يتمسك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتوقيع معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة، كجزء من قائمة مطالب مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يعكس قلقا من إيران دفع الرياض إلى التراجع عن رفض أي علاقة أمنية رسمية مع واشنطن، ويثير أسئلة أمريكية بشأن ما قد يترتب على مثل هذه المعاهدة.

ذلك ما خلص إليه ديفيد أوتاواي، في تحليل بـ"مركز ويلسون للدراسات بواشنطن" (wilsoncenter) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن طلب السعودية "يمثل تغييرا مذهلا في موقفها، إذ سعت منذ فترة طويلة إلى إبقاء اعتماد أمنها على الولايات المتحدة غير ملحوظ وغير رسمي قدر الإمكان".

وتابع: "السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تغير الموقف السعودي الآن؟، ويبدو أن الإجابة تكمن جزئيا في عدم قدرتها على تحويل نفسها إلى قوة عسكرية قائمة بذاتها قادرة على التعامل مع إيران".

وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين إيران والسعودية، إلا أنه يبدو أن المملكة لا تزال تحمل مخاوف مما تقول إنها أجندة توسعية إيرانية في منطقة الشرق الأوسط، بينما تردد طهران أنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.

وعبر اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، استأنفت الرياض وطهران علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في المنطقة.

اقرأ أيضاً

مودرن دبلوماسي: السعودية مصممة على اتفاقية دفاع مع أمريكا حتى لو فشل التطبيع

تهديد دائم

"انتهى الغزو السعودي لليمن، منذ 2015 لمحاربة سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، بفشل وتهديد دائم من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية المقدمة لحليف طهران الجديد (جماعة الحوثي)"، كما أردف أوتاواي.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا يدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن (جار المملكة)، في مواجهة قوات الحوثيين المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.

ولفت أوتاواي إلى أن "الحوثيين أطلقوا المئات منها (الصواريخ والطائرات بدون طيار) على أهداف شملت منشآت النفط السعودية وحتى العاصمة الرياض".

واعتبر أن "الصدمة الرئيسية للتفكير الأمني السعودي جاءت مع هجوم بصواريخ وطائرات بدون طيار شنته إيران في سبتمبر/أيلول 2019 على منشأتين نفطيتين رئيسيتين (في السعودية)؛ مما أدى إلى توقف نصف إنتاجها".

وأردف أن "الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ لم تفشل في اعتراضها فحسب، بل لم يجد الرئيس (الأمريكي آنذاك دونالد) ترامب أيضا حاجة إلى انتقام أمريكي؛ فالهجوم، على حد قوله، "كان على السعودية، ولم يكن هجوما علينا (الأمريكيين)".

اقرأ أيضاً

أكثر من نصف الأمريكيين يعارضون إبرام اتفاقية دفاعية مع السعودية.. وخبراء يحددون المخاوف

الصين وروسيا

وأخيرا، بحسب أوتاواي، "يشعر حكام السعودية بخوف شديد من تغير المشهد الجيوسياسي، إذ تحول تركيز البيت الأبيض و(وزارة الدفاع الأمريكية) البنتاجون إلى مواجهة روسيا في أوروبا والصين في آسيا".

وزاد بأنه "من المرجح أن يرى محمد بن سلمان الالتزام الأمني الأمريكي (عبر معاهدة دفاع) باعتباره الأمل الأخير الأفضل للحفاظ على المظلة الأمنية الأمريكية المتسربة في مكانها والمشاركة في احتواء خصمه اللدود إيران".

وقال إنه "ليس من الواضح ما الذي ستغطيه أي ضمانة أمنية أمريكية في مواجهة أي هجوم إيراني، لاسيما وأن طهران تعلمت منذ فترة طويلة كيفية استخدام أصدقائها وحلفائها في مختلف الدول العربية لتنفيذ أوامرها للتهرب من المسؤولية المباشرة".

و"أصبح هذا النمط واضحا بشكل خاص في اليمن، حيث تشكل الصواريخ والطائرات بدون طيار التي توفرها إيران للحوثيين تهديدا كبيرا للمملكة (أكبر دولة مصدّرة للنفط)، كما تابع أوتاواي.

وتساءل: "هل سيتطلب هجوم الحوثيين بصواريخ أو طائرات بدون طيار ردا عسكريا أمريكيا في اليمن؟ وهل سيتعين على واشنطن الرد على أي هجوم على المملكة من أي مليشيا متحالفة مع إيران في العراق؟.. هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة كجزء من أي ضمانة أمنية أمريكية".

و"لكن حقيقة استخدام محمد بن سلمان لهذا الطلب كإحدى أوراق المساومة لإقامة علاقات مع إسرائيل، تشير إلى الدرجة العالية من القلق السعودي بشأن أمن المملكة المستقبلي دون دعم الولايات المتحدة، كما تشير إلى خوفه من تخلي الولايات المتحدة عن الأمر"، كما ختم أوتاواي.

وبالإضافة إلى توقيع معاهدة دفاع، تفيد تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية بأن ولي العهد السعودي يريد أيضا الحصول على أسلحة أمريكية أكثر تطورا ودعم لتشغيل دورة وقود نووي كاملة بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

اقرأ أيضاً

ن. تايمز: أمريكا والسعودية تناقشان معاهدة دفاع مثل الآسيوية

المصدر | ديفيد أوتاواي/ مركز ويلسون للدراسات بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية محمد بن سلمان أمريكا معاهدة دفاع إيران الولایات المتحدة معاهدة دفاع بدون طیار بن سلمان

إقرأ أيضاً:

السعودية.. شخص قرب محمد بن سلمان يرتدي بدلة رسمية يثير تكهنات خلال نهائي كأس الملك

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو من منصة الشرف خلال مباراة نهائي كأس الملك بين ناديي الاتحاد والقادسية، الجمعة، ملقين الضوء على شخص ظهر على مقربة من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وأثار الشخص الذي كان يرتدي بدلة رسمية داكنة اللون تكهنات بأنه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلا أن قائمة أسماء ضمت عددا من كبار الأمراء والمسؤولين الذين رافقوا ولي العهد بالمباراة والتي نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، لم تعدده من بين الحضور.

وتواصلت CNN بالعربية مع السلطات السعودية للحصول على تعليق دون رد حتى كتابة هذا التقرير.

وعددت القائمة حضور 42 أميرا هم كالتالي:

 الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيزالأمير خالد بن سعد بن فهد بن سعد بن عبدالرحمنالأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيزالأمير نواف بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمنالأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيزالأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيزالأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمدالأمير بندر بن خالد بن فيصل بن عبدالعزيز المستشار بالديوان الملكيالأمير سلطان بن خالد بن فيصل بن عبدالعزيزالأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعدالأمير الدكتور سعود بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمنالأمير نواف بن سعد بن عبدالله بن عبدالرحمنالأمير فيصل بن عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيزالأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمةالأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيزالأمير سطام بن خالد بن ناصر بن عبدالعزيزالأمير خالد بن الوليد بن طلال بن عبدالعزيزالأمير فهد بن فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل بن سعود بن فيصلالأمير بندر بن مقرن بن عبدالعزيز المستشار بالديوان الملكيالأمير متعب بن سعود بن محمد بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصلالأمير فيصل بن بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمير فيصل بن محمد بن سعد بن عبدالرحمن مستشار أمير منطقة مكة المكرمة المشرف العام على وكالة الإمارة الأمير سعود بن عبدالله بن منصور بن جلوي محافظ جدةالملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز وزير الرياضةالأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخليةالأمير فهد بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيزالأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعوديةالأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيزالأمير سعود بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيزالأمير سلطان بن محمد بن مشعل بن عبدالعزيزالأمير محمد بن فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمير سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز الأمير مشهور بن عبدالله بن عبدالعزيزالأمير محمد بن خالد بن فيصل بن تركي الأول بن عبدالعزيز الأمير محمد بن سعود بن فهد بن عبدالعزيزالأمير فواز بن بندر بن عبدالعزيزالأمير فواز بن سلطان بن عبدالعزيزالأمير الدكتور محمد بن فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيزالأمير محمد بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيزالأمير عبدالمجيد بن عبدالإله بن عبدالعزيزالأمير سلطان بن عبدالله بن عبدالعزيزالأمير محمد بن خالد بن فيصل بن تركي.

مقالات مشابهة

  • «سلمان للإغاثة» ينفذ برنامج «نور السعودية» التطوعي لمكافحة العمى والأمراض المسببة له في أفغانستان
  • كوشنر يحضر نهائي كأس ملك السعودية إلى جانب ابن سلمان (صور)
  • السعودية.. شخص قرب محمد بن سلمان يرتدي بدلة رسمية يثير تكهنات خلال نهائي كأس الملك
  • ولي العهد محمد بن سلمان يثير تفاعلا ببروتوكول السلام الملكي السعودي خلال مباراة الاتحاد والقادسية
  • القاضي يطلب توضيحات من الناصري حول “هدية سعودي” بعد انتقال أشرف بنشرقي إلى الهلال
  • خذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيران
  • الملك السعودي يتلقى رسالتين من بوتين والسيسي
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ مشروع نور السعودية التطوعي لمكافحة العمى في بوركينا فاسو
  • حبس مالك مطبعة في عين شمس.. لهذا السبب
  • قرار سعودي عاجل بحق كفيف مصري || تفاصيل