وزعت روسيا، مساء الجمعة، مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة ويدعو للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

 

وجاء توزيع روسيا مشروع القرار خلال جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول الوضع بغزة حضرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وجاءت بطلب من البرازيل، التي ترأس مجلس الأمن للشهر الحالي.

 

أبرز بنود مسودة القرار

 

وحصلت مراسلة "العربي الجديد" على نسخة مسربة من المسودة التي تنص على أن مجلس الأمن "يعرب عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف وتدهور الأوضاع، ولا سيما ما نجم عن ذلك من خسائر فادحة في صفوف المدنيين"، ويؤكد على "ضرورة حماية السكان المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين".

 

كما "يعرب عن بالغ القلق إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة"، ويشير "إلى أن الحل الدائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل السلمية"، كما يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية ويحظى بالاحترام الكامل، إضافة إلى "إدانة بشدة جميع أعمال العنف والأعمال العدائية الموجهة ضد المدنيين وجميع أعمال الإرهاب".

 

ردود فعل عربية ودولية واسعة تستنكر دعوة إسرائيل إخلاء شمالي قطاع غزة

 

وبحسب المسودة فإن مجلس الأمن "يدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن بشكل آمن"، وإلى "توفير المساعدة الإنسانية وتوزيعها دون عوائق، بما في ذلك الغذاء والوقود والعلاج الطبي، فضلا عن تهيئة الظروف اللازمة للإجلاء الآمن للمدنيين المحتاجين".

 

موعد التصويت

 

وقال السفير الروسي للأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، ردا على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول الموعد المتوقع لتقديم مشروع القرار للتصويت: "لقد قدمنا مسودة المشروع لمجلس الأمن وطلبنا أن ينظر المجلس بالطلب بشكل عاجل.. ننتظر أن نحصل على تعليقات الدول الأعضاء على تلك المسودة".

 

سفير روسيا ينتقد سياسة الولايات المتحدة

 

وعبر السفير روسي كذلك عن قلقه العميق حول تطورات الوضع على الأرض ووجه انتقادات شديدة اللهجة للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وتعاملها مع الملف الفلسطيني. وأكد في الوقت ذاته "أن بلاده تدين العنف ضد المدنيين المسالمين، الفلسطينيين والإسرائيليين".

 

وتحدث عن "حق إسرائيل بالدفاع عن مواطنيها.. لكن هناك طرفين للمأساة ولا يمكن أن نركز على واحد وننسى الآخر". وقال إن "القصف العشوائي للأحياء السكنية في غزة وقطع المياه والكهرباء يعيد إلى أذهاننا على وجه الخصوص، ذكريات حصار لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية"، مؤكدًا أن ذلك غير مقبول، وانتقد كذلك الحصار ومحاولة إسرائيل نقل قرابة مليون فلسطيني داخل غزة من الشمال إلى جنوب القطاع وحصرهم في نوع من "الغيتو" قائلاً إنها غير مقبولة أيضًا.

 

 كما قال إن الغرب يبذل قصارى جهده للترويج للرواية القائلة بأن التصعيد الحالي يحدث فجأة لأن "مجموعة من الإرهابيين المتوحشين هاجمت مدنيين إسرائيليين"، وتصر الولايات المتحدة بشكل خاص على أنه لم يكن هناك أي استفزاز للوضع، مذكّرا الدول الغربية والولايات المتحدة باستمرار إسرائيل بخرق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بما فيها التوسع الاستيطاني غير القانوني والذي تدينه أغلب الدول الأعضاء، وكذا تهجير وهدم بيوت الفلسطينيين.

 

وقال "إن أي محاولة لتجاهل هذا السياق هي تلاعب واضح بالحقائق، وهو أمر لا يمكننا أن نؤيده"، فيما حمل الولايات المتحدة المسؤولية المحتملة عن توسع الحرب في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن واشنطن عرقلت "بشكل متهور وأناني" عمل الوسطاء الدوليين في الشرق الأوسط، سعيا منها لاحتكار عملية السلام، وفرض سلام اقتصادي مع إسرائيل على الفلسطينيين والدول العربية الأخرى دون حل القضية الفلسطينية.

 

غوتيريس: الوضع في غزة وصل إلى وضع خطير

 

من جهته، أدلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قبل دخوله لحضور جلسة المشاورات المغلقة، بتصريحات أمام الصحافيين، دون أن يأخذ أي أسئلة. ولخص رسالته لمجلس الأمن بعدد من النقاط أبرزها "أن نقل أكثر من مليون شخص في غزة عبر مناطقة حرب مكتظة بالسكان إلى جنوب القطاع الذي تحت الحصار، بحسب الأوامر التي أصدرتها وزارة الأمن الإسرائيلية، هو أمر خطير وقد لا يكون ممكنا".

 

ووصف الوضع بغزة بأنه وصل إلى مستوى خطير، مشيرًا إلى استشهاد أكثر من 1800 فلسطيني ومقتل 1300 إسرائيلي.

