في اليوم العاشر للعدوان الإسرائيلي.. قطاع غزة يعيش نكبة إنسانية
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
مع تواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي وارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدف كل شيء بالصواريخ شديدة الانفجار وتشديد الحصار وإغلاق كافة المعابر، دخل قطاع غزة مرحلة وصفت بأنها "نكبة إنسانية".
وخلال الليلة الماضية، واصلت طائرات الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 2750 مواطنا؛ بينهم مئات الأطفال والنساء، إضافة إلى تسجيل أكثر من 9700 إصابة بجراح مختلفة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عشرات العائلات الفلسطينية.
وأوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أن "طبيعة الاحتلال العدوانية وحجم الإجرام الذي يعتلي العقلية الصهيونية، تعودنا عليه في كل عدوان وحب يشنها على قطاع غزة من خلال تعمد إيقاع أكبر قدر ممكن من المجازر واستهداف المدنيين الأبرياء، وإلحاق دمار واسع في البنية التحتية؛ سواء على مستوى منازل الموطنين وشبكات الطرق والكهرباء والمياه".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "الاحتلال في هذه العدوان فاقم من هذا الواقع من خلال هذا العدد الكبير من المجازر، كي يضيف جريمة جديدة، وهي جريمة العقاب الجماعي والإبادة الجماعية، إضافة إلى مفاقمة الوضع الإنسان عبر تشديد الحصار وقطع الكهرباء والماء والوقود وغيرها من المواد التموينية الأساسية عن القطاع، بما جعل من الأوضاع في القطاع كارثية على المستوى الإنساني".
ونبه معروف أن "هناك معضلة كبيرة تواجه العاملين في الخدمات الأساسية على صعيد السلع والمواد الأساسية التي تعتمد خلال هذا العدوان بشكل أساسي على المخزون المتوفر قبل العدوان، إضافة إلى عمل المنظومة الصحية من خلال القدر اليسير المتوفر لها من الأدوية والمستهلكات الطبية، من أجل القيام بواجبها تجاه هذه العدد الأكبر من الجرحى والمصابين، خاصة وأن جراحهم خطرة وتحتاج إلى متابعات طبية متواصلة".
وذكر أن "70 في المئة من عدد الجرحى صنف ما بين متوسطة إلى خطيرة، علما أن جميع غرف العمليات في القطاع تعمل على مدار اللحظة ولا تستطيع أن تواكب هذه الحاجة الكبيرة لإنقاذ المصابين"، منوها أن "قطاع غزة في ظل هذا الواقع، يعيش نكبة إنسانية بكل ما لهذه الكلمة من معنى".
وحول التقديرات الأولية لعدد النازحين داخليا جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي طال كل شيء في القطاع من شماله وحتى جنوبه، قال المسؤول الفلسطيني: "إجمالي من اضطروا إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخليا في كافة محافظات القطاع الخمس، يبلغ قرابة ربع سكان قطاع غزة (أكثر 500 ألف) بحثا عن الأمن وهروبا من قصف الاحتلال للأحياء السكنية والمباني والأبراج السكنية؛ بينهم أكثر من 70 ألفا نزحوا عند الأقارب والأصدقاء والباقي في مراكز الإيواء".
وبين أن النزوح الداخلي فاقم معاناة سكان القطاع، خاصة في ظل نقص الخدمات الأساسية المقدمة، محذرا من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، والتي لا تقف عن حدود مراكز الإيواء بل ربما تتجاوز حدود القطاع.
وبين أن "العديد من مناطق القطاع تعرضت لسياسية الأرض المحروقة مثل؛ شمال شرق القطاع (بيت حانون) وشمال غرب القطاع، وغيرها العديد من المناطق العديدة".
وأشار إلى أن التقديرات الحالية الأولية التي تمكنت طواقم الحصر الميداني أن تصلها، تشير إلى تدمير الاحتلال نحو 2200 مبنى وبرج وعمارة سكنية، تم تدميرها بشكل كامل، تضم نحو 9000 وحدة سكنية، إضافة إلى أكثر من 83 ألف وحدة سكنية ألحقت بها أضرار جزئية وبليغة، منها نحو 4500 وحدة باتت غير صالحة للسكن".
