تعددت وتنوعت أوجه العمل المجتمعي في اليمن في ظل المسيرة القرآنية المباركة، وكان للقبيلة دور بارز في هذا المجال، خاصة في دعم التعليم والإغاثة،  ويعود الفضل في تفعيل هذا الدور جزئيًا إلى التوجيهات المتكررة من قيادة المسيرة القرآنية، ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، والتي حفّزت المجتمع على العمل التكاملي والإحسان وقد تم توثيق هذه الأدوار من خلال عدة تقارير ميدانية صادرة عن منظمات مجتمعية ومؤسسات حكومية، إلى جانب الخطابات والتقارير الإعلامية الرسمية.

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على مبادرات القبائل اليمنية في مجال التعليم والإغاثة، وتوثيق جهودها المتنوعة، التي غالبًا ما انطلقت من شعور بالمسؤولية الدينية والوطنية، وانسجامًا مع التوجيهات الإيمانية للمسيرة القرآنية، بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله  الذي أكّد في خطاباته على أهمية بناء الإنسان علميًا وأخلاقيًا، وضرورة الإسهام المجتمعي في التخفيف من معاناة المواطنين.

وتكمن أهمية هذا التقرير في أنه لا يكتفي برصد المبادرات القبلية كأنشطة عشوائية، بل يُبرز كيف أصبحت القبيلة فاعلًا تنمويًا وإنسانيًا قادرًا على المبادرة والتأثير، في ظل تعثر مؤسسات الدولة في بعض المناطق، التي لن تكون قادرة على القيام بمهام النهوض التعليمي والتنموي وحدها في الوقت الراهن ، كما يُظهر التقرير أن القبيلة يمكن أن تكون شريكًا حقيقيًا في بناء الدولة، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتحقيق الاكتفاء المحلي، إذا ما تم تمكينها وتأطير دورها ضمن رؤية وطنية جامعة تستلهم من القيم القرآنية وتوجيهات القيادة الحكيمة.

مبادرات القبيلة في دعم التعليم

إنشاء وتمويل المدارس : حيث تم توثيق مساهمات القبائل في بناء وترميم المدارس من خلال تقارير ميدانية صادرة عن وزارة التربية والتعليم في صنعاء، إضافة إلى تقارير مكاتب التربية في محافظات مثل صعدة وحجة والمحويت.
( وزارة التربية والتعليم – تقرير الأداء السنوي 2023، صعدة)

دعم الطلاب والمعلمين من خلال المبادرات القبلية في توفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والمعلمين ورد ذكرها في تقارير مؤسسة بنيان التنموية ومؤسسة الشهيد الصماد التنموية، إضافة إلى تغطيات إعلامية على قناة المسيرة.

تعليم الكبار ومحو الأمية حيث وثّقت الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار في تقريرها الصادر في العام 2022 وجود مبادرات أهلية ومجتمعية، غالبًا تقودها القبائل، خاصة في المناطق الريفية.

جهود القبائل في مجال الإغاثة

استجابة للكوارث والنزوح : حيث  وثّقت منظمات كـاليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي (WFP) مشاركة اللجان المجتمعية – التي تتكوّن من وجهاء وشيوخ قبائل – في توزيع المساعدات للنازحين.

دعم القوافل الغذائية والطبية من خلال تغطيات إعلامية متكررة أشارت إلى مساهمات القبائل في تجهيز القوافل الغذائية والطبية دعمًا للمرابطين والمحتاجين، وتم توثيقها عبر تقارير إخبارية عن القوافل في العام 2023 على قناة المسيرة

الأبعاد الاجتماعية

تعزيز التضامن الاجتماعي حيث  أسهمت المبادرات القبلية في تعزيز روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، مما ساهم في استقرار بعض المناطق.

كذلك  برزت بوادر إيجابية لدور المرأة في بعض القبائل من خلال مشاركتها في حملات التعليم والإغاثة.