 

كما تحدث عن وصول المستشفيات في جنوب غزة إلى أقصى "طاقتها الاستيعابية"، إضافة إلى عدم قدرتها على استقبال آلاف المرضى الجدد من شمال القطاع، مشيرًا إلى أن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار.

 

كما أشار إلى مقتل 11 شخصا، على الأقل من العاملين في المجال الصحي ناهيك عن الهجوم على 34 منشأة صحية. وتحدث عن أزمة مياه وكهرباء. وركز على ضرورة "التخفيف من المعاناة" ومنع "المزيد من التصعيد في الضفة ومناطق أخرى وخاصة جنوب لبنان"، مشددا على الحاجة لإدخال المساعدات الإنسانية بما فيها الوقود والغذاء والماء وبشكل فوري.

 

سفيرة بريطانيا: خسارة الأرواح البشرية "مأساة"

 

من جهتها، تحدثت السفيرة البريطانية للأمم المتحدة، باربارا ودوود، قبل دخولها لقاعة الاجتماع عما أسمته "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها" كما أدانت مقتل المدنيين الإسرائيليين.

 

ورداً على أسئلة لـ"العربي الجديد" في نيويورك حول ما إذا كانت تدين كذلك مقتل المدنيين الفلسطينيين وما إذا كانت حكومة بلادها ستطلب من إسرائيل وقف قصفها لغزة قالت "كما قلت للتو، فإن خسارة الأرواح البشرية هي مأساة وأقدم تعازي لكل المتضررين".

 

وأضافت "فيما يتعلق بالإجراءات الجارية، فإن المملكة المتحدة واضحة تمامًا، في ضرورة اتخاذ الإجراءات بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.. عندما ناقش رئيس وزرائي (ريشي سوناك) الوضع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حثه على العمل عن حماية المدنيين".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال الاسرائيلي روسيا مجلس الأمن الولایات المتحدة للأمم المتحدة مجلس الأمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

«حشد»: الاحتلال يواصل استهداف المدنيين المجوّعين وعناصر تأمين المساعدات

تعرب الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد»، عن بالغ قلقها واستنكارها لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، بينهم 1.1 مليون طفل، وسط دعم أمريكي، وعجز دولي فاضح يصل حد التواطؤ.

فعلى الرغم من إعلان الاحتلال عن هدنة جزئية متزامنة مع دخول محدود للمساعدات بواقع 160 شاحنة خلال اليومين الماضيين، إلا أن قواته ارتكبت مجازر جديدة أودت خلال الساعات الـ24 الأخيرة بحياة 100 شهيد و382 جريحاً، بينهم 25 شهيداً وأكثر من 237 جريحاً من المدنيين المجوعين الذين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية امام نقاط توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية.

وارتفع عدد شهداء «لقمة العيش» إلى 1.157 شهيداً، التي تحولت لمراكز للموت والأذال والاعتقال حيث سجلت الهيئة اعتقال وتعذيب العشرات من المواطنين المجوّعين من بينهم أطفال ونساء الذي أظهرت افادتهم تعرضهم لتعذيب مروع شمل التجريد من الملابس، والضرب، والترويع النفسي والجسدي والحط من الكرامة والحرمان من الحقوق.

فيما بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 إلى 59.921 شهيداً و145، 233 مصاباً، بينهم 8.755 شهيداً و33.192 جريحاً منذ خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في مارس 2025.

ورغم التصريحات الإعلامية حول دخول مساعدات، لم تدخل خلال اليومين الماضيين سوى 160 شاحنة فقط إلى شمال وجنوب القطاع، وهي نسبة ضئيلة لا تُغطي الحد الأدنى من الاحتياج اليومي للسكان الذي يتطلب دخول من 500-700 شاحنة بشكل يومي ومنتظم لتدراك التداعيات الكارثية للحصار المشدد منذ 147 يوماً، وإذ تثمن الهيئة كافة الجهود العربية والدولية الهادفة لضمان دخول المساعدات ووقف المجاعة الا ان جرائم الاحتلال الإسرائيلي و ودعمه للعصابات الاجرامية والفوضى أدى لسرقة معظمها جراء اجبار الاحتلال للشاحنات علي سلوك طرق محددة ودون التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، ودون السماح بترتيب الحماية، عدا عن مواصلة استهداف مؤمني المساعدات الإنسانية الذي تسبب في مقتل 10 شهداء مساء اليوم منهم، فيما عمليات الإنزال الجوي الأخيرة، قد سقط معظمها حمولتها في مناطق قتال خاضعة لسيطرة الاحتلال، فيما الجزء اليسير وصل لمناطق النازحين قسرا، ودون ان تحقق أي أثر إنساني فعلي في ظل المجاعة الكارثية.

