منتدى اقتصادي لبناني فرنكوفوني يفتح الآفاق أمام القطاع الخاص
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": أكثر من سبعين شركة ونحو عشر مؤسسات اقتصادية من 27 دولة عضواً في مجموعة الدول الفرنكوفونية ستجتمع في بيروت ما بين 9 و11 تشرين الأول الجاري، وذلك في سياق المهمة الثالثة التي تنظمها البعثة الاقتصادية والتجارية للمنظمة الفرنكوفونية وتستهلها باليونان لتنتقل بعدها الى لبنان.
تكتسب هذه المهمة التي تنظمها البعثة الفرنكوفونية بالتعاون مع الحكومة اللبنانية أهمية استثنائية نظراً الى الرسائل المهمة التي تنطوي عليها لجهة تأكيد دول الفرنكوفونية المنخرطة في هذا النشاط استمرار التزامها بعلاقاتها الاقتصادية والتجارية مع لبنان رغم الظروف المتردية التي يمر بها، فضلاً عن استمرارها في الاعتراف بموقعه كبوابة الى الشرق الأوسط ودول الخليج العربي.
سيتاح لممثلي هذه الشركات العاملة في قطاعات الصناعة الزراعية والسلع والخدمات الرقمية والطاقة المستدامة والأدوية ومستحضرات التجميل والسياحة المستدامة، الفرصة للقاء حوالى 150 شركة لبنانية، بهدف استكشاف السوق اللبنانية والتعرف على الفرص التي يقدمها في مختلف القطاعات المستهدفة، مما سيسمح لهم بالتبادل وإقامة شراكات مع الشركات المحلية من خلال الاجتماعات الثنائية التي ستُعقد، فضلاً عن زيارات سيقوم بها ممثلو الشركات الفرنكوفونية للعديد من مواقع الشركات. وستترافق هذه الاجتماعات مع جلسات ومحاضرات تتناول السياق الاقتصادي الدولي وتأثيره على التجارة، فضلاً عن شروط وطرق ممارسة الأعمال التجارية في لبنان.
يعوّل لبنان بقطاعه الخاص على هذه الزيارة والنشاطات التي سترافقها، لأنها ستعيد البلد الى خريطة الاهتمام الدولي كبوابة الشرق الأوسط، مركزاً للتجارة في المنطقة. وهو ما يمكن تلمّسه من الالتزام بالزيارة وبرنامجها، والاعتراف بتحسن مناخ الأعمال، وتنشيط الاستثمارات، كما يرد في البيان الصحافي المنشور على صفحة المنظمة، والذي يضيف ان لبنان يتمتع أيضًا بإمكانات الوصول إلى أسواق غرب إفريقيا بفضل الحضور القوي للمغتربين اللبنانيين، وان البلاد تتمتع بقوى عاملة مدربة جيدًا وتشارك في عملية إعادة التصنيع لتلبية الطلب المحلي المتزايد. وفي البرنامج، بعد يوم اول يُخصص لتقديم اهداف الزيارة والتعارف بين الشركات، وتنظيم طاولة حول الاستثمار في لبنان، تليه اللقاءات الثنائية، يفتتح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يوم الثلثاء المنتدى ومديرة المنظمة الفرنكوفونية كارولين سانت هيلير، وتنعقد الورشة الأولى تحت عنوان دور الفرنكوفونية في الترويج للتعاون الدولي والتنمية الاقتصادية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يشارك فيها وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام ومديرة الفرنكوفونية الاقتصادية والرقمية فلورانس بريوني ورئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين سليم الزعني. وتستمر ورشات العمل حتى يوم الأربعاء.
يُذكر ان الزعني كان قد ساهم في الإعداد لهذا المنتدى خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الى باريس حيث التقى ممثلا عن قطب الاستثمار والتجارة في منظمة الفرنكوفونية تيك وانغ دونغ، وتناول البحث تنظيم المنتدى واشراك شركات القطاع الخاص فيه من اجل تأمين أعلى فرص نجاح له نظراً الى ما يمثله بالنسبة الى لبنان والقطاع الخاص فيه. وكان للزعني كذلك لقاء مع رئيس تجمّع ارباب العمل "ميديف" جيوفري رو دو بوزيو للغاية ذاتها. وهو سيشارك في المنتدى وسيكون له لقاء مع الهيئات الاقتصادية في مقر جمعية الصناعيين يتناول سبل التعاون.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي ترسم ملامح نظام اقتصادي حديث برؤية أخلاقية
انطلقت في إسطنبول أعمال القمة العالمية الثانية للاقتصاد الإسلامي، أمس، التي ينظمها منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من قادة الفكر، وصنّاع القرار، وشخصيات اقتصادية مرموقة من مختلف أنحاء العالم، وذلك بحضور فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى عبد الله صالح كامل، رئيس مجلس أمناء منتدى البركة، كلمة أكد فيها أن العديد من العواصم العربية والإسلامية تشهد في الوقت الراهن حراكًا تنمويًا لافتًا يعكس استعدادها الفعلي للمساهمة في تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي الجديد، مشيرًا إلى أن تلك الديناميكية التنموية تُعد دليلاً واضحًا على اتساع نطاق التوجه نحو نماذج اقتصادية أكثر عدالة وفعالية.
سفير تركيا : التجارة مع مصر وصلت لـ 8,8 مليار دولار
سفير تركيا بالقاهرة يشيد بالتنمية العمرانية والسياحية داخل مصر
وأضاف كامل أن العالم الإسلامي يمتلك المقومات البشرية والمادية والقيمية التي تؤهله لقيادة نموذج اقتصادي عالمي متوازن، يقوم على أسس أخلاقية راسخة دون أن يغفل متطلبات الكفاءة المؤسسية والحداثة الاقتصادية. وأشار إلى أن التحولات الجارية في عدد من البلدان الإسلامية تؤكد إمكانات كبيرة لتبني نظم اقتصادية معاصرة مستلهمة من المنظومة الإسلامية الأصيلة.
وأكد أن الاقتصاد الإسلامي لا يُعد تصورًا نظريًا أو خيارًا هامشيًا، بل هو إطار مالي ومؤسسي فعّال أثبت جدواه من خلال أدواته المتعددة كالصكوك، والوقف، والزكاة، والتكافل، والتي يمكن دمجها في البيئات التنظيمية الحديثة ضمن رؤية تنموية شاملة ومسؤولة.
وشدد على أهمية بناء وتوسيع شراكات دولية بين الدول الإسلامية من جهة، والمؤسسات والمجتمعات الدولية من جهة أخرى، مع ضرورة تحويل التجارب الاقتصادية الناجحة في العالم الإسلامي إلى نماذج قابلة للتطبيق والنمو على نطاق عالمي، في إطار رؤية استراتيجية تستند إلى القيم وتنفتح على معطيات ومتغيرات العصر.
ويُعد منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي مؤسسة فكرية مستقلة وغير ربحية، انطلقت أولى فعالياتها من المدينة المنورة عام 1981، ومنذ ذلك الحين دأب المنتدى على عقد لقاءات سنوية تستقطب كبار المختصين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، سعيًا إلى بلورة رؤى اقتصادية متقدمة، وتقديم حلول عملية تدعم بناء منظومة الاقتصاد الإسلامي على أسس علمية ومعرفية راسخة.