القيلولة اثناء اليوم مفيدة لصحة الدماغ
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
قال باحثون في جامعة "يونيفرسيتي كولدج" في لندن، إن إيجاد قليل من الوقت بشكل منتظم من أجل قيلولة قصيرة، أمر جيد لأدمغتنا ويساعد على بقائه أكبر حجما لوقت أطول.
وأظهر فريق الباحثين أن أدمغة الأشخاص الذين يحصلون على قيلولة، كانت أكبر حجما بمقدار 15 سم مكعب، ما يعادل تأخير الشيخوخة من ثلاث إلى ست سنوات.
ومع ذلك أوصى العلماء بإبقاء وقت القيلولة أقل من نصف ساعة.
لكنهم قالوا إن النوم خلال النهار أمر يصعب تحقيقه في العديد من المهن، وإنه غالبا ما ترفض ثقافة العمل ذلك.
وقالت الدكتورة فيكتوريا غارفيلد لبي بي سي: "نقترح أن بإمكان الجميع اختبار بعض فوائد القيلولة". ووصفت نتائج الدراسة بأنها جديدة ومثيرة للغاية".
وثبت أن القيلولة أمر أساسي للنمو حين نكون أطفالا، وتصبح أقل شيوعا مع تقدمنا في السن، ثم تعود للظهور بعد سن التقاعد. وأفاد نحو 27 في المئة ممن تخطوا سن التقاعد عن لجوئهم إلى قيلولة خلال النهار.
وتقول الدكتورة غارفيلد إن نصيحة اعتماد قيلولة "أمر سهل للغاية"، مقارنة بفقدان الوزن أو ممارسة التمارين الرياضية التي "تصعب على الكثير من الناس".
ويتضائل حجم الدماغ مع العمر. لكن فيما يخص مساعدة القيلولة في الوقاية من أمراض مثل الزهايمر، أمر ما زال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث.
وتُعتبر صحة الدماغ مهمة بشكل عام للحماية من مرض الخرف، وترتبط هذه الحالة باضطراب النوم.
ويشير الباحثون أن النوم القليل يضرّ بالدماغ مع مرور الوقت ويتسبب بالالتهاب، كما يؤثر على الروابط بين خلايا الدماغ.
وقالت الباحثة فالنتينا باز: "إن القيلولة المنتظمة يمكن أن تحمي من التنكس العصبي عبر تعويض قلة النوم".
ومع ذلك، لم تعثر الدكتورة غارفيلد على مكان مريح في العمل من أجل قيلولة، وتفضل رعاية دماغها بطريقة أخرى.
وتقول "بصراحة، أُفضّل قضاء 30 دقيقة في التمارين بدلا من النوم، وقد أنصح والدتي بالقيام بذلك".
طبيعية عملاقة تعتمد على الحمض النووي - الشيفرة الجينية - التي ولدت معنا. وحددت الدراسات السابقة 97 قصاصة من حمضنا النووي التي تجعلنا إما أكثر عرضة للقيلولة أو للطاقة خلال اليوم.
فجمع الفريق بيانات من 35 ألف شخص، أعمارهم بين 40 و69 عاما، يشاركون في مشروع "بيوبنك" البريطاني (مشروع دراسة طويلة الأجل يتعلق بالحمض النووي)، وقارنوا ببساطة بين جينات من يأخذ قيلولة وآخرين ممن لا يأخذون قيلولة.
ونُشرت النتائج في صحيفة "سليب هيلث"، وأظهرت فارقا بقدر 15 سم مكعب- ما يعادل من 2.6 إلى 6.5 سنوات من الشيخوخة. وبلغ مجموع أحجام الأدمغة في الدراسة نحو 1480 سم مكعب.
وقالت الأستاذة الجامعية في جامعة إدنبرة، رئيسة جمعية العلوم العصبية البريطانية تارا سبايرز جون لبي بي سي: "أستمتع بقيلولة قصيرة في عطلات نهاية الإسبوع، وقد أقنعتني هذه الدراسة أنه لا ينبغي أن أشعر بكسل القيلولة، بل ربما قد تحمي دماغي".
وقالت إن النتائج "المثيرة للاهتمام"، أظهرت "زيادة صغيرة ولكن مؤثرة في حجم الدماغ"، و "تضيف إلى البيانات التي تشير إلى أن النوم مهم لصحة الدماغ".
ولم يدرس الباحثون بشكل مباشر مسألة الحصول على قسط كبير من النوم في منتصف النهار، لكن الدراسة تناولت فائدة النوم لنحو نصف ساعة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
روائح طبيعية تعزز الذاكرة والتركيز.. دراسات تكشف السر
أظهرت دراسات حديثة أن لبعض الروائح الطبيعية تأثيرًا مباشرًا على نشاط المخ والقدرة على التركيز وتحسين الذاكرة، وهو ما فتح بابًا جديدًا لاستخدام العلاج بالروائح كوسيلة داعمة للصحة الذهنية، وأكد الباحثون أن استنشاق روائح معينة يمكن أن يحفّز مناطق محددة في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة والانتباه.
وأوضح الخبراء أن حاسة الشم ترتبط بشكل مباشر بالجهاز الحوفي في الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن المشاعر والذكريات، لذلك فإن بعض الروائح الطبيعية، مثل إكليل الجبل والنعناع والحمضيات، تساعد في تنشيط العقل وزيادة اليقظة الذهنية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف التركيز أو الإجهاد الذهني.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أن الطلاب الذين استنشقوا رائحة إكليل الجبل قبل أداء اختبارات ذهنية أظهروا تحسنًا ملحوظًا في سرعة الاستجابة ودقة التذكر مقارنة بغيرهم. كما بينت أبحاث أخرى أن رائحة النعناع تساهم في تقليل الشعور بالتعب الذهني وزيادة القدرة على التركيز لفترات أطول.
ولم تقتصر فوائد الروائح الطبيعية على التركيز فقط، بل امتدت لتشمل تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر، وهو عامل مهم لصحة الدماغ. إذ يؤكد الأطباء أن القلق والتوتر المستمرين يؤثران سلبًا على الذاكرة، بينما تساعد الروائح المهدئة مثل اللافندر في تحقيق توازن نفسي ينعكس إيجابيًا على الأداء الذهني.
ونصح الخبراء باستخدام الزيوت العطرية الطبيعية باعتدال، سواء من خلال أجهزة نشر الروائح أو بوضع قطرات قليلة على منديل واستنشاقها لبضع دقائق. كما يمكن الاستفادة من هذه الروائح أثناء الدراسة أو العمل أو حتى قبل النوم، مع الحرص على اختيار أنواع طبيعية وتجنب المنتجات الصناعية القوية.
وأكد الأطباء أن العلاج بالروائح لا يُعد بديلًا للعلاج الطبي في حالات الاضطرابات العصبية أو فقدان الذاكرة، لكنه وسيلة مساعدة يمكن أن تعزز صحة المخ عند دمجها مع نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة، والنوم الجيد، والنشاط البدني المنتظم.