خبراء آخرون أنّ: "الرياضيين المحترفين، خاصة لاعبي كرة القدم، من أقل الفئات المهنية تعرضًا لخطر الاستبدال بالروبوتات، نظرًا لطبيعة الرياضة التفاعلية والمهارات البشرية المرتبطة بها".

مقالات مشابهة

  • اتفاق تركي لتزويد سوريا بالغاز الطبيعي
  • موريتانيا والسنغال تدشنان تصدير الغاز الطبيعي من حقل مشترك
  • دولة عربية تترقب وصول سفينتي تغييز غاز مسال خلال 3 أسابيع
  • مصر ترفع وارداتها من الغاز المسال إلى 7 شحنات في يونيو المقبل
  • قطر تدعو إلى مواصلة الاستثمار في مشاريع الطاقة
  • عوامل السوق:
  • المهندس الكعبي: حقل الشمال يرفع الإنتاج إلى 142 مليون طن سنوياً وهذا سعر النفط الضامن لاستدامة الاستثمار
  • بيل غيتس يكشف عن 3 وظائف لن يهزمها الذكاء الاصطناعي
  • تمهيدا للتشغيل التجريبي.. بدء أعمال توصيل خط الغاز الطبيعي لمدينة الحمام
  • كهرباء الشارقة تنجز 53% من شبكة الغاز الطبيعي في منطقة القطينة 1