جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-21@21:17:20 GMT

فرحة النصر

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

فرحة النصر

 

د. سالم عبدالله العامري

لم أكن أتوقع أو أحلم بأن أرى أو أعيش فرحة النصر التاريخي للمُقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني، النصر الذي أعزنا الله به ليغسل عن الأمة عار الهزيمة والذل الذي طال لعقود من الزمن، إذ لم نشعر بالنصر منذ 50 سنة في حرب 6 أكتوبر 1973.. فمُنذ صباح السبت الموافق 7 أكتوبر لعام 2023، تفاجأ العالم بهجمات أبطال القسام على غلاف غزة واقتحامهم للمستوطنات الإسرائيلية والتسلل عبر السياج  الأمني والجدار الفاصل ليعبروا الحدود باستخدام أساليب وخطط محكمة ودقيقة.

هذا المشهد التاريخي تابعه المؤمنون والمتعاطفون مع القضية الفلسطينية بفرحة عارمة شاهدوا من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي توالت عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة الأعمال البطولية التي وثقها الإعلام العسكري لكتائب القسام، وهم يقتحمون الحدود ويأسرون الجنود، ويجهزون على العدو، ويجرجرون جنود الصهاينة على الأرض، ويقصفون الطائرات، ويغنمون معدات وآليات الجيش الإسرائيلي الهارب من قواعده ومناطق الاشتباك، "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه"؛ فعرفوا حق المعرفة أنَّ الله وحده هو الغالب والقاهر؛ فآمنوا بأنَّ النصر من عند الله فثبتهم ونصرهم " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وأن الله هو القوي العزيز فأعزهم وأثابهم إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".  

تواترت الأنباء على شاشات التلفاز وفي مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، الجميع كان منبهرًا حقًا من هذه المشاهد التي يراها وكأنها حلم بعيد المنال، ولكنه كان واقعُ جميلُ اسمه طوفان الأقصى، أحيا في الأمة الإسلامية روح النصر والثبات والقوة والتمكين، بث في ضمائر اليائسين والمحبطين الذين أسرفوا على أنفسهم ذنوب الخيبة واليأس والخذلان والحسرة أن لا تقنطوا من رحمة الله "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".

وعلى النقيض تمامًا، وفي الوقت الذي شاهد فيه أحرار العالم والمؤمنون بحقوق الشعب الفلسطيني هذه المشاهد المفعمة بمظاهر النصر والعزة والكرامة تلقى اليهود والموالون لهم في كل أصقاع العالم صدمة كبيرة وذهولاً غير مسبوق وخيبات وحسرات جراء ما لقوه وشاهدوه من قتل وأسر وتشريد وهروب إلى ملاجئ الذل والعار والهزيمة، كان هذا الذهول بمثابة زلزال دمر كل ما تملكه إسرائيل من قوة وعتاد، ولطخ سمعة جيشها الذي يدعى بأنه لا يقهر، وما هي إلا ساعات قليلة حتى استباح الأحرار أبطال المقاومة الفلسطينية مساحات شاسعة من أرض العدو المحتل، وتوغل الأبطال برًا وبحرًا وجوًا في كل المستوطنات المتاخمة لغلاف غزة ينشرون الرعب والخوف في قلوب الجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح والعتاد والذي يصنف على أنه من أقوى جيوش العالم خصوصًا في مجال التقنية العسكرية، إلّا أن صبيحة يوم السبت 7 أكتوبر كشفت قناع الزيف والخداع عن وجه جيش إسرائيل الحقيقي، وإنه مجرد وهم مصنوع لإخافة المقاومة والأنظمة العربية والإسلامية.

إن هذا الطوفان الذي زلزل إسرائيل وضربها في مقتل هذه المرة يختلف تمامًا عن باقي العمليات العسكرية السابقة التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية،  لقد غير هذا الطوفان  معادلة الصراع وأحيا الأمل لدى الشعوب والجيوش العربية بالتحرير الكامل لأرض فلسطين، تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، والقبة الحديدية التي لا تخطئ، اهتزت ثقة المجتمع الإسرائيلي بجيشه، وقاداته، وأمنه، واستخباراته، عبرت الصحف الإسرائيلية عن خيبتها واستيائها لما جرى صبيحة اليوم الأسود كما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوعدًا حماس بالانتقام جراء ما ألحقته بإسرائيل وشعبها من ذل وعار، الشيء الذي أثار ردة فعل شعبية كبيرة تكشف عن حجم الكارثة والصدمة التي يعيشها الكيان الصهيوني جراء عملية طوفان الأقصى.

