بسم الله الرحمن الرحيم
الكتابة في زمن الحرب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَصَلَّى اللهُ عَلَى أَفْضَلِ خَلْقِهِ النَّبِيِّ الأُمِيِّ.
ونتوسلُ إلى الله بِحَبِيبِهِ وصَفِيِّهِ مِنْ خَلْقِهِ وخَلِيلِهِ أَنْ يُرْفَعَ عَن بِلادِنا هذه الحَرْب الضَّروس وأَنْ يَتَقَبَّل مِنْ قَتَلُوا شُهَدَاءَ عِنْدَهُ وأَنْ يَشْفِي الجُرُوحَ نَفْسِيَّةً كَانَتْ أَوْ جَسَدِيَّةً أَوْ مَعْنَوِيَّةً، ولَيْسَ ذَلِكَ بَعِيدًا.
أسمِحوا لي يا سادتي هذه المره ونحن مازلنا مع (سِلْسِلة كتاباتي عن الحرب) ان اخصصها بالرد على الدكتورة مها المك، الاستاذة (سابقًا) الجامعية في المملكة العربية السعودية، والمُتَخَصِّصَة في عِلْمِ النَّفْس. والتي أُكبِرتُ فيها حِسها الوَطَني وتَطَلعِها لِسُودانٍ افضَل يَتَعايَش فيهاهلِهِ في أمنٍ وَأَمان..
بداية يامها ونحن، نتنسَّم نفحات مَوْلِد النَّبِي الشريف الذي اهتزَّت له العُرُوش مِنَ اللَّحْظَة التي وُلِد فيها وبعد ان نزل عليه الوحي الامين ليشهد العالم اكبر عملية تقيير في كل اركان الكون ثم سادَت له ولخلفائه الأمصار وسقطت عروش ودانت الدول بدين الحق، وانتشر دينَ الله بالحِكْمَةِ والمَوْعِظَةِ الحسنَةِ، كَمَا أَمَرهُ الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى في كِتَابِهِ:
“ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” [سورة النحل: 125].
دعينا يلسيدتي العزيزة، نقول ان هذا الموضوع فرضه بتسجيل صوتي لشخصكِ والذي خصتيه بالرد على أحد الإعلاميين الذي ردَّ على موضوع كنتِ قد كتبتيه.. وقد لاحظت من البداية سماحة خلقة حين لم تخلطي العام بالخاص ولم يخطر على بالكِ أن ترمي ذاك الرجل بحجر، لأنني أعلم أنكِ تؤمِنين بقول المسيح عليه السلام في رده على أولئك الذين أرادوا أن يرجموا تلك المرأة. وهنا قال المسيح بالمأثور: “مَن كَانَ مِنكُم بِغَيْرِ خَطِيئَةٍ فَلْيَرْمِهَا بِحَجَرٍ”. وهذا، على عهدي، قمَّة التسامُح الذي وُجِدَت من أجله الأديان. و تلك الصورة في هذا السياق لتذكُرني بسماحة رسولنا الكريم صلوات الله عليه عندما فتح مكَّة وانخنعت قريش له بعد تلك الهزيمة التي دقَّت آخرَ أَسَفِينٍ على رُؤُوسِ الكُفْر في قلعة الإسلام.. وذلك عندما سأله عليه السلام أَبْنَاءُ عَمُّومَتِه وَأَشْيَاعُهُم: “مَاتَرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُم؟” وكانَ رَدُّهُم : “خير أخٍ كَرِيم ابن اخٍ كريم.. ثم أضاف قائِلاً لَهُم أقولُ لَكُم كما قالَ أخِي يوسُفْ لِإخوَتِهِ (لا تثريب عليكم اليومَ يَغفِرِ الله لَكُمْ وَهُوَ أرْحَمُ الرَاحِمِين) "سورة يُوسُف 92” إذْهَبوا فَانْتُم الطُلَقاء وهنا يا مها نتعلم درس في الاخلاق رسمه لنا رسولنا الكريم عند الفتوحات او الحروب وهو اعظم مااشرتي اليه في حديثك (الدعوه الي التمسك بالاخلاق)..
