البيضاء – سبأ :

حضر فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى- القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم، بمحافظة البيضاء حفل تخرج دفعة جديدة من منتسبي المنطقة العسكرية السابعة، وعرضاً عسكرياً مهيباً لوحدات رمزية من قواتها بمناسبة العيد الـ 60 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة.

وشاركت في العرض العسكري المهيب الذي حضره نائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية – وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور رشيد أبو لحوم، وزير الدفاع بحكومة تصريف الأعمال اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، وحدات رمزية لآلاف من قوات المشاة للمنطقة السابعة ووحدة المدفعية وضد الدروع وطائرات رجوم وطائرات الهليوكوبتر.

وأظهرت الوحدات العسكرية من خلال العرض مدى الاستعداد والجاهزية لحماية أهداف الثورات اليمنية ومكتسباتها ومنها ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان بمشاركة كافة أبناء اليمن كافة لطرد الاحتلال البريطاني وتكللت بالنجاح.

وفي الاحتفال أشار وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال العاطفي، إلى أن تخرج عدد من الدفع والدورات العسكرية التخصصية المهمة، سيكون رافداً لمسارات بناء وتحديث مختلف صنوف وتشكيلات القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية والقوى والوحدات الخاصة.

وقال “يسعدني ويشرفني أن أنقل للخريجين تحايا وتهاني قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بهذه المناسبة والإنجاز النوعي والنجاح المبهر المواكب لمقتضيات ومتطلبات بناء القدرات العسكرية الدفاعية والهجومية للجمهورية اليمنية وبما يجعلها عند المستوى الرفيع والجهوزية القتالية والمعنوية العالية في الدفاع عن سيادة واستقلال ووحدة الوطن والحفاظ على ثرواته ومقدراته الاقتصادية وموقعه الاستراتيجي الحيوي والانتصار لإرادة شعبنا الصامد في معركته التحررية المقدسة والشاملة ضد القوى الاستعمارية وأدواتها”.

ولفت إلى تزامن حفل التخرج مع احتفالات الشعب اليمني بالعيد الستين لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، هذه الثورة التي كانت المنار المشرق والمستقبل الواعد للشعب اليمني الرافض للمستعمرين والعملاء.

وأضاف “على سطور تاريخ هذه الثورة التحررية رحل المستعمرون والغزاة وأدركت الامبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس أن اليمن قطعة من النيران وأنه لا سيطرة لها عليه ولا بقاء لها فيه”.

وتطرق اللواء العاطفي إلى دلالات الاحتفال بهذه المناسبة لاستعادة وهجها وألقها، والتأكيد على تلك القيم والمبادئ الثورية العظيمة التي تجسد ذات الموقف في التصدي للمحتلين الجدد ووكلاء المؤامرات من قوى إقليمية قبلت ان تكون مخلباً للمستعمر ضد الشعب اليمني وآماله وطموحاته في الحرية والاستقلال.

وقال “تابعنا ونتابع باهتمام بالغ وبرصد دقيق سير العملية العسكرية المباركة “طوفان الأقصى” التي قادتها المقاومة الفلسطينية بدعم وتأييد محور المقاومة .. مبيناً أن الشعب اليمني عبر عن موقفه من خلال الزخم الجماهيري الذي هب إلى كل الساحات لمناصرتها وإعلان موقف مساندتها الوطنية والشعبية ضد الغطرسة الصهيونية.

وأوضح أن هذه المعركة التاريخية ألحقت أكبر هزيمة عسكرية ومخابراتية ومعنوية للكيان الصهيوني المحتل المتغطرس الذي ظهر على حقيقته بأنه أوهن من بيت العنكبوت .. معبراً عن مباركة القوات المسلحة لهذه العملية وتأكيدها على الموقف المساند والداعم والمنفذ لما أعلنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والذي أثلج الصدور عندما قال “إذا تدخل الأمريكي بشكل مباشر للعدوان على غزة فنحن مستعدون للمشاركة في القصف الصاروخي والمسيرات والخيارات العسكرية”.

وأضاف “إننا في القوات المسلحة رهن إشارة قائد الثورة أينما يوجهنا سنتحول إلى براكين مهلكة للأعداء أينما وجدوا، ونحن بفضل الله في أعلى الجهوزية القتالية والمعنوية الكاملة لجيشنا ومجاهدينا الأحرار في التنفيذ العملي للتوجيهات وستثبت الأيام ذلك”.

وذكر أنه في الوقت الذي تقوم به القوات المسلحة بمسؤولياتها الوطنية والعسكرية من مهام الدفاع عن الوطن وسيادته ومواجهة العدوان وأذنابه والمرابطة في المواقع والجبهات، فإنها وتنفيذا لموجهات قائد الثورة كانت وما تزال في سباق مع الزمن وبإرادة قوية وعزم لا يلين لتعزيز منظومة البناء العسكري النوعي الحديث وإعادة تنظيم وحدات القوات المسلحة وتحقيق الانطلاقة المنشودة في الصناعات العسكرية المتمثلة في صناعة وتطوير منظومات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي جعلت اليمن يمتلك قرار الردع الاستراتيجي، وهو قرار مهم اتخذته القيادة الثورية لترسيخ ثوابت عسكرية وجيوسياسية للتعامل مع تحديات وتهديدات الأعداء والغزاة.

وأكد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال، أن هذه القوة أثبتت أن اليمن أصبح رقماً مهماً وصعباً وأسهمت في صياغة معادلة ردع يمنية قوية رسخّت قيم العزة والكرامة وعزّزت من الايمان العميق بالسيادة الوطنية الكاملة دون انتقاص، وبعثت برسائل وحقائق مهمة مفادها بأن لديه من الإمكانات والقدرات ما يجعل أي عدو أو متطاول يناله من الألم والوجع مالم يكن يتخيله أو يستوعبه خلال تسع سنوات، وعلى الأعداء معرفة أن المعركة إذا اندلعت ستكون أوسع وأشد وقعاً مما مضى.

ووصف المرحلة الراهنة بكل أبعادها ومستجداتها ومتغيرات أحداثها بالمهمة والحساسة والجادة، والتي رسم ملامحها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه المهم بذكرى المولد النبوي الذي أعلن فيه مضامين المرحلة الأولى للتغيير الجذري بإجراءات وخطوات ضرورية لمعالجة المسارات الثورية على أساس متين يرتكز على الهوية الإيمانية وبما يصب في خدمة الشعب اليمني وبناء الدولة اليمنية القوية الموحدة العادلة المهابة المستقلة ذات السيادة الكاملة.

وجدد اللواء العاطفي، التأكيد على أن القوات المسلحة اليمنية بكافة صنوفها وتشكيلاتها البرية والبحرية والجوية في أتم الجاهزية القتالية وأعلى مستويات الاستعداد النفسي والمعنوي لتعليم من جهل ومن يجهل معنى السيادة الوطنية الكاملة وأنه لن يتم القبول باستمرار الفوضى المدمرة والتدخلات السافرة في الشأن اليمني.

وعبر عن الأمل في أن يبلور الخريجون خبراتهم العلمية والعملية العسكرية المكتسبة في ميادين ومواقع العزة والكرامة ليستفيد منها رفاق دربهم في مختلف المجالات التخصصية، والمساهمة في تطوير القوات المسلحة وتعزيز قدراتها لمواجهة التحديات المستقبلية.

وشدد وزير الدفاع بحكومة تصريف الأعمال على أهمية استخدام المعرفة والمهارات التي اكتسبها الخريجون بما يعزز من القدرات العسكرية ومعرفة أن دورهم لا يقتصر على تنفيذ الأوامر فحسب، بل يشمل القدرة على التفكير والإبداع في مختلف الظروف والأوقات.

وألقى العميد حسام القطابري كلمة عن المنطقة العسكرية السابعة وعن الخريجين أحمد الحمزي، عبرا من خلالهما عن الفخر والاعتزاز بتخرج هذه الدفعة من منتسبي المنطقة العسكرية السابعة بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الـ 60 لثورة الـ 14 أكتوبر المجيدة التي أسقطت أعتى استعمار جثم على المحافظات الجنوبية والشرقية من الوطن طيلة 128 عاماً.

وأوضحا أن القوات المسلحة غدت اليوم قوة مهابة تحمي اليمن وتدافع عن سيادته واستقلاله ووحدته وترابه، مشيرًين إلى أن الاحتفال بهذا الإنجاز النوعي يجسد عظمة النجاح المواكب لمقتضيات ومتطلبات بناء القدرات العسكرية لليمن، وبما يجعله عند المستوى الرفيع من الجهوزية القتالية والمعنوية للدفاع عن سيادة واستقلال ووحدة اليمن والحفاظ على ثرواته ومقدراته الاقتصادية والانتصار لإرادة الشعب اليمني الصامد في معركته التحررية الشاملة.

واستعرض القطابري والحمزي، ما تلقاه الخريجون من مهارات وخبرات علمية عسكرية وتخصصية، والجهود التي بذلتها قيادة المنطقة العسكرية السابعة وطاقم التأهيل والتدريب.

وجددا العهد لقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى والشعب اليمني بالاستعداد للتضحية واستكمال معركة التحرر والاستقلال ودحر قوى العدوان والاحتلال وأدواتها وتطهير كامل تراب اليمن من رجس المعتدين والطغاة.

تخلل الحفل أوبريت لفرقة المسيرة بمحافظة البيضاء وفقرات من التراث الشعبي لمكتب الثقافة في المحافظة وقصيدة شعرية للشاعر منار العشي.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي أکتوبر المجیدة القوات المسلحة تصریف الأعمال الشعب الیمنی قائد الثورة وزیر الدفاع

إقرأ أيضاً:

الأردنيون يحتفلون بيوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى

صراحة نيوز ـ يحتفل الأردنيون الأحرار في العاشر من حزيران، ومعهم أبناء القوات المسلحة الشجعان، بيوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، إذ تظللنا مناسبات جليلة حاضرة في النفس وخالدة في الوجدان، نستمد منها الهمة والعزيمة، وتجدد فينا الأمل وتحفزنا للعمل والمضي قدما نحو رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره.

إنها أعياد وطنية راسخة في القلوب، وراسمة نقشها السرمدي على ثغور الوطن وحدوده المصانة بجهود كبيرة يبذلها نشامى جيشنا العربي المصطفوي، فكان الجيش وارث الثورة العربية الكبرى وحامل رسالتها، والذي نحتفل بعيده الميمون المرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخها والمنبثق عنها.

في حضرة الجيش يقف الوطن بشموخ واعتزاز وفخار، تسموه معاني الإجلال والإكبار، لعظيم صنائعه التي زينت الربوع والرحاب وزادتها بهاء وضياء وألقا، فأضحى الجيش شامة ووساما زين جبين الوطن الأشم، وحظي بسمعة طيبة وشعبية واسعة؛ لما يتمتع به من مبادئ أصيلة وأخلاق كريمة جعلته يسكن القلوب أينما حل وارتحل، ويترك أثرا طيبا في النفوس أينما حط رحاله، وكأنه بلسم شاف ونسيم عليل يمسح الآلام ويداوي الجراح.

فصول كتبت بتضحيات جسام، وقصص رويت بمسك وريحان لدماء زكية سالت لتروي تراب الوطن الطهور، فنثر الياسمين شذى عبيره ليملأ أرجاء المكان، وليوثق الزمان روايات تحكي للأجيال لوحات بطولية رسمها فرسان الجيش العربي بأرواحهم الطاهرة، قدموا فيها مواكب الشهداء كانت كواكبا وشموسا، ومنارات مشعة وقناديل مضيئة أنارت القلوب والدروب، وبقيت شواهد ماثلة تدب فينا العزم وتدفعنا للذود عن حمى الوطن وحياضه.

وفي الحديث عن القيم التي تحملها الأعياد الوطنية، هذه الجواهر الثمينة، فإننا نتحدث عن تاريخنا القومي والذي كانت فيه الثورة العربية الكبرى منطلق مسيرتنا الخيرة، والمرجع الذي يجمعنا، والرسالة التي نحملها، لقد كانت فكرا قوميا توحد على يد قائد هاشمي حكيم امتد عبر السنين والأجيال، يوجه مسيرة أمة ويرسم لها معالم آمالها وأحلامها وتطلعاتها.

يشكل الجيش العربي ركنا أساسيا من أركان الدولة الأردنية، وله مساهمة كبيرة في تطور الدولة وتحديثها على المستويات كافة، ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة منذ عهد جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، الذي أراد له أن يكون جيشا عربيا مقداما يحمل راية الثورة العربية، ومرورا بعهد جلالة الملك طلال صانع الدستور، وجلالة الملك الباني الحسين بن طلال، وصولا إلى عهد جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني.

ومنذ تأسيس الإمارة ونشأة الجيش العربي، نالت القوات المسلحة وما زالت تنال حظا وافرا وحصة كبيرة، حيث أولتها القيادة الهاشمية الحكيمة الرعاية والاهتمام، فعلى مختلف الأصعدة مرت بالعديد من مراحل التطوير والتحديث شملت جميع النواحي تنظيما وتسليحا وتدريبا، واستطاعت بفضل القرار الحكيم والصائب للمغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، أن تمتلك زمام الأمور وتنطلق في أداء مهامها وتنفيذ واجباتها بكل كفاءة واحترافية واقتدار.

وحافظت القوات المسلحة الباسلة، والتي تعد من أقدم الجيوش العربية، على عقيدتها العسكرية المستمدة من مبادئ الثورة العربية الكبرى، فخاضت منذ عام 1948 معارك الشرف والبطولة على تراب فلسطين، واستبسل أبطالها الأشاوس في سبيل الدفاع عن كرامة الوطن والأمة، وسجلوا نصرا مؤزرا في معركة الكرامة الخالدة، محطمين أسطورة الجيش الذي لا يقهر، كما وشاركت القوات المسلحة في المعارك والحروب إلى جانب أشقائهم، ووقفت معهم في خندق العروبة دفاعا عن الأرض وحفاظا للعرض، كما ولبت نداء الإنسانية ومدت يد العون والمساندة للأصدقاء في مختلف بقاع العالم، وغدت عنوانا للأصالة والتميز والإباء.

واستمر الاهتمام بالجيش درع الوطن وحصنه المنيع، وعملت القيادة الهاشمية على الارتقاء به إعدادا وتأهيلا وتسليحا وتنظيما، إلى أن وصل لمصاف الجيوش الكبرى، واستطاعت القوات المسلحة أن تواكب جيوش الدول المتقدمة في هذه المجالات، حتى وصلت لدرجة عالية من الاحترافية والكفاءة والتميز مكنتها من أداء أدوارها الدفاعية والقومية والإنسانية والتنموية على أكمل وجه، وتعد القوات المسلحة من الركائز الأساسية التي تضمن أمن واستقرار الوطن، فضلا عن الأدوار التنموية والمساهمة الفاعلة في العمليات الإنسانية والإغاثية، ولتبقى القوات المسلحة محافظة على أدائها، وقادرة على تنفيذ مهامها وواجباتها، أولاها بنو هاشم الأخيار جل اهتمامهم وعظيم رعايتهم؛ في سعي دؤوب لتطوير قدراتها، ورفدها بأحدث الأسلحة والمعدات؛ وتم إعادة تنظيمها بما يتناسب مع التهديدات المتوقعة، وذلك من خلال إعادة هيكلة العديد من الوحدات وتشكيلات المناطق وتزويدها بأحدث الأسلحة، ودمج بعض التشكيلات والمديريات ذات الأدوار المتشابهة، وإعادة تنظيم بعض الوحدات.

وتطلع جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني لبناء قوات مسلحة عصرية وحديثة، تتمتع بمرونة عالية وقدرة كبيرة على الحركة ومواجهة التحديات الاستراتيجية المتغيرة، وعمدت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى إعادة هيكلة واسعة شملت المناطق العسكرية والتشكيلات، وتطوير وتحديث قدرات قوات حرس الحدود وتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، لتبقى قادرة على القيام بالمهمات والأدوار والواجبات المناطة بها في ظل بيئة إقليمية متغيرة، فعملت القيادة العامة على إجراء مراجعات استراتيجية وتغييرات على الهيكل التنظيمي؛ بهدف توحيد الجهود العملياتية واللوجستية لتعزيز القدرات القتالية، من خلال تحديث الأسلحة والمعدات وتطوير إدارة الموارد البشرية والدفاعية، فضلا عن توسيع نطاق المشاركات مع الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات ونقل المعرفة وتوسيع أطرها.

ففي عهد جلالته الميمون جاءت التوجيهات الملكية بإجراء خطة هيكلة القوات المسلحة لتطوير أدائها، لتتمكن من مواجهة كافة التحديات، من خلال مراجعة المتطلبات المتعلقة بتطوير وتحديث القوات المسلحة من حيث الإعداد والتدريب والتسليح بما يتواءم مع المستجدات، وبشكل يضمن أعلى مستويات التنسيق مع الأجهزة الأمنية، وذلك من خلال دمج بعض التشكيلات وتعزيز قدراتها للتعامل والتصدي للتهديدات المتوقعة.

وشهدت القوات المسلحة نقلة نوعية في مجال التسليح من خلال رفدها بأحدث منظومات الأسلحة للقيام بمهامها بكفاءة عالية، وإنجاز واجباتها بتميز واقتدار، وشمل هذا التحديث القوات البرية والجوية والبحرية، موجها جلالته بتزويدها بأحدث التقنيات ووسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات والأسلحة لمواكبة تطورات الحرب الحديثة، بما يضمن رفع قدرات القتال في مختلف الظروف والأوقات.

وطورت منظومات مراقبة الحدود، وأصبحت تضم أنظمة إلكترونية متطورة تشمل الكاميرات والرادارات والطائرات المسيرة، لزيادة القدرة على المراقبة والكشف للأهداف الأرضية والمركبات والأشخاص والطائرات المسيرة وأنظمة التداخل الإلكتروني، وتوفر هذه المنظومة قدرات ردع للتهديد المتنامي الناتج عن استخدام الطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع والتهريب، إضافة إلى توفير كشف راداري لتهديد الطائرات المسيرة في المناطق الحدودية.

وفي المجال التنموي، شهدت سنوات القرن الجديد نموا كبيرا في الدور التنموي للقوات المسلحة؛ ففي مجال التربية والتعليم ازدادت أعداد مدارس الثقافة العسكرية لتصل إلى 55 مدرسة عام 2025، واستفاد من المنح الدراسية الجامعية (المكرمة الملكية السامية لأبناء العسكريين العاملين والمتقاعدين) أكثر من 100 ألف طالب وطالبة.

وفي مجال الخدمات الطبية، تغطي الخدمات الطبية الملكية شريحة واسعة من مواطني المملكة بالتأمين الصحي من خلال مستشفياتها ومراكزها المنتشرة في كافة محافظات المملكة والتي تم إنشاء العديد منها مؤخرا، وتتميز اليوم بأنها أصبحت ذات بعد عالمي وعربي واضح في نظام خدماتها، من خلال مقدرتها على فتح مستشفيات لإغاثة المتضررين من الكوارث والحروب.

وتضاعف دور القوات المسلحة في الأمن الغذائي الوطني من خلال إنشاء الأسواق التابعة للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية في كافة أنحاء المملكة، بالإضافة للمشاريع الزراعية الريادية التي تشرف عليها القوات المسلحة والتي كان آخرها في منطقتي الباقورة والغمر، كما أسهمت القوات المسلحة بتطهير مساحات حدودية واسعة من الألغام؛ ليصار إلى الاستفادة منها في الزراعة، فضلا عن إنشاء وترميم العديد من السدود والحفائر المائية في مختلف مناطق المملكة.

وكانت القوات المسلحة بتوجيهات جلالة القائد الأعلى على الدوام حاضنة للإنسانية وملهمة خصوصا في الملمات على اختلافها، وكانت أبرز المشاهد الإنسانية تتجلى في المستشفيات الميدانية التي لبت النداء إقليميا ودوليا سعيا لإغاثة الملهوف ومد يد العون والمساعدة، حيث وصلت أعداد الدول التي أرسلت إليها مستشفيات أو محطات جراحية إلى 25 دولة صديقة وشقيقة، وللقوات المسلحة الآن ثلاثة مستشفيات ميدانية موزعة في شمال غزة، وجنوبها في “خان يونس” ونابلس، ومحطتان جراحيتان في رام الله وجنين.

واستطاعت قواتنا المسلحة أن تنفذ ثالث أكبر عملية تزويد لوجستي في العصر الحديث على قطاع غزة إذ عملت القوات المسلحة بأقصى طاقتها وإمكاناتها لهذا الجهد الإنساني العظيم، فقد سيرت القوات المسلحة الأردنية والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية آلاف الشاحنات ومئات الطائرات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية والإغاثية الذي لعب دورا مهما في التخفيف من المعاناة الإنسانية للأشقاء في القطاع جراء الحرب.

وبهذه المناسبات الغالية على قلوبنا جميعا نرفع الهامات عاليا لنحيي تلك القامات الشامخة من منتسبي جيشنا العربي، هذا الجيش الذي هو موضع فخر جلالة قائدنا الأعلى ومحط ثقته، ويحق لكل أردني أن يعتز ويفتخر بدوره العظيم، فهو صانع الإنجاز وحامي الاستقلال، والذي انبرى لخير وصالح البلاد، ولجهود الكبيرة التي يبذلها على الصعيد الإقليمي والدولي، والتي تنصب على مهام إنسانية بحتة للأشقاء والأصدقاء، وقوفا معهم وتخفيفا عنهم وتسهيلا عليهم.

إنجازات متواصلة لا حدود لها تحققت وما زالت تتحقق بهمة ملكية منقطعة النظير في مسيرة التقدم والتطوير والتحديث، ليبقى وطننا عزيزا شامخا تظله القيادة الهاشمية الحكيمة، ولتمضي قواتنا المسلحة في مسيرتها الحافلة بالعطاء لهذا الوطن، ليبقى مزهرا ومزدهرا، تغشاه السكينة وتحيطه الطمأنينة، ويسوده السلام والأمان، ترعاه عيون يقظة، وتحميه سواعد أردنية بزنود قوية، كانت وما زالت على عهد الولاء والوفاء والانتماء، وسيظل نشامى الجيش العربي سيوفا ضاربة ورماحا طاعنة لمن تسول له نفسه العبث بأمن الوطن واستقراره، وسدا منيعا وقلعة صامدة في وجه الطامعين

مقالات مشابهة

  • الأردنيون يحتفلون بيوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى
  • السلطة المحلية في ذمار تسير قوافل عيدية للمرابطين في جبهات المنطقة العسكرية الرابعة
  • قافلة عيدية من قيادة الخدمة المدنية للمرابطين في الضالع
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة
  • زيارات عيدية للمرابطين في جبهات الضالع وتعز ولحج
  • فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة
  • رئيس عمليات العسكرية الـ3 يعايد الجرحى بمدينة الاقصى الطبية
  • وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وقيادة المنطقة العسكرية السادسة ينعون العميد محمد الغولي
  • كشف تفاصبل زيارة رئيس الوزراء كامل إدريس الى منطقة البحر الأحمر العسكرية
  • ذوو الشهداء والمصابين من القوات المسلحة والجيش اليمني يرمون الجمرات الـ«3» أول أيام التشريق