أطباء بلا حدود تحذر من إنهيار الأوضاع الصحية في السودان
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
حذرت منظمة (أطباء بلا حدود) من أن الوضع الصحي في السودان على حافة الانهيار مع تواصل الحرب في البلاد.
الخرطوم _ التغيير
وقالت المنظمة في بيان إن النظام الصحي في السودان على حافة الانهيار، ونوهت إلى أن الاستجابة غير كافية لتلبية احتياجات الناس الهائلة في المناطق التي يتم فيها تقديم المساعدة.
وأوضحت أن العاملين بالمجال الصحي والمتطوعين السودانيين يكافحون من أجل الاستجابة لاحتياجات الناس الطبية.
وقال الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوس كريستو، وفقا للبيان، إن أزمة السودان تجسد فشلا كارثيا للإنسانية”.
وأضاف “يعاني النظام الصحي الهش في كافة أنحاء السودان من ازدحام غرف الطوارئ، إذ أغلق العديد من المستشفيات أبوابه بالكامل”.
وتابع “في العاصمة الخرطوم تشهد الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود واحدة من أشد النزاعات الحضرية التي تدور حاليًا في جميع أنحاء العالم، إذ تصل أعداد كبيرة من المصابين إلى المستشفيات مصابين بجروح تهدد حياتهم، مما لا يترك أمام الطاقم الطبي في كثير من الأحيان أي خيار سوى البتر”.
من جانبها، قالت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في السودان فراوكي أوسيغ “نشهد وصول حالات حرجة إلى المستشفى بسبب نقص الأدوية، وخاصة المرضى الذين يعانون من أمراض مثل السكري، بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلينا، غالبا ما يكون أمامنا القليل جدا الذي يمكننا القيام به لمساعدتهم أو إنقاذهم”.
ودعت أطباء بلا حدود إلى زيادة كبيرة في الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الطبي والإنساني والمدنيين وإزالة “العوائق الإدارية” أمام الطواقم الطبية والإنسانية والإمدادات للسماح للناس بالحصول على المساعدات دون معوقات.
وأقر وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم بتدهور الصحة العامة في السودان بسبب تأثيرات الحرب وانتشار أمراض ووبائيات.
وقال إبراهيم وفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة السودانية أدى التدهور في وضع الصحة العامة إلى ظهور أوبئة كالملاريا والحميات الأخرى والإسهالات وبعض أمراض الطفولة.
وأضاف يواجه السودان تحديات عديدة، بما في ذلك الفقر والمرض والنزاعات المستمرة، وقد فرضت الحرب تأثيرات سالبة”.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية في وقت سابق تسجيل إصابات بحمي الضنك والملاريا والكوليرا بمناطق مختلفة في البلاد.
ومنذ 15 أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات عنيفة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من خطر التفكك في سوريا بعد تصاعد العنف في السويداء وتدخلات الاحتلال
حذّر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، من أن تصاعد العنف في سوريا، وخاصة في محافظة السويداء، يُقوّض الثقة الهشة ويزيد من مخاطر التفكك الداخلي في البلاد، داعيًا إلى وقف الانتهاكات وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني.
جاء ذلك في إحاطة قدّمها بيدرسون، مساء الاثنين، أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة خُصصت لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الملف السوري.
وقال بيدرسون إن التصعيد العسكري الأخير في السويداء، بما يشمله من غارات جوية إسرائيلية استهدفت عناصر من قوات الأمن السورية ومقاتلين من العشائر البدوية، تسبب في سقوط ضحايا مدنيين، ما يزيد من هشاشة الأوضاع ويهدد بتدهور أوسع.
وأدان المبعوث الأممي "الانتهاكات التي وقعت بحق المدنيين والمقاتلين في السويداء"، وكذلك الغارات الإسرائيلية التي وصفها بـ"الخطيرة" على السويداء والعاصمة دمشق، مؤكداً أن مثل هذه التدخلات "تعمّق الأزمة وتؤخر أي جهود حقيقية للحل السياسي".
وأشار بيدرسون إلى أن "عملية خفض التصعيد الهشة" لا تزال قائمة في بعض مناطق البلاد، لكنها عرضة للانهيار في ظل التوترات المتصاعدة، وغياب آلية قيادية موحدة داخل سوريا تضمن الأمن وتُوجّه الجهود نحو تسوية سياسية شاملة.
وشدد على أهمية تشكيل مجلس للشعب يكون ممثلاً لكافة مكونات المجتمع السوري، داعيًا الأطراف الفاعلة إلى الانخراط في مسار إصلاحي يضع حدًا للصراع الممتد منذ أكثر من عقد.
أوتشا: عنف السويداء فاقم الكارثة الإنسانية
من جهتها، قالت إيديم ووسورنو، مديرة المناصرة والعمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن أحداث السويداء الأخيرة عمّقت من مأساة السوريين، مشيرة إلى أن العنف تسبب في نزوح نحو 175 ألف شخص خلال أيام قليلة، بينهم أطفال ونساء وكوادر طبية، في ظل ظروف إنسانية كارثية.
وأضافت ووسورنو: "الأسابيع الأخيرة كانت تذكيرًا صارخًا بأن سوريا لا تزال تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، مع تفاقم الأوضاع بفعل الصدمات المناخية، من جفاف وندرة مياه وتراجع الإنتاج الزراعي، ما ضاعف من الاحتياجات الأساسية للسكان".
وأكدت أن الأمم المتحدة لاحظت استمرار عودة بعض السوريين إلى بلادهم رغم التطورات السلبية، وهو ما يستدعي، بحسب قولها، تكثيف الجهود الدولية لدعم إعادة الإعمار وتحقيق التنمية في المناطق المتضررة.
وكانت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية قد شهدت منذ 19 تموز/يوليو الجاري اشتباكات عنيفة بين مجموعات درزية مسلحة وعشائر بدوية سنية، أسفرت عن مقتل 426 شخصًا، وفق بيانات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
وعلى إثر ذلك، أعلنت الحكومة السورية الجديدة أربعة اتفاقات متتالية لوقف إطلاق النار، في محاولة لاحتواء الأزمة، لكن ثلاثة منها فشلت في الصمود، حيث تجددت الاشتباكات عقب اتهامات لمجموعة تابعة للشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ الدروز، بارتكاب عمليات تهجير قسري بحق أفراد من عشائر البدو، وارتكاب انتهاكات ممنهجة ضدهم.
وتسعى الإدارة السورية الجديدة، التي تسلمت السلطة في كانون الأول/ديسمبر 2024 عقب الإطاحة بنظام المخلوع بشار الأسد بعد 24 عامًا من الحكم، إلى فرض الأمن وإعادة هيكلة المؤسسات، إلا أن المواجهات المتكررة، وغياب توافق مجتمعي شامل، لا يزالان يمثلان تحديًا كبيرًا أمام هذه الجهود.