منح فرص استثمارية في ذي قار بـ 18 مليار دينار دون جدوى اقتصادية
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
6 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، االجمعة، رصد عدم وجود جدوى اقتصاديَّـةٍ بمنح فرصٍ استثماريَّـةٍ بأكثر من 18 مليار دينارٍ، ومعاملات شراءٍ وهميَّة، وتلاعباً وتزويراً في ذي قار.
واشارت الهيئة في بيان، إلى “قيام هيئة استثمار ذي قار بمنح فرصة مشروعٍ استثماريٍّ؛ لتطوير مستشفى أهليّ بكلفة (16,900,000,000) مليار دينارٍ، ومشروع قاعةٍ مُتعدّدة الأغراض وأسواقٍ تجاريَّةٍ بكلفة (1,491,210,000) مليار دينارٍ”، مُبيّنةً “عدم وجود جدوى اقتصاديَّةٍ حقيقيَّةٍ بما يتماشى مع سوق العمل وحاجة السوق؛ كونه لا يُوفّر فرص عملٍ، فضلاً عن نسب الإنجاز المُتدنّية، فيما أشار تقرير شعبة التدقيق الخارجي والخبير الفني إلى وجود مُخالفاتٍ في دراسة الجدوى الاقتصاديَّـة”.
وأضافت أنه “بعد الانتقال إلى حسابات ديوان المحافظة، تمَّ ضبط مُخالفاتٍ في صرف مبلغ 90 مليون دينارٍ؛ لغرض ترميم المكتبة العامَّة المركزيَّة خلافاً للمُواصفات”، مُوضحةً أنه “تمَّ ضبط الكشف الفني والأوامر الإداريَّة الخاصَّة بلجان العمل والاستلام ومستندات الصرف”، لافتةً إلى أن “التنفيذ تمَّ من قبل المحافظة بشكلٍ مُباشرٍ بمبلغ (81,975,000) مليون دينار، وأنَّ تقرير الخبير الفنيّ المنتدب من قبل مكتب تحقيق ذي قار أشار إلى سوء التنفيذ، وفي المكتبة المركزيَّة لجامعة ذي قار تمَّت ملاحظة قيام مُوظَّفين باستلام رسوم هويَّات الطلبة والمُوظَّفين والتدريسيّين بدون وصولات قبضٍ رسميَّةٍ”.
وكشفت الهيئة بحسب البيان، “عدم قيام صندوق إسكان ذي قار باستقطاع الغرامات التأخيريَّة من المُقترضين”، مُشيرةً إلى أنه “بعد تدقيق وصولات القبض لعامي (2017 و2018) تمَّ التوصُّل إلى أنَّ مجموع الغرامات غير المُستقطعة بلغ (75,681,000) مليون دينار”.
ونوَّهت بـ “ضبط تلاعبٍ وتزويرٍ وتهرُّبٍ في إضبارة إحدى شركات المقاولات والنقل العام، وفي سجلات الصادر والمعلومات في الهيئة العامَّة للضرائب في المُحافظة”، لافتةً إلى “ضبط معاملات شراءٍ وهميَّةٍ واختلاسٍ في دائرة صحَّة ذي قار، إذ تبيَّن أنَّ لجنة المشتريات في الدائرة أقدمت على اختلاس (44,495,000) مليون دينار مُخصَّصة؛ لشراء أجهزةٍ كهربائيَّة لمُستشفى الحسين التعليمي، وتنظيم مُعاملاتٍ وهميَّةٍ بذلك”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: ملیار دینار ملیون دینار ذی قار
إقرأ أيضاً:
من دون تكييف ولا دعم.. لاعبات عراقيات على الكراسي المتحركة إلى العالمية
30 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تمضي نور الهدى سرمد على عجلتها كأنما تسابق الريح، لا تستسلم لكسر منضدة ولا لانقطاع تيار، ولا لسخرية مركونة في زاوية من زوايا المجتمع. ففي صالة غير مهيّأة، دون تكييف أو دعم مؤسسي، تولد بطولات نسوية عراقية صامتة، على يد نساء اختصرن طريق التغيير بالشجاعة وحدها، لا بانتظار الإنصاف.
وتأتي هذه الطفرات الفردية في سياق معقّد تُثقل كاهله الإعاقةُ البنيوية للدولة قبل الأجساد. فالدولة التي أغرقتها الموازنات التقشفية، والنزيف الإداري، والمحسوبيات، لا تلتفت لبطولات نساء جئن من خلف جدران العزلة الاجتماعية إلى منابر الذهب، لتقول إحداهن: “لا شيء مستحيل”. فعبارة مثل هذه ليست خطاب تحفيز، بل نتيجة يومية لنضال شخصي مكلف، تدفع فيه اللاعبة من مالها وصحتها ووقتها لتشتري مضرباً بمئتين وعشرين دولاراً، مقابل بدل نقل لا يتجاوز خمسة وسبعين.
وتكمن المفارقة هنا أن الإنجاز الأولمبي العراقي في تنس الطاولة لم يأتِ من ملاعب الدولة، بل من رياضية مثل نجلة عماد التي احتضنتها الرعاية الخاصة حين غابت يد الحكومة. وهي مفارقة تكرّس ما بات يعرف في الخطاب السياسي بـ”غياب الدولة التنموية”، حين تُهمل أدوات البناء البشري، ويُختزل مفهوم الرياضة الوطنية في متابعة كرة القدم، كأنما باقي الألعاب لا تُنتج شرفاً ولا علماً ولا تاريخاً.
وتفتح تجربة فريق الديوانية للنساء من ذوي الإعاقة نافذة على خطاب التمكين الحقيقي، لا ذلك المشغول بالشعارات، بل ذاك الذي يخترق قيود النقل والصورة النمطية المجتمعية، ويروّض نظرة عشائرية ترى في خروج المرأة للرياضة تحدياً لمفهوم الشرف، لا تعبيراً عن حقّ مكتسب.
وتتزامن هذه التحركات الرياضية النسوية مع سياق إقليمي أوسع يعيد النقاش حول المساحة المتاحة للمرأة في المجال العام، خصوصاً بعد إلغاء مشاركة النساء في ماراثون البصرة العام الماضي لأسباب “اجتماعية”، وهي سابقة أعادت إنتاج الصراع القديم بين القيم المحافظة وحق النساء في التمثيل والمنافسة.
وتبدو الرياضة هنا، في أعمق مستوياتها، مرآة لحال العقد الاجتماعي العراقي. ففي ظل غياب سياسات الإدماج الفاعلة، وضعف البنية التحتية، وتآكل الثقة بالمؤسسات، تنبثق حكايات البطولة من تحت الأنقاض. وهي بذلك ليست مجرد صراع في حلبة، بل فعل مقاومة ناعم، يراكم شرعية جديدة للمرأة، ولمفهوم مختلف للوطن.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts