بالمقامات الصوتية .. طالب من الوافدين بالأزهر يبدع في إلقاء الشعر
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
أنشد أحمد داود سعيد، أحد الطلاب الوافدين من دولة نيجيريا، بيت شعر (الليل ولى وانقضت أحكامه، وهكذا المؤمل تنقضي أيامه).
وقال أحمد داود سعيد، في فيديو لصدى البلد، إن المقامات الصوتية هي: مقام البيَّات - مقام الرصد - مقام العجب - مقام الكرد - مقام النهاوند - مقام السيكا - مقام الصبا - مقام الحجاز.
كتاب المقامانتهى المنشد الديني ، محمد عاطف، من من إعداد كتاب (المقام) عن قواعد المقامات الصوتية، ليكون أول منشد يؤلف كتاب في المقامات الصوتية، وراجعته الدكتورة منال عفيفي، الأستاذة بكلية التربية الموسيقية.
وذكر المنشد الديني ، محمد عاطف،لصدى البلد، أن الكتاب متضمن شرح المقامات الموسيقية مع توضيح النوتة الموسيقية لكل مقام وبيان تحليله وبعض الأمثلة عليه، مع إضافة نبذة عن نشأة علم المقامات وموجز عن علم الأصوات وبعض المصطلحات الموسيقية، وسيفيد كل من يريد تعلم الإنشاد والمقامات.
وأشار إلى أن المقامات الصوتية ، هي من علوم الآلة وهي مقامات صوتية طبيعية ترتقي بأداء القارئ والمبتهل ، وهي عبارة عن أحوال يدخل فيها القاري والمستمع في نفس الوقت، وتتنوع المقامات إلى : مقام الرست ، مقام النهاوند، مقام الحجازـ، مقام البيات، مقام سيكا، مقام الصبا، مقام العجم، مقام الكرد.
وتابع محمد عاطف: حاولت في هذا الكتاب أن يشتمل على تسهيل دراسة قواعد المقامات الصوتية وفهم المقامات الموسيقية ونبذة عن أنواع الأصوات حتى يصل الدارس إلى القدرة على التمييز بين المقامات وفهم ما يتعلق بالصوت وكيفية الإبتهال والثناء على الله عزوجل ومدح حبيبه المصطفى.
وأضاف، أن الإنشاد الديني بدأ في عهد النبي الكريم ، حين استقبله أهل المدينة المنورة بنشيد ططلع البدر علينا من ثنيات الوداع ، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع"
وقد مر النبي الكريم بنسوة كن يمدحنه وقلن "نحن نسوة من بني النجار يا حبذا محمد من جار.
واستمر أمر الإنشاد إلى يومنا هذا وقد تطور عبر الأزمنة والعصور التي مر بها ، ووثق هذه الفترة ما جاء في التراث المصري وتوثيق دور الشيوخ الكبار الذين استنبط منهم العلماء بعد ذلك قواعد المقامات الصوتية الموسيقية
كما أن الإنشاد الديني يلعب دورا مهما في الترويح عن النفوس فهو غذاء الروح ودواء القلب ليشدوا به المنشد والمبتهل ليصل إلى قلوب السامعين بكلام يبعث الحب لله عزوجل ولحبيبه المصطفى في نفوس الناس.
أنواع الصوت للرجل والمرأةقال الشيخ طه عبد الوهاب، خبير المقامات الصوتية، إن الصوت هو كل شيء للإنسان، فهو عنوان حالته الثقافية والنفسية والصحية، فهو إشارة من جنس إلى جنس آخر مكونة من مجموعة طبقات تحمل فى طياتها بما يسمى بالإحساس.
وأضاف عبد الوهاب، فى لقائه على فضائية "dmc"، إن بعض الناس قديما اجتهدوا فى تصنيف الصوت من خلال الألوان، فقالوا عن الصوت النقى أنه ناصع البياض مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والأكثر نقاء هو الأبيض، والأقل منه أصفر، والصوت الذى به حدة يقولون عنه أحمر، والمرن هو الأخضر.
وأشار إلى أنه من الناحية العلمية والأكاديمية يقسم الصوت إلى ثلاثة أنواع، الرجالى ثلاثة والنسائي ثلاثة، فمثلا صوت المرأة الغليظ يقولون عنه (ألتو) ومتوسط الغلظة يسمى (ميتسو سوبرانو) والحاد (سوبرانو)، أما صوت الرجل الغليظ يسمى (باص) ومتوسط الغلظة يسمى (باريتون) والصوت الحاد يسمى (تينور).
تدريس المقاماتوقال المنشد الديني، أحمد العمري، إنه يتفق مع تدريس مؤلفات عن الإنشاد الديني وعلم المقامات، فهناك الكثير من يعلم المقامات والشيخ محمود التهامي يعلم الإنشاد ويشكر على مجهوده، وأتمنى أن أكون في يوم من الأيام من المؤثرين في مجال الإنشاد الديني.
وأضاف أحمد العمري، المنشد الديني، في فيديو لصدى البلد، إن الفنان أحمد حلمي كان نقطة تحول بالنسبة لي ، فهو كان من الأسباب التي رزقني الله بها، فالبداية كانت مع الأستاذ أحمد حلمي فهو كان صاحب الشرارة التي جعلت كل الصفحات والسوشيال ميديا يهتم بشخصي الكريم ، وأن يصل صوتي إلى مصر كلها، فلا أنسى دوره معي، والجميل في الأمر أنه لا يعرفني ولا يربطني به أي صلة.
وأشار أحمد العمري، إلى أن مجال الإنشاد الديني في سوريا يعتمد على الإيقاعات الكثيرة والألحان ويعتمد على العلم أكثر ولديهم روح، ولكن الإنشاد المصري كل اعتماده على الروح، ولكننا تميزنا في التواشيح القديمة ، والإنشاد المصري هو من أصعب الطرق الإنشادية الموجودة.
وتابع: أنصح أي شخص يدخل مجال الإنشاد أن يتعلم ويتعلم ويسمع كثيرا ولا يقول إنه وصل إلى مرحلة عالية ويكتفي بهذا القدر، فنحن نتعلم كل يوم معلومة جديدة ، وهذا كله يثقل المواهب بشكل كبير، وأتمنى من الشباب تكوين فرق إنشادية أكثر من العمل بشكل فردي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الوافدين نيجيريا المقامات الصوتية الإنشاد الدینی المنشد الدینی
إقرأ أيضاً:
من منكم صحى مع الديك؟!
يونس بن مرهون البوسعيدي
قبل أكثر من عشرين سنة ربما، أجريتُ لقاء صحفيًا مع الشاعر الكبير أستاذنا سالم بن علي الكلباني لمجلة المعالم العمانية التي كانت تصدر من لندن، اللقاء لم يُنشر، لكن (أظن ) أحتفظ به مع لقاءات أخريات مع بعض الأدباء العمانيين مثل يحيى البهلاني، عبدالعزيز الفارسي، صالح الفهدي، ومسعود الحمداني ، واللقاء الوحيد الذي نُشر ليحيى رحمه الله وكان آخر لقاء إعلامي له.
في لقائي مع أستاذنا سالم بن علي الكلباني أذكر أني سألتُه سؤالا فحواه: كيف تقضي حياتك اليومية وأنت شاعر، أو أين الشعر في حياتك اليومية؟
طبعًا سؤالي انطلق يومها من فرط ما تشبّعنا في الملاحق الثقافية بصورة الأديب كث الشعر وربما يمسك قلما مع سيجارة -موضة الأديب والمثقف يومها - قبل أن يأتي الفيسبوك وإخوته ويكسرون سطوة حضور (النخب الثقافية في تلك الملاحق) وتقذف بكثير من تلك الأسماء في الكراسي الأخيرة من الجماهيرية .
ذلك السؤال انطلق من كينونتي حين ظنتتُ الشِعر هو الهواء والماء والإكسير الذي لا يُعاش بدونه ، وكان ظني أن الشاعر أو المثقف هو نائب الله في كل شيء، وأن عداوته مع السياسي نضال لأجل وطن ، وأن فقره وعوزه نيشانٌ عظيم في سيرته الأدبية وووو… إلى آخره.
العجيب أن سالم بن علي الكلباني صدم رأس ذلك الشاعر المتحمس والمتحفز يومها فقال لي: الشاعر مثل أيّ إنسان يعيش ويضحك وينازع ويخاصم ويفجر ويحتال وووو.. وبعض الصفات لم يقل بها سالم بن علي بل هي إضافات مني بعد العشرين سنة من عُمر اللقاء.
ربما أقترب من ثلاثين سنة من دخولي ما يُسمى بالوسط الأدبي العُماني والعربي ربما، أعترف أني حققتُ إنجازات وجوائز وصيتًا حسنا، وكذلك خيبات أكثر، وتحقيقات بوليسية ومحاكمات اقتربت من السجن، بل عداوات مع أدباء مستعد للاعتذار من أصحابها لو كنتُ أنا المبتدأ فيها، ولكن الذي لا أستطيع الاعتذار منه هو اصطناع الحكومة أو الحكومات (لمسيخٍ يخدم أجندتها مقابل تهميش مبدعي الوطن الحقيقين ، وكذلك لن أغفر لأحد تسطيح الثقافة والفكر حد التفاهة) وقد يكون السبب في ذلك موظف في وزارة الثقافة ولا يعرف من الثقافة حتى مسكة القلم.
بعد سنين طوال من ذلك اللقاء يعود سالم بن علي الكلباني وكتب تغريدة في تويتر فحواها (الوطن لا يعرف الأديب إلا لو فاز خارج الوطن) بعد هذه التغريدة بشهور كتب د. هلال الحجري تدوينة على الفيسبوك (يشكك فيها بالجوائز العربية ليطرح السؤال نفسه: هل الوطن لا يعرفُ مبدعيه الحقيقيين؟ هل الإبداع الحقيقي خافٍ عن عيون الوطن؟
من بين الاشتغالات المجانية في خدمة الأدب والشعر في بلدي الحبيب إشرافي على ملحق قافية ، ضمن أعمال إدارات الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء -وللعلم اشتغلتُ ربما مع خمس إدارات ولم أكن يومها عضوا في أي مجلس إدارة، ولكن الشغف هو الذي كان يدفعني للعمل الأدبي مع ذكريات باهتة للأسف مع بعض (الأشخاص) ولا أقول الأدب لفقدانهم الأدب بمعناه الأخلاقي؛ المهم اضطرني هذا العمل للإلمام بالكتّاب العمانيين فتوجهتُ لأحد الأهل العاملين في (وزارة الثقافة) أطلب قاعدة بيانات الأدباء العمانيين لأتواصل معهم لاستكتابهم نصوصا للملحق ، ليفاجأني الجواب: لا توجد قاعدة بيانات يومها، لأكتب قائمة بالشعراء والنقاد وأسلمها له ليؤسسوا قاعدة بيانات.
مرّ الزمن بأعاجيبه، وفتَرَ ذلك الغلام الذي سأل السؤال الصحفي لسالم بن علي الكلباني، وتيقّن أن الحياة مع الشعر مثل لحظة استمناء محدودة الزمن وتعقبها صحوة تؤكد محدودية جدواها أيضًا، وصار حُب الشعر والحياة معه مثل بيت قديم يسلح فيه من لا يجد كنيفًا مرموقا، خصوصا أن نصوص الشعراء تشابهت بسبب المسابقات الأدبية التي تعتريها شبهات كثيرة ، بل النذير الأشد خطورة أن الذكاء الاصطناعي يبشّر بإمكانية كتابة نص شعري موزون لمن يرغب، أو لمن يظن أن الشعر مهمٌ أمام فقاعات السوشل ميديا .
بعد هذا كله يرسل لي أحد الأحبة أن جهة رسمية تنوي تأسيس قاعدة بيانات لأدباء عُمان؟
من يتكرم بإخبارها أن الناس لم تعد تستيقظ على صياح الديك لو تأخر عن الفجر، بل ماذا تريد من قاعدة البيانات إذا كانت صلة رحمها مقطوعة بالأسماء المحشوة في قاعدة البيانات؟