البحث العلمي من منظور اقتصادي !!
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
يعتبر البحث العلمي من الأولويات التي تهتم بها أي جامعة وذلك لأهمية البحث العلمي كمرتكز رئيس ومساعد على الارتقاء بأي مؤسسة تعليمية ولدوره الأساس في تقدم المجتمع وازدهاره. وعلى ذلك تسعى الجامعات لتوفير المناخ المناسب والإمكانات اللازمة للبحث العلمي ونشر نتائج البحوث في الدوريات المحلية والإقليمية والعالمية.
وغير خاف أن البحث العلمي هو مجهود منظم يقوم به باحث متخصص في فرع من فروع المعرفة الإنسانية، ويتألف هذا المجهود من عناصر متتالية، ولكل منها خصائص فنية يجب على الباحث أن يراعيها؛ ليقدم بحثاً يستحق الإجازة والإشادة. كما تعد توصيات الرسائل الجامعية والبحوث العلمية عنصرا مهما في حزمة عناصر البحث، حيث لا تكتمل جهود الباحث إلا بتناول هذا العنصر، وتمثل خلاصة مجهوده البحثي ومعايشته للمشكلة المدروسة منذ أن كانت فكرة تلفت انتباهه وتشغل اهتمامه وحتى أصبحت بحثاً متكامل العناصر البحثية. وللتوصيات فوائد كثيرة على الباحثين اللاحقين والقطاعات الخدمية والإنتاجية المستهدفة، إذ إنها تقدم السبل المسؤولة عن الارتقاء بأدائها.
وعليه يمكن القول إن البحث العلمي هو أحد الأنشطة ذات التكلفة العالية، وتصل التكلفة في الدول المتقدمة إلى نسب عالية من الدخل الوطني قد تبلغ (3%) في بعض من تلك الدول، أي أن الإنفاق على البحث العلمي في تلك الدول يمكن أن يصل إلى مليارات عديدة من الدولارات، فإذا تحققت من جهود البحث العلمي الفوائد المرجوة سواء تقنية أو علمية أو غيرها في المجالات العلمية التطبيقية أو العلوم الاجتماعية، فإن ذلك يكون مرضياً وباعثاً على التطور والتقدم، أما في حالة عدم الاستفادة من معطيات جهود البحث العلمي، فإن ذلك يمثل هدراً وفاقداً وطنيا يؤدي إلى ضياع بعض فرص التقدم والتطور التي كان يمكن تحقيقها نتيجة للاستثمار الهادف في البحث العلمي مع الاستفادة من معطياته.
لذا ، يعد البحث العلمي من أهم الأدوات التي تحقق التنمية في عالمنا المعاصر إن لم يكن أهمها جميعاً، ولقد أثبتت الخبرات المجمعة أنه مكون أساس في صياغة مستقبل المجتمعات والأمم، كما أن الجامعات ومراكز البحث العلمي لها الدور الأساس في جهود البحث العلمي في تلك المجتمعات، ولاشك أن عدم الاستفادة من تلك الجهود يمثل هدراً وفاقداً كبيراً على المستوى الوطني.
مشكلة البحث العلمي كما يقول د. علي حبيش ، تتمثل في أن الإنتاج العلمي لا يتجه لمواجهة المشاكل الخاصة بالتنمية أو المشكلات الحقيقية بل إنه غير تراكمي أو مجرب في كل المجالات، ولا يتجه لإحداث تغيير وتطوير وابتكار صناعي، ولم تثبت – للأسف – جدواه الفنية والاقتصادية والبيئية، وتمثل الرسائل العلمية وبحوث المؤتمرات وبحوث الدوريات العلمية المحلية والعالمية، أكبر مكونات العرض لمنتجات البحث العلمي وهي في غالبيتها أبحاث أكاديمية البحث دون عمق بل هي منخفضة الجودة بعيدة عن الإبداع العلمي والانعزال عن التقدم التقني.
