عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، مؤتمرها الدولي "الترجمة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.. نموذج الترجمة من اللغة العربية وإليها"، بالتعاون مع جمعية الترجمة المقبولين لدى المحاكم بالمملكة المغربية (التاج)، بحضور نخبة متميزة من الخبراء الدوليين والطلاب والباحثين في مجال الترجمة، بهدف مناقشة سبل تطوير النماذج الجمالية الإبداعية للترجمة العربية في البيئات التكنولوجية الرقمية وغير الرقمية، وبناء قدرات المترجمين الشباب وإعداد كوادر مدربة منهم في مجال الترجمة الآلية، وتبادل المعارف في مجال الترجمة الإبداعية من أجل الارتقاء بجودة الترجمة.

واستهلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام، وأكد فيها أن المؤتمر يستعرض التحديات التي تواجه الترجمة من اللغة العربية وإليها، في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل المخاوف الأخلاقية المرتبطة بالترجمة الذكية، وإمكانية تحريف المعاني عن مقصدها الأصلي.

وأضاف أن الترجمة هي سبيل التواصل والتعارف بين الأمم والثقافات المختلفة، وأن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى الترجمة أكثر من أي زمن مضى، واستعرض مجهودات الإيسيسكو في مجال الترجمة، من خلال ترجمتها لمئات المؤلفات والمقالات في مختلف التخصصات التي تهم العالم الإسلامي، من أجل تبليغ رسالتها الحضارية في أرجاء العالم.

وعقب الجلسة الافتتاحية، انطلقت الجلسة الأولى "الترجمة الآلية واستعمال الذكاء الاصطناعي: الواقع والتحديات"، حيث أكد خلالها السيد دييغو كريشان، رئيس شركة "كريتيف ورد" الإيطالية، على ضرورة إلمام المترجم بكل أدوات الترجمة الذكية، وفهم الأخطاء الشائعة لهذه الأدوات، فيما قال الدكتور محمد أكماضان، رئيس قسم الترجمة بمقر الأمم المتحدة بجنيف، إن الذكاء الاصطناعي يساعد على المراقبة والتحقق من جودة الترجمات وتوحيد واتساق النص، ويساعد في الترجمة للغات التي لا تتوفر لها موارد ومراجع كافية.

واستعرض السيد إسماعيل أجبيلي، رئيس قسم الترجمة بالإيسيسكو، تاريخ الترجمة الذكية ومميزاتها وعيوبها، مؤكدا أن الترجمة الذكية من اللغة العربية وإليها تواجه العديد من الصعوبات لما تشمله اللغة العربية من تنوع شديد في مفرداتها، فيما قدم الدكتور عبد الفتاح الحجمري، مدير مكتب تنسيق التعريب التابع لمنظمة "الألكسو" بالرباط، مداخلة تحت عنوان "ما أحوج العربية اليوم للذكاء الاصطناعي"، أعقبتها كلمة للسيد موفق فائق توفيق، أول رئيس لقسم الترجمة في قناة الجزيرة الإخبارية، أكد فيها أن ترجمة النصوص لا تعني الترجمة الحرفية للكلمات، بل يجب مراعاة المعنى المقصود وسياق النص، بالإضافة إلى الخصوصية الثقافية لكل لغة.

وشهدت جلسة العمل الثانية للمؤتمر، نقاشات ومداخلات ثرية بين خبراء بالمجال من المملكة المغربية، ولبنان وماليزيا، حول مستقبل الترجمة الفورية العربية في ظل التطور التكنولوجي، حيث أجمع المشاركون في الجلسة على أن الترجمة الذكية تتطور بقوة، من حيث السرعة والسهولة والجودة، وأنها ستقترب من دقة الترجمة الطبيعية مستقبلا إلا أنها لن تستبدل عمل المترجم.

واختتم المؤتمر الدولي أعماله بعقد دورة تدريبية تخصصية في مجال الترجمة الآلية، لفائدة الحضور من الطلاب والباحثين، أطرها السيد دييغو كريشان، رئيس شركة "كريتيف ورد" الإيطالية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إيسيسكو منظمة العالم الإسلامي العالم الإسلامي الذکاء الاصطناعی اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

فنانون: مستقبل الدراما العربية مرهون باحترام المتلقي

دبي: «الخليج»
اختتمت أمس في دبي أعمال الدورة الأولى من «منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية» والذي نظمه «مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية» على مدار ثلاثة أيام، بحضور لافت من القيادات الإعلامية والرموز الفكرية وأهم صناّع المحتوى والمؤثرين، فيما عقدت جلسات المنتدى بالتعاون مع مجموعة من أكبر المؤسسات العالمية المعنية بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وقدمت جلسات المنتدى رؤى ملهمة حول سبل الارتقاء بهذا الإنتاج على الصعيدين المحلي والعربي.

وأجمع المشاركون في جلسة حوارية بعنوان: «مستقبل الدراما والإعلام.. من الترفيه إلى التأثير»، عقدت ضمن فعاليات «منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية» في إطار اليوم الختامي لقمة الإعلام العربي 2025، على أن مستقبل الدراما العربية مرهون باحترام المتلقي وتقديم محتوى درامي يُسهم في صناعة وعي عربي أصيل.
وشارك في الجلسة الحوارية، التي حضرتها منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، والنجم أحمد السقا والممثل وكاتب السيناريو جورج خباز والممثلة هدى حسين، حيث تحدثوا حول تجربتهم على الشاشة الصغيرة والسينما، وكيف أثرت أعمالهم المختلفة سواء كدراما تلفزيونية أو أفلام سينمائية على الجمهور، وحاورهم الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان.
الجلسة، التي حظيت بحضور جماهيري وإعلامي واسع، طرحت تساؤلات جوهرية حول العلاقة المتبادلة بين الدراما والمتلقي، وتأثير الدراما على الجمهور.
الفنان أحمد السقا عبر في بداية حديثه عن شكره العميق لإتاحة الفرصة له لحضور القمة، وتحدث عن فيلميه «إبراهيم الأبيض» و«تيمور وشفيقة»، موضحاً أنهما طرحا قضايا إنسانية واجتماعية أثارت تفاعل الجمهور من العنف المجتمعي إلى العلاقات العاطفية والاختيارات المصيرية.
وأكد أن الدراما اليوم باتت جزءاً لا يتجزأ من التأثير المجتمعي، مشيراً إلى أن التناول الدرامي للعمل قد يضخّم حدثاً بسيطاً أو يقلل من أهمية إنجاز حقيقي، وهو ما يضع الفنان أمام تحد مستمر في الحفاظ على تميز أعماله الفنية. وأضاف: «الدراما ليست فقط مرآة المجتمع، بل هي أيضاً مسؤولية... ما نقدمه على الشاشة يمكن أن يلهم أو يُضلل، ولذلك نحن مطالبون بالصدق والوعي في كل ما نختار تقديمه».
الفن والمجتمع
أما الفنانة هدى حسين، فقد سلطت الضوء على دورها في المسلسل الاجتماعي «زوجة واحدة لا تكفي» الذي تناول قضايا حساسة تمس حياة المجتمع الخليجي والعربي، مشيرة إلى أن مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» أثار الجدل عند عرضه، وقدم قضايا واقعية قائمة في العالم العربي يحاول البعض إنكار وجودها. وأكدت في هذا الصدد أن «معالجة أي قضية تحفّز الجمهور للبحث عن عواقبها السلبية ولا تكون دعوة للاقتداء بها. فكاتبة مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي»، هبة مشاري حمادة، عرضت في هذا العمل القضايا المجتمعية بأسلوب متوازن هدفه معالجتها».
نقاشات واسعة
أما جورج خباز فتحدث عن فيلم «أصحاب ولا أعز» مشيراً إلى أن العمل أثار نقاشات واسعة لطرحة أسئلة جريئة عن العلاقات بين الناس والخصوصية والتواصل بين الأصدقاء، قائلاً إن الدراما أداة تطرح الأسئلة وتترك للناس حرية التأمل والإجابة. وشدد خباز على أن: «الدراما الحقيقية لا تكتفي بالإجابات الجاهزة، والإعلام الجيد عليه أن يُحفّز هذا النوع من الطرح لا أن يروّج للسطحية»، وتطرق إلى الحديث عن دوره في المسلسل الرمضاني «النار بالنار»، موضحاً أن العمل برمته يحمل رسالة إنسانية جريئة في تناولها.
وأجمع المشاركون في الجلسة على أن مستقبل الدراما يكمن في الجرأة على طرح المواضيع الواقعية التي تمس الناس بصدق، وفي بناء علاقة وجدانية مع الجمهور من خلال نصوص تكتب بروح إنسانية صادقة.
وسائل التواصل
وخلال جلسات اليوم الختامي لمنتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، سلّطت الممثلة ليلى عبدالله، الضوء على تجربتها الشخصية مع وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان: «ما وراء الحقيقة في التواصل الاجتماعي»، أدارها الإعلامي رودولف هلال من قناة «إل بي سي آي».

مقالات مشابهة

  • الخارجية تعلن عن فرصة تطوعية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • رئيس "إنفيديا": لن تخسر وظيفتك بسبب الذكاء الاصطناعي... بل بسبب من يستخدمه
  • فنانون: مستقبل الدراما العربية مرهون باحترام المتلقي
  • نائب رئيس وزراء بريطانيا السابق: طلب الإذن قبل استخدام المواد الإبداعية يقتل الذكاء الاصطناعي
  • سلطنة عُمان تشارك في اجتماع حول الذكاء الاصطناعي في المكتبات بالصين
  • سلطنة عُمان تشارك في اجتماع الخبراء العرب والصينيين حول الذكاء الاصطناعي في المكتبات بالصين
  • طحنون بن زايد يبحث مع رئيس «ستاروود كابيتال» فرص التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي
  • طحنون بن زايد يبحث مع رئيس «ستاروود كابيتال» توظيف الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار التنفيذي
  • "الإيسيسكو" تحتفي بسمرقند عاصمةً للثقافة في العالم الإسلامي