نمو الوعي المجتمعي حيث ساعدت هذه المبادرات على رفع وعي الأفراد بأهمية التعليم والعمل الإنساني، وكسر بعض القيود التقليدية.

الأبعاد الاقتصادية

تخفيف الأعباء على الدولة من خلال توفير التعليم والخدمات الأساسية، خففت القبائل العبء عن الجهات الرسمية، كذلك وفرت المبادرات القبلية وظائف مؤقتة للمعلمين والعمال في مشاريع البناء والإغاثة ، وساهمت تحريك الاقتصاد المحلي من خلال دعم الأسواق المحلية بشراء المواد والمستلزمات من التجار المحليين ضمن مبادرات الدعم ، كذلك مبادرات دعم الأسواق المحلية وخلق فرص عمل التي أشارت إليها تقارير التنمية المجتمعية الخاصة بـالهيئة العامة للاستثمار،  ومبادرات مؤسسة بنيان ضمن جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي.

الأبعاد السياسية

تعزيز دور القيادات القبلية في تحقيق التنمية والتعليم، حيث عززت القبائل من مكانة شيوخها كقادة مجتمعيين لا يقتصر دورهم على الوساطة والنزاعات.

كما عملت بعض القبائل على تغطية دور الدولة في تقديم الخدمات، مما قلل من الاعتماد على الحكومة المركزية وأبرز إمكانية اللامركزية المجتمعية.

دور الوساطة السياسية والإنسانية حيث استخدمت بعض القبائل موقعها للمساهمة في وقف النزاعات المحلية،

دور قيادة المسيرة القرآنية في دعم التعليم والإغاثة

توجيه الخطاب نحو بناء الإنسان : حرص السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – في خطاباته ومحاضراته على ترسيخ أهمية العلم والتعليم كركيزة أساسية في المشروع القرآني، مشددًا على أن بناء الإنسان الواعي والمثقف هو حجر الأساس في بناء الدولة والمجتمع.

تعبئة المجتمع نحو العمل الخيري والإغاثي : بفضل التوجيهات المتواصلة من قيادة المسيرة القرآنية ، نشطت القبائل والمكونات المجتمعية في تنظيم حملات إغاثة موسمية مثل “حملة إعصار اليمن”، لدعم المحتاجين والنازحين والمشاركة الواسعة في تجهيز القوافل الغذائية دعماً للمرابطين في الجبهات والمحتاجين في القرى والمدن وكذلك إنشاء لجان مجتمعية في المناطق للإشراف على توزيع المساعدات ومتابعة الأوضاع الإنسانية.

دعم المبادرات التعليمية والمجتمعية : تشجيع إقامة المدارس الصيفية القرآنية، والتي أسهمت في تنمية الوعي الديني والثقافي لدى الشباب ، وكذلك تقديم التوجيهات لرعاية المتفوقين علميًا، والدعوة إلى توفير بيئة تعليمية قائمة على القيم والأخلاق ، والتأكيد على أن طلب العلم فريضة، وأن مقاومة الجهل جزء من معركة التحرر والاستقلال.

تعزيز الروح الوطنية والهوية الإيمانية من خلال خطابات السيد القائد، حيث تم تحفيز القبائل على تبنّي مسؤولياتها الاجتماعية، وربط ذلك بالهوية الإيمانية والانتماء الوطني، وهو ما شكّل دافعًا كبيرًا لمبادرات التعليم والإغاثة في مختلف المناطق، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية.