ثم إن السرقات في مجال الأبحاث العلمية هي عرض لمرض حقيقي يعاني البحث العلمي منه منذ فترة طويلة لأسباب متنوعة منها نقص الاعتمادات والتمويل، ، وانفصال البحث العلمي عن الواقع المحيط به والاكتفاء بالأبحاث النظرية الصماء . ولقد تحولت رسائل الماجستير والدكتوراه إلى وسيلة فقط للحصول على الدرجات العلمية والترقيات وليست بهدف الابتكار والإبداع في المجالات المختلفة مما يستدعي ضرورة إعادة النظر في إطار برنامج متكامل للنهوض بمستقبل البحث العلمي.
وهناك أشكال أخرى من السرقات العلمية التي تهدد مستقبل البحث العلمي وهي انتشار المكاتب التي تقوم بكتابة مشروعات التخرج مما يؤهل هؤلاء الطلاب للسير في طريق السرقات العلمية واغتصاب مجهودات الآخرين من أجل الحصول على تقديرات لا يستحقونها.
وللأسف، فإن بعضاً من مواقع التواصل الاجتماعي تروج لرسائل الدراسات العليا بمبالغ مالية محددة ، مشروطة بحصول صاحبها على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف. حيث يتم توفير رسالتي الماجستير والدكتوراه لجميع التخصصات بعد توفير الأطروحات، وتكون حديثة ومميزة ويتم إعدادها بشكل علمي. ولاشك أن الأسعار ترتفع لبعض الدراسات الخاصة بالإدارة والاقتصاد والسياسة ، نظراً للجهود الكبيرة التي تحتاجها.
ومما يزيد الطين بلة أن هناك كثيراً من المكتبات التي تقدم مثل هذه الخدمة في تنفيذ الرسائل العلمية، خصوصاً في الدراسات العليا ، وليست مقتصرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي بلا شك مخالفة للنظام.
للتواصل : [email protected]
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: البحث العلمی من
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الوزراء يستعرض أبرز أنشطته الأسبوعية: استثمارات جديدة ودعم البحث العلمي وتعزيز الأمن الغذائي
استعرض المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أبرز أنشطة رئيس مجلس الوزراء خلال هذا الأسبوع، في إطار حرص الحكومة على تعزيز الاستثمار، تطوير البنية التحتية، دعم البحث العلمي، وتحقيق التنمية المستدامة. وشهدت الفعاليات توقيع اتفاقيات جديدة مع مؤسسات دولية، إطلاق مشروعات صناعية رائدة، ومتابعة شاملة لملف التصدي للشائعات عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعكس التوجه الحكومي نحو الشفافية والكفاءة وتحفيز دور القطاع الخاص في المرحلة الحالية.
◀︎ شراكات واستثمارات دولية جديدةمصر تعزز شراكتها مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بتوقيع 6 اتفاقيات في مجالات الاستثمار والطاقة والتنمية المستدامة.
استعداد الحكومة لإطلاق حزم تيسيرات جديدة لجذب الاستثمارات في عدة قطاعات مستهدفة، مع توجيهات رئاسية بتحفيز دور القطاع الخاص.
◀︎ التصدي للشائعات وتعزيز الإعلام الرقميتابعت الحكومة ملف مكافحة الشائعات، واستعرضت ملامح منصة ذكاء اصطناعي تحت اسم "إعلامي الوزراء" للتحقق من الأخبار المغلوطة، بما يسهم في الحفاظ على الشفافية والمصداقية الإعلامية.
◀︎ تعزيز الأمن الغذائي ودعم الجهود الدوليةافتتاح المؤتمر العالمي الثالث لممثلي "الفاو" نيابة عن فخامة الرئيس، مع تأكيد التزام مصر بدعم الجهود الدولية لتحقيق أمن غذائي مستدام.
◀︎ الإنجازات المحلية ومبادرات البنية التحتيةاستقبال أكثر من مليوني طلب تصالح لمخالفات البناء، والبت في نحو 95% منها بما يعكس سرعة وكفاءة الإجراءات الحكومية.
افتتاح مصنع "ليوني" للضفائر الكهربائية للسيارات، مؤكّدًا أن مصر أصبحت مركزًا عالميًا لهذه الصناعة.
◀︎ دعم البحث العلمي والابتكارشارك رئيس الوزراء في فعاليات الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات، مؤكدًا أن البحث العلمي والابتكار على رأس أولويات الحكومة لتعزيز التنمية المستدامة والقدرة التنافسية لمصر عالميًا.