في بادرة جديدة، حدد العلماء سبب حالة برودة الأيدي المزمنة التي تسبب مشاكل عديدة لمئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، حيث وجدت دراسة علمية، صنفها العديد من الباحثين أنها الأولى نوعها، أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمتلازمة رينود لديهم طفرات في جينين، أحدهما مرتبط بالتوتر والآخر بتطور الجنين.

تفاصيل الدراسة

ويقول الباحثون إن هذا الاكتشاف يمكن أن يفتح خيارات علاجية جديدة تستهدف بشكل أكبر السبب الجيني الجذري للحالة، حيث أوضحت الدكتورة إيما بلامونت، رئيسة قسم أبحاث تصلب الجلد ورينود في المملكة المتحدة: «بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يعيشون مع هذه الحالة، يمكن أن تشكل المهام اليومية البسيطة تحديًا، لذا فإن مثل هذه الأبحاث، والتي تعزز بشكل كبير فهمنا لمرض رينود والدور الذي يلعبه».

وبحسب ماذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، قد يلعب علم الوراثة دورًا في التسبب في ذلك، وقد يسبب مرض رينود - الذي يُقدر أنه يصيب ما بين 2 إلى 5% من الأشخاص - تشنجات صغيرة في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى قطع إمدادات الدم عن أصابع اليدين والقدمين.

ويعد ذلك استجابة الجسم لدرجات الحرارة الباردة حيث تنقبض الشرايين الصغيرة التي تزود الجلد بالدم بشكل كبير وتحد من تدفق الدم إلى مناطق معينة من الجسم - في أغلب الأحيان أصابع اليد بجانب أيضًا أصابع القدمين والأذنين وطرف الأنف.

وغالبًا ما يصاب المصابون بالخدر في هذه المناطق لأن الدم محدود ويتحول الجلد إلى اللون الأبيض، وبينما حدد خبراء الرعاية الصحية عوامل الخطر ونمط الحياة أو المشكلات الطبية المتعلقة بالمتلازمة، إلا أنه لم يتم اكتشاف أي سبب وراثي معروف حتى الآن.

كيف أجريت الدراسة العلمية؟

وفي ورقة بحثية نشرت في مجلة Nature Communications، أجرى باحثون في المملكة المتحدة وألمانيا أكبر دراسة وراثية لهذه الحالة، مستخدمين السجلات الطبية الإلكترونية من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات تحتوي على معلومات وراثية وصحية من 439294 شخصًا.

وحدد الفريق 5147 شخصًا تم تشخيص إصابتهم بمرض رينود، واكتشفوا تباينًا في جينين يهيئان الأشخاص للإصابة بالمتلازمة، فيما كان أحد الاختلافات هو مستقبل ألفا-2A الأدرينالي للأدرينالين، أو ADRA2A، هذا هو مستقبل الإجهاد الذي يتسبب في انقباض الأوعية الدموية الصغيرة.

أما الاختلاف الثاني فكان IRX1، وهو نوع من البروتين ظهر أنه يشارك في تطور الجنين المبكر والتمايز الخلوي.

وتمكن الباحثون من تكرار بعض النتائج التي توصلوا إليها باستخدام بيانات من أشخاص من أصل بريطاني بنجلاديشي وباكستاني، واجدين أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لانخفاض مستويات السكر في الدم لديهم خطر متزايد للإصابة بالمتلازمة، مما يشير إلى أنه يجب على الأشخاص تجنب فترات طويلة من انخفاض نسبة السكر في الدم.

وتساعد النتائج التي توصل إليها الباحثون، لأول مرة، على فهم سبب تفاعل الأوعية الصغيرة بقوة لدى المرضى، حتى بدون محفزات خارجية مثل التعرض للبرد، وهناك نوعان رئيسيان من مرض رينود: الابتدائي والثانوي.

أنواع مرض رينود

الأول هو الأكثر شيوعًا وليس نتيجة لحالة طبية قد يعاني منها الشخص ويمكن أن يكون خفيفًا جدًا وقد لا يحتاج الشخص إلى علاج، كما أنها قد تختفي من تلقاء نفسها.

ويتطور مرض رينود الثانوي بسبب حالة صحية أخرى، وهو أقل شيوعًا من الابتدائي ولكنه غالبًا ما يكون أكثر خطورة.

وحدد خبراء الرعاية الصحية نمط الحياة والأسباب الطبية المحتملة للمرض، والتي يمكن أن تشمل التدخين وبعض الأدوية وأمراض النسيج الضام، وأمراض الشرايين ومتلازمة النفق الرسغي.

ولقد حددوا عوامل الخطر، بما في ذلك العمر والجنس والمناخ والتاريخ العائلي.

معلومات عن مرض رينود

يصيب مرض رينود النساء أكثر من الرجال، ويظهر في أغلب الأحيان بين سن 15 إلى 30 عامًا، ويبدو أن إصابة أحد الوالدين أو الأخ أو الطفل بالمتلازمة تزيد من خطر الإصابة بمرض رينود الأولي.

عندما تظهر أعراض رينود لأول مرة، تتحول الأصابع إلى اللون الأبيض بسبب تقييد تدفق الدم. عندما تفقد الأنسجة الأكسجين، ستتحول الأصابع إلى اللون الأزرق.

ومع عودة تدفق الدم، تتحول الأصابع إلى اللون الأحمر وقد يعاني الأشخاص من وخز و/أو تورم و/أو خفقان مؤلم

وأضاف الدكتور بلامونت: "الخطوة التالية هي تأكيد هذه النتائج المهمة في مجموعات سكانية أكثر تنوعًا والتحقق من صحة النتائج من خلال الدراسات الوظيفية. إذا نجحت هذه النتائج، فيمكن أن تساعدنا في فتح المزيد من الطرق العلاجية الجديدة لمرض رينود مما يؤدي إلى علاجات أفضل وأكثر استهدافًا ولطفًا".

كما سلطت الدراسة الضوء بشكل منهجي على فرص إعادة استخدام الأدوية، مثل استخدام دواء ميرتازابين المضاد للاكتئاب على الأشخاص الذين يعانون من مرض رينود.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مرض جديد دراسة حديثة الأشخاص الذین إلى اللون

إقرأ أيضاً:

لـ”شيخوخة صحية”.. دراسة تكشف “سر” الشاي والتوت والحمضيات

كشفت دراسة حديثة أن تناول كميات أكبر من الشاي الأسود، والتوت، والفواكه الحمضية يوميا، قد يكون مفتاحا لشيخوخة صحية.
وأجريت الدراسة التي استمرت على مدار 24 عاما، بمشاركة أكثر من 86 ألف شخص، من قبل فريق من الباحثين من جامعة إديث كوان في أستراليا، وجامعة كوينز بلفاست، وكلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن.
وقالت الدكتورة نيكولا بوندونو، المحاضرة في جامعة إديث كوان: “الهدف من الأبحاث الطبية لا يقتصر على إطالة العمر، بل على ضمان بقاء الأشخاص بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة. نعلم من دراسات سابقة أن من يتناولون كميات أكبر من مركبات الفلافونويد يعيشون لفترة أطول، وهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل الخرف والسكري وأمراض القلب. وتُظهر نتائج دراستنا أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الفلافونويد يشيخون بشكل أفضل”، حسبما نقلت صحيفة “ذا ميرور” البريطانية.
والفلافونويد هي مجموعة من المركبات النباتية الطبيعية التي تنتمي إلى فئة أوسع تُعرف باسم البوليفينولات. وتوجد بكثرة في الفواكه والخضروات والمشروبات النباتية مثل الشاي والعصائر.
وعلّقت خبيرة التغذية الدكتورة إميلي برپا من شركة “ياكولت” قائلة: “الربط المتزايد بين تناول الشاي الأسود والتوت والحمضيات وبين الشيخوخة الصحية أمر مشوق للغاية، لا سيما من منظور صحة الأمعاء. فهذه الأطعمة غنية بالبوليفينولات، وهي مركبات نباتية طبيعية تعمل كمضادات أكسدة وتغذي الميكروبات المفيدة في الأمعاء”.
وأوضحت أن هذه المركبات، عند وصولها إلى القولون، تتحول بفعل ميكروبات الأمعاء إلى مركبات نشطة بيولوجيا تقلل الالتهابات، وتدعم جهاز المناعة، وقد تؤثر كذلك على صحة الدماغ.
وأضافت: “الاتصال بين الأمعاء والدماغ يلعب دورا جوهريا في عملية الشيخوخة. فالأمعاء الصحية، المدعومة بأطعمة غنية بالبوليفينولات، تساهم في تعزيز الوظائف الإدراكية من خلال إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة وتنظيم النواقل العصبية، مما يساعد على الحفاظ على الذاكرة وتقليل التدهور المعرفي المرتبط بالعمر”.
كما أشارت برپا إلى أن هناك أطعمة أخرى غنية بالبوليفينولات مثل زيت الزيتون البكر، والشوكولاتة الداكنة (باعتدال)، والأطعمة المخمرة، تسهم أيضا في تعزيز تنوع ميكروبيوم الأمعاء، وهو عنصر أساسي في الأنظمة الغذائية التي تعزز طول العمر مثل النظام الغذائي المتوسطي.
وعلى الرغم من أن النتائج بين الرجال كانت أقل وضوحا، فإن الدراسة لاحظت أيضا ارتباطا بين ارتفاع استهلاك الفلافونويد وتحسّن الصحة النفسية لديهم.
وأفادت الأستاذة أدين كاسيدي من جامعة كوينز بلفاست، الباحثة الرئيسية في الدراسة بأنه: “من المعروف أن الفلافونويدات تقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وتدعم صحة الأوعية الدموية، بل وتساعد في الحفاظ على كتلة العضلات، وهي جميعها عوامل مهمة للوقاية من الضعف الجسدي والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية مع التقدم في العمر”.
من جهته، أكد الأستاذ إيريك ريم من كلية هارفارد للصحة العامة أن هذه النتائج تؤكد على أهمية التعديلات الغذائية البسيطة في تحسين جودة الحياة ودعم الشيخوخة الصحية.

سكاي نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف: الشاي والشوكولاتة الداكنة يخفضان ضغط الدم ويدعمان صحة القلب
  • دراسة: مكمل غذائي شائع قد يبطئ تطور مرض "الغلوكوما"
  • لـ”شيخوخة صحية”.. دراسة تكشف “سر” الشاي والتوت والحمضيات
  • أدوية شائعة قد تضر الكلى وتؤدي إلى فشلها.. تعرف على أبرزها
  • هل يرتبط الإفراط في تناول الدجاج بمخاطر السرطان؟
  • فوائد مذهلة للبنجر للتخلص من الأمراض المزمنة
  • لـ"شيخوخة صحية".. دراسة تكشف "سر" الشاي والتوت والحمضيات
  • دراسة: منتجات الألبان تساعد على ضبط مستويات السكر في الدم
  • التقلبات الجوية تؤثر بشكل سلبي على أصحاب الأمراض المزمنة
  • دراسة تكشف مفاجأة بشأن أيدي أسلاف الإنسان الأوائل