بيان من د. الهادي ادريس يحي عضو المجلس السيادي الانتقالي ورئيس الجبهة الثورية السودانية .. نحن لسنا محايدون بل منحازون لخيار وقف الحرب
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
خطاب للامة السودانية بمناسبة الذكرى الثالثة لاتفاق جوبا لسلام السودان ومرور ما يقارب الستة اشهر على حرب الخامس عشر من ابريل
الشعب السوداني الأبى
اخاطبكم اليوم في الذكرى الثالثة لاتفاق جوبا لسلام السودان حيث تمر بلادنا بأسوأ كارثه إنسانية وأكبر أزمة سياسية بسبب الحرب الدائرة منذ الخامس عشر من ابريل وحتى اليوم و مع ذلك لابد من إحياء ذكرى هذا اليوم و والاحتفاء به، وشكر كل الذين بذلوا جهوداً مضنية من اجل التوصل إلى هذا الاتفاق.
إن اتفاق جوبا لسلام السودان كان محاولة جريئة تستحق الاحتفاء لانه خاطب جذور الازمة السياسية السودانية من قضايا البناء الوطنى وفي مقدمتها الترتيبات الخاصة ببناء جيش وطني ومهنى واحد ولو تم تنفيذ هذا الاتفاق لما دخلت بلادنا فى حرب اخرى في الخامس عشر من أبريل المنصرم.
الشاهد ان هنالك جهات تعمدت تعطيل تنفيذ الاتفاق بوضع العراقيل وخلق بيئة غير مواتية لتنفيذ الاتفاق ومن ابرز تلك العراقيل، انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر ٢٠٢١ و الذى جاء بعد عام من توقيع الاتفاق وما تلاه من حرب الخامس عشر من ابريل المدمرة, لم تعطل الاتفاق فقط بل عطلت مسيرة البناء الوطنى كله ووضعت السودان على حافة الانهيار الشامل, وبرغم كل التحديات و العراقيل ظلت الجبهة الثورية منذ وقت مبكر تمد يدها لتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع داخل المكون العسكري, فبعد أقل من ثلاثة أشهر من انضمامنا إلى هياكل السلطة الانتقالية كان من الواضح بأن هنالك خلاف كبير بين قيادة الجيش والدعم السريع، وسارعنا بالتوسط بينهما لتجنيب بلادنا خطر التصادم بين الجيشين. وبعد انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر جلسنا مع قيادة المكون العسكري صباح الانقلاب وقلنا لهم بوضوح نحن لسنا مع هذا الانقلاب, و حذرناهم من خطورة الاستمرار فيه, و مع ذلك قررنا الاستمرار فى مؤسسات السلطة حفاظاً على الاتفاق وتفادياً للدخول فى مواجهات مسلحة مع المكون العسكري, و لم نقف في خانة المتفرجين بل تقدمنا بمبادرة سياسية وخارطة طريق لمعالجة الازمة أطلقناها من مدينة الدمازين، وتؤجت مجهوداتنا مع الآخرين فى الوصول إلى اتفاق سياسى للخروج من حالة الانقلاب، تم التوقيع عليه فى الخامس من ديسمبر ٢٠٢٢ هو ما يعرف بالاتفاق الاطاري الذي وقعت عليه أغلب أطراف الازمة وعلى رأسهم قائدى الجيش والدعم السريع والجبهة الثورية والحرية والتغيير وأحزاب سياسية وقوى مهنية ومدنية اخرى، وفى إطار سعينا لتوسيع الاتفاق الاطاري، تواصلنا مع الممانعين وبالفعل تم التوصل إلى اتفاق سياسى معهم وبمتابعة وحضور كل من القائد العام للقوات المسلحة وقائد الدعم السريع فالاتفاق الاطاري وملحقه الاتفاق السياسيى أعطانا بارقة امل جديدة فى إنهاء حالة الانقلاب واستعادة السلطة المدنية و تأسيس الجيش الواحد.
لكن كان هنالك جهات تنتمى إلى النظام المباد لم تكن ذات مصلحة فى تقدم العملية السياسية ووصولها إلى حلول تفضي إلى استقرار البلاد وقد صرحت بذلك علناً بأنها سوف لن تترك الاتفاق الإطاري يصل إلى مبتغاه، فقطعت الطريق للوصول إلى اتفاق نهائى ينهى عهد الحروب ويضع بلادنا على عتبة الاستقرار السياسي، فأشعلت حرب ١٥ ابريل، ولا زالت هذه الجهات منذ اندلاع الحرب و إلى الآن شعارها الاستمرار فى الحرب بالرغم من الخراب والدمار ومأساة السودانيين والسودانيات الذين تم الدفع بهم كنازحين ولاجئين وعالقين في حدود دول الجوار.
إن لهذه الحرب تبعات خطيرة تتمثل في الانتهاكات الواسعة والجسيمة لحقوق الإنسان والتي ندينها باغلظ العبارات ونحمل طرفي النزاع مسؤوليتهما الكاملة ، كما ندعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للتقصي حول كل الجرائم التي ارتكبت منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ .
*الشعب السوداني الأبيّ*
نقولها بالصوت العالي نحن لسنا محايدون بل نحن منحازون لخيار وقف الحرب من أجل تخفيف معاناة السودانيين وبناء سودان على أسس جديدة، لذا و منذ اندلاع الحرب ظلت الجبهة الثورية تعمل مع القوى المدنية و السياسية الساعية لوقف الحرب واستعادة المسار السلمي بغرض إنهاء اسباب الحرب وبناء دولة سودانية على أسس جديدة. هذا الموقف مكننا من لعب دور مهم فى التعاطى مع الأوضاع فى دارفور من خلال القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة ، حيث قواتنا تحرس القوافل التى توصل الغذاء إلى الانسان فى غرب السودان وفي التوسط بين طرفي النزاع لاسيما فى المدن لتجنيب المواطن المغلوب على أمره المزيد من الأضرار.
انني في هذا الخطاب أتوجه لأهل دارفور بمناشدة خاصة. أقول لهم أن الأنظمة المركزية المتعاقبة ظلت تستخدم تعدد وتنوع مكونات الاقليم لصالح استمرار تهميش مكوناته بتسليحها وتجييشها ضد بعضها البعض. استخدم نظام الاتقاذ هذه الحيلة بتسليح مكونات اجتماعية ضد مكونات أخرى لقمع ثورة التحرير التي انطلقت في الاقليم. علينا ان نناهض مخططات الفتنة القبلية وان نحارب خطابات الكراهية وأن نتمسك بوحدة السودان شعباً وأرضاً.
عليه فإننا نرى في الجبهة الثورية بأنه لا مخرج من الأزمة سوى الحل التفاوضى من خلال منبر جدة للوصول إلى وقف سريع لاطلاق النار واستعادة العملية السياسية بتيسر من الايقاد ودول الجوار والاتحاد الافريقى، وفى هذا الصدد تعلن الجبهة الثورية على استعدادها لمواصلة جهودها فى التوسط بين طرفي النزاع و تقريب وجهات النظر، لما لقيادة الجبهة من معرفة وتواصل مع أطراف النزاع.
*فى الختام*، تشكر الجبهة الثورية قيادة دولة جنوب السودان ممثله في فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت و فريق الوساطة بقيادة المستشار توت قلوك لما بذلوه فى اتفاق جوبا، شكرنا موصول ايضا لقيادة دولة تشاد وجمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة العربية السعودية، وكل الدول والمنظمات فى الاقليم والعالم.
كما نترحم على أرواح جميع الشهداء وضحايا حرب الخامس عشر من ابريل العبثية، و على رأسهم شهيد سلام جوبا الاستاذ خميس ابكر والى غرب دارفور .
كما ندعو مجدداً طرفي النزاع إلى ضروري تحكيم صوت العقل والعودة إلى منبر جدة للتوقيع على وقف إطلاق النار لتخفيف المعاناة الإنسانية على الشعب السوداني و تجنيب بلادنا خطر الانهيار. مع ادراكنا الكامل لحاجة البلاد إلى مقاربة شاملة وجديدة لعملية السلام على ضوء حرب ١٥ أبريل، فاننا نؤكد بأن اتفاق جوبا يشكل مرجعية مهمة للوصول لسلام مستدام في السودان يخاطب جذور الأزمة ويجعل هذه الحرب آخر حروب السودان..
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الهادي ادريس يحي
عضو المجلس السيادي الانتقالي
ورئيس الجبهة الثورية السودانية
التاريخ ٣ اكتوبر ٢٠٢٣
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: طرفی النزاع اتفاق جوبا
إقرأ أيضاً:
صحيفة: تخوفات للوسطاء من "تغييرات ديموغرافية" تهدد "اتفاق غزة"
قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، صباح اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025، إن تحركات إسرائيل في مناطق سيطرتها في قطاع غزة ، أثارت تحذيرات متكررة من الوسطاء، لا سيما المصريين، من رفض تقسيم القطاع أو تغيير جغرافيته أو ديموغرافيته.
تلك التحذيرات المتكررة، تشي بحسب خبراء تحدثوا للصحيفة، بوجود تخوفات جادة وحقيقية لدى الوسطاء من تحركات إسرائيل على الأرض ترسخ لعدم انسحابها وتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وصولاً لانهيارها.
وأبلغ وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، وفداً أوروبياً برئاسة المبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، كريستوف بيجو، “رفض مصر القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية والديموغرافية للقطاع”.
ذلك الرفض الذي نقلته وزارة “الخارجية المصرية”، مساء الثلاثاء، سبقه تشديد عبد العاطي، في كلمة بـ”منتدى الدوحة”، السبت الماضي، على أنه “لا يمكن القبول بتقسيم قطاع غزة”.
