لميس الحديدي: حصيلة قتلى الإسرائيليين الأكثر منذ خمسين عاما
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
قالت الإعلامية لميس الحديدي إنه لليوم الثاني من عملية طوفان الأقصى المباغته التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، وانقضت خلالها برًا وبحرًا وجوا، وأردت 700 قتيلًا في إسرائيل، وأكثر من 100 أسير وفقًا للمصادر الاسرائيلية الرسمية، مؤكدة أنها الحصيلة الأكبر منذ خمسين عامًا منذ حرب أكتوبر، مما دفع تل ابيب لاعلان حالة الحرب رسميًا.
وأضافت "الحديدي"، خلال تقديمها برنامج "كلمة أخيرة "، المذاع على قناة ON أن الشهداء الفلسطينيين بلغت أعداهم 412 شهيدًا، حيث قامت سلطات الاحتلال بقصف قطاع غزة بالطائرات والصواريخ، قصفًا مبرحًا منذ الأمس مستهدفة ابراجًا ومنازل سكنيه.
المساعدات الأمريكية تقترب من إسرائيلوعلقت الحديدي على المساعدات الأمريكية التي تقترب من إسرائيل من طائرات عسكرية ومعدات وحاملة طائرات قائلة:"مساعدات في الطريقة، وأنا مش عارفة ليه المعدات والطائرات اللي رايحة، وحاملة طائرة.. وأنا الصراحة مش فاهمه ليه كل الدعم ده ؟ هي إسرائيل محتاجة لدعم عسكري أكتر من كده إيه؟ ماحنا عارفين أن واشنطن طول الوقت بتبقي إسرائيل متفوقة عسكريًا وتقنيًا دائمًا".
تصدير المظلومية في الصحف العالميةوانتقدت الإعلامية تناول الصحف العالمية لعملية طوفان الأقصى، ومحاولة إظهار إسرائيل بالضحية، وتصدير المظلومية إلا قليل منها، متجاهلة الشعب الفلسطيني الأعزل تحت القصف الإسرائيلي منذ الأمس وسط أوضاع إنسانية باتت أكثر صعوبة مع اقتراب نفاذ الغذاء والدواء والمؤن مع إحكام الحصار على القطاع وسط انقطاع المياه والكهرباء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإعلامية لميس الحديدي عملية طوفان الأقصى المقاومة الفلسطينية اسرائيل المساعدات الامريكية الصحف العالمية
إقرأ أيضاً:
صمتُ الذكرى في زمن الحرب.. حين ينسى الحاضر رواد الأمس
يونيو 23, 2025آخر تحديث: يونيو 23, 2025
سعد محمد الكعبي
مضت الأيام القليلة الماضية حاملةً معها ذكرى عزيزة على قلب كل عراقي وعراقية، خاصة من ينتمون لمهنة المتاعب، عيد الصحافة العراقية, في الخامس عشر من حزيران من كل عام باعتبار ان هذا التأريخ هو الذي يُحيي ذكرى تأسيس أول صحيفة عراقية، الزوراء، كان يُفترض به أن يكون مناسبة للاحتفال بالفكر، والكلمة، ودور الصحافة في بناء الوعي. لكن للأسف، مرت هذه الذكرى بصمتٍ يكاد يكون مطبقًا، فلا احتفالات، ولا تكريم، ولا حتى إشارة تليق بمقامها.
السبب، كما هو الحال دائمًا في عراقنا، يعود إلى وطأة الظروف، فالحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل تلقي بظلالها الكثيفة على المشهد، لتغيب معها كل مظاهر البهجة والاحتفاء، وكأن قدر العراق أن يبقى رهينًا لصراعات لا تتوقف، حتى لتلك اللحظات التي تستدعي الفخر والاعتزاز.
لكن ما يؤلم أكثر من صمت الاحتفالات الرسمية، هو صمت الذاكرة الجماعية عن رواد الصحافة العراقية، أولئك الذين حملوا أمانة الكلمة في أوقات عصيبة، ولم يتوانوا عن أداء واجبهم حتى تحت قصف المدافع وطنين الصواريخ.
نتذكر جيدًا أيام عام 2003، حين كان العراق يئن تحت وطأة القصف العنيف. كانت مؤسساتنا الإعلامية، الإذاعة والتلفزيون، هدفًا مباشرًا للنيران. أجبرنا على النزوح، من مبنى إلى آخر، ومن موقع إلى آخر، في محاولة يائسة للاستمرار في إيصال الصوت والصورة للعالم ولشعبنا.
كان فندق المنصور ملجأنا الأول، ظننا أنه سيكون ملاذًا آمنًا لبعض الوقت، لكن سرعان ما طالته أيدي القصف، لم يكن أمامنا خيار سوى البحث عن مكان آخر، فانتقلنا إلى متنزه الزوراء، بين الأشجار والحدائق، علّنا نجد بعض الأمان والقدرة على العمل، لكن الأعين كانت ترصدنا، وسرعان ما انكشف موقعنا، ليصبح هدفًا آخر للنيران.
استمرت رحلة النزوح القاسية، لجأنا إلى أحد البيوت، وواصلنا عملنا وسط أجواء الخطر المستمر، كانت الصالحية تُقصف بوحشية، والأنباء تتوالى عن سقوط الضحايا، كل ذلك ونحن نُصر على أداء واجبنا، هيأت تحرير الاخبار، والاعلامين حاملين الكاميرات والميكروفونات بأيدي مرتعشة، وقلوب ثابتة. لم نكن نفكر في التكريم أو الشهرة، بل فقط في إيصال الحقيقة، ومواجهة الظلام بالضوء.
واليوم، نرى المشهد يتغير. الاحتفالات تُقام، والجوائز تُمنح، لكن لمن؟ للأجيال الجديدة من الصحفيين، الذين نبارك لهم مسيرتهم ونشد على أيديهم، ولكن هل يجوز أن يأتي هذا الاحتفاء على حساب نسيان رواد المهنة؟ نسيان من تحدوا الموت، وقدموا الغالي والنفيس، وتحملوا المشقة التي لا تُوصف لتبقى شعلة الصحافة متقدة في أحلك الظروف.
إن تكريم الصحفيين الرواد ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة للحفاظ على ذاكرة المهنة وقيمها الأصيلة. هو رسالة للأجيال القادمة بأن العطاء لا يُنسى، وأن التضحيات تُثمر، وأن الصحافة الحقيقية تبنى على أكتاف رجال ونساء آمنوا برسالتهم حتى الرمق الأخير.
لعل هذه الذكرى الصامتة تكون صرخة توقظ الضمائر، وتُعيد الحق لأصحابه. فالعراق اليوم بحاجة ماسة لروحه الأصيلة، وروحه الأصيلة تكمن في احترام تاريخه، وتقدير رجاله، وتذكر مناراته التي أضاءت الطريق في الظلمات.