ورصدت الهيئة تعمّد الاحتلال إدخال صنف واحد فقط من المساعدات، في تجاهل صارخ لباقي احتياجات السكان من غذاء، ودواء، ووقود، مما يهدد بانهيار وشيك للمنظومة الصحية، لا سيما في مستشفى شهداء الأقصى الذي بدأ مخزونه من الوقود ينفد، إضافة إلى منع دخول المعونات الطبية.

الهيئة الدولية «حشد»: تحذر من تداعيات المجاعة علي سكان القطاع والتي أدت حتى الآن إلى استشهاد 147 مواطناً جوعاً، بينهم 88 طفلاً، عدا عن 650 من المرضى والنساء وكبار السن، في وقت لا تستطيع 50 ألف أم إرضاع أطفالها بسبب سوء التغذية، وكما ولايزال 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، و60 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الجوع، منهن 11 ألف حالة حرجة.

كما وتظهر التقارير أن نصيب الفرد اليومي من المياه الصالحة للشرب انخفض بنسبة 100%، فيما بات 99% من السكان يعانون من انعدام أمن غذائي حاد واكثر من ثلث السكان لم يأكل أي طعام لأيام متتالية.

بناءً عليه، فإن الهيئة الدولية «حشد»، اذ تحذر من انهيار متسارع للأوضاع الإنسانية وإذ تؤكد علي أن استمرار الصمت والعجز الدولي تجاه هذه الجرائم يعد تواطؤاً ضمنياً، ويشكل إخفاقاً أخلاقياً وإنسانياً لا يغتفر.، وبناء عليه تسجل وتطالب بما يلي:

الهيئة الدولية حشد وتطالب بوقف فوري وشامل لإطلاق النار في قطاع غزة، كمدخل أساسي لحماية المدنيين وانهاء المجاعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة، وضمان تدفق المساعدات دون قيود وفتح جميع المعابر البرية بشكل دائم وغير مشروط، والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود والمياه والمساعدات الطبية، بإشراف الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة وإتاحة حرية العمل لها ووقف آلية المساعدات الإسرائيلية - الأمريكية الحالية التي تحولت إلى أدوات للإذلال والإعدام الميداني، ومطالبة المجتمع الدولي بإلغائها فوراً.

وتطالب الهيئة الدولية حشد بإحالة الجرائم المرتكبة في قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتفعيل آليات المساءلة والمحاسبة، بما في ذلك مبدأ الولاية القضائية العالمية، وإذ تدعو لسرعة عقد مؤتمر الدول الأطراف الثالثة المتعاقدة علي اتفاقيات جنيف، للنظر في كافة جرائم الإبادة والتجويع والقتل العمد، بما يضمن اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الحماية الدولية للمدنيين وضمان المساءلة لقادة وجنود الاحتلال الإسرائيلي امام القضاء الدولي، وفرض عقوبات دولية صارمة على حكومة الاحتلال، بما يشمل حظر السلاح، ووقف الاتفاقات، وقطع العلاقات مع دولة الاحتلال وكافة الدول الداعمة للعدوان.

الهيئة الدولية حشد تطالب دول العالم والأمم المتحدة بتحرك عاجل بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة وفقا لقرار الاتحاد من أجل السلام لأرسال قوة حماية المدنيين الفلسطينيين ولضمان توفير الحماية الدولية للمدنيين وفتح المعابر وتوفير مناطق إنسانية محمية وتوفير الدعم الإنساني وفرض إجراءات ملزمة لوقف المجاعة والإبادة الجماعية.

اقرأ أيضاًمدبولي: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تؤكد ثوابت مصر في تعاملها مع القضية الفلسطينية

آخر مستجدات دخول المساعدات لقطاع غزة من معبر كرم أبو سالم

الإغاثة الطبية بـ غزة: نطالب المنظمات الدولية بـ توفير ممر آمن لضمان وصول المساعدات

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيطالي يدين جرائم إسرائيل في غزة
  • ويتكوف يتوجّه إلى إسرائيل اليوم لمناقشة أزمة غزة ووقف إطلاق النار
  • «حشد»: الاحتلال يواصل استهداف المدنيين المجوّعين وعناصر تأمين المساعدات
  • تايلند تتهم كمبوديا بانتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار
  • ستارمر: سنعترف بفلسطين ما لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات ملموسة بشأن غزة
  • رئيس وزراء بريطانيا: سنعترف بفلسطين ما لم تتخذ “إسرائيل” إجراءات ملموسة بشأن غزة
  • وزير الخارجية الفرنسي: إسرائيل لم تستجب لنداءاتنا لوقف الاستيطان وإدخال المساعدات
  • رئيس لجنة تنسيق الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة: إسرائيل تتجاهل الأعراف الدولية
  • كلام مباشر قوي.. عمرو أديب يعلق على تصريحات الرئيس السيسي بشأن غزة
  • ترامب: نريد وقف إطلاق النار في غزة ونتطلع إلى إطعام الناس هناك