الصين تسعى لاستغلال حرب إسرائيل وحماس في تعزيز نفوذها
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
أجمع محللون أنه من المرجح أن تستخدم الصين الحرب بين إسرائيل وحماس لمحاولة تقليص النفوذ العالمي للولايات المتحدة، في سبيل تعزيز نفوذها.
وتهاجم بكين بشدة واشنطن عبر وسائل إعلامها الرسمية بشأن الصراع الدائر في الشرق الأوسط، قائلة إن "دعم الإدارة الأميركية أحادي الجانب لإسرائيل يؤجج التوترات ويزيد من الأزمة الإنسانية في المنطقة.
ونقلت صحيفة غلوبال تايمز، إحدى وسائل الإعلام الرسمية في بكين، عن خبير صيني قوله، الخميس "إذا كانت واشنطن تريد حقا التوسط في الأزمة، فيتعين عليها أن تُجلس الجانبين للمفاوضات، بدلا من إرسال سفن حربية إلى الشرق الأوسط لرفع معنويات إسرائيل".
تعليقا على ذلك، قال دينيس وايلدر، الذي شغل منصب مدير مجلس الأمن القومي الأميركي في الفترة من 2004 إلى 2005 خلال ولاية الرئيس جورج بوش، في حديث لموقع إذاعة "فويس أوف أميركا" إن "الصين تستخدم الأزمة لتعزيز دعايتها المحلية التي تصور الولايات المتحدة على أنها تدعم إسرائيل وتتنكر لحق الفلسطينيين في دولتهم".
من جانبه، قال ديفيد ساترفيلد، مدير معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، في هيوستن، إن "الصين انتهازية إلى ما لا نهاية، دائما تبحث عن المناسبات والأماكن والفرص لتعزيز انتشارها العالمي، وعلى وجه الخصوص، رغبتها في أن ينظر إليها، كحليف وشريك وصديق لما يمكن أن تسميته الجنوب العالمي".
ولفت ساترفيلد، الذي شغل منصب القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى من 2017 إلى 2019 خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن "تأثير الصين ضئيل للغاية في الشرق الأوسط".
وبرر ذلك بالقول إن تركيز بكين على سياسة عدم التدخل "وضعها في صندوق مغلق" حيث أنها تتحاشى دائما اتخاذ موقف واضح.
والسبت، طالب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نظيره الصيني، الشريك القوي لإيران، باستخدام نفوذ بكين من أجل استعادة الهدوء في الشرق الأوسط.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنّ بلينكن، الذي زار السعودية، السبت، أجرى اتصالا هاتفيا "مثمرا" مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي استغرق ساعة.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الخارجية الصينية، الخميس، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ وين بين، "طرفي الأزمة" إلى "وضع حد للعنف وإدانة الأعمال ضد المدنيين" و"تجنب المزيد من التصعيد".
ولم يدن المسؤول الصيني حماس بالاسم، وقال بدلا من ذلك، إن بكين مستعدة للتحدث والتنسيق مع الجامعة العربية للدفع بعملية سلام في الشرق الأوسط.
وبينما التزم الرئيس الصيني شي جين بينغ الصمت بشأن هذه القضية، تباحث دبلوماسيون من بكين مع نظرائهم من الدول أخرى حول الحرب بين حماس وإسرائيل.
وتحدث تشاي جون، المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط منذ عام 2019، مع أسامة خضر، مساعد وزير الخارجية المصري المسؤول عن الشؤون الفلسطينية، عبر الهاتف، الثلاثاء، وعرض دعم مساعي وقف إطلاق النار وإنهاء العنف.
وفي المؤتمر الصحفي، الجمعة، قال المتحدث باسم وزير الخارجية الصيني وانغ وينبين إن الوزير ناقش ملف الحرب الجارية مع كبير مستشاري الرئيس البرازيلي، عبر الهاتف، في اليوم السابق.
واتصلت الخدمة الكورية لإذاعة صوت أميركا "فويس أوف أميركا" بوزارة الخارجية الصينية، الجمعة، لتسأل عن سبب عدم إدانة بكين لما ارتكبه عناصر حماس في إسرائيل، لكنها لم ترد.
وقال ستيف تسانغ، مدير معهد الصين في جامعة لندن "برفض إدانة حماس، تشير الصين إلى أنها تقف إلى جانب الجنوب العالمي".
وقالت توفيا غيرينج، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن "الصين ستبذل كل ما في وسعها لتجنب الانجرار إلى هذا الأمر، مع الحفاظ على حيادها الزائف".
ومع القتال في الشرق الأوسط وأوكرانيا، هناك مخاوف بين حلفاء الولايات المتحدة في آسيا من أن اهتمام واشنطن قد يبتعد عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مما يترك ثغرة يمكن أن تحاول الصين استغلالها.
والخميس، سلط إصدار التقرير النهائي للجنة الكونغرس حول الوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة الضوء على حاجة واشنطن للاستعداد لردع وهزيمة العديد من الخصوم مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا في وقت واحد في الفترة من2027 إلى 2035.
ويقول التقرير: "إن التوقعات الاستراتيجية اليوم تتطلب تركيزاً وطنياً عاجلاً وسلسلة من الإجراءات المنسقة غير المخطط لها حاليا".
وفي اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، الأربعاء، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الولايات المتحدة "قادرة على إظهار القوة وتوجيه الموارد لمعالجة الأزمات في مسارات متعددة" في وقت واحد ودعم كل من إسرائيل وأوكرانيا.
وقال غرانت روملي، زميل في برنامج مؤسسة ديان وغيلفورد غليزر التابع لمعهد واشنطن إن "من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن تظهر لبكين أنها قادرة على دعم إسرائيل وكذلك أوكرانيا وتايوان في وقت واحد"
ويقول بعض المحللين إن أزمة غزة يمكن أن تعمل لصالح أميركا في تنافسها مع الصين.
قال روبرت فورد، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن وعمل سفيرا لدى الجزائر في الفترة من 2006 إلى 2008 "من المرجح أن يؤدي المزيد من الاهتمام الدبلوماسي الأميركي بالشرق الأوسط والصراعات الأساسية هناك إلى تقليص المساحة التي يمكن للصين أن تدخل نفسها فيها دبلوماسيا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکی الخارجیة الصینی فی الشرق الأوسط وزیر الخارجیة
إقرأ أيضاً:
الصفدي يلتقي رؤساء لجان الخارجية والدفاع في العموم البريطاني والمبعوث التجاري للأردن ووزير شؤون الشرق الأوسط
صراحة نيوز- عقد رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي في لندن عدة لقاءات ضمن زيارته الرسمية لمجلس العموم البريطاني، حيث اجتمع مع رئيسة لجنة الشؤون الخارجية إيميلي ثورنبيري، ورئيس المجموعة البرلمانية البريطانية في الاتحاد البرلمان الدولي فابيان هاميلتون، ورئيس لجنة الدفاع تانم أنجيت سينغ ديسي، والمبعوث التجاري البريطاني للأردن اللورد إيان مكينيكول، ووزير شؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر.
واستعرض الصفدي في اللقاءات خطوات المملكة في مسارات التحديث، والجهود التي يبذلها الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك بحضور السفير الأردني في بريطانيا منار الدباس.
وقال الصفدي لدى لقاء رئيسة لجنة الشؤون الخارجية إيميلي ثورنبيري، إن الأردن يبذل جهوداً متواصلة من أجل وقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات العاجلة للقطاع، محذراً من خطورة الخطوات التي تقوم به الحكومة الإسرائيلية على المنطقة برمتها، وإجراءاتها الأحادية المتصاعدة في الضفة الغربية.
وقال رئيس مجلس النواب إن جلالة الملك عبد الله الثاني طالما حذر من مغبة الإنكار للحق الفلسطيني، ودون حل شامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين لن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار، مؤكداً ثبات الأردنيين خلف قيادتهم في رفض كل مخططات التهجير، والدفاع عن القدس عبر الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وتناول الصفدي مسارات التحديث السياسية والاقتصادية والإدارية والتي جاءت عبر مشروع وطني كبير وجه له جلالة الملك عبد الله الثاني من أجل توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صناعة القرار، والوصول إلى برلمانات حزبية برامجية يكون عمادها المرأة والشباب، الأمر الذي تجسد واقعاً بتعديلات على قانوني الأحزاب والانتخاب وجرى معها ضمان تمثيل أوسع للمرأة وتخفيض سن الترشح، وهو ما ينعكس واقعاً بوجود عدد كبير من النواب الشباب.
من جهتها أكدت ثورنبيري تقدير البرلمان البريطاني الكبير للدور الأردني الفاعل والمؤثر من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، معبرة عن دعم كل الجهود الرامية لوقف الحرب على غزة والمضي بمسار سلام يضمن إقامة الدولة الفلسطينية.
وثمنت ثورنبيري خطوات التحديث في المسارات المختلفة في الأردن، مؤكدة أن التجربة الأردنية متطورة وتستحق الدعم، كما عبرت عن أهمية دعم الأردن في مختلف المجالات، واصفة المملكة بالشريك الموثوق.
كما عقد الصفدي لقاء مع رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية في الاتحاد البرلماني الدولي فابيان هاميلتون، أكد خلاله تطلع مجلس النواب إلى تنسيق مشترك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، حول القضايا المشتركة، وخاصة قضايا الشرق الأوسط، وفلسطين، واللاجئين ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وشدد الصفدي على أهمية تبني مواقف داعمة للأمن الإقليمي، والتنسيق من أجل دعم قرارات حماية المدنيين في النزاعات، مستعرضاً أعباء اللجوء على الأردن في ضوء عدم إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته الأخلاقية والإنسانية تجاه اللاجئين.
من جهته أكد هاميلتون أهمية التنسيق البرلماني المشترك خدمة لصالح البلدين والشعبين الصديقين، وضرورة التشاور حيال القضايا المشتركة في البرلمان الدولي، معبراً عن التقدير الكبير لمواقف الأردن المعتدلة، ودور المملكة في استضافة اللاجئين الأمر الذي يستوجب تقديم مختلف أشكال الدعم للمملكة.
وفي اللقاء مع رئيس لجنة الدفاع تانم أنجيت سينغ ديسي، قال الصفدي إن منطقة الشرق الأوسط تشهد اليوم تحديات خطيرة، وبقاء القضية الفلسطينية دون حل عادل وشامل على أساس حل الدولتين من شأنه أن يجر المنطقة للفوضى بخاصة مع استمرار الحرب الوحشية على غزة وتصاعد وتيرة الخطوات الأحادية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال الصفدي إن علاقات الأردن وبريطانيا تستمد ثباتها ورسوخها من تاريخ طويل لعلاقة متينة بين الأسرتيّن الملكيتيّن، مؤكداً أن الأردن ينعم باستقرار سياسي بفضل قيادة جلالة الملك، والتفاف الأردنيين حول قيادته الحكيمة.
وتناول رئيس مجلس النواب ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين، وأهمية التعاون في مواجهة خطر التنظيمات المتطرفة، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
من جهته أكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني، أهمية الدور الأردني في مكافحة التطرف والإرهاب، ودورها في السعي لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقال إن المنطقة اليوم بحاجة إلى صوت السلام الذي يعبر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني، ولا بد من تكثيف جهود وقف الحرب على غزة والشروع بمسار سلام يضمن الأمن والاستقرار للأجيال.
وأكد أن الأردن وبريطانيا تربطهما علاقات متينة، وهناك آفاق تعاون مشتركة كثيرة، والبرلمانات لديها إمكانية ومساحة لتهيئة البيئة والأرضية المناسبة لتحقيق مصالح البلدين.