خاتمة :

لقد برزت القبيلة اليمنية كلاعب محوري في دعم التعليم والإغاثة، وازدادت فاعليتها ووعيها بدورها بفضل التوجيهات القرآنية الصادقة التي رسّخها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله والتي أكدت أن العمل من أجل خدمة الناس وتعليمهم وتخفيف معاناتهم هو من أعظم أوجه الجهاد في سبيل الله،  إن استثمار هذا الدور المجتمعي الكبير وتعزيزه ضمن إطار الدولة والمجتمع من شأنه أن يسهم في بناء يمن قوي ومستقل، قائم على الإيمان والعلم والتكافل.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: عبد الملک بدر الدین الحوثی المسیرة القرآنیة فی دعم التعلیم السید القائد یحفظه الله من خلال فی بناء

إقرأ أيضاً:

شاهر والخليفي.. تفوق الإدارة اليمنية

 

 

تواجد الكوادر اليمنية ضمن الاتحادات الرياضية العربية والإقليمية والآسيوية والدولية، لا يعد فقط مكسبا للرياضة اليمنية؛ بل وتفوق يبين أن اليمن تمتلك كوادر تستطيع أن تكون ليس فقط حاضرة ضمن اللجان؛ بل في رئاستها أيضا.
قبل أسابيع، فاز المهندس نعمان شاهر برئاسة الاتحاد العربي للجودو مجددا، وتجديد الثقة في شخصه، دليل على نجاح سابق له أثناء قيادته للاتحاد العربي خلال الدورة الماضية.
خلال الشهر الماضي، فاز الأستاذ ناصر الخليفي- نائب رئيس اللجنة الأولمبية اليمنية- وكيل وزارة الشباب والرياضة، برئاسة الاتحاد العربي للرياضات المائية، وهو إنجاز كبير على الصعيد الشخصي للخليفي، وعلى الصعيد الرياضي لليمن.
تواجد القيادات اليمنية في رئاسة الاتحادات الخارجية مهم، ولكن الأهم منه هو انعكاس ذلك التواجد على الرياضة داخل اليمن.
لا ينبغي أن يبقى التواجد على المستوى الشخصي، فمن فاز بأي منصب خارجي، هو ترشح باسم اليمن، ولو لا ذلك ما وصل لتلك المناصب.
رياضة الجودو في بلادنا هي من الألعاب التي حققت حضورا مميزا خارجيا، وتواجدها أسهم في رفع العلم الوطني خلال كثير من المسابقات التي صعد فيها رياضيونا لمنصات التتويج.
الرياضات المائية من الألعاب المشوقة، وأيضا تتداخل مع ألعاب رياضية تستعمل فيها الكرة لفريقين، إضافة لمسابقات الجماز المائي، وغيرها من الأنواع التي تجعل لها جماهير تتابعها.
بلادنا تشتهر بطول ساحلها، ولهذا فإن البحر يمثل مساحة واسعة لممارسة الرياضات المائية.
نتمنى التوفيق للخليفي وشاهر لما فيه تطور الرياضتين على المستوى الوطني والعربي، وإشراك اليمنيين في مختلف لجان الاتحادين

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي ومحافظ دمياط ورئيس جامعة دمياط يفتتحان عددًا من المشروعات التعليمية
  • العودة للتفاعل الحقيقي.. كيف ننقذ أبناءنا من العزلة الرقمية؟ «فيديو»
  • شاهر والخليفي.. تفوق الإدارة اليمنية
  • الحماية الاجتماعية بـ«الجبهة الوطنية»: خطة شاملة بأفكار لتعزيز العدالة الاجتماعية والتمكين الاقتصادي
  • «التحالف الإسلامي» يؤكد أهمية دور المؤسسات التعليمية والدينية في التصدي لخطر الانجراف خلف الفكر المتطرف
  • تكتل الأحزاب اليمنية يحذّر: انهيار اقتصادي وانتهاكات أمنية تهدد هيبة الدولة
  • بناءً على إشارة قضائية.. أمن الدولة يوقف أصحاب صالات مراهنات في قضية BetArabia
  • هل تدفع حرب إيران وإسرائيل سوريا إلى بناء عقيدة دفاعية ذكية؟
  • من الثورة إلى الرعاية.. كيف غيرت 30 يونيو خريطة الحماية الاجتماعية في مصر؟