وبالمنتدى ذاته، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: “نحن الآن في اللحظة الحاسمة... لا يمكننا أن نعدّ أن هناك وقفاً لإطلاق النار، وقف إطلاق النار لا يكتمل إلا بانسحاب إسرائيلي كامل وعودة الاستقرار إلى غزة”.
ووسط تلك المخاوف، جرى اتصال هاتفي بين عبد العاطي، ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مساء الثلاثاء، وبحث الجانبان “الجهود الجارية لتنفيذ خطة الرئيس دونالد ترمب وتثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وأهمية الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق”.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أن هناك تخوفات واضحة ومتكررة وجدية من الوسطاء إزاء هندسة إسرائيل ديموغرافيا جديدة على الأرض - خاصة مع تجريف مساحات واسعة تتم على الأرض - ابتلعت كثيراً من الأراضي، بخلاف تصريحات إسرائيلية تعزز ذلك، مشيراً إلى أن هذا يهدد الاتفاق برمته.
وأظهرت تحركات ميدانية إسرائيلية متواصلة، سعياً لفرض منطقة عازلة جديدة في قطاع غزة بعمق يقارب 3 كيلومترات غرب الخط الأصفر الذي يفصل بين مناطق سيطرة الاحتلال (شرق الخط الأصفر)، والمواقع التي تعمل فيها حركة “ حماس ” (غرب الخط).
ووفق مصادر ميدانية في الفصائل الفلسطينية في غزة، تحدثت للصحيفة، فإن “إسرائيل تسابق الزمن قبل الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، عبر تثبيت حقائق ميدانية جديدة على الأرض عبر نسف المنازل وتسوية الأراضي بما يسمح لها بكشف المنطقة التي تريد أن تصبح منطقة عازلة جديدة في القطاع”.
وتتوافق تلك التطورات الميدانية، مع تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الأحد الماضي، من داخل قطاع غزة خلال تفقده قواته، إذ قال إن “الخط الأصفر يشكل خط حدود جديداً، وخط دفاع متقدماً للمستوطنات، وخط هجوم”.
ورفض عضو المكتب السياسي في حركة “حماس”، حسام بدران، حينها، تصريحات زامير، وقال إنها “تكشف بوضوح عن تنصّل الاحتلال من بنود الاتفاق، ومحاولته فرض وقائع جديدة على الأرض”، مشدداً على أن “أي بحث في ترتيبات المرحلة الثانية مرهون أولاً بضغط واضح من الوسطاء والولايات المتحدة وكل الأطراف المعنية لإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود المرحلة الأولى كاملة”.
استغلال للثغرات
وتلك التحركات الإسرائيلية يراها الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، محاولة فرض أمر واقع بعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واستغلال لثغرات في خطة ترمب، مؤكداً أن خطة ترمب للسلام في خطر كبير في ضوء ما تفعله إسرائيل على أرض الواقع. وبحسب تقارير أميركية سابقة يُفترض أن يُعلن ترمب انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية قبل عيد الميلاد.
وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من المواقع التي ما زال يوجد بها في قطاع غزة، والتي تشكل نحو 53 في المائة من مساحة القطاع، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن “مجلس السلام” بقيادة ترمب.
ووسط تلك المخاوف، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، في 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفق ما ذكرته المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان في مؤتمر صحافي، الاثنين.
ويتوقع عكاشة أن يتحرك ترمب في تقييد بعض خطوات نتنياهو، من دون أن يكون هناك تقييد كامل وهو ما سيجعل الاتفاق أمام تهديدات عديدة، كما رجح أن تزداد تحركات الوسطاء، لا سيما المصري والقطري، لتعزيز فرص صموده والمضي في المرحلة الثانية.
فيما أكد نزال أن إسرائيل تحاول “هندسة المرحلة الثانية ونحن على أبوابها وفق ما تريد، وفرض الأمر الواقع”، مشيراً إلى أن الدور الأميركي عليه أن يتحرك لإنهاء عدم الثقة المتصاعدة في صمود الاتفاق، ويضع حداً لذلك خلال زيارة نتنياهو للبيت الأبيض أواخر الشهر الحالي.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين كشف الغاز لجميع محافظات قطاع غزة - 12 ديسمبر 2025 شهيدان برصاص الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة مشعل يتحدث حول تصور حماس لسلاح المقاومة وإدارة غزة الأكثر قراءة طقس فلسطين: أجواء صافية ومعتدلة ومغبرة اليوم منظمة أميركية تحذّر: 6 آلاف مبتور في غزة يواجهون واقعا قاسيا ترامب: المرحلة الثانية من اتفاق غزة "ستبدأ قريبا" "فتوح" يُعقب على استهداف إسرائيل لخيام النازحين في خانيونس عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025