وأكد معروف أن "حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، حيث ألقيت مئات الأطنان من المتفجرات على رؤوس الموطنين والمباني والأبراج السكنية، تنذر بأن الأضرار أكبر من ذلك بكثير"، منوها أنه تم أيضا حصر تدمير أكثر من 70 منشأة خدماتية تعود لمؤسسات أهلية والبلديات ومؤسسات قطاع غزة تقم خدمات عامة، جميعها تعرض للقصف".
وتابع: "تم تدمير أكثر من 47 مقرا حكوميا، إضافة إلى 157 مدرسة؛ منها 14 مدرسة باتت غير صالحة للاستخدام، وباقي المدارس تضررت بشكل متفاوت"، موضحا أن صواريخ الاحتلال المدمرة استهدفت أيضا العديد من المساجد وتم تدمير بعها بشكل كلي، إضافة إلى تأثر بعض الكنائس جراء القصف الإسرائيلي".
وخلال جولة ميدانية لمراسل "عربي21" في بعض مناطق القطاع، ظهرت طوابير الناس على المخابز في انتظار دورهم، فيما يحاول السكان التكيف مع كميات المياه المتوفرة والاقتصاد في الاستهلاك، فيما حاول البعض التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء بشكل متواصل، عبر استخدام لوحات الطاقة الشمسية التي نفدت من الكثير ممن المتاجر التي تمكنت ممن فتح أبوابها، وذلك بالتزامن مع محدودية توفر الوقود والغاز.
وفجر السبت تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة دمار غزة دمار طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدید من إضافة إلى قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
أكثر من 1.5 مليون نازح في غزة وسط تدهور حاد بالخدمات الأساسية
أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن أكثر من مليون ونصف المليون نازح يقيمون حاليًا في مراكز إيواء داخل القطاع، في ظل وضع إنساني وصفه بالكارثي في جميع المناطق.
وأشار إلى تعطل خطوط نقل المياه في عدد من مراكز الإيواء المؤقتة، ما يزيد من المخاطر الصحية والإنسانية التي تواجه النازحين، خصوصًا مع استمرار تداعيات المنخفض الجوي ونقص الخدمات الأساسية.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع تسبّب بكارثة إنسانية واسعة، أدّت إلى تضرر نحو مليون نازح في مختلف المناطق.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأوضح المكتب أن المنخفض أسفر عن انهيار 13 منزلاً، وغرق نحو 27 ألف خيمة، إضافة إلى تعطل عشرات النقاط الطبية المؤقتة، ما فاقم معاناة السكان في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة.
وأصيب شاب، مساء امس الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية شقبا غرب رام الله.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن قوات الاحتلال داهمت القرية بعدة آليات عسكرية واقتحمت عدداً من المحال التجارية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين.
وخلال الاقتحام، أطلق جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع باتجاه الأهالي، ما أسفر عن إصابة شاب بقنبلة صوت، ووصفت حالته بالمتوسطة.
وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء امس الجمعة، على اقتحام بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال اقتحمت تقوع، وتمركزت وسط البلدة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن إصابات.
ورحّب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يُلزم إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بضمان الوصول الإنساني الكامل إلى قطاع غزة واحترام مقار الأمم المتحدة.
مؤكدا أن التصويت الواسع يعكس موقفا دوليا ثابتا يدعم وكالة الأونروا ويجدد الاعتراف بولايتها ودورها الأساسي في حماية اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات لهم في ظل الظروف الاستثنائية.
وأشار فتوح إلى أن القرار يستند إلى الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن مسؤوليات إسرائيل القانونية، محذرا من التصعيد الخطير في سياسات الاحتلال والتطهير العرقي وتدهور الوضع الإنساني.
ودعا جميع الدول إلى مواصلة دعم الأونروا باعتبارها الجهة المخوّلة بتقديم الإغاثة والخدمات للاجئين، بما يضمن الاستجابة للأوضاع المتفاقمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة الذي يواجه عدوانا مستمرا وتهجيرا قسريا.
وجدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، امس، الدعوة إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وعدم تعطيل عمل الأونروا والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.