تمثيل ضعيف وحوار سطحي.. هل استحق فوي! فوي! فوي! الترشّح للأوسكار؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أصداء نقدية إيجابية، شعبية هائلة، إيرادات عالية، وتَرشُّح للمنافسة على الانضمام لقائمة الأفلام القصيرة المُنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية، كان ذلك بعضا مما استطاع الفيلم المصري "فوي! فوي! فوي!" (Voy! Voy! Voy!) تحقيقه بمجرد طرحه.
وبجانب الأصداء الإيجابية، احتل العمل صدارة شباك التذاكر، مُحققا حتى الآن 18.
فيلم "فوي! فوي! فوي!" من بطولة محمد فراج، ونيللي كريم، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، ومحمد عبد العظيم، وحنان يوسف، وإنتاج محمد حفظي، وتأليف وإخراج عمر هلال في أول تجربة روائية طويلة بعد سنوات من العمل بمجال الإعلانات.
ينتمي العمل لفئة الكوميديا السوداء، تدور أحداثه حول حسن الذي يحلم بالهجرة إلى البلاد البعيدة بحثا عن فرصة أخيرة للحياة الآدمية، لكن جميع السُبل تنتهي بالفشل في حين يظل الفقر ينهشه هو ومَن في مُحيطه إلى أن يلوح له أمل ملتوٍ وغير شريف، حين يكتشف فريق كرة للمكفوفين على بُعد خطوة واحدة من التأهل إلى اللحاق برَكب بطولة كأس العالم في بولندا، فيُقرر التظاهر بفقدان البصر والانضمام للفريق، وما أن يصبح على بُعد خطوات صغيرة من هدفه حتى ينكشف أمره وتزداد الأمور تعقيدا.
لغط واتهاماترغم الإشادات النقدية وافتتان غالبية المشاهدين بالعمل، فقد حظى ببعض المشاكل والتعقيدات بعضها سبق عرضه من الأساس وتحديدا خلال العمل على الفيلم، حيث طالت عمر هلال اتهامات بالسرقة قدمها الصحفي محمود شوقي مُشيرا إلى قيام هلال بسرقة ما جاء بكتابه "المكفوفون والكرة.. حكاية حب من وراء الستار" الذي صدر في 2021 وتمحور حول قصة الشباب الذين ادّعوا أنهم مكفوفون في سبيل السفر إلى هولندا، وتحويله إلى فيلم.
وهو ما رد هلال عليه مؤكدا أنه استوحى الفكرة بالفعل ولكن من تحقيق صحفي نُشر في 2015 ولا يتذكر صاحبه، وقد تناول المقال فريق كرة الجرس للمكفوفين الذي سافر إلى بولندا للمشاركة في إحدى البطولات الدولية، غير أن اللاعبين هربوا قبل المباريات ولم يعودوا إلى مصر وسرعان ما اتضح أن جميعهم مبصرون.
واستطرد هلال موضحا أن عمل حبكة كاملة وبناء سرد درامي اعتمادا على "مانشيت" أو فكرة كتاب أمر شبه مستحيل، فقصة الفيلم السينمائي مليئة بالتفاصيل والخطوط الدرامية، والأهم أن هناك فارقا كبيرا بين القصة المستوحاة من حدث حقيقي والعمل الوثائقي. ومع ذلك وفي محاولة لحل الأزمة وديا قرر كتابة "مستوحى من أحداث حقيقية" وتوجيه الشكر لمحمود شوقي على التتر (لوحات المقدمة التي تسبق الفيلم).
سر الحفاوةحفاوة ضخمة كانت من نصيب فيلم "فوي فوي فوي!"، ومع محاولة تتبع الإيجابيات والسلبيات يسهل اكتشاف أن الأداء التمثيلي هو أقل العناصر الفعالة بالعمل، حيث كانت الشخصيات سطحية ودون أبعاد ذات قيمة، أما الشخصية التي لعبتها نيللي كريم فبدت أشبه بوجود أنثوي مُقحم بلا تأثير حقيقي أو تمثيل ممتع من صاحبته، كما جاء الحوار ضعيفا والسرد الدرامي ليس بأفضل حالاته.
ومع ذلك أحب المشاهدون العمل! تلك المحبة لم يكن سببها الأبطال أو أسماء النجوم وإنما الحبكة نفسها، القصة هنا هي البطل الحقيقي، حلم الهجرة، الفرصة الأخيرة للنجاة، الأبطال المهمشون، ورغم كثرة الأعمال التي تناولت فكرة الهجرة غير المشروعة، أتي هذا العمل مختلفا وطازجا.
بداية من اللحظة الزمنية التي اختارها المؤلف للحدث، أن تدور الحكاية في 2013، تلك الفترة الزمنية الفارقة بتاريخ مصر وشعبها، حالة اليأس العارمة التي ملأت الفضاء والشكوى الجماعية بعد ارتفاع الأمل لسقف لم يحلم به أحد من قبل ثم سقوطه طيرا ذبيحا.
وانتماء الأبطال إلى فئات متنوعة بين شباب ينتمون للطبقات المتوسطة الأقرب إلى الفقيرة لا يحلمون إلا بالزواج والكفاف والارتقاء ولو درجة واحدة لأعلى وهو ما استكثرته عليهم الحياة. وهناك أيضا كبار السن الذين قاربوا سن المعاش ومع ذلك لا يزالون قابعين في أسفل الدرك الاجتماعي والمادي وإن كانوا يبذلون كل ما يملكونه من مجهود بدني ونفسي لتحسين ظروفهم.
وأخيرا نهاية العمل نفسه التي اختلف المشاهدون في تأويلها، فمن إحدى الزوايا يبدو أن الأبطال قد نجحوا بتحقيق ما حلموا به وحلّقوا مبتعدين عن حافة الهاوية المظلمة التي كادت أن تبتلعهم، نحو النور والعالم المفتوح على كل الاحتمالات.
لكن، من زاوية أخرى وهي التي أعلن المخرج تبنيها، فإن الأبطال ورغم تحقيق مسعاهم إلا أنهم لم يستطيعوا الارتقاء، هم فقط ذهبوا إلى النصف الآخر من العالم حيث الكثير من الهواء النقي والأشجار والنور وربما الحرية ثم ظلوا كما كانوا في أوطانهم يعملون بوظائف دنيوية بل إن بعضها شديد الإهانة، فهل كان الأمر يستحق تكبل ثمن الاغتراب الأبدي؟
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جوارديولا يقلل من تأثير الفوز على ريال مدريد: “ما زلنا بعيدين عن لقب الأبطال”
رغم الانتصار الثمين الذي حققه مانشستر سيتي على ريال مدريد بنتيجة 2-1 في الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا، شدد المدير الفني بيب جوارديولا على أن هذا الفوز لا يغيّر شيئًا في حظوظ فريقه للتتويج بالبطولة هذا الموسم، مؤكدًا أن الطريق لا يزال طويلًا وشاقًا.
وأكد جوارديولا، في تصريحات نقلتها شبكة "سكاي سبورتس"، أن السيتي لم يصل بعد إلى المستوى الذي يؤهله للمنافسة الجدية على اللقب الأوروبي، رغم الأداء القوي الذي قدمه الفريق أمام حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة.
وقال المدرب الإسباني: "الفوز على ريال مدريد نتيجة ممتازة، لكنها لا تعني أننا أصبحنا قريبين من اللقب. ما زلنا بعيدين عن الفوز بدوري الأبطال، وما زال علينا تقديم المزيد." وأضاف: "المنافسة تحتاج إلى ثبات في المستوى وقدرة على حسم التفاصيل الصغيرة، وهذا ما نعمل عليه."
فوز مهم… لكن ليس حاسمًاوأشار جوارديولا إلى أن الانتصار في دور المجموعات لا يمكن اعتباره معيارًا للحكم على مستقبل الفريق في الأدوار الإقصائية، موضحًا: "ريال مدريد لا يزال أحد أقوى المرشحين، ونحن نعرف جيدًا أنه فريق يتغير مستواه تمامًا عندما يدخل مراحل خروج المغلوب."
ورغم الأداء الجيد للسيتي في المباراة، يرى جوارديولا أن الفريق لم يصل بعد إلى مرحلة الجاهزية الكاملة، خصوصًا على المستوى الذهني.
وأضاف: "لكي تفوز بالأبطال تحتاج إلى 90 دقيقة من التركيز كل مباراة، بل أحيانًا 120 دقيقة. لا يمكنك أن تهدأ ثانية واحدة، وهذا الأمر ما زلنا نبحث عن استمراريته."
وأشار المدرب الإسباني إلى أن الفريق بحاجة إلى تطوير بعض الجوانب الدفاعية والهجومية، مؤكدًا أن الفوز الأخير يجب ألا يخلق شعورًا مبالغًا فيه بالثقة. وقال: "لدينا أخطاء واضحة يجب إصلاحها. إذا أردنا التقدم في البطولة، يجب أن نكون أكثر صلابة وأكثر هدوءًا تحت الضغط."
كما تحدث جوارديولا عن كثافة المباريات المحلية وتحدياتها، مؤكدًا أن الإرهاق يؤثر على بعض اللاعبين، وأن الفريق بحاجة إلى إدارة دقيقة للجهود خلال الفترة المقبلة من أجل البقاء في المنافسة على كل الجبهات.