خلاصة القول.. نختم بما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لمقال بعنوان "إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة" للكاتب آري شبيت؛ إذ يقول: "يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى والجثث الفلسطينية لا يمكن السكوت عليها

تناولت صحف ومواقع عالمية تزايد القلق الحقوقي من انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين، وتطورات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تحذيرات من هشاشته في حين تواصل واشنطن ضغوطها لتثبيت الهدنة ومنع تجدد القتال.

فقد أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى الجثث المشوهة التي تعيدها إسرائيل لأسرى فلسطينيين بعد احتجازهم، وقد بدت عليها علامات تعذيب وتنكيل شديدين.

وقالت الصحيفة إنها امتنعت عن نشر صور تلك الجثث لبشاعتها، موضحة أن من بينها جثة لرجل قتل خنقا برباط حول عنقه، في حين تسلمت سلطات غزة 135 جثة مشوهة كانت محتجزة في مركز "سدي تيمان" العسكري بصحراء النقب.

وبحسب الصحيفة فإن منظمات حقوقية طالبت بتحقيق دولي في عمليات القتل الممنهجة داخل هذا المركز.

وفي سياق متصل، تناولت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ملف وقف إطلاق النار وعودة الرهائن الأحياء إلى إسرائيل.

وأشارت إلى أن ذلك لم يؤد إلى إنهاء القمع ومعاناة الفلسطينيين، بل عزز من قبضة الاحتلال على الضفة الغربية التي تخضع لسيطرة عسكرية مشددة، في حين تستمر حالة الفوضى والدمار في غزة.

وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإحباط أي إمكانية لظهور قيادة فلسطينية موحدة.

ولفتت إلى إن سكان غزة يعانون من غياب تام لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، بينما تتصاعد الانتهاكات في الضفة عبر الحواجز والاعتقالات وعنف المستوطنين بدعم أو تجاهل رسمي إسرائيلي.

أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فنشرت مقالا للباحث الإسرائيلي غيرشون باسكن -أحد المشاركين في جهود التهدئة- رأى فيه أن اتفاق وقف إطلاق النار "فرصة حقيقية للسلام" بفضل المتابعة الأميركية الدقيقة وسيطرة واشنطن على الوضع.

لكنه حذر من خطر انفجار وشيك في الضفة الغربية نتيجة تصاعد العنف والاحتقان الشعبي، رغم إشادته بدور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دعم التهدئة.

إعلان

وأوضح باسكن أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا ترفض إعادة جثث الرهائن المتبقية، لكن الظروف الميدانية تعيق تنفيذ ذلك.

وفي السياق الأميركي، تناولت صحيفة "واشنطن بوست" جهود الولايات المتحدة لتعزيز وقف إطلاق النار، مشيرة إلى لقاءات عقدها جايك سوليفان نائب الرئيس والمبعوثان ستيف كوك وجاريد كوشنر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ـالمطلوب للمحكمة الجنائية الدوليةـ لمتابعة تنفيذ بنود المرحلة التالية من الاتفاق.

ونقلت الصحيفة عن سكان في غزة تعبيرهم عن خشيتهم من انهيار الهدنة في أي لحظة، واصفين الوضع بأنه "معلق بخيط رفيع".

أما مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، فذكرت أن الهدنة في غزة ما تزال صامدة رغم الخروق المتكررة، بفضل الضغوط الأميركية وما وصفته بـ"مصلحة إسرائيل وحماس في استمرارها".

لكنها أشارت إلى أن الاشتباكات الأخيرة في رفح كشفت هشاشة الاتفاق وصعوبة تطبيق بند نزع سلاح حماس، في ظل تحفظات عربية على فكرة نشر قوة دولية لحفظ السلام؛ خشية صدامها مع الفلسطينيين.

وختمت المجلة بأن الهدوء الحالي لا يمكن وصفه بـ"سلام دائم"، بل هو سلام هش ينتظر ما ستسفر عنه المفاوضات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى والجثث الفلسطينية لا يمكن السكوت عليها
  • هيئة الأسرى الفلسطينية: أكثر من 9100 أسير فلسطيني يقبعون داخل معتقلات العدو الإسرائيلي
  • تقرير: 1.5 مليون شخص بغزة فقدوا منازلهم جراء الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: الجثة التي أعادتها حماس هي للضابط "طال حييمي"
  • الشهيد الغماري.. القائد الذي ترجم الإيمان سلاحًا والنصر وعدًا وواقعًا
  • "الخط الأصفر".. الحد الوهمي الذي تسخّره إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • سرايا القدس تنعى الشهيد محمود عبد الله الذي ارتقى بسجون الاحتلال
  • إبراهيم الرفاعي.. قائد العمليات المستحيلة وأسد سيناء الذي أرعب جنرالات إسرائيل
  • إصابة 3 جنود بجيش الاحتلال الإسرائيلي فى عملية بمدينة رفح الفلسطينية
  • صلاة الضحى.. اعرف الفوائد التي ستعود عليك بعد أدائها