من اهم النقاط التي اشرتِ اليها عملية التغيير التي لازمت المخلوقات منذ الازل وهنا نَجِدُ أَنَّ مُعَظَّمَ الثُّدِيَّاتِ صَمدَتْ لأَنَّهَا قَبِلَتْ هَذَا التَّغْيِيرِ وَتَفَاعَلَتْ مَعَهُ. وَيَرَى بَعْض عُلَمَاءِ الاجتماعِ التَّرْبَوِيِّ أَنَّ هُنَاكَ طُرُقًا مُتَعَدِّدَةً لِلتَّغِيِّرِ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ لَهَا وَنَتَعَامَلَ مَعَهَا، وَأَهَمُّهَا كَمَا أُورِدهَا أَحَدُهُمْ:
الأُولَى: وَهِيَ طَرِيقَةُ رَدِّ الفِعْلِ، وَالَّتِي تَتَطَلَّبُ سُرْعَةَ الاِسْتِجَابَةِ إِذَا وَجَبَ الأَمْر.
الثَّانِيَة: وَهِيَ طَرِيقَةُ الاِسْتِبَاقِ، وَالَّتِي تَتَطَلَّبُ التَّحَرُّكَ الْمُرَسَّمِ حَسَبَ التَّخْطِيطِ لِجَلْبِ التَّغِيِّرِ في حِينِهِ، وهو مَا سمُّوه بِالتَّغِيِّرِ الفَعَّال.
وهذا الأخير هو الذي سَيَصْبِحُ وَاحِدًا مِنَ أَهْمِ وَسيلة من سَائِلِ الخَيْرِ وَالأَمَانِ وَالعِيشِ الكَرِيمِ. وَأظنُّكِ، يا مها، قد أَشَرْتِ إلى ذَلِكَ في رسالتك وهذا هوَ المَطْلُوبُ العَمَلُ بِهِ وَتَبْنِيه
أرجو أَنَّني قد وَضَعْتُ حَجَرًا في سَاسِ التَّغْيِيرِ وأُعِيدُ وَأَكَّرُ أَنَّهَا مَجْرَدُ مُحَاوَلَةٍ. آمل أَنْ أَفْلِحَ فِيمَا سَأَقُولُ وَيَجِدَ القَبُولَ عِنْدَكُمْ أَهْلَ التَّغْيِيرِ. سَأَعُودُ مَرَّةً أُخْرَى.
وَدُمْتُم أَنتِم في مَعِيَّةِ اللَّه.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
///////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا ويكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المجتمع الدولي الذي ظل صامتا تجاه المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في سربرنيتسا عام 1995 يكتفي الآن بالوقوف متفرجا على الفظائع التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في فلسطين.
وأضاف خلال رسالة مصورة في مراسم إحياء الذكرى الثلاثين لمذبحة سربرنيتسا، أنه "رغم قرارات المحاكم الدولية، نرفض أي بيان أو إعلان ينكر مذبحة سربرنيتسا ويمجد مجرمي الحرب، ندين الهجمات والمضايقات التي تستهدف العائدين إلى ديارهم بعد الحرب".
وأكد أنه رغم مرور 30 عامًا على مذبحة سربرنيتسا إلا أن آلام البوسنيين الذين قتلوا بوحشية لا تزال حاضرة في الأذهان.
وأشار إلى أن تنصل المجتمع الدولي من المسؤولية اللازمة لوقف الإبادة الجماعية يُعد تقصيرا لا يمكن تبريره وسيُذكر دومًا بالخزي والعار.
وأوضح أن دعوة تركيا المتكررة لإصلاح الأمم المتحدة، أساسه محاربة عقلية عدم الاكتراث بآلام وأوجاع الشعوب الأخرى.
وأكد أردوغان أن إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 يوليو/تموز "يومًا دوليًا لإحياء ذكرى إبادة سربرنيتسا عام 1995"، هو دليل على الإرادة القوية ضد الإبادة الجماعية.
واعتبر الرئيس التركي أنّ ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرا دليل على أن المجتمع الدولي لم يستخلص الدروس اللازمة من مذبحة سربرنيتسا.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية ستُحاسب عاجلاً أم آجلاً أمام القانون والتاريخ على الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق ما يقرب من 57 ألف فلسطيني، بمن فيهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب.
وتعتبر مجزرة سربرنيتسا الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لجأ مدنيون بوسنيون من سربرنيتسا في 11 تموز/ يوليو 1995 إلى جنود هولنديين لحمايتهم، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة.
غير أن القوات الهولندية التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية لتقترف الأخيرة مجزرة قضى فيها أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان.
كما ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين إبان حرب البوسنة التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ودفن الصرب القتلى البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم.