ما تبلغه حزب الله من حماس وما قرر المضي به جنوباً
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": تموضع الحزب تدريجا في الصراع المفتوح عبر فتح جبهة الجنوب امام كل الاحتمالات لتكون بموازاة جبهة غزة او لتكون بمعنى اخر الاحتياط الاستراتيجي لها بعدما ابلغ الحزب كل من يعنيهم الامر ان امر مشاركته في المواجهة المفتوحة مرهون بمسار التطورات الدراماتيكية في جبهة غزة الملتهبة، فهو سيبقى على تخوم هذه المعركة مادامت اسرائيل خارج النطاق الجغرافي لغزة وقطاعها كما كان الوضع حتى صباح السابع من تشرين الاول الحالي.
تكرس دخول حزب الله ومن معه الى المواجهة لكنه ظل دخولا مقيدا الى حد بعيد بقواعد الاشتباك التقليدية، وان اتسم بالضراوة والسخونة اذا اسفر عن سقوط خمسة من مقاتلي الحزب وخمسة اخرين من حركتي الجهاد وحماس فيما اقرت القيادة الاسرائيلية بسقوط ما لايقل عن سبعة من عسكرييها .
وعلى وقع هذا المشهد المحتدم اتى وزير الخارجية الايراني حسين عبد الامير اللهيان الى بيروت ليتصرف بعد لقائه الامين العام للحزب واجتماعه مع قيادتي حركتي حماس والجهاد تصرف "المنتصر" والمحدد لخريطة الطريق للخروج من الازمة وفق تفسيرات الخبراء . وقبل مغادرته الى الدوحة ظهرعبد اللهيان من سفارة بلاده ليخاطب الاسرائيليين والغرب عموما بالاتي : "تعالوا الى طاولة التفاوض السياسي قبل فوات الاوان. ثمة فرصة متاحة الان للحل السياسي ولكن اذا ما فوتت ودخل الحزب على خط المواجهة مباشرة فانتظروا ساعتها زلزالا سيحدث ولايمكن التكهن بالنتائج والتداعيات" .
ولم يكن هذا الامر وحده عنصر التشجيع ورفع المعنويات للحزب، اذ انه كان يرصد مسار الاوضاع في غزة وخرج بالاستنتاج الاتي :
-ان حركة حماس ابلغته رسميا انها مازالت على رغم كل شيء تمسك بـ "عنصر السيطرة والتحكم "وهي قادرة على الصمود لاشهر .
- كما ابلغته الحركة انها وهي التي قطع مقاتلوها عشرات الكيلومترات للوصول الى المواقع والمستوطنات الاسرائيلية وضعت في حساباتها ان اسرائيل قد ترد بالدخول الى غزة واعدت العدة لهذه الساعة .
- ان الحركة على ثقة بان اسرائيل مربكة حيال اجتياح بري لغزة وعليه احتمال عدم دخولها وارد وقد تتبع تكتيكا اخر يتمثل في زيادة الضغط العسكري على الاهالي وتدمير المدينة لتحسين شروطها .
وحيال ذلك فان الحزب وفق متصلين به "سيظل يتعمد سياسة الغموض البناء فهو غير مضطر الى تطمين احد". واذ كانت تلك مسلمة اطلقها منذ بداية الاحداث فانه لايستنكف عن الاعلان بانه ماض قدما في ابقاء الوضع على الحدود في حال تسخين دائم حتى اذا احتاج الامر الى اكثر من ذلك يكون هو بكامل جهوزيته للتعامل مع اي تطور يقتضي منه ان يبدل تعاطيه.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
غزة تنتظر الغذاء وسط ضغوط دولية تحاصر اسرائيل المنبوذة
غزة ."وكالات": لا يزال الفلسطينيون في غزة ينتظرون وصول الغذاء رغم تزايد الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى سكان القطاع الذين أصبحوا على شفا مجاعة بعد حصارمتجدد دام 11 أسبوعا.وبحسب إحصاءات عسكرية إسرائيلية، دخل إلى قطاع غزة أقل من 100 شاحنة مساعدات منذ يوم الاثنين عندما وافقت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رفع الحصار عن سكان القطاع.
ومع استمرار استهداف القطاع بالغارات الجوية والدبابات، مما أسفر عن استشهاد العشرات اليوم، قال أصحاب مخابز وشركات نقل محلية إنهم لم يستلموا بعد إمدادات جديدة من الطحين وغيره من المواد الأساسية.
وقال عبد الناصر العجرمي، رئيس جمعية أصحاب المخابز، إن 25 مخبزا على الأقل تم إبلاغهم بأنهم سيتلقون الطحين من برنامج الأغذية العالمي لم يستلموا شيئا، وإن حدة الجوع لم تهدأ.
وقالت صباح ورش أغا، وهي امرأة عمرها 67 عاما من بيت لاهيا بشمال القطاع وتقيم في خيام قرب شاطئ مدينة غزة "لا طحين.. لا أكل.. لا ماية. كانت المضخة تسقينا والمضخة بطلت تشتغل ومافيش سولار ولا في جاز".
وأثار استئناف الحملة العسكرية على غزة منذ مارس، بعد وقف لإطلاق النار دام شهرين، تنديدا من دول كانت تتوخى الحذر في توجيه انتقادات علنية لإسرائيل. وأبدت الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل، إشارات على نفاد صبرها تجاه نتنياهو.
وعلقت بريطانيا محادثاتها مع إسرائيل بشأن اتفاقية للتجارة الحرة وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيراجع اتفاقية شراكة تتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية في ظل "الوضع الكارثي" في غزة. وهددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا واصلت إسرائيل حملتها.
وداخل إسرائيل، أثار الزعيم المعارض اليساري يائير جولان رد فعل غاضبا من الحكومة ومؤيديها هذا الأسبوع عندما قال إن "الدولة العاقلة لا تتخذ من قتل الأطفال هواية"، وحذر من أن إسرائيل تُخاطر بأن تصبح "دولة منبوذة بين الأمم".
ويقود جولان، وهو نائب سابق لقائد الجيش الإسرائيلي، حزبا ذا تأثير انتخابي محدود. وشارك بشكل فردي في جهود الإنقاذ بعد الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع أكتوبر 2023.
لكن كلماته، وتعليقات مماثلة من رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت في مقابلة مع (بي.بي.سي)، سلطت الضوء على القلق المتزايد في إسرائيل إزاء استمرار الحرب مع بقاء 58 رهينة في غزة. .
وتُظهر استطلاعات الرأي دعما واسع النطاق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة جميع الرهائن، إذ أظهر استطلاع أجرته معة اسرائيلية في القدس هذا الأسبوع أن 70 بالمئة يؤيدون هذا الحل.
لكن المتشددين في الحكومة، والذين يُطالب بعضهم بالتهجير الكامل لجميع الفلسطينيين من غزة، يصرون على مواصلة الحرب حتى "النصر النهائي"، والذي يعني نزع سلاح حماس وإعادة الرهائن.
وينحاز نتنياهو إلى المتشددين حتى الآن. وتراجعت شعبية رئيس الوزراء في استطلاعات الرأي ويواجه محاكمة في الداخل بتهم فساد ينفيها بالإضافة إلى مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن الغارات الجوية ونيران الدبابات قتلت 34 شخصا على الأقل في أنحاء قطاع غزة اليوم. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات الجوية أصابت 115 هدفا.
ولدى مغادرة بعض الشاحنات من معبر كرم أبو سالم، تعرضت لمحاولات تعطيل ومنع من جانب مجموعة من المتظاهرين الإسرائيليين الغاضبين من السماح بدخول أي إمدادات إلى غزة بينما لا يزال الرهائن محتجزين هناك. وكرم أبو سالم مركز جمركي ولوجستي مترامي الأطراف في الركن الجنوبي الشرقي من قطاع غزة.