وفي لقاء آخر مع وزير شؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر، قال الصفدي إن الأردن ينعم باستقرار على الصعد كافة بفضل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ورسوخ مؤسساتنا الوطنية ووعي شعبنا وتوحدهم خلف الجيش والأجهزة الأمنية، قائلاً إن المملكة تؤمن دوما بالاعتدال والدعوة للحوار سبيلاً لمختلف الازمات.
وحذر الصفدي من تداعيات الخطوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، داعياً إلى جهود برلمانية مساندة من أجل وقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات العاجلة، والمضي بمسار حل الدولتين بوصفه الضامن لحق الأشقاء الفلسطينيين، والاستمرار في دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.
وتناول الصفدي الأعباء التي واجهت المملكة بسبب أزمات اللجوء المتعاقبة، مشيراً إلى أن الأردن بقي على جبهة ساخنة طيلة سنوات الأزمة السورية، بسبب محاولات التهريب المنظم للسلاح والمخدرات، مؤكداً دعم الأردن لأمن ووحدة واستقرار سوريا وجهودها نحو إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب والدمار.
من جهته أكد وزير شؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر تقدير بلاده عالياً للدور الأردني الكبير بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني الساعي لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مشدداً على أهمية دعم الجهود الرامية لوقف الحرب على غزة، والمضي بمسار حل الدولتين، وحذر بالوقت ذاته من خطورة وتداعيات الخطوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
كما التقى الصفدي بالمبعوث التجاري البريطاني للأردن اللورد إيان مكينيكول، وقدم رئيس مجلس النواب الشكر والتقدير لمواقف بريطانيا الداعمة للأردن، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك، وبناء جسور تعاون مع رجال الأعمال، وتشجيع الاستثمار المتبادل من خلال زيارات ميدانية ومشاركات متبادلة للفعاليات اقتصادية، مستعرضا التشريعات المشجعة للاستثمار، والبنية المتينة للاقتصاد الوطني وفق رؤية التحديث الاقتصادي.
وأكد الصفدي أهمية تأسيس منتدى رجال أعمال أردني–بريطاني بمشاركة القطاعين العام والخاص، بهدف تقديم منصة للتواصل بين رجال الأعمال، واستكشاف فرص للاستثمار البريطاني في قطاعات أردنية محورية، ودعم المشاريع المشتركة لتعزيز النمو الاقتصادي الثنائي.
من جهته أكد اللورد إيان مكينيكول أهمية فكرة إقامة منتدى رجال الأعمال المشترك، لتعميق الشراكات التجارية بين القطاعين الخاصين في البلدين، عبر إجراء زيارات متبادلة بين غرف الصناعة والتجارة ورجال الأعمال في كلا البلدين.
وعبر اللورد مكينيكول عن ثقة بلاده بالأردن، ودور المملكة كشريك استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، مقدراً مواقف الأردن المعتدلة ومساعيها الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار.
وكان الصفدي استهل زيارته إلى بريطانيا، بلقاء مع رئيس مجلس العموم البريطاني ليندسي هويل، ورئيس مجلس اللوردات البريطاني جون ماكفول، أكدوا خلالها أهمية وعمق العلاقات الأردنية البريطانية وضرورة تعزيزها في المجالات كافة بما يخدم البلدين والشعبين الصديقين، وضرورة تكثيف الجهود لوقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات العاجلة للقطاع، وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس، مشددين على أن حل الدولتين هو السبيل لضمان الحق الفلسطيني وبوابة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأقام رئيس مجلس العموم البريطاني مأدبة عشاء تكريماً للصفدي والسفير الأردني والوفد البرلماني الأردني الذي ضم النواب: مصطفى العماوي رئيس اللجنة القانونية، وخميس عطية رئيس كتلة ارادة والوسط الإسلامي، ودينا البشير رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وطلال النسور، وسامر الأزايدة، ومدير عام مكتب رئيس مجلس النواب محمود الخلايلة، وأمين عام مجلس النواب عواد الغويري.