سلطان الجابر: رئاسة COP28 حريصة على تعزيز الشراكات البنّاءة لدعم العمل المناخي
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
الرؤية المشتركة للدولتين الصديقتين تؤيد تطوير العمل المناخي تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة تعزيز آليات التمويل وحماية البشر والطبيعة وتحسين سبل العيش
أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف COP28 أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على تعزيز الشراكات البنّاءة والتعاون مع الشركاء الذين يتبنون الرؤى والأفكار نفسها، لدعم العمل المناخي بالتزامن مع تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للجميع.
جاء ذلك خلال لقائه أمس، جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا في العاصمة روما، حيث ناقشا سبل تحقيق نتائج ومخرجات مناخية طموحة في COP28 انطلاقاً من إعلان النوايا الإماراتي الإيطالي بشأن تعزيز التعاون في المؤتمر، والذي تم التوقيع عليه في مارس الماضي.
وفي بداية اللقاء، نقل إلى رئيسة وزراء إيطاليا تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، وتمنياتهما لإيطاليا حكومةً وشعباً بمزيد من التطور والنمو، مؤكداً عمق العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين.
وشدد على أهمية العمل الجماعي لتحقيق أهداف اتفاق باريس، بما يضمن الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، كما تناول النقاش ضرورة تنفيذ خطة عمل رئاسة COP28 للمساهمة في تسريع الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.
ورحب الدكتور سلطان الجابر بجهود رئيسة الوزراء الإيطالية الداعمة للعمل المناخي، خاصةً في مجال توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة بالتزامن مع خفض انبعاثات منظومة الطاقة الحالية، بما يتماشى مع دعوة رئاسة COP28 إلى زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة عالمياً ثلاث مرات بحلول عام 2030، وإزالة انبعاثات جميع مصادر الطاقة في الوقت نفسه.
وتناول النقاش خلال اللقاء أيضاً ضرورة التطوير العاجل لآليات التمويل العالمية وأهمية تعزيز تدابير التكيف والمرونة المناخية في جميع أنحاء العالم، من خلال تعزيز الاستثمارات في الأمن الغذائي والمائي والصحة، والحلول القائمة على الطبيعة، وحماية النظم البيئية الطبيعية.
وأكد سلطان الجابر التزام دولة الإمارات وإيطاليا بتعزيز العلاقات الثنائية، وأهمية التعاون القائم بين البلدين في إطار COP28 وجهودهما المشتركة في العمل المناخي، لمواجهة تحديات تغير المناخ وبناء مستقبل مستدام للجميع، مشيراً إلى قدرة البلدين على إحداث تأثير إيجابي بعيد المدى في الساحة العالمية.
كما ناقش الجانبان سبل تعزيز العمل المناخي العالمي لإعداد استجابة فعالة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، في ضوء أهمية نتائج الحصيلة في تحديد مسارات العمل المطلوبة لمعالجة التحديات وإيجاد حلول مؤثرة وفعالة عبر العمل الجماعي العالمي في مجال المناخ.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات سلطان الجابر كوب 28 جورجيا ميلوني العمل المناخی رئاسة COP28
إقرأ أيضاً:
الصين ترغب في تعزيز التواصل والترابط مع العالم
تشو شيوان **
الصين اليوم ليست مجرد لاعب دولي؛ بل مركز قوة عالمية يستدعي البحث في سبب ضرورة تعزيز الروابط معها، وبات من الواضح أن علاقات التعاون مع الصين تمنح العالم فوائد ملموسة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة للمجالات العلمية وعلوم الفضاء، وأيضًا في مجالات الطاقة تحديدًا الطاقة الخضراء وأنظمة الطاقة المستدامة.
في عالم يتسم بالاعتماد المتبادل بين الدول، أصبحت الصين شريكًا أساسيًا لا يمكن تجاهله على الساحة الدولية. بفضل نموها الاقتصادي المتسارع، وتقدمها التكنولوجي المذهل، ودورها المتعاظم في صنع السياسات العالمية، هنا نجد أن الصين تقدم فرصًا لا مثيل لها للدول التي تسعى إلى تعزيز تنميتها وضمان مصالحها الاستراتيجية، فالصين ليست مجرد قوة اقتصادية صاعدة؛ بل هي شريك متعدد الأبعاد، يقدم حلولًا مبتكرة للتحديات المشتركة التي تواجه البشرية.
الاقتصاد الصيني بات اقتصادًا ديناميكيًا يدعم النمو العالمي؛ إذ تُعد الصين محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي العالمي، حيث تسهم بنحو 30% من إجمالي النمو السنوي؛ مما يجعلها ركيزة أساسية للاستقرار المالي الدولي، كما إنها أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة حول العالم مما يعزز فرص التبادل التجاري والاستثماري عبر القارات، ولا تقتصر مساهمات الصين على التجارة فحسب، بل تمتد إلى الاستثمار في البنية التحتية من خلال مبادرات مثل "الحزام والطريق"، التي توفر تمويلًا وتقنية لدول نامية كثيرة، وقد ساعدت المبادرة دولًا وشعوبًا في تحسين مستوى حياتهم وتعزيز الاقتصاد والتنمية، إضافة إلى ذلك فإن السوق الصينية الضخمة، مع توسع طبقتها الوسطى، تُتيح فرصًا هائلة للشركات العالمية في قطاعات الاستهلاك والتكنولوجيا والخدمات لدخوله، ولهذا تتهافت الشركات العالمية للدخول للسوق الصيني مما يعزز النمو التجاري للعديد من هذه الشركات مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العالمي.
لقد أثبتت الصين أنها في طليعة الابتكار العالمي وقدت نفسها للعالم كرائدة في التكنولوجيا وحاضرة في قيادة المستقبل، حيث تتصدر مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، والطاقة المتجددة. وتعد شركاتها التكنولوجية العملاقة، مثل "هواوي" و"تينسنت" و"علي بابا"، منافسًا رئيسيًا في الأسواق العالمية؛ مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون التقني، كما إن استثمارات الصين الضخمة في البحث العلمي والتطوير جعلتها رائدة في مجالات مثل السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي، وبالنسبة للبلدان في جميع أنحاء العالم، وأيضًا لقد جلبت القدرة الإنتاجية الصينية للطاقة الخضراء زخما جديدا للتنمية. وقد نشرت وكالة "بلومبرج" مقالا يقول إن الأمل في تحول الطاقة العالمي يرجع إلى حد كبير إلى "توفير الصين لمنتجات نظيفة ومنخفضة السعر"؛ إذ تُوفِّر الصين حاليا 50% من طاقة الرياح في العالم و80% من المعدات الكهروضوئية، ومن عام 2012 إلى عام 2021، نمت التجارة الصديقة للبيئة في الصين بنسبة 146.3%؛ مما يوفر للعالم شريكًا قويًا في مواجهة التحديات التكنولوجية والطاقة المستقبلية.
الصين تمتاز باستقرار سياسي ورؤية استراتيجية طويلة الأمد، وفي عالم يشهد تقلبات سياسية متزايدة، تبرز الصين كنموذج للاستقرار والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى. وبخلاف العديد من الدول التي تعاني من تغير السياسات مع تغير الحكومات، تتبع الصين نهجًا متسقًا يعتمد على رؤية واضحة تمتد لعقود مقبلة، وهذا الاستقرار يجعلها شريكًا موثوقًا به في المشاريع الكبرى، سواء في مجال التجارة أو البنية التحتية أو الطاقة، كما إن سياستها الخارجية المتوازنة، التي تركز على التعاون المربح للجميع، تجعل التعامل معها خيارًا مناسبًا للعديد من الدول.
لا تقتصر أهمية الصين على الجانب الاقتصادي أو التكنولوجي؛ بل تمتد إلى كونها فاعلًا رئيسيًا في حل المشكلات العالمية؛ فهي أكبر مستثمر في الطاقة النظيفة؛ مما يسهم في مكافحة تغيُّر المناخ، كما قدمت دعمًا طبيًا ولوجستيًا خلال الأزمات الصحية العالمية، كما تشارك بفاعلية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتدعم برامج مكافحة الفقر في الدول النامية، وهذا الدور المتعدد الأوجه يجعل الشراكة مع الصين ضرورة لتحقيق الأمن والاستدامة على المستوى الدولي.
إلى جانب قوتها الاقتصادية والتقنية، تمتلك الصين تراثًا حضاريًا يمتد لآلاف السنين؛ مما يجعلها جسرًا بين الماضي والمستقبل. فثقافتها الغنية، وقدرتها على المزج بين الأصالة والحداثة، تثري الحوار الحضاري العالمي. كما إن صناعاتها الإبداعية، من السينما إلى الأدب، تزداد تأثيرًا على المستوى الدولي؛ مما يعزز التفاهم المتبادل بين الشعوب.
وفي ظل التحولات الكبرى التي يشهدها النظام العالمي، لم تعد الشراكة مع الصين خيارًا ثانويًا؛ بل أصبحت مطلبًا استراتيجيًا للدول التي تسعى إلى النمو والاستقرار؛ فالصين تقدم مزيجًا فريدًا من القوة الاقتصادية، والابتكار التكنولوجي، والاستقرار السياسي، والدور الفاعل في المعضلات العالمية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الشراكة يتطلب فهمًا عميقًا للمصالح المشتركة، واحترامًا للتنوع وهذا ما تريده الصين من العالم؛ مما يضمن علاقات دولية أكثر توازنًا وتكافؤًا للجميع.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية
رابط مختصر