تشهد اسرائيل تصاعدا غير مسبوق في الضغوط الدولية بعد تحول جهود توزيع المساعدات في قطاع غزة الى فوضى عارمة، في الايام الاولى من تطبيق آلية مساعدات جديدة مدعومة من الولايات المتحدة وتل ابيب، وسط تحذيرات من كارثة انسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر، وفق تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، اسفرت حوادث الازدحام والفوضى عند مراكز توزيع المساعدات جنوب القطاع عن استشهاد 11 فلسطينيا واصابة العشرات منذ بداية الاسبوع.

في المقابل، نفت مؤسسة غزة الانسانية المسؤولة عن هذه المراكز وقوع شهداء او جرحى في منشآتها، ووصفت التقارير بانها "معلومات مضللة مصدرها حماس".

تدفقت عشرات الالاف من الفلسطينيين الجوعى الى مواقع التوزيع ومستودعات برنامج الغذاء العالمي في الايام الاخيرة، في مشاهد فوضوية تعكس حجم الجوع والمعاناة. وتم توثيق عمليات اقتحام لمخازن مساعدات في دير البلح شمال القطاع، وسط اطلاق نار وسقوط شهداء وجرحى.

من جهتها، قالت الامم المتحدة إن الوضع الانساني في غزة بلغ "احلك مراحله"، ووصفت الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات بانها "مؤسسة عسكرية تعرض المدنيين للخطر ولا تضمن الكرامة او الكفاية".

وأكدت أن توزيع المساعدات تعثر بسبب غياب التصاريح من الجانب الاسرائيلي، مشيرة الى ان 600 شاحنة مساعدات ما زالت عالقة في غزة لم توزع حتى الآن، بينما يعاني شمال القطاع من غياب شبه تام للمساعدات.

تصاعدت حدة الانتقادات الغربية لاسرائيل بعد استمرار الحصار والقصف ومنع المساعدات، حيث قالت كاجا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي: "الضربات الاسرائيلية في غزة تتجاوز ما هو ضروري لمواجهة حماس... والاتحاد الاوروبي لا يدعم خصخصة توزيع المساعدات الانسانية".

من جانبه، صرح المستشار الالماني فريدريش ميرتس قائلا: "لا ينبغي للحكومة الاسرائيلية ان تفعل ما لم يعد حتى اقرب اصدقائها قادرين على تقبله".

وقبل أيام، هدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ اجراءات ملموسة، من بينها فرض عقوبات موجهة، اذا استمرت اسرائيل في عدوانها ومنعها ادخال المساعدات.

أصدرت إسرائيل أمس الخميس أوامر اخلاء جماعية في معظم مناطق شمال وشرق القطاع، لتتبعها عمليات ترحيل قسرية من الجنوب. ويعتقد ان الخطة تهدف الى دفع مئات آلاف الفلسطينيين نحو شريط ساحلي ضيق، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من ان اسرائيل تعامل من يتبقى في تلك المناطق كـ"مقاتلين".

أفاد سكان بأن الفوضى طغت على مواقع توزيع المساعدات. وقال عمر عبد ربه، احد سكان غزة، في مقطع مصور: "المكان كان مليئا بالفوضى والتدافع، صورة تعكس حجم المعاناة والجوع". ورغم حصوله على بعض المساعدات، شكر احد الحراس الامريكيين، لكنه اضاف ان كثيرين عادوا بخفي حنين.

في مشهد آخر، تم رصد استخدام قنابل دخانية وقنابل صوتية لتفريق الحشود، وسط شكاوى من سوء التنظيم.

وقال المواطن يوسف حماد لشبكة سي إن إن: "هذا كذب كبير، فخ وخيانة.. لا يوجد طعام، لا يوجد كرامة، هذا اذلال لشعبنا".

وفي وقت تتزايد فيه التحذيرات من مجاعة جماعية، لا تزال كميات المساعدات الواصلة الى غزة لا توازي الحد الادنى المطلوب، وسط تصاعد الغضب الشعبي، وانهيار المنظومة الانسانية.

طباعة شارك إسرائيل سي إن إن غزة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل سي إن إن غزة توزیع المساعدات

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنذر بإخلاء 5 مناطق في شمال غزة «فوراً»

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: غزة المكان الأكثر جوعاً في العالم غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في جنوب وشرق لبنان

أنذر الجيش الإسرائيلي، الفلسطينيين في 5 مناطق بمحافظتي شمال قطاع غزة ومدينة غزة، بالإخلاء الفوري، لتوسيع عملياته العسكرية.
جاء ذلك في منشور لمتحدث الجيش الإسرائيلي على منصة «إكس»، دعا فيه السكان في المناطق المستهدفة إلى الإخلاء فوراً نحو الغرب.
وقال: «إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق العطاطرة وجباليا البلد شمالي القطاع، والشجاعية، والدرج، والزيتون في مدينة غزة، عليكم إخلاؤها».
وقال إن الفصائل الفلسطينية تواصل أنشطتها في تلك المناطق، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي سيوسع نشاطه الهجومي. وأضاف متحدث الجيش الإسرائيلي: «من هذه اللحظة، تعتبر المناطق المذكورة مناطق قتال خطيرة».
وفي 22 مايو الجاري، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن مخطط الجيش الإسرائيلي للسيطرة على 75 بالمئة من غزة خلال الشهرين القادمين.
وقتل 13 فلسطينياً وأصيب العشرات، أمس، إثر قصف من مسيرة إسرائيلية على خيام تؤوي نازحين في منطقة «مواصي القرارة» شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل في قصف من مسيرة إسرائيلية على صالون حلاقة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، كما قتل فلسطيني وزوجته الحامل جراء قصف  وسط دير البلح.
وفي سياق متصل، أعلن المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، أن إسرائيل حرمت نحو 400 ألف فلسطيني شمال القطاع من الخدمات الصحية، بعد إخراجها «مستشفى العودة» عن الخدمة قسراً، وهو آخر صرح طبي كان يعمل بالمنطقة.
وقال البرش في تصريح صحفي، إن «الاحتلال الإسرائيلي أخرج مستشفى العودة عن الخدمة قسراً، وأجبر الطواقم الطبية والمرضى على الخروج منه». 
و«مستشفى العودة» من المؤسسات الطبية التي تقدم خدماتها بالقطاع، وله فرعان، أحدهما وسط القطاع والآخر بمخيم جباليا شمالاً، ورغم الإمكانات المحدودة بسبب الحصار يواصل تقديم الرعاية بشكل محدود.

مقالات مشابهة

  • فلسطينيون عن توزيع المساعدات الأمريكية بغزة: فوضى وقتل وإذلال
  • إسرائيل تنذر بإخلاء 5 مناطق في شمال غزة «فوراً»
  • أوتشا: الجهود الإنسانية في غزة تواجه أكبر عراقيل في التاريخ الحديث للعالم
  • يوم دموي جديد في غزة: مجازر من جباليا حتى رفح وجرحى أثناء استلام المساعدات
  • عشرات الإصابات برصاص الاحتلال قرب نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع
  • إنترسبت: إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا وآلية توزيع المساعدات فشلت
  • “اليونيسيف”: نظام توزيع المساعدات في غزة “فوضوي” ويعرض حياة المدنيين للخطر
  • مُجدّدا.. فوضى وفقدان للسيطرة على مركز توزيع المساعدات جنوب "نتساريم"
  • غزة على شفا المجاعة .. اقتحام مستودع أممي واستشهاد مدنيين وسط فوضى توزيع الغذاء