بق الفراش: علاقات جنسية غريبة مسؤولة عن تكاثره السريع
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 2 دقائق
من لم يسمع هذه الأيام بتفشي بق الفراش في فرنسا؟ أمور كثيرة قيلت عن الظاهرة، من بينها معلومات تم تضخيمها في إطار ما يُمكن اعتباره "فقاعة إعلامية". لكن، هل تعرف طرق تكاثر الحشرة التي تضمن لها انتشارا ناجعا؟ منذ عقود، اكتشف الباحثون تلك الطُرق "العنيفة" التي حيّرتهم.
لطالما رافق بق الفراش الإنسان أينما حل وارتحل، ومنذ القدم. إذ وُجدت آثار للحشرة في قبور المصريين القدامى وتحدث عنها الفلاسفة الإغريق كأرسطو. واستفاد بق الفراش من العولمة في عصرنا هذا لينتقل بسهولة بين الدول مع حركة المسافرين بالخصوص. وأكدت دراسة جينية عام 2019 بأن الحشرة ظهرت قبل 115 مليون سنة على الأقل. وبذلك فإنها عايشت الديناصورات.
فكيف يُفسر صمود الحشرة ونجاحها التطوري؟ لمعرفة ذلك، درس الباحثون منذ عقود طرق تكاثر بق الفراش. من بين الرواد في هذا المجال، الباحث الفرنسي الراحل جاك كاريون في سبعينيات القرن الماضي. لقد كان من بين الأوائل الذي وصف علاقات الحشرة الجنسية والتي قد توصف بالعنيفة.
إذا توافرت الظروف المواتية، يقيم بق الفراش أكثر من 200 علاقة جنسية في اليوم الواحد. ولذكر الحشرة عضو تناسلي على شكل قرن مُدبب يستعمله كمثقاب أو كحاقن يزرعه مباشرة في جسم أقرانه. الهدف : إحداث ثقب في قوقعة أو صدفة الشريك الجنسي من أجل ضخ سائله المنوي. ولأن بق الفراش متسرع ربما أو قصير النظر، فإنه يثقب جسم شريكه أينما كان : في الرأس، في الظهر، في الأطراف وحتى مباشرة في القلب. ويخلف الأمر جروحا غائرة لدى الشريك الجنسي تؤدي أحيانا إلى وفاته.
أما كمية السائل المنوي الذي يضخه بق الفراش، فإذا ما قارناها بحجمنا نحن، فتلك الكمية تعادل ثلاثين لترا. وبسبب قصر نظره أيضا وعدم تمييزه لما حوله، فإن علاقات بق الفراش الجنسية لا تفرق بين الأنثى والذكر. إذ تُقدر نسبة علاقاته المثلية بخمسين في المائة تقريبا، وعلاقاته مع الإناث بثلاثين في المائة، أما العشرون في المائة المتبقية فهي علاقات جنسية مع حشرات مختلفة عنه، ربما لأنه يُخطئ عند مهاجمتها جنسيا. وتبقى تلك فرضية فقط إذ لا يعرف السبب الحقيقي وراء ذلك.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: جوائز نوبل ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج علوم جنس حيوانات بق الفراش
إقرأ أيضاً:
دراسة: 47% من الأوروبيين يشترون المنتجات المجمدة للحد من هدر الطعام
بالإضافة إلى توفير الوقت والمال، يمكن للأطعمة المجمدة أن تساهم في نظام غذائي أكثر استدامة. اعلان
تلعب الاستدامة دورًا أكبر في كيفية تسوق الناس، ولكن هل يؤثر ذلك على ما يشترونه في أقسام الأطعمة المجمدة في المحلات التجارية؟
يشير استطلاع جديد أجرته أكبر شركة للأغذية المجمدة في أوروبا إلى أن الإجابة بنعم. ما يقرب من نصف المستهلكين الأوروبيين (47 في المائة) يختارون المنتجات الغذائية المجمدة للحد من هدر الطعام، وفقًا لشركة نوماد فودز المالكة لعلامات بيردز آي وفيندس وغيرها من العلامات التجارية المختصة في المنتجات المنزلية.
يتم إنتاج ما يقرب من 59 مليون طن من نفايات الطعام سنويًا في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لمنظمة المستهلك الأوروبي. لذلك وعلى حد تعبير أحد عمالقة المتاجر الكبرى في المملكة المتحدة فإن كل خطوة تساعد ولو كانت صغيرة.
ولكن ما هو الفرق الذي يحدثه شراء الأغذية المجمدة بالضبط، وما هي الدول التي تتبناها؟
Relatedقوانين أوروبية جديدة للحد من النفايات.. الغذاء والموضة السريعة أول المستهدفينشاهد: صحراء تشيلي تتحول إلى مركز لنفايات "الموضة السريعة"كيف يساعد الطعام المجمد في تقليل الهدر؟من الواضح حقًا - أن تجميد الطعام يحفظه لفترة أطول، مما يعني أن هناك حاجة إلى التخلص منه وشراء كميات أقل.
عندما تجد مخلّفات الطعام طريقها إلى مكب النفايات، فإن الخسارة ليست فقط في الطعام نفسه، بل هناك أيضا إهدار في الموارد المستخدمة في الإنتاج والنقل، بما في ذلك الوقود والمياه والأرض والعمالة والأسمدة والتغليف.
وعندما يتحلل الطعام في مدافن النفايات، فإنه ينتج غاز الميثان - وهو غاز دفيئ قوي.
يقول Ben Ashmore، رئيس الشؤون الخارجية في مؤسسة FareShare، وهي مؤسسة خيرية تعمل في قطاع الأغذية للمساعدة في تحديد فائض الطعام وإعادة توزيعه: "في عامي 2021 و2022، تسببت مخلفات الطعام في انبعاث حوالي 18 مليون طن من الغازات الدفيئة في المملكة المتحدة".
"من خلال إعادة توزيع فائض الطعام على الناس، وجعله يدوم لفترة أطول من خلال التجميد، يمكننا المساعدة في الحد من إهدار الطعام والانبعاثات المرتبطة به، مع مساعدة المحتاجين."
Relatedللتشجيع على فصل النفايات والترويج لإعادة التدوير.. بيزييه الفرنسية تستخدم صور بوتين وخامنئي وكيمأولمبياد باريس 2024: قفزة نحو الاستدامة مع إعادة تدوير البنية التحتية والطاقة المتجددةلمواجهة التلوث الناجم عن صناعة المنسوجات.. السويد تطور ابتكارات لإعادة تدوير الألبسةالدنمارك: مكافآت مالية مقابل إيداع أكواب القهوة في آلات إعادة التدوير.. هل تستمر التجربة وتنتشر؟تحديات إعادة التدوير في أوروبا: أية حلول لأكوام شاشات الهواتف المحمولة وأعقاب السجائر؟ثمة عدة أسباب تجعل الناس يعتمدون بشكل أكبر على المجمدات، لكن تقرير "المجمدات تحت المجهر" لشركة Nomad Foods يشير إلى أن الاستدامة كانت العامل البارز في تلك الأسباب.
يقول ستيفان ديشيمايكر، الرئيس التنفيذي للشركة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها: "لم يعد قسم الأطعمة المجمدة في الثلاجة المجمد مجرد مكان لتخزين الطعام، بل أصبح حجر الزاوية في أسلوب حياة أكثر كفاءة واستدامة وتغذية".
توجد بريطانيا في صدارة الدول التي تبذل جهودا لمكافحة هدر الطعام، وفقًا للدراسة الجديدة متعددة الأسواق التي شملت 7,500 شخص بالغ. وأظهرات النتائج أن حوالي 60 في المائة من البريطانيين يفضلون شراء الطعام المجمد لأنه يقلل من هدر الطعام.
يليهم 50 في المائة في إيطاليا، و49 في المائة في فرنسا، و43 في المائة في السويد، و44 في المائة في ألمانيا.
وتدرك نسبة أقل من المستهلكين، ولكنها لا تزال كبيرة، قدرة الأغذية المجمدة على المساهمة في سلاسل غذائية أكثر استدامة. ويتفق على هذا 15 في المائة من المواطنين فيالسويد، و7 في المائة في إيطاليا، و9 في المائة في المملكة المتحدة، و8 في المائة في ألمانيا، و7 في المائة في فرنسا.
يقول ديفيد بيتيت، رئيس قسم الاستدامة في شركة نوماد فودز: "يزداد وعي المستهلكين الأوروبيين بالصلة بين هدر الطعام والاستدامة". "إن تجميد الطعام لا يتعلق فقط بالراحة؛ بل هو أداة قوية للحفاظ على الطعام طازجا، وتعظيم الموارد، وبناء نظام غذائي أكثر استدامة."
Relatedإسبانيا تقر قانونا لمكافحة هدر الطعام في المتاجر والمطاعمشاهد: ما الذي يمكن أن تفعله الفنادق والمطاعم للحد من هدر الطعام؟محاولات للتصدي لظاهرة هدر الطعام في السعودية استطلاع: البريطانيون حائرون أمام مصطلحات الاستدامة على المنتجات ويتجنّبون قراءتها لمكافحة هدر الطعام.. المطاعم الإسبانية مطالبة بتقديم علب "دوغي باغ" مجانا لزبائنها هل لحوم الأبقار التي تتغذى على العشب أكثر استدامة بيئيًا؟ دراسة جديدة تكشف الإجابةتقليل استهلاك الطاقة في المجمداتيجري البحث أيضًا في جعل قسم الطعام المجمد في الثلاجة مكانًا أكثر صداقة للبيئة، نظرًا للاستخدام الكبير للطاقة والانبعاثات المرتبطة بالأجهزة التي تعمل دائمًا.
يهدف تحالف يطلق على نفسه اسم "الانتقال إلى -15 درجة مئوية تحت الصفر" الذي أُطلق في عام 2023 في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين إلى إحداث فرق في سلاسل توريد الأغذية من خلال "إعادة ضبط معايير درجة حرارة الأغذية المجمدة".
يضم التحالف أسماء كبيرة، مثل شركة الشحن العملاقة ميرسك ومحلات السوبر ماركت أيسلندا وموريسونز، ويتحدى التحالف الحكمة المتعارف عليها بأن درجة حرارة المجمد الصحيحة هي -18 درجة مئوية.
فقد أظهرت الدراسات فعالية درجة حرارة -15 درجة مئوية تحت الصفر إذ أنها قد تحقق وفرة كبيرة في الطاقة.
وقد وجدت دراسة حديثة أجراها مركز أبحاث الأغذية والمشروبات Campden BRI، وهو مركز أبحاث للأغذية والمشروبات، وشركة Nomad Foods أن زيادة 3 درجات مئوية في درجات حرارة تخزين الأغذية المجمدة يمكن أن تقلل من استهلاك الطاقة في المجمد بنسبة 10 في المائة، دون أن تحدث تغييرا كبيرا في معظم